لعب عدد من الفنانين والمطربين دوراً كبيراً فى دعم الجيش المصرى خلال فترة حرب أكتوبر 1973، وكان لهم عدد من الإسهامات من خلال صوتهم الذى قدموه من أجل دعم الجيش مالياً، من خلال إقامة حفلات غنائية فى شتى بقاع العالم، أو من خلال السفر إلى مدن ودول من أجل الترويج لصورة الجندى المصرى.

وكان على رأس هؤلاء الفنانين، كوكب الشرق أم كلثوم، التى كانت أول من رفع شعار «الفن من أجل المجهود الحربى»، لتخصص إيراد عدد كبير من حفلاتها الفنية لتسليح الجيش، وأخذت على عاتقها السفر والترحال من أجله، وذلك بعد 1967 وتحول صوتها على مسرح أولمبيا فى فرنسا إلى بركان من الحماس لجنودنا على الجبهة، بأغانيها الوطنية التى دعمت عزيمة النصر، كما قامت بعمل حفل آخر.

وكانت حصيلة هذه الحفلات 212 ألف جنيه إسترلينى، وأقامت حفلاً آخر فى سينما الأندلس بالكويت كانت حصيلته 100 ألف دينار كويتى، ذهبت جميعها للمجهود الحربى، وكذلك دورها فى حرب أكتوبر لم يكن الأول لها، حيث إنها تبرعت بمبلغ 10 آلاف جنيه عام 1956 لإعادة تعمير مدينة بورسعيد الباسلة بعد العدوان الثلاثى على مصر.

«عبدالحليم» غنى فى «ألبرت هول»  

وربما لم يكن هناك فنان قادر على منافسة أم كلثوم فى مجهوداتها الحربية، لكن الفنان عبدالحليم حافظ كان له دور أيضاً بصوته فى حفلاته الغنائية التى كان يحاول من خلالها دعم الجنود نفسياً على جبهة الحرب، كما عمل كل ما فى وسعه من أجل إحياء الحفلات الغنائية وتقديم إيراداتها للجيش للتسليح، وكانت أشهرها تلك الحفلة التى أقامها فى ألبرت هول فى لندن، وكذلك أفلامه، التى حول إيراداتها لخزينة الجيش المصرى، وأشهرها فيلم «أبى فوق الشجرة»، الذى لاقى نجاحاً كبيراً.

نادية لطفى وتحية كاريوكا وفاتن حمامة تطوعن ضمن أطقم التمريض

أما الفنانة نادية لطفى فكانت من الفنانات اللاتى تطوعن بشكل كامل خلال فترة الحرب لمساعدة الجيش المصرى، بل خاطرت بحياتها وذهبت إلى الجبهة للانضمام لطاقم التمريض فى مستشفى المعادى العسكرى هناك.

وكان للفنانة الكبيرة تحية كاريوكا دور كبير خلال حرب أكتوبر فى جمع التبرعات ومع جمعية الهلال الأحمر وفى مستشفى قصر العينى، حيث أقامت لشهور فى عنبر 21 لخدمة الجرحى والمصابين، أما سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، فكان لها أيضاً دور قوى أثناء فترة الحرب، حيث قامت بالتعاون مع أعضاء جمعية الهلال الأحمر بالعمل كممرضة وزيارة أبطال الحرب فى أكثر من مستشفى.

ولم تتخلف الفنانة شادية عن دعم المجهود الحربى قبل حرب أكتوبر، وهى تتبرع برصيد أفلامها لدعم تسليح الجيش المصرى، كما قامت بدعم رجال القوات المسلحة المصابين، والشد على أيديهم للرفع من معنوياتهم، وهو نفس الدور الذى كانت تؤمن بعمله الفنانة شادية بعد ثورة يوليو، عندما شاركت فى العمل الفنى الخاص بـ«قطار الرحمة»، وهو عمل فنى ظهر عقب اندلاع ثورة 1952، وذلك كمبادرة من الفنانين لدعم الجيش المصرى، عن طريق جمع المال من كل أرجاء مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف خط بارليف الجيش الذي لا يقهر حرب أکتوبر من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

مجدي البدوي يكتب: ثورة بناء

ستظل ثورة ٣٠ يونيو إحدى النقاط المضيئة فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية لأنها كانت ثورة شعبية قامت بإرادة الشعب المصرى بأكمله.

الثورات السابقة دشنها مجموعة من المواطنين وبعد ذلك انضم إليها الشعب المصرى، على عكس ثورة ٣٠ يونيو التى قام بها الشعب المصرى بأكمله حتى يحرر الوطن من حكم المرشد ليعود حكم دولة المؤسسات ويتم إعادة بناء الدولة المصرية وتبدأ انطلاقة الجمهورية الجديدة. وبالتأكيد تواجه الثورات أحياناً بعض التحديات مثلما تواجه الكثير من الانتصارات، والآن تواجه الدولة المصرية مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، خاصة فى الأوضاع الاقتصادية بسبب التناحرات الدولية وبعض الكوارث العالمية، وبسبب بعض المواقف الأخرى التى تتخذها الدولة المصرية حفاظاً على أمنها القومى وأيضاً الحفاظ على بقاء واستقرار الدول المجاورة، لذا نحن نحتاج اليوم أن يقف الشعب المصرى بجميع أطيافه لمساندة الدولة فى مواجهة هذه التحديات ونستمر فيها لنستكمل بناء الجمهورية الجديدة التى أوشكت على الانتهاء.

حجم الإنجازات الذى تم خلال السنوات الماضية لا أحد يستطع أن ينكره أو يقلل منه لأنه يمس جميع طبقات المجتمع، ولقد استطاعت الدولة المصرية أن تُحسِّن قيمة الأجور بالنسبة للعاملين فى الدولة بعد أن كان لدينا نظام أجور من أسوأ أنظمة الأجور على مستوى العالم، وتحرك الحد الأدنى للأجور من ١٢٠٠ جنيه إلى ٦٠٠٠ جنيه، كما اهتمت الدولة أيضاً بالعمالة غير المنتظمة فى سابقة لم تحدث لهذه الفئة من العمالة على مدار التاريخ.

لقد سعت الدولة إلى تقديم المميزات المالية لهم، سواء أثناء جائحة كورونا أو فى المناسبات الأخرى، وقدمت لهم شهادات أمان، وعلى المستوى التشريعى قدمت لهم الكثير من الأمان الاجتماعى، خاصة فى قانونى التأمين الصحى الجديد والتأمينات الاجتماعية، وتسعى الدولة حالياً لإنشاء صندوق طوارئ كى يساعدهم فى التدريب والتثقيف والعلاج والمساهمة فى بناء الشخصية الاقتصادية.

كما اهتمت ثورة ٣٠ يونيو بـ«القادرون باختلاف»، ولأول مرة يطالب رئيس الجمهورية القطاع الخاص بتوظيفهم حتى يندمجوا فى المجتمع، وقدمت لهم الدولة الكثير من الخدمات اللوجيستية الأخرى.

لم تنسَ هذه الثورة دور المرأة المصرية واستعادة رأيها ودورها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، لقد تم منحها فرصاً عديدة فى المشاركة السياسية وتقلد المناصب الكبرى والسعى إلى تمكينها ومساواتها وظيفياً بالرجل ودعمها فى جميع المجالات. أكدت ثورة ٣٠ يونيو من جديد أنها مدّت يدها للجميع وسعت لبناء الجمهورية الجديدة بأفكار ورؤى جميع أبنائها، والدليل على ذلك ما حدث فى «الحوار الوطنى» ومشاركة مختلف أطياف المجتمع فى هذا الحوار وخروج الأفكار والرؤى التى ساهمت بشكل كبير فى تطوير الأداء على مستويات عديدة.

وفى النهاية، إذا كانت ثورة ٣٠ يونيو قدمت إنجازات لجميع فئات الشعب المصرى وبناء جمهوريته الجديدة، لذا يجب علينا الآن أن نؤكد على انحيازنا كشعب لهذه الثورة، ونعيد اللحمة بيننا، ونساند الدولة فى مواجهة التحديات حتى ننتصر جميعاً

مقالات مشابهة

  • صوت الشعب: مؤتمر الاستثمار رسالة دعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة
  • مجدي البدوي يكتب: ثورة بناء
  • أحمد العوضي يكتب: نقطة تحول تاريخية
  • طارق سعدة يكتب: كُتب علينا التصحيح (30 يونيو)
  • ضابط إسرائيلي: الحرب على لبنان ستقودنا لكارثة أكبر من 7 أكتوبر
  • الفنانين أشعلوا فتيل الغضب
  • حزب الله يعلن تنفيذ ثلاث عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
  • الإفراج عن قادة الإرهاب.. و«قتلة السادات» يحضرون احتفالات أكتوبر