قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع العسكرى، إنّ انتصار أكتوبر 1973 جاء تتويجاً لحرب الاستنزاف التى قدمت خلالها المقاومة الشعبية ملحمة وطنية قبل وأثناء حرب أكتوبر، جعلت العدو يواجه موته فى السويس وغيرها من مدن القناة، وإلى نص الحوار:

ما أبرز الإنجازات التى قدمتها المقاومة الشعبية؟

- 1967 لم تكن هزيمة للجيش المصرى، بل كانت عبارة عن ضربة جوية قام بها جيش العدو، لم تكن متوقعة بسبب كثرة الدعوات العالمية التى كانت تؤكد أن الجيش الإسرائيلى لا ينتوى الحرب، ولكن تلك الضربة جاء رد الجيش والشعب المصرى عليها عنيفاً، حيث بدأنا حرب الاستنزاف، فضلاً عن دور الفدائيين من أهالى السويس وغيرها من محافظات القناة، وجاءت تلك المقاومة لتؤكد أن الدولة المصرية لا يمكن أن تُقهر، وكانت تلك الحركة ساندة وداعمة للجيش المصرى فى حربه.

وكيف ساهمت فى مساندة الجيش المصرى؟

- أدت الحركات الشعبية خلال معارك حرب الاستنزاف، وأيضاً خلال أكتوبر كما حدث فى السويس، إلى إجهاد جيش العدو بشكل كبير، وقدمت المقاومة ملحمة وطنية غير مسبوقة أفقدت العدو توازنه نتيجة الخسائر المتتالية التى خلفتها تلك الحركات، وذكرت موسوعة علم الاجتماع العسكرى الأمريكية أن جيش العدو غيّر ضوابط التجنيد لديه نتيجة حرب الاستنزاف، وأصبح التجنيد خلال تلك الفترة بداية من سن 18 عاماً، حتى 55 عاماً، وذلك للسيدات والرجال، ولا تُعفى إلا المرأة الحامل، كل هذا يؤكد أن الحركات الشعبية وحرب الاستنزاف تمكنت من أن تُؤتى ثمارها.

ماذا عن بطولات أبناء السويس؟

- كانت هناك بطولات يومية يتم تحقيقها، والعدو فوجئ بمقبرته فى السويس، وتلك الجرأة التى تمتّع بها المصريون على عبور قناة السويس إلى الضفة الأخرى والإيقاع بعدد من الجنود والعودة مرة أخرى تدل على أن مصر كانت تتعامل مع الجزء المحتل على أنه أرضها وليس أرضاً محتلة، فى حين أن جيش العدو لم يجرؤ على عبور القناة، بالإضافة إلى أن تلك الخطوات خير دليل على مدى وطنية أبناء مصر وانتمائهم لها.

مسؤولية وطنية

هذه الحركات كانت نابعة من إحساس عميق بالمسئولية تجاه الوطن، ولا يمكن إنكار وجود بعض العوامل التى تنمى هذا الشعور لدى الشعب، من أبرزها الأغانى الوطنية القوية جداً التى انتشرت بشكل كبير فى تلك الفترة، حيث كانت الأغانى تحمل معانى الفداء والتضحية من أجل الوطن. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف خط بارليف الجيش الذي لا يقهر حرب الاستنزاف جیش العدو

إقرأ أيضاً:

مخاوف لبنانية من تمادي اسرائيل بحرب الاستنزاف رغم استبعاد الغزو البري

رصد المسؤولون اللبنانيون امس المعلومات المسربة عن لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل لمعرفة النتائج والمناخات التي وجدها لدى المسؤولين الإسرائيليين حيال "الجبهة الشمالية"، علماً ان توجساً لبنانياً واسعاً برز حيال المعطيات التي تحدثت عن خلافات وتخبط داخل الحكومة الإسرائيلية في شأن لبنان فيما كانت تبرز تهديدات جديدة بعملية غزو لشريط بري محدود لجنوب لبنان كما لو ان الامر يعكس توزيع أدوار.

وكتبت" النهار" : مع ان المعطيات التي طبعت مناخات المراجع اللبنانية الرسمية، السياسية والعسكرية، بدت متقاطعة مع معطيات"حزب الله" في استبعاد جدية التهويل الإسرائيلي بعملية برية انطلاقاً من اقتناع هؤلاء بان معرفة إسرائيل لضخامة الكلفة التي ترتبها عليها أي مغامرة كهذه ترجح طابع الحرب الدعائية النفسية على هذا التهديد، فان ذلك لم يقلل في المقابل من قتامة الانطباعات لدى المعنيين في لبنان الذين ازداد توجسهم من المعالم التصعيدية الاخذة في الاتساع على الجبهة الجنوبية ويخشون، حتى في حال استبعادهم حرباً واسعة، من استشراس حرب الاستنزاف وتماديها لوقت طويل لتحويل المناطق الحدودية الامامية الى ارض محروقة.
وتعززت هذه المعطيات في ظل ما تردد عن ان هوكشتاين اُبلغ في إسرائيل موقفاً جامعاً على الاتجاه الى توسيع العمليات العسكرية في لبنان. وتكشف مصادر معنية بان الحركة الديبلوماسية الغربية او الدولية الأخيرة حيال لبنان، سواء في ما يتصل بالوضع الخطير على الجبهة الجنوبية او في ما يتعلق بملف الازمة الرئاسية اظهر تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بما أوحى ان الأسابيع المقبلة ستشكل مرحلة محفوفة بخطورة عالية خصوصا اذا تبين ان "التمرد" الإسرائيلي على الإدارة الأميركية الضاغطة من اجل منع حرب واسعة في لبنان سيترجم بأشكال تصعيدية مختلفة في لبنان. وبرزت هذه المخاوف من طغيان الوضع الميداني في الجنوب على الاجتماع الأخير للجنة سفراء المجموعة الخماسية كما في لقاءات السفراء منفردين مع مراجع وشخصيات لبنانية، وكان اخرها لقاء السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولقاء السفير السعودي وليد البخاري امس مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. حتى ان المصادر نفسها اشارت الى ان الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت قبل نهاية الشهر الحالي، قد تصبح رهن الأجواء والمعطيات التي ستتكشف بعد زيارة هوكشتاين لإسرائيل ولبنان، بما يعني الربط القسري بين الوضع الميداني في الجنوب وملف الازمة الرئاسية.
 
وكان وصل امس كبير مستشاري الرئيس جو بايدن اموس هوكشتاين إلى إسرائيل لمناقشة الوضع في لبنان، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. وقالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية إن هوكشتاين سيقترح خلال زيارته خططاً لإعادة رسم الحدود بين إسرائيل ولبنان. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لقناة "الحدث" إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.
 
واجتمع هوكشتاين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تضج بمعلومات عن اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اقالة غالانت بسبب معارضته توسيع العمل العسكري في الشمال . ولكن وسائل الإعلام نفسها نقلت عن غالانت قوله لدى اجتماعه بالموفد الأميركي ان "السبيل الوحيد المتبقي لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم هو العمل العسكري" وان "احتمال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط جبهة لبنان بغزة".
 

وفي المقابل بثت القناة 12 الإسرائيلية ان هوكشتاين قال لغالانت إن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر مشيرا الى ان واشنطن ملتزمة بحل ديبلوماسي في الشمال .
والتقى هوكشتاين لاحقا نتنياهو الذي صرح على الأثر "سنقوم بما يلزم لحماية امننا وإعادة سكان الشمال" . وأوضح مكتب نتنياهو ان الأخير ابلغ هوكشتاين انه لا يمكن إعادة السكان الى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني .
 

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر في الجبهات.. الحوثيون يخسرون ضباطًا في معارك ضارية ضد القوات الشرعية!
  • استراتيجية الاستنزاف وتوسيع الحرب
  • الدكتور أحمد درويش يكشف لـ "البوابة نيوز" كيفية الارتقاء بالذوق العام
  • أستاذ علوم سياسية: مشروع قرار إنهاء الاحتلال مبادرة للتفاوض على حل القضية الفلسطينية.. ودخوله حيز التنفيذ الانتصار الحقيقي (حوار)
  • الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة في حوار خاص لـ«البوابة نيوز»: رؤية جديدة لمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين تنفيذًا لتوجيهات الرئيس
  • أستاذ اجتماع: مبادرة «بداية» تعزز الهوية والعمل الجاد والحفاظ على الوطن
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: إصابة جندي احتياط بجروح خطيرة في معارك جنوب غزة
  • مخاوف لبنانية من تمادي اسرائيل بحرب الاستنزاف رغم استبعاد الغزو البري
  • مصطفى بكري: المصريون لن ينسوا للأشقاء السعوديين مواقفهم في ظل الظروف الصعبة
  • بأول هجوم “فرط صوتي”.. اليمن يسجِّلُ ثاني وصول عسكري إلى “تل أبيب”