الوطن:
2025-03-04@15:21:12 GMT

«الأشباح».. تاريخ مشرِّف للفدائيين من أبناء سيناء

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

«الأشباح».. تاريخ مشرِّف للفدائيين من أبناء سيناء

لعبت منظمة سيناء العربية التى تشكلت من أبناء بدو سيناء دوراً كبيراً فى تحرير الأراضى المصرية المحتلة عقب هزيمة عام 1967، بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية الفدائية ضد الجيش الإسرائيلى، واستطاعت اجتذاب عدد كبير من أبناء قطاع غزة بعد الإعلان عن تأسيسها رسمياً فى ديسمبر من عام 1968.

وتعاظم دور المنظمة إبان حرب الاستنزاف، واستمر نشاطها العسكرى حتى حرب أكتوبر عام 1973، فبعد 5 يونيو 1967 وفى محافظات القناة، كان لهؤلاء الأبطال المدنيين الذين أطلقت عليهم إسرائيل لقب الأشباح دور مهم أرهق الجيش الإسرائيلى، وكبّده خسائر كبيرة فى الجنود والمعدات.

ويُعد متعب هجرس، شيخ قبيلة البياضية، أول مشايخ سيناء الذين انضموا لمنظمة سيناء العربية وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967، وأوصلهم هو ورجاله إلى البر الغربى، ما جعل قوات الاحتلال الإسرائيلى تُلقى القبض عليه هو ومجموعة من رجاله عام 1968، ووُضع بالسجون الإسرائيلية، وكان أول شهيد يتم دفنه فى سيناء بعد عودة جزء منها عام 1977.

ومن أبرز رجال منظمة سيناء المجاهد عمران سالم عمران، الذى كان يلقب بـ«ديب سيناء»، والذى نفذ الكثير من العمليات النوعية مع أعوانه المجاهدين من أبناء سيناء، الذين دمروا دفاعات الجيش الإسرائيلى فى رمانة وبالوظة ومطار العريش، وقطعوا جميع خطوط الإمداد ونسفوا مستعمرة نحال سيناء، مقر قوات الهليكوبتر التى أغارت على جزيرة شدوان، حيث أطلق 24 صاروخاً على المستعمرة أسفرت عن قتل 21 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً وتدمير 11 طائرة، علاوة على تدمير مستعمرة الشيخ زويد ومحطة رادار بصواريخ الكاتيوشا، وبلغت العمليات التى شارك فيها ضد الجيش الإسرائيلى قرابة 150 عملية.

ويُعد الراحل عبدالله سويلم عيد أبوجرير أحد أبطال محافظة شمال سيناء، وكان ضمن مجموعة فدائية لعبت دوراً أساسياً فى عملية أسر اللواء مدرع إسرائيلى عساف ياجورى، والتى تمت فى يومى 8 و9 أكتوبر عام 1973، كما كان من بين طلائع شباب سيناء الذين انخرطوا فى العمل الفدائى تحت مظلة منظمة سيناء العربية، ليؤدى دوره كما غيره من كثير من أبناء سيناء فى تلك الفترة.

التحق مع «أبوجرير» بالعمل النضالى ضد الاحتلال مجموعة فدائية من أقاربه بينهم الشيخ عبدالله خويطر والحاج سليمان مغنم، ونفذ أكثر من 39 عملية نوعية فدائية، وحصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية لمعاونته القوات المسلحة المصرية إبان فترة حربى الاستنزاف وأكتوبر.

وكانت نقاط تحركاته والمجموعة الفدائية فى محور قناة السويس، فضلاً عن تنفيذ طلعات استكشافية لرصد ارتكازات الجيش الإسرائيلى على الجبهة، فكان يتنقل بسرية وقلب جسور من الضفة الشرقية للغربية عبر أماكن ومسارات يعلمها الفدائيون بالتنسيق مع القيادة خلال فترة حرب الاستنزاف، ثم كان الدور المتواصل خلال فترة حرب أكتوبر عام 1973، وتمكنت المجموعة الفدائية من رصد تحرك لواء القائد الإسرائيلى الأشهر عساف ياجورى، وإخطار القيادة حتى تم رصده وصيده وأسره فى عملية تُعد الأشهر والأهم فى ساحات القتال خلال فترة حرب أكتوبر.

ومن أبرز رجال منظمة سيناء المجاهد عبدالمنعم قناوى، الملقب بصقر السويس، أحد أبطال محافظة السويس أثناء حرب فترة حرب الاستنزاف، إذ استطاع إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث من كارثة كانت تهدد بتدميره، وظل إلى يومنا هذا يناضل من أجل الحياة، وهو يعمل حالياً سائق سيارة ميكروباص، يقوم من خلالها بتوصيل طلاب السويس يومياً إلى مدارسهم، ودائماً ما يحكى لهم عن بطولات آبائهم وأجدادهم الذين نجحوا فى تحرير بلادهم.

ومن أصعب المواقف التى مر بها المجاهد «قناوى» أثناء العمليات الفدائية التى شارك بها، عملية اختطاف مدير المخابرات الإسرائيلية حينما كان متجهاً إلى «أبورديس» والحصار الذى عانوا منه لمدة 36 ساعة، وصعود الرئيس عبدالناصر لرؤيتهم وتشجيعهم من الجانب الآخر. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف خط بارليف الجيش الذي لا يقهر الجیش الإسرائیلى منظمة سیناء من أبناء

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.

وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.

وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.

وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.

وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى
  • تكريم رجال الإطفاء الذين حاربوا حرائق لوس أنجلوس‬ في أوسكار 97
  • تعليق مثير من وزير الثقافة الإسرائيلى بعد فوز فيلم لا أرض أخرى بالأوسكار
  • قوات الاحتلال الإسرائيلى تقتحم مناطق متفرقة بالضفة الغربية
  • فريدة الشوباشي: الرئيس السيسي هو من استعاد سيناء
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • الجيش: عملية دهم في بلدة القصر – الهرمل
  • مسلسل الكابتن الحلقة 3.. مصير مجهول لـ أكرم حسني بسبب الأشباح
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة بينها حربان