أبطال أكتوبر بسوهاج "عبد الرؤوف جمعة" بطل عملية رأس العش وأبو رديس
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
وُلد عبد الرؤوف جمعة عمران كريم بقرية الشوس، مركز سوهاج، وانضم للقوات المسلحة فى نوفمبر 1965، واستمر في التدريب 6 أشهر بعدها سافر برفقة إحدى كتائب الصاعقة إلى اليمن، وظل هناك عامين، وخلال عدوان 67، طلبت القيادة المصرية عودة الكتيبة لتأمين القوات على ميناء أبو الغصون على ساحل البحر الأحمر، وشارك في حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وكان لكتيبته دوراً رئيسياً في عملية رأس العش وأبو رديس .
إنتهت مهمة الكتيبة بميناء أبو الغصون، وعاد المجندون للكتيبة الأصلية مرة أخرى، وبدأت عمليات التدريب، وصدر القرار بإلحاقهم بالجيش الثاني الميداني بقناة السويس حيث كانت تدور حرب الاستنزاف، وهذه المنطقة كانت تشهد عمليات قتالية على مدار الساعة ليل نهار. استمر القتال لمدة 4 سنوات، وكانت الكتيبة تتصدى لأي هجوم وأي إختراق، ليس هذا فقط بل كانت تقوم بعمليات خلف خط العدو، تتضمن زراعة الألغام .
وقال البطل عبد الرؤوف جمعة عمران، بعد ذلك صدرت الأوامر للكتيبة بتنفيذ عملية أم العش لوقف إمدادات العدو، وتم التجهيز والإعداد الجيد لأعمال التنفيذ، وإعداد الكمين الليلي على الضفة الشرقية للقناة، وتحديد إشارة البدء، حيث تمكن أفراد الكتيبة من تدمير دبابتين و4 عربات نصف جنزير، والقضاء على جميع إمدادات العدو الإسرائيلي، وقتل 60 جندياً وأسر جندي.
جدير بالذكر أن عبد الرؤوف كان ضمن مجموعة تحت قيادة ملازم أول عبد الحميد خليفة، ورافقتها في العملية مجموعة أخرى بقيادة ملازم أول مجدى شحاتة، والنقيب رشاد عمران. لكن بعد تكبيد العدو تلك الخسائر، بدأت القوات الإسرائيلية في إطلاق النيران بشكل غير مسبوق ومكثف، واستمرت الطلعات الخاصة بالطيران لمدة 3 أشهر متواصلة، وحدثت مذبحة مدرسة بحر البقر.
وأضاف "عمران" أنه تم استدعاء الكتيبة للمشاركة في حرب أكتوبر، وتم تكليفها بالذهاب إلى الزعفرانة، وكان تشكيل الكتيبة وقتها 7 طائرات مروحية، وقامت هذه الطائرات بإنزال الأفراد خلف خطوط العدو بمنطقة أبو رديس التى تبعد عن السويس 300 كم. كانت مهمتها قد حددت بعرقلة ووقف مطار أبو رديس حتى لا يعمل أثناء حرب أكتوبر، وشل حركة قوات العدو فى جنوب سيناء ومنع زحفهم لقناة السويس.
وأكد عبد الرؤوف جمعة على أنه بعد قتال 6 أيام، انقطع أفراد الكتيبة خلف خطوط العدو، وأوشكت إمداداتهم من طعام والذخيرة على النفاذ، وحدث اشتباك قوي مع القوات الإسرائيلية، استشهد فيه أفراد الكتيبة بالكامل باستثناء 8 جنود. في تلك الأثناء كان الجنود يتقاسمون المياه والطعام، وسط عمليات تمشيط من قبل القوات الإسرائيلية بحثاً عن الناجين. وأثناء محاولات الجنود المصريين العودة تم عمل كمين لهم، وقام العدو بإطلاق النيران وتم أسر 4 جنود مصريين ونجح أربعة في الإفلات من الكمين، وهم مقاتل السيد من المنصورة، ومحمد عبد الرحمن من الشرقية، وملازم أول عبد الحميد خليفة قائد المجموعة، وأنا، وأصبت بدفعة مدفع رشاش في الحوض، وقام زملائي بحملي والابتعاد عن مرمى نيران العدو، واختئبوا داخل مغارة جبلية من حجر المنجنيز الأسود، ولم يكن معهم إسعافات إلا الميكروكروم. ساعدنا بعد ذلك مجموعة من البدو في الصحراء، وكانوا يحضرون لنا الطعام والمياه، لمدة 7 أشهر.
وأشار "عمران" إلى أنهم قرروا الرحيل وساروا في الصحراء 30 يوماً، حتى وصلوا إلى المكان المقرر وعندها قيل لهم أن كتيبتهم عرفت باسم "الكتيبة المفقودة"، وأنه لم يكن هناك أمل فى عودة أحدهم مطلقاً. وعقب عودتنا قام المشير أحمد إسماعيل بتكريمنا .
هذا البطل الذى ظل لمدة 7 أشهر خلف خطوط العدو يصارع من أجل البقاء عقب إصابته بدفعة مدفع رشاش بالحوض، وبعد أن تماثل للشفاء يظل هو ورفاقه يسيرون لمدة 30 يوما ليلا وينامون نهارا، مهتدين بالنجوم حتى عادوا إلى كتيبتهم أبطالا رافعين الروؤس ضاربين أروع الأمثلة فى التضحية والفداء من أجل الوطن مصر.
وأكد البطل عبدالرؤف جمعة أننى أوجه رسالة مهمة للشباب وللناس أجمعين مصر جميلة مصر هى كل شيء تعلموا من الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل أن تعيش الأجيال القادمة فهم الأبطال ولسنا نحن الأبطال أجعلوا لكم منهم قدوة مصر تتغير للأحسن حافظوا عليها ولا تعطوا أذانكم لمن يضللكم ويسمم أفكاركم نعمة الأمن التى نحن بها الأن لا تتوافر فى أى مكان أخر وأنظروا لحال الدول المجاورة وما يحدث بها مصر ستظل بأذن الله محمية صامدة مادام الجميع يعطي من أجل أن تعيش مصر حبوا أوطانكم تحبكم ضحوا من أجلها تجدوها لكم دراعا واقيا وسيفا يقطع رؤوس الحاقدين والكارهين لها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحر الاحمر من أجل
إقرأ أيضاً:
ابن المهاجرين وأبو الفقراء.. هكذا عاش البابا فرنسيس
من وسط عالم تسوده الصراعات ومآسي الحروب، برز البابا فرنسيس، الذي توفي الإثنين، كصوت للرحمة والإصلاح، وكسر التقاليد بانفتاحه على الفقراء والمهمشين، وسعى إلى بناء جسور الحوار بين الأديان.
ومن أحياء بوينس آيرس المتواضعة إلى الكرسي الرسولي، حمل البابا فرنسيس رسالة محبة وسلام، مجسدا روح التغيير في الكنيسة الكاثوليكية.
من هو البابا فرنسيس؟
ولد البابا فرنسيس في 17 ديسمبر 1936 في العاصمة الأرجنتينية، باسم خورخي ماريو بيرغوليو، كان والده محاسبا يعمل في السكك الحديدية، ووالدته ريجينا سيفوري ربة منزل كرست حياتها لتربية أبنائها الخمسة. حصل على شهادة فني كيميائي من مدرسة تقنية، ثم اختار طريق الكهنوت فالتحق بإكليريكية أبرشية. في 11 مارس 1958 دخل في مرحلة رهبنة اليسوعيين. أكمل دراساته الإنسانية في تشيلي، وعاد إلى الأرجنتين عام 1963 حيث حصل على شهادته الجامعية في الفلسفة من كلية سان خوسيه في سان ميغيل. بين عامي 1964 و1965، درّس البابا الأدب وعلم النفس في كلية الحبل بلا دنس في سانتا في الأرجنتين. في عام 1966 انتقل إلى كلية ديل سالفاتوري في بوينس آيرس. بين عامي 1967 و1970 درس اللاهوت وحصل على درجة علمية من كلية سان خوسيه.حياته الكهنوتية والعمل الأكاديمي
أصبح البابا كاهنا في 13 ديسمبر 1969، وواصل تدريبه بين عامي 1970 و1971 في جامعة ألكالا دي هيناريس بإسبانيا، وأدى نذوره الأخيرة في الرهبنة اليسوعية في 22 أبريل 1973.
وعند عودته إلى الأرجنتين، شغل عدة مناصب، منها رئيس المبتدئين في فيلا بارياري، وأستاذ في كلية اللاهوت في سان ميغيل، ومستشار لمقاطعة الرهبنة اليسوعية، ورئيس كلية ماكسيمو للفلسفة واللاهوت.
وفي 31 يوليو 1973 عين رئيسا إقليميا لليسوعيين في الأرجنتين، وهو المنصب الذي شغله لمدة 6 سنوات.
وعاد بعد ذلك إلى العمل الأكاديمي، وفي الفترة من 1980 إلى 1986 شغل مجددا منصب رئيس لكلية سان خوسيه وكراع لأبرشية في سان ميغيل.
وفي مارس 1986، ذهب إلى ألمانيا لإنهاء أطروحته للدكتوراه، ثم تم تعيينه مديرا روحيا ومعترفا في كنيسة اليسوعيين في قرطبة.
ترقياته الأسقفية
في 20 مايو 1992، عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفا مساعدا في بوينس آيرس، وأسقفا فخريا لمدينة أوكا، وحصل على الرسامة الأسقفية في 27 مايو في الكاتدرائية.
وفي 3 يونيو 1997، عُين البابا رئيس أساقفة معاونا لبوينس آيرس، وبعد وفاة الكاردينال كواراشينو، أصبح رئيس الأساقفة، وكبير أساقفة الأرجنتين، ورئيسا للكاثوليك من الطقوس الشرقية في الأرجنتين الذين ليس لديهم رئيس أساقفة خاص بهم، وذلك اعتبارا من 28 فبراير 1998.
الكاردينالية ونشاطه في الكنيسة
في عام 2001، تم تعيينه كاردينالا من قبل البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني، وبرز كأحد الشخصيات المؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية في أميركا اللاتينية.
وأصبح أكثر شهرة في القارة إذ باث رئيسا لمجلس أساقفة الأرجنتين في 2005، وأعيد انتخابه في 2008 لفترة ثانية.
انتخابه بابا للفاتيكان
في 13 مارس 2013، وبعد يومين من التوصيت، تم انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية في اجتماع الكرادلة، عقب استقالة البابا بندكتوس السادس عشر.
وقد اختار بابا الفاتيكان، الذي كان أول بابا من أميركا اللاتينية، اسم "فرنسيس" تكريما للقديس فرنسيس الأسيزي، الذي اشتهر بتواضعه وحبه للفقراء.
العيش ببساطة
منذ اللحظة التي انتخب فيها، أظهر البابا فرنسيس رفضا لبعض التقاليد المترسخة في الفاتيكان، مثل استخدام السيارات الرسمية الفاخرة، وأبدى رغبة في العيش ببساطة أكبر، مما أكسبه إعجابا واسعا من العديد من الأشخاص.
وقد اختار العيش في شقة بسيطة مؤلفة من غرفتين، عكس التقليد الذي يقتضي عيش الباباوت في منازل خاصة.
وعرف البابا بأنه كان يفضل عدم الركوب في السيارات البابوية التقليدية المضادة للرصاص، حيث يسميها بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية "علب السردين"، ويقول إنه يفضل أن يكون أقرب إلى الناس.
وقال أكثر من مرة: "شعبي فقير وأنا واحد منهم"، مفسرا بذلك قراره بالعيش في شقة وطهي طعامه بنفسه.
وقد عرف البابا فرنسيس خلال جلوسه على الكرسي الرسولي بمواقفه الإنسانية في قضايا حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، ونبد العنف، والاهتمام بالفقراء والمهمشين. وهذه بعض من أبرز مواقفه:
التقارب بين الأديان
في عام 2019، وقع البابا مع شيخ الأزهر أحمد الطيب وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، لتعزيز الحوار بين الأديان.
كما زار العراق في 2021، حيث التقى المرجع الشيعي علي السيستاني، في خطوة غير مسبوقة لتعزيز العلاقات بين المسيحية والإسلام.
انتقاده للرأسمالية والجشع الاقتصادي
انتقد البابا في حياته بشدة الرأسمالية المتوحشة، مؤكدا أنها تؤدي إلى تفاقم الفقر واللامساواة. ودعا إلى أن يكون الاقتصاد في خدمة الإنسان، وليس العكس.
وعلى مستوى الجانب البيئي، أصدر في 2015 رسالة بابوية بعنوان "كن مسبحا"، دعا فيها إلى حماية البيئة والتصدي للتغير المناخي، معتبرا أن تدمير الطبيعة "خطيئة ضد الله"، وانتقد الدول الصناعية الكبرى لتسببها في تدمير البيئة.
الدفاع عن اللاجئين
عام 2016 زار البابا جزيرة ليسبوس اليونانية حيث التقى اللاجئين السوريين، ثم اصطحب 12 لاجئا مسلما معه إلى الفاتيكان، في رسالة تضامن قوية.
وانتقد بقوة سياسات إغلاق الحدود أمام اللاجئين، معتبرا أن الإنسانية تقتضي استقبالهم ومساعدتهم.
الدعوة للسلام ونبذ الحروب
دعا البابا مرارا إلى إنهاء النزاعات المسلحة، لا سيما في أوكرانيا وسوريا واليمن والأراضي الفلسطينية، وحث القوى الكبرى على السعي لحلول دبلوماسية بدلا من الحروب.
كما انتقد تجارة السلاح واعتبرها "إحدى الجرائم الكبرى ضد الإنسانية".
انتقاده للنزعة القومية والشعبوية
انتقد صعود الأحزاب الشعبوية في أوروبا وأمريكا، محذرا من خطابات الكراهية ضد المهاجرين والأقليات.
واعتبر أن القومية المتطرفة تتعارض مع التعاليم المسيحية التي تدعو إلى المحبة والتسامح.
إصلاحاته في الكنيسة الكاثوليكية
عمل البابا فرنسيس على التخفيف من صرامة القوانين المتعلقة بالطلاق والزواج، وسمح لبعض المطلقين الذين تزوجوا مجددا بتلقي المناولة المقدسة، كما ودعا إلى جعل الكنيسة أكثر قربا من الناس وأقل بيروقراطية.
وعيّن نساء في مناصب قيادية داخل الفاتيكان لأول مرة في تاريخ الكنيسة، كما دعا إلى تعزيز دور المرأة داخل الكنيسة، لكنه لم يصل إلى حد الموافقة على منحهن رتبة الكهنوت.
وأطلق البابا الراحل إصلاحات داخل الفاتيكان لمحاربة الفساد المالي، وأقال عددا من المسؤولين في إدارة الكنيسة بسبب قضايا مالية مشبوهة، وكان يشدد على ضرورة أن تكون الكنيسة نموذجا في الشفافية والنزاهة.