أبوظبي (الاتحاد)
اعتمد وزراء السياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قراراً بأن تكون مدينة العين الإماراتية عاصمة السياحة الخليجية لعام 2025.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد دولة الإمارات برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، في الاجتماع السابع لأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة الوكلاء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي تم انعقاده خلال الفترة من 4 إلى 5 أكتوبر الجاري، في محافظة الداخلية بولاية منح في متحف عُمان عبر الزمان.

 
وضم وفد الدولة عبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد، وعبدالله الحمادي مدير إدارة مدققي الحسابات في الوزارة. 
في هذا الصدد، قال معالي بن طوق: "يؤكد اختيار المجلس لمدينة العين الإماراتية عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025، المكانة الرائدة لدولة الإمارات كوجهة سياحية متميزة، ويعكس الثقة التي تتمتع بها الدولة كمقصد سياحي مستدام في ضوء توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة، لا سيما أن العين تمتلك مقومات سياحية متميزة وتتمتع بتنوع طبيعي وتاريخي وتراثي ومنشآت فندقية ذات ريادة عالمية وخدمات سياحية متكاملة، فضلاً عن تميزها في سياحة المغامرات". 
ووجه معاليه الدعوة إلى الدول الأشقاء بدول المجلس الخليجي لزيارة دولة الإمارات ومدينة العين للتمتع بالمناظر السياحية الخلابة والاطلاع على ما حققه القطاع السياحي الإماراتي من تطورات وخدمات سياحية متقدمة دعمت ريادته إقليمياً وعالمياً. 
وأضاف معاليه: "يمثل اجتماعنا اليوم منصة مهمة لتعزيز آفاق التعاون السياحي الخليجي ودعم مجالات العمل المشتركة، ونحن حريصون على تأييد ودعم التوصيات والمخرجات التي سوف يتطرق لها الاجتماع، بما يسهم في توفير المزيد من الفرص والممكنات للقطاع السياحي في دول المجلس ودفعه لمستويات جديدة من التنافسية والنمو والازدهار". 
وأشار معاليه إلى أن القطاع السياحي في دول مجلس التعاون الخليجي يمر بمجموعة من التحديات التي تقف أمام نموه وازدهاره واستدامته، ومنها إجراءات تنقل السياح بين دول المجلس، وتطوير البنية التحتية الذكية للسياحة الخليجية، إضافة إلى التغييرات الاقتصادية التي شهدها العالم خلال المرحلة الماضية وأثرت على القطاع السياحي الدولي ككل وليس فقط السياحة الخليجية. 
وقال معاليه: "يمثل دعم التكامل وتنسيق العمل المشترك بين دول المجلس خلال هذا الاجتماع أمراً ضرورياً، لتعزيز آفاق نمو القطاع السياحي لدول المجلس، والارتقاء به إلى مستويات أكثر مرونة واستدامة، وذلك من خلال تسهيل عملية انتقال الوفود السياحية بين دول المجلس، وتعزيز الربط الإلكتروني والرقمي للبيانات السياحية اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية المتبعة في هذا الصدد، بما يسهم في توفير بنية تحتية ذكية رائدة للسياحة الخليجية". 
وأضاف معالي بن طوق: "إن الفعاليات والمؤتمرات العالمية الكبرى التي استضافتها دول مجلس التعاون الخليجي خلال المرحلة الماضية، ساهمت في إحداث نقلة نوعية في السياحة الخليجية البينية وجذب شريحة مهمة من الزوار الدوليين لدول المجلس، وخير مثال على ذلك، عند استضافة دولة قطر الشقيقة كأس العالم في العام الماضي، استفادت دول المجلس من هذا الحدث في تعزيز حركة السياحة وارتفاع نسب الإشغال الفندقي وكذلك ساهمت دولة الإمارات بتنشيط حركة الطيران المدني عبر تنظيم رحلات جوية للزوار الدوليين من دول المجلس إلى قطر خلال فترة إقامة هذا الحدث العالمي". 
في هذا الإطار، أشار معاليه إلى أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، خلال الشهر القادم سيكون له تأثير إيجابي على تعزيز نمو السياحية البينية بين دول المجلس. 
وأكد معالي عبدالله بن طوق، أن دولة الإمارات حريصة على دعمها للجهود الخليجية المستمرة لتعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي في القطاع السياحي، والمساهمة في تنفيذ المبادرات والاستراتيجيات والبرامج السياحية المشتركة، بما يصب في تنمية التعاون الخليجي في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية والإنسانية.
وأضاف معاليه: "قطعت دولة الإمارات أشواطاً واسعة في تطوير سياستها وبنيتها التحتية السياحية وفق أفضل الممارسات العالمية، وإطلاق المبادرات والاستراتيجيات لنمو القطاع السياحي، ومن أبرزها "الاستراتيجية الوطنية للسياحة"، وضخ الاستثمارات في العديد من المجالات السياحية، وبناء مشاريع سياحية بمختلف إمارات الدولة، بما يتماشى مع المستهدفات الاقتصادية لرؤية "نحن الإمارات 2031". 
وتابع معاليه: "يعد تطوير وتنمية القطاع السياحي أولوية وطنية لدولة الإمارات، لذلك سنعمل على تعزيز العمل المشترك مع أشقائنا من دول المجلس لسرعة إنجاز المشاريع السياحية المشتركة، وتحقيق كافة الأهداف المرجوة من الاستراتيجية الخليجية للسياحة، والمشاركة في كافة السياسات والشراكات التي تدعم نمو القطاع السياحي لدول المجلس، وجعله أكثر مرونة واستدامة". 
واستعرض معاليه عدداً من المؤشرات التي تظهر أهمية الدور الحيوي والبارز للقطاع السياحي في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام لدول مجلس التعاون الخليجي وفقاً لتقارير صادرة عن مجلس السياحة والسفر العالمي، والمركز الإحصائي الخليجي ومن أبرزها، بلغت مساهمة قطاع السياحة في دول المجلس نحو 171.4 مليار دولار أميركي لعام 2022 بما يمثل أكثر من 8% من الناتج المحلي لدول مجلس التعاون الخليجي، ويوفر القطاع السياحي في دول المجلس أكثر من 3.4 مليون وظيفة، حيث يستحوذ على أكثر من 12% من سوق العمل الخليجي.
كما تعد دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة من أهم الأسواق السياحية لدولة الإمارات حيث بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية من دول مجلس التعاون الخليجي 2.7 مليون نزيل أي ما يعادل 11 ٪ من إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية بالدولة، كما أن السياحة البينية بين دول المجلس تلعب دوراً هاماً في دعم قطاع السياحة العالمي، حيث وصلت إلى 6.6 مليون سائح خلال عام 2021 بما يقارب من 47٪ من إجمالي عدد السياح الدوليين. 
ووجه معالي عبدالله بن طوق، الشكر إلى سلطنة عُمان الشقيقة على تنظيم هذا الاجتماع المثمر، كما تقدم بالمباركة على توليها رئاسة الاجتماع، وأشار معاليه قائلاً: "نحن على ثقة بقدرة سلطنة عُمان على تحقيق إضافة نوعية لجهود التعاون الخليجي المشترك خلال فترة رئاستها لهذا الاجتماع، بما يسهم في تحقيق إنجازات جديدة تضاف إلى إنجازات دول المجلس". 
يأتي هذا الاجتماع في إطار رئاسة سلطنة عُمان للدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتمت خلاله مناقشة مجموعة متنوعة من الملفات السياحية ومنها آخر مستجدات الاستراتيجية الخليجية للسياحة، ورؤية تطوير العمل المشترك بين قطاعي السياحة والثقافة بدول مجلس التعاون، واستكشاف فرص التعاون في مجال الترفيه، ودعم التعاون الدولي في المجال السياحي، وتحفيز المشاركة في المبادرات والبرامج التي تدعم نمو واستدامة القطاع السياحي بدول مجلس التعاون الخليجي. 
وصاحب الاجتماع العديد من الفعاليات والزيارات والتجارب السياحية للوفود المشاركة للتعرف على نماذج من المزايا السياحية التي تتفرد بها سلطنة عُمان والثراء الثقافي والطبيعي والحضاري والتاريخ العريق ومواقع الجذب السياحي التي يتم استثمارها من خلال استمرار تنفيذ المشاريع التنموية ومشاريع قطاع السياحة المتنوعة.

أخبار ذات صلة «أديبك» ينعش الحركة السياحية في أبوظبي تعليق زيارة «ماتشو بيتشو»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون الخليجي السياحة مدينة العين دول مجلس التعاون الخلیجی للسیاحة الخلیجیة القطاع السیاحی بین دول المجلس دولة الإمارات العمل المشترک هذا الاجتماع السیاحی فی فی دول بن طوق

إقرأ أيضاً:

مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: مبادرات وبرامج لاستقطاب المواطنين للعمل بالقطاع السياحي

رشا طبيلة (أبوظبي)
تعكف دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على إطلاق مبادرات وبرامج تدريبية للطلاب والخريجين الإماراتيين لصقل مهاراتهم وخبراتهم، بهدف استقطابهم للعمل في القطاع السياحي والثقافي، بحسب صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة بالدائرة.
وقال الجزيري لـ «الاتحاد»: إن المبادرات الجديدة تأتي ضمن جهود الدائرة لتحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 لاستقطاب مزيد من الكوادر المواطنة للعمل بقطاع السياحة، بما في ذلك توفير برامج تدريبية بدوام كامل، ودعمهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتحقيق طموحاتهم المهنية والشخصية.
وأضاف الجزيري أن تمكين الكوادر المواطنة يمثل ركيزة أساسية في رؤيتنا الطموحة لمستقبل قطاع السياحة والضيافة في أبوظبي، حيث نلتزم بتزويدهم بالمهارات العملية والخبرات المعرفية اللازمة للنجاح في هذا القطاع الذي يشهد تطوراً مستمراً ونمواً سريعاً. 

أخبار ذات صلة 1.1 مليون مستثمر في سوق أبوظبي للأوراق المالية «شبكة أبوظبي الإذاعية».. برامج جديدة وفقرات جاذبة

وأوضح الجزيري أن الدائرة أطلقت مؤخراً 4 برامج رئيسية لتدريب الكوادر الإماراتية للعمل في المنشآت السياحية والفندقية، ومنها برنامج المخيم الصيفي– أجيال السياحة الذي يُقام سنوياً على مدار أسبوعين، مستهدفاً المواطنين الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عاماً، والمهتمين بمتابعة مسيرتهم المهنية في قطاع السياحة والضيافة. وأوضح أن المخيم الصيفي– أجيال السياحة يسهم في تعزيز قدرات الكوادر المواطنة عن طريق التدريب النظري والعملي في إحدى المنشآت الفندقية المرموقة في أبوظبي، إلى جانب اطلاعهم على أنشطة القطاع، ومهام العمل وآفاق التطور المهني الواعدة فيه، ومكانة أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
وأضاف أن الدائرة أطلقت أيضاً برنامج التوظيف بدوام جزئي «خبرتي»، الذي يتيح المجال أمام المواهب الإماراتية الشابة لاكتساب المهارات المهنية الأساسية، واكتشاف خيارات الوظائف في هذا القطاع، والمقومات السياحية والثقافية في الإمارة. 
وحول خطط الدائرة المستقبلية لدعم وتعزيز القطاع السياحي بالإمارة، أكد الجزيري أن استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 وضعت أهدافاً طموحة تقودنا نحو مزيد من النمو والازدهار، عبر زيادة عدد زوارنا إلى حوالي 39.3 مليون زائر بحلول عام 2030، بالإضافة إلى رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 90 مليار درهم سنوياً بحلول عام 2030.
وأكد أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب العمل على استقطاب وتدريب الكوادر البشرية القادرة على تقديم وجهتنا السياحية لزوارنا، وتمثيل الثقافة والتراث الإماراتي الأصيل، مؤكداً أن السياحة قطاع ديناميكي يعتمد في ازدهاره على الكوادر البشرية المُبتكِرة، ورواد الأعمال الطموحين، والشراكات المُلهمة. 
وفيما يتعلق بعدد الوظائف الجديدة في قطاع السياحة والضيافة المتوقع أن توفرها المشاريع الجديدة في أبوظبي، بين الجزيري أن استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 تهدف إلى توفير أكثر من 178 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، مؤكداً أن هناك مشاريع رئيسية مثل المنطقة الثقافية في السعديات ستلعب دوراً هاماً في تحقيق مستهدفات استراتيجية أبوظبي السياحية 2030.
التدريب المهني 
يمنح برنامج «360° إماراتي»، الشباب المواطن فرصاً عديدة للتدريب المهني المتخصص والحصول على المهارات اللازمة لبداية مستقبل ناجح في قطاع السياحة والضيافة، عبر المشاركة في جلسات تدريبية وورش عمل ترتقي بخبراتهم وقدراتهم، مع تأهيلهم للقيام بالمهام الوظيفية المتنوعة بمختلف مجالات العمل في هذا القطاع. 
ويحصل المشاركون، الذين يجتازون المرحلة الأولية بنجاح، على فرصة التدريب على رأس العمل في منشأة فندقية رائدة في أبوظبي.
وقال الجزيري: إن الدائرة أطلقت مؤخراً برنامج تدريب وترخيص المرشد السياحي في أبوظبي لإعداد الإماراتيين والمقيمين للحصول على رخصة رسمية لمزاولة مهنة الإرشاد السياحي في الإمارة والتعريف بتجاربها المتنوعة، وتاريخها الغني، ومعالم الجذب التي تحتضنها.

مقالات مشابهة

  • طرق الدفع في دول مجلس التعاون الخليجي والبحرين وتونس
  • "التعاون الخليجي" يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان
  • مجلس التعاون الخليجي يدعو إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان
  • أمين مجلس التعاون الخليجي يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار عبر الحدود اللبنانية
  • مجلس التعاون الخليجي يؤكد على سيادة لبنان واستقراره
  • مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: مبادرات وبرامج لاستقطاب المواطنين للعمل بالقطاع السياحي
  • مجلس التعاون الخليجي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان
  • انتهاء فعاليات الدورة الأولى لملتقى “العين للسياحة والاستثمار” بشراكات مثمرة
  • لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية الإفريقية تبحث تعزيز التعاون مع مجلس الشيوخ الكيني
  • حمدان بن محمد: فخورون بتطور العلاقات الإماراتية-الأوزبكية وحريصون على دعمها