أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي عن ما حكم التعامل بالتجارة والبيع فيما له استعمالان: استعمال مباح واستعمال محرم من السلع والأشياء؟ وهل يأثم من يقوم بهذا الفعل؟ في فتوى تحمل رقم 7910.

 

قائلة:- صناعة ما يكون له استعمالان من السلع والأشياء أو بيعه أو إجارته ونحو ذلك من أمور التجارة جائزٌ شرعًا، ما لم تتعين حرمته، أو يُنَصّ عليها، فالمُحَرَّم هو استخدام الشخص لهذه السلع وتلك الأشياء في محرمٍ، وليس الشيء نفسه ما دام نافعًا غيرَ منهيٍ عنه في ذاته، فإذا استُعمِلَتْ في محرَّم فإثم الحُرمة إنما يلحق مستعملها وحدَه، وليس على الصانع ولا على البائع ولا على المؤجِّر من حرجٍ.

 

الأصل في المعاملات الحل إلا ما نص الشرع على حرمته

وتابعت دار الإفتاء: من المقرر شرعًا إباحة التجارة من حيث الأصل ما لم يأتِ دليلٌ شرعيٌّ على التحريم؛ قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].

 

فكلُّ تجارةٍ صادرةٍ عن تراضٍ، ولم يَرِد ما يحرمها فهي مباحة شرعًا، قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (1/ 351، ط. دار الكلم الطيب): [أي: تجارة صادرة عن تراضٍ بالعقد أو بالتعاطي، والاستثناء منقطع، معناه: ولكن اقصدوا كون تجارةً عن تراضٍ، أو: ولكن كون تجارةً عن تراضٍ غير مَنْهِيٍّ عنه] اهـ.

 

وقد بيَّن الله تعالى أنَّ جنس البيع والشراء حلال، فقال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: 275]، قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (3/ 356، ط. دار الشعب): [قوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ هذا من عموم القرآن، والألف واللام للجنس لا للعهد؛ إذ لم يتقدم بيعٌ مذكورٌ يرجع إليه] اهـ.

 

وهذا الحِلُّ ينسحبُ على كلِّ أنواع البيوع إلَّا ما نَصَّ الشرع على حرمته واستثناه من حكم الأصل، وذلك كالبيوع المشتملة على الرِّبَا أو نحوه من المحرمات.

 

وقال الإمام الشافعي في "الأم" (3/ 3، ط. دار المعرفة): [فأصل البيوع كلها مباح إذا كانت برضَا المتبايعين الجائزي الأمر فيما تبايعَا، إلا ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها، وما كان في معنى ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرم بإذنه داخلٌ في المعنى المنهي عنه، وما فارق ذلك أبحناه بما وصفنا من إباحة البيع في كتاب الله تعالى] اهـ.

 

وقال العلامة علي حيدر في "درر الحكام" (1/ 101، ط. دار الجليل): [أجمع الأئمة على مشروعية البيع، وأنه أحد أسباب التملك، وقيل: إن أفضل الكسب التجارة] اهـ.

 

ومن المعلوم أن الغرض من التجارة بالبيع أو الشراء هو تحقيق المنفعة، ومقابلة الأموال وما في معنى الأموال كالمنافع والخدمات بقصد الربح.

 

وقال القاضي أبو بكر ابن العربي في "أحكام القرآن" (1/ 321، ط. دار الكتب العلمية): [التجارة: هي مقابلة الأموال بعضها ببعض، وهو البيع؛ وأنواعه في متعلقاته بالمال؛ كالأعيان المملوكة، أو ما في معنى المال؛ كالمنافع، وهي ثلاثة أنواع: عين بعين، وهو بيع النقد؛ أو بدينٍ مؤجلٍ وهو السَّلَم، أو حالٍّ وهو يكون في التمر أو على رسم الاستصناع، أو بيع عين بمنفعة وهو الإجارة.. وأحلَّ الله البيع المطلق الذي يقع فيه العِوض على صحة القصد والعمل، وحرَّم منه ما وقع على وجه الباطل] اهـ.

 

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "شرح منهج الطلاب" (2/ 322، ط. دار الفكر) في تعريف التجارة شرعًا: [هي تقليبُ المال بمعاوضة لغرض الربح] اهـ.

 

ولذا؛ فقد قرَّر العلماء -في الجملة- أن ما كان في جنسه نافعًا مباحًا، غير منهي عنه شرعًا، مكتملًا للأركان والشروط، من العاقدين (البائع والمشتري) والمعقود عليه (الثمن والمثمن) والصيغة (الإيجاب والقبول)، وخلا مما يفسده أو يبطله: فقد صح العقد، وجاز بيعه وشراؤه.

 

قال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الاستذكار" (1/ 164، ط. دار الكتب العلمية): [ومعلومٌ أن ما جاز الانتفاع به جاز شراؤه وبيعه إلا ما خُصَّ بدليل] اهـ.

 

وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في "نهاية المطلب" (5/ 499، ط. دار المنهاج): [فليكن التعويل في الفرق بين ما يُتَمَوَّل وما لا يُتَمَوَّل على المنفعة في الأجناس الطاهرة غير المحترمة، فلو أجدَّ الرجلُ صخرةً، وكان فيها منفعةٌ ظاهرة، فيجوز أن يبيعها بآلاف ممَّن يشتريها] اهـ.

 حكم التعامل بالتجارة فيما له استعمالان ودليل ذلك

أما عن التجارة فيما فيه منفعةٌ ومضرةٌ في نفس الوقت -أي: فيما فيه استعمالان-: استعمالٌ مباح، واستعمالٌ مُحرَّمٌ، والمختار للفتوى في المسائل المندرجة تحت هذا الباب هو الأخذ بمذهب الحنفية، حيث قرروا أن ذلك جائزٌ بلا كراهة؛ لأن المعصية لا تقوم بعين الشيء الواقع عليه المعاملة، بل بالاستعانة به في حصول المعصية، فيكون الـمُحرَّم هو الاستخدام في المعصية لا المعاملة التي حصلت على الـمُستَخْدَم فيها، كما أفاده الإمام الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (3/ 297، ط. الأميرية)، والإمام الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (6/ 391، ط. دار الفكر).

 

قال العلامة ابن مودود الموصلي الحنفي في "الاختيار لتعليل المختار" (4/ 162، ط. الحلبي) مُعَلِّلًا إجازة التعامل على مثل هذه الصور: [العقد ورد على منفعة البيت حتى وجبت الأجرة بالتسليم وليس بمعصية، والمعصية فعل المستأجر، وهو مختار في ذلك] اهـ.

 

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "حاشيته على الدر المختار" (6/ 391، ط. دار الفكر): [قوله: (المعصية لا تقوم بعينه بل بعد تغيره.. إلخ) يُؤْخَذُ منه: أن المراد بما لا تقوم المعصية بعينه: ما يَحْدُثُ له بعد البيع وَصْفٌ آخر يكون فيه قيام المعصية، وَأَنَّ ما تقوم المعصية بعينه: ما توجد فيه على وصفه الموجود حالة البيع] اهـ.

 

ومن ثَمَّ، فَصُنْعُ ما له استعمالان، أو بَيْعُه، أو إجارتُه، أو التوسُّطُ في بيعه ونحو ذلك تكون مسؤوليته على المستَعْمِل، فإن استعمله في الحلال فحلال، وإن استعمله في الحرام فحرام؛ وهو ما تقرَّر من مقاصد الشرع الشريف وقواعده أن "الحرمة إذا لم تتعين حَلَّتْ"، وأن "الشيء إذا كان له استعمالان فالحرمة في الاستعمال المحرم إنما تتوجه إلى الذي أقدم عليه مختارًا وحده"، وليس على صانعه أو منتجه أو بانيه أو مُؤجره في ذلك من إثمٍ، لأنه في صورة البيع والتجارة مثلًا "لا فساد في قصد البائع، فإنَّ قصده التجارة بالتصرف فيما هو حلال لاكتساب الربح، وإنما المحرم قصد المشتري" كما قال الإمام السرخسي في "المبسوط" (24/ 6، ط. دار المعرفة).

 

وممَّا يدلّ أيضًا على حِلِّ التجارة فيما له استعمالان أنَّ أمثال هذه السلع ذات الاستعمالين لا يَتَوَجَّهُ إليها خطابُ الشرع بِحُرْمةٍ، فإن الحرمة لا تتعلق بأعْيَان الأشياء، وإنما تتعلق بأفعال المكلفين عند جمهور العلماء، فالأشياء والأعيان لا يُوصَفُ شيءٌ منهما بالحل أو بالحرمة إلا بِتَعَلُّقِ فعلِ المكلَّف بها؛ ولم يوجب الشرع على البائع أن يسأل المشتري عن غرض استخدامه السلعة التي يشتريها منه، وهذا يقتضي جواز المتاجرة في السلع التي تحتمل الوجهين.

 

وقال الإمام الغزالي في "المستصفى" (ص: 23، ط. دار الكتب العلمية) في بيان تعلق الأحكام التكليفية: [وهذه الألفاظ لا شك أنها لا تطلق على جوهرٍ بل على عرض، ولا على كل عرض، بل من جملتها على الأفعال فقط، ومن الأفعال على أفعال المكلفين لا على أفعال البهائم] اهـ.

 

وقال الإمام الزركشي في "البحر المحيط" (1/ 161، ط. دار الكتبي): [وقولنا: "الخمر محرمة" تَجَوُّزٌ، فإنه جمادٌ لا يتعلَّق به خطابٌ، وإنما المحرَّمُ تناوُلُها] اهـ.

 

وقال الإمام السعد التفتازاني في "التلويح" (1/ 283، ط. مكتبة صبيح): [وذهب الإمام السرخسي وفخر الإسلام رحمهما الله، ومن تابعهما إلى أن الحكم يتعلق بالعين كما يتعلق بالفعل] اهـ.

 

ومعلومٌ أن المشتري فاعلٌ مختارٌ، وأن الإثمَ يقع على من اجترحه، ولا يتجاوزه إلى غيره، حيث قال تعالى: ﴿وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: 164].

 

بناءً على ما سبق: فإن صناعة ما يكون له استعمالان من السلع والأشياء أو بيعه أو إجارته جائزٌ شرعًا، ما لم تتعيَّن حرمته، أو ينص عليها، فالمُحَرَّم هو استخدام الشخص لهذه السلع وتلك الأشياء فيمحرمٍ وليس الشيء نفسه ما دام نافعًا غيرَ منهيٍ عنه في ذاته، فإذا استُعمِلَتْ في محرَّم فإثم الحُرمة إنما يلحق مستعملها وحدَه، وليس على الصانع ولا على البائع ولا على المؤجِّر من حرجٍ كما سبق بيانه، والله سبحانه وتعالى أعلم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ما حكم والبيع الإفتاء تجيب استعمال التصرف المتاجر جائز دار الإفتاء المصرية تحريم قبول مسؤول رسول الله وقال الإمام قال الإمام الحنفی فی ولا على فیما له لا على

إقرأ أيضاً:

الشجرة الطيبة المباركة.. أصل ثابت وفرعٌ مورقٌ نابت

الدولة السعودية الأولى:
من يتأمل تاريخ هذه الأسرة السعودية الطيبة الزكية الكريمة المباركة، حتى قبل أن يتولى الإمام محمد بن سعود الإمارة عام 1139/1727، ومن ثم يؤسس الدولة السعودية الأولى في 1157/1744؛ لا بدّ له أن يدرك يقيناً أن قادتها قد أخذوا على عاتقهم مهمة توفير الأمن والاستقرار، وتحقيق العدل ووأد الظلم إلى الأبد، ومساعدة المحتاجين، وإغاثة المنكوبين، وإحياء الفضيلة ومحاربة الرذيلة، وتوفير الخير للناس أجمعين، وقبل هذا وذاك، توحيد الله عزَّ و جلَّ وإعلاء كلمته، وخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتمّكينهم من أداء شعائرهم في الحج والعمرة، وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمن وأمان واطمئنان، وتحقيق الخيرية للناس أجمعين من عرب وعجم، سعياً لتحقيق مفهوم الخلافة في الأرض كما ينبغي له أن يكون.
فقد تسنَّموا الإمارة في عهود مبكرة، بزغ فجرها مع قدوم مانع بن ربيعة المريدي مؤسس الدرعية عام 850/1446، لتصبح لاحقاً نواة الدولة السعودية الأولى، لاسيَّما بعد أن انضمت إليها العيينة، حريملاء، منفوحة، عرقة والعمارية، أي قبل ستمائة عام تقريباً، الذي كان ملكاً بسط سيادته على الإحساء والقطيف وقطر، ثم انتقلت الإمارة بين عقبه، من موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، إلى ابنه إبراهيم، ثم تعاقب على الحكم مرخان بن إبراهيم بن موسى وابنه مقرن الذي تنازل له أخوه ربيعة، فناصر بن محمد بن وطبان، فوالده محمد الذي خلفه أخوه إبراهيم، ليخلف إبراهيم هذا أخوه إدريس، ثم موسى بن ربيعة بن وطبان بن ربيعة، الذي كثيراً ما خلط المؤرخون الأجانب الذين ليس لديهم إلمام تام بتسلسل نسب هذه الأسرة الطيبة المباركة الكريمة، بينه وبين موسى بن ربيعة بن مانع المريدي؛ ثم سعود بن محمد بن مقرن، فزيد بن مرخان بن وطبان، فمقرن بن محمد بن مقرن، لتعود الزعامة إلى زيد بن مرخان مرة أخرى؛ ليستقر الأمر في النهاية لسعود بن محمد بن مقرن، كبير فرع آل مقرن، وهو الذي تنسب إليه الأسرة السعودية الكريمة المباركة اليوم. فإذاً هذه الأسرة السعودية المباركة، ذات بعد تاريخي عريق، ليست طارئة على مسرح الأحداث، كما فعل كثيرون في بلدان كثيرة، ليس لهم من التاريخ غير أنهم جاؤوا محمولين على ظهر دبابات المستعمر، فأذاقوا شعوبهم الويل والثبور، وما زالوا يذيقونهم الأمرين.
أقول هكذا تعاقب قادة آل سعود، إلى أن استقر الأمر أخيراً إلى الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، الذي يُعَدُّ آخر أمراء الدرعية من آل سعود، وأول أئمة الدولة السعودية وقادتها، إذ تولى الإمارة ليؤسس لاحقاً الدولة السعودية الأولى كما تقدم، أول كيان سياسي اجتماعي موحد، دولة جديدة منظمة، لم تعرف شبه الجزيرة العربية مثيلاً لها منذ نهاية عهد الخلافة الراشدة.
كان الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى، كسائر قادة آل سعود، يتمتع بصفات قيادية فريدة، اشتهر بها دون غيره من أمراء البلدان النجدية، جعلت له مكانة سامية بين ربعه آل مقرن، وسائر مواطنيه على حد سواء؛ فقد أثنى المؤرخون المحليون وغيرهم على ما تحلّى به من أخلاق رفيعة: وفاء، مروءة، شهامة، كرم، إقدام ومد يد العون حتى لمن ناصبه العداء. وكان بجانب هذا شجاعاً جسوراً في غير تهور، قوي العزيمة، رابط الجأش، ولهذا كثيراً ما قاد الجيوش بنفسه، خاصة في المراحل الأولى من الغزوات التي خاضها لتوحيد نجد، حريصاً على استتباب الأمن، وتفقد الأمور العامة لرعيته، بحفظ حقوقهم، ورفع الظلم عنهم. كما كان دبلوماسياً ذكياً حسن التدبير، حريصاً على إتباع سياسة السلم وحسن الجوار، لا يقدم على القتال إلا إذا غلبت الروم، فكان لا بد ممّا ليس منه بد. ولهذا استطاع أن ينأى ببلاده عن النزاعات والحروب التي كانت سائدة بين البلدان النجدية حينئذٍ؛ لكنه مع هذا كان صاحب قدرة مدهشة على اتخاذ القرارات الخطيرة في ما يتعلق بكل الشؤون المصيرية برعيته أو بلاده. كما كان خبيراً بالشؤون العسكرية، وأسلوب القتال، ومن ذكائه السياسي الإداري، كان يبقي على أمير كل بلدة في إمارته في حال انضمامه إلى الدرعية طوعاً أو كرهاً.
وكان بجانب هذا كله شديد التَّديُّن، حتى قبل توليه شؤون الإمارة، كثير الخيرات والعبادة، كان يحب الخلوة فينقطع عن أهله وأولاده للعبادة. فازدهرت الحياة العلمية في عهده إلى حد ما. ولهذا، وغيره كثير من صفات قيادية مدهشة، دان له الجميع بالطاعة والولاء، ولم ينازعه أحد الحكم. كما كان حكمه مستقراً مستقلاً استقلالاً تاماً عن بقية القوى السياسية، داخلية كانت أو خارجية، ولم يكن يتلقى مساعدات خارجية أيَّاً كانت من هذه القوى أو تلك.
وهكذا ظل الإمام محمد بن سعود يجاهد في تأسيس هذه البلاد الطاهرة الطيبة المباركة التي ليس مثلها اليوم في الدنيا وطن لمدة أربعين سنة تقريباً، أي أنه قضى نصف عمره المباركة في خدمة بلاده وشعبه، حتى إذا وافته المنية عام 1179/1765، ترك لابنه عبد العزيز كياناً قوياً ضم بلاداً مهمة وقبائل بارزة في نجد، واضعاً بذلك حدَّاً لقرون من التمزق والتفرق السياسي والقبلي والاجتماعي بين بلدانها وقبائلها.
فتولى الحكم بعده ابنه عبد العزيز، الذي كان مثل والده، فارساً لا يشق له غبار، فكم قاد الجيوش بنفسه وتقدم الصفوف، ولم يقعده حتى المرض عن تحقيق أهدافه؛ فسار على خطى الوالد المؤسس في تعزيز أركان الدولة؛ فتمكَّن عام 1186/1772 من ضم الرياض إلى الكيان الجديد. حتى إذا لحق بالرفيق الأعلى شهيداً إن شاء الله، عام 1218/1803، تسلم الراية ابنه سعوداً، الذي أعدَّه والده عبد العزيز إعداداً جيداً ليتولى قيادة السفينة بعده. وكان سعود هذا، إضافة لما تحّى به من صفات القيادة والبطولة، عالماً ضليعاً في التشريع الإسلامي، فبذل جهداً كبيراً في تطبيق الشرع، واستتباب الأمن والاستقرار، وسيادة النظام، والقضاءعلى الحروب المحلية والنزاعات الشخصية.
وعند وفاة سعود في الدرعية عام 1230/1814، خلفه ابنه عبد الله، الذي عرف بالفروسية والجرأة والإقدام منذ طفولته المبكرة، إذ قيل إنه استطاع ترويض فرسه وهو لم يكن يتجاوز ربيعه الخامس بعد. كما كان صريحاً محبوباً، وكان كل أفراد رعيته يرون فيه تجسيداً لكل الفضائل والمكارم، شأن قادة آل سعود كلهم على مرّ التاريخ.
وهكذا ظل كل خلف يضع مزيداً من اللبنات على بنيان السلف، إلى أن بلغت الدولة السعودية التي تعدّ أول كيان سياسي اجتماعي موحَّد في شبه الجزيرة العربية، بعد عهد الخلافة الراشدة كما تقدم، وقوة نفوذها في شؤون الخليج حدهما الأقصى عام 1225/1810. لكن للأسف الشديد، بدأ محمد علي باشا حملاته على السعودية من مصر، ثم توالت الحملات والقتل والدمار إلى أن وصلت الدرعية، فاضطر الأمير عبد الله بن سعود بن عبد العزيز عام 1233/1818، للدخول في مفاوضات مع الغزاة بعدما استنفد كل جهده في مقاومتهم؛ فعقد صلحاً مع إبراهيم باشا لإيقاف الحرب شريطة العفو عن مقاتليه والمحافظة على الدرعية وأهلها. ومع أنه كان مدركاً لمصيره، إلا كل ما كان يشغل ذهنه هو قومه وبلاده، شأن القادة الكبار عبر التاريخ. وبالفعل كما كان يتوقع، بعد أن أخذه الغزاة إلى القاهرة ومن معه، تم إرساله إلى القسطنطينية حيث أعدم مع بعض المقربين إليه.
ومتى كان الغازي يرعى عهداً أو يخفر ذمة؟ فقد هدموا الدرعية ودمّروها، حتى قيل إنه لم يبق فيها حجر على حجر، حتى أشجار نخيلها لم تسلم من حقد المعتدي، وهكذا أسدل الستار على الدولة السعودية الأولى.

الدولة السعودية الثانية:
ولما كانت هذه الأسرة السعودية المباركة، صاحبة رسالة عظيمة سامية، غايتها توحيد الله وإعلاء كلمته، ونفع الناس أجمعين، وتحقيق الخلافة في الأرض كما ينبغي لها أن تكون، كان لا بدّ لقافلة خيرهم القاصدة، أن تحثّ السير نحو غاياتها، مهما كانت وعورة الطريق. فبعد فترة فراغ وفوضى كما يحدث عادةً بعد انهيار الحكم القائم، برز من بين الصفوف الإمام تركي بن عبد الله، الفارس الجسور، البطل المغوار، صاحب السيف الأجرب، فالتف حوله قومه، واستطاع طرد الغزاة وإجلائهم عن نجد كلها، واستعادة الرياض وجعلها عاصمة لدولته، بعد أن أجبرهم سيفه الأجرب على مغادرتها صاغرين. وقد لُقِّبَ الإمام تركي بسيفه هذا (صاحب الأجرب) وفيه قال في قصيدته الشهرة التي وجهها لابن عمه مشاري بن عبد الرحمن، الذي كان محبوساً من قبل الأتراك في مصر مع مجموعة من أقربائه وأتباعه:
ان سايلو عني فحالي تسرا
قبقب شراع العز لو كنت داري
يوم ان كلن من خويه تبرا
حطيت الأجرب لي خوي(ن) يباري
نعم الرفيق اللي صطا ثم جرا
يودع مناعير النشاما حباري
ثم يواصل في قصيدته، مطمئناً ابن عمه مشاري، باستعادة دولة آبائه وأجداده:
رميت عني برقع الذل برا
ولا خير في من لا يدوس المحاري
يبقى الفخر وانا بقبري معرا
وافعال تركي مثل شمس النهاري
احصنت نجد عقب ما هي تطرا
مصيونة عن حر لفح الهذاري
نزلتها غصب(ن) بخير وشرا
وجمعت شمل(ن) بالقرايا وقاري
والشرع فيها قد مشى واستمرا
ويقرى بها درس الضحى كل قاري
زال الهوى والغي عنها وفرا
ويقضي بها القاضي بليا مصاري
والحقيقة القصيدة طويلة ومعبرة ومؤثرة، ولا أكاد أقرأها حتى يبلل الدمع الورق دون أن أشعر، وكم تمنيت لو أنني أستطيع إيرادها هنا كلها، لما تعبر عنه من معاني جزلة، وتؤكد الروح الشاعرية لهذا البطل، صاحب المواهب المتعددة؛ إذ كان بجانب هذا كله صاحب خبرة في التطبيب البلدي.
أجل، كان الإمام تركي بطلاً شجاعاً مقداماً لا يخشى الوغى، شأنه شأن آبائه وأجداده، قاد أخطر الحملات وأكبرها في استعادة الدولة بنفسه متقدماً الصفوف، ذكياً راجح العقل، صاحب رأي سديد متديناً، شهماً كريماً حتى مع من ناصبوه العداء، حريصاً على رؤية دولة تعيد توحيد الناس حتى إن لم يكن هو زعيماً لها، شديداً في رد الحق إلى نصابه، وتأديب المعتدي. فتعلق به قومه وأعجبوا بشخصيته القوية وحزمه وعزمه، ممّا أهله لتولي الأمر وإعادة الدولة السعودية في دورها الثاني عام 1240/1824. وفي هذا قال عنه ابن بشر: (دخلت السنة الحادية والأربعون بعد المائتين والألف، وتركي بن عبد الله رحمه الله في الرياض، وبلدان نجد كلها سامعة مطيعة. فاطمأنت بعدله الرعايا، وأمنت البلدان والقرايا. ورفع الله بولايته عن المسلمين المحن وزالت عنهم الحروب والفتن… إلخ).
ولا غرو في ذلك، فوالده هو الإمام عبد الله ابن الإمام محمد بن سعود، الجد الأعلى للأسرة المالكة اليوم. شارك في توحيد الدولة السعودية في دورها الأول، وقاد كثيراً من الحملات، كما كان من خاصة مستشاري أخيه الإمام عبد العزيز لصدقه وإخلاصه ورجاحة عقله. كان كثير الملازمة لأخيه، حتى عندما طعنَه قاتلُه في مسجد الطريف أثناء صلاة العشاء عام 1218/1803، كان إلى جانبه. فسارع الإمام عبد الله وصرع المجرم الذي أهوى عليه يريد قتله بعد أن جرحه، واجتمع المصلون على القاتل فقتلوه.
وهكذا ظل الإمام تركي يؤمن البلاد والعباد ويرسي العدل، ويضع حداً للاضطرابات القبلية، إلى أن سقط شهيداً مثل عمه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، بيد الغدر والخيانة والحقد على ما حققه من إنجازات عظيمة.
وسرعان ما عاد الإمام فيصل بن تركي الذي كان يقود جيش والده للدفاع عن الإحساء، ليقتص من قاتله، ويستلم زمام الأمر في العام نفسه. ثم يبذل قصارى جهده لطرد الغزاة المعتدين الذين حدثتهم أنفسهم بالعودة مجدداً.
ونظراً لاختلال ميزان القوى، استسلم مشترطاً تأمين أتباعه، فأرسل إلى مصر حيث تم حبسه. ثم يتمكن من العودة بعد فترة فوضى، ليستعيد سلطته من جديد؛ وظل يوطِّد حكمه، ويعمل على الاستقرار، ويرسي الأمن، ويقيم العدل، ويؤمن قوافل الحجيج، ويضطلع بشؤون رعيته، حتى وفاته في 1282/1865. فخلفه ابنه عبد الله. وتستمر مؤامرات الغزاة المعتدين في إشعال جذوة الصراع على السلطة، ليفضي الأمر في النهاية، إلى أفول نجم الدولة السعودية الثانية التي أسسها الإمام تركي بن عبد الله ابن الإمام محمد بن سعود.

الدولة السعودية الثالثة:
ولما كانت هذه الأسرة السعودية الطيبة المباركة صاحبة رسالة سامية عظيمة كما تقدم، تكمن في توحيد الله، وإعلاء كلمته، وتحقيق الخيرية للناس أجمعين، كان لا بد لقافلة خيرنا القاصدة، مواصلة المسير مهما اعتراها من صعاب. ومثل جده الإمام تركي بن عبد الله، ومن قبلهما جدهما الأمام محمد بن سعود، نهض المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، البطل الفذّ الذي اجتمعت له من الصفات البطولية النادرة ما لم يجتمع مثلها لغيره من معاصريه، فحمل الراية بكل جدارة واقتدار، وانطلق من الكويت يرافقه الرواد الأوائل ليستعيد ملك آبائه وأجداده في الخامس من شوال عام 1319، الموافق للخامس عشر من يناير عام 1902، في ملحمة بطولية أدهشت أكبر جنرالات العالم من خريجي سانت هيرست وويست بوينت وأشهرهم. ولأنها أسرة صاحبة رساة حقاً، كان أول قرار أعلنه الملك عبد العزيز المؤسس، أن دستور بلاده هو كتاب الله عزَّ و جلَّ، ثم سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكانت دولته امتداداً طبيعياً لدولة آبائه وأجداده.
وهكذا انطلقت رحلة البناء الطويلة الشاقة، يد تبني وتعمِّر، وأخرى تحمل السلاح لتأديب العصاة وقطع دابر المفسدين. ومثلما قضى الإمام محمد بن سعود أربعة عقود في مسيرة التوحيد، كذلك فعل المؤسس الملك عبد العزيز، إذ قضى ثلاثة عقود في مسيرة توحيد بلاده، وكان كثيراً ما يقود الجيوش بنفسه متقدماً الصفوف.
كما استطاع بما وهبه الله من ذكاء، وفطرة سليمة، وصفات قيادية عديدة، تجيير صراع القوى الأجنبية على بلده لخدمة مصالحه هو. فأسس هذا الكيان الشامخ، الذي كانت نواته الدرعية، التي لم تكن تتجاوز بضعة كيلومترات، إلى وطن قارة. ومثلما اهتم عبد العزيز بتوحيد أجزاء بلاده، لم يكن لقائد مثله أن يغفل توحيد قلوب شعبه، والتفافهم حول قيادتهم، ونبذ الفرقة والشتات والتعصب القبلي والجهوي والمناطقي، وتوحيد الجهود كلها لخدمة الجميع.
فأصبحنا اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى، نعيش في إلفة ومحبة ورخاء وازدهار، كلنا أسرة واحدة، يرحم كبيرنا صغيرنا، ويوقِّر صغيرنا كبيرنا، جسداً واحداً، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أقول، أوقف الملك عبد العزيز حياته الطيبة المباركة كلها، لتأسيس هذا الكيان، وترسيخ أركانه، وإن كانت إنجازاته لا تعد ولا تحصى، كما يؤكد دوماً قائد مسيرتنا الظافرة اليوم، خادم الحرمين الشريقين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أشبه الناس بعبد العزيز خَلقاً وخُلقاً، مستودع تاريخنا وإرثنا الحضاري: (إن ألف كتاب، أو حتى ألفا كتاب، لن تستطيع أن توفي الملك عبد العزيز حقَّه علينا)، أقول وإن كانت إنجازات عبد العزيز لا تعد ولا تحصى، يبقى ترسيخ الأمن الذي أصبح علامة سعودية فارقة بامتياز في العالم كله، ممّا جعل دولتنا المباركة هذه اليوم تعرف في العالم كله شرقيه وغربيه بـ (دولة الأمن والأمان). يسير فيها المسافر من الشام إلى اليمن، ومن الخليج إلى البحر، لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.
والحقيقة، يعجز الإنسان، ويخذله اللسان عند ذكر إنجازات المؤسس الملك عبد العزيز، ولهذا يروق لي دوماً، أن أجد في شعر الشاعر المبدع أحمد بن إبراهيم الغزاوي، شاعر الملك عبد العزيز، شيئاً من عزاء في عدم القدرة على حصر إنجازات الملك عبد العزيز والد الجميع، إذ يقول في رائعته بمناسبة قدوم الملك عبد العزيز مكة المكرمة في السادس من ذي الحجة 1346، بعنوان (قد شاء ربك أن تكون موفقاً):
ما ذا أرتل من مآثرك التي
أولى فضائلها صلاح (المسجد)
وحدت فيه صلاة كل جماعة
وأذعت فيه هدي دين (محمد)
وعمرته وأقمت في أرجائه
ظلاً تقي حر الهجير الموقد
وأشدت فيه مسايلاً مورودة
فهي (السقاية) في جوار الأسعد
زانت جوانبه نجوم الكهربا
فتلألأت كالكواكب المتوقد
ونسجت ثوب البيت حول رواقه
فأضفت طارف مجده المتجدد
•••••••••••
وينام ملء جفونه عن ماله
مما استتب من الأمان الأوكد
إلى أن يقول:
هذا لعمر الله بعض صنيعكم
هيهات بحصره بيان مقصد
وبعد رحيل المؤسس، بعد رحلة جهاد شاقة طويلة، أورثتنا هذا المجد الذي نفاخر به اليوم الأمم كلها، حمل الراية بعده أبناؤه: سعود، الفيصل، خالد، الفهد، عبد الله، وكلهم كان يضيف مزيداً من اللبنات على هذا البنيان الراسخ الشامخ؛ وصولاً إلى هذا العهد الميمون الزاهر، بقيادة شبيه عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده القوي بالله الأمين أخي العزيز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، شبيه والده وجده المؤسس، الذي ظل دوماً منذ شبابه الباكر، نعم السند. فأدهشت بلادنا العالم بما حققته من تنمية وتطوير في المجالات كلها؛ وانتقلت من المحلية إلى العالمية لتحقق مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية في جميع المجالات.
والحقيقة الحديث يطول عن هذه الإنجازات المدهشة التي تفوقت فيها السعودية اليوم على نفسها، ولهذا أكتفي برسالة سريعة أوجهها إلى أولئك الذين كانوا يعيروننا بالخيمة والشاة والصحراء:
اليوم نحن أقوى تاسع دولة على مستوى العالم.
لدينا أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم وأفضلها.
أفضل دولة من حيث التعليم.
أقوى اقتصاد على مستوى العالم العربي، والعشرون على مستوى العالم.
أغنى الدول العربية، وفي المركز التاسع عشر عالمياً.
نحتل المرتبة الثالثة في قائمة أسعد الدول على مستوى العالم.
نحتل المركز الأول على مستوى العالم في تحقيق أكبر عدد من الميداليات في ما يتعلق بمسابقة الذكاء الاصطناعي للشباب.
ولأننا لا نحقد مثلكم، ولا نحسد ولا نشمت، ندعوكم لمشاهدة مباريات كأس آسيا على ملاعبنا 2027.
ولزيارة معرض أكسبو في بلادنا 2030.
ولمشاهدة كأس العالم أيضاً على ملاعبنا التي ستدهشكم قطعاً 2034.
ومن اليوم حتى آنئذٍ، سترون المزيد من الإبداع الجديد في كل المجالات في بلادنا.
ومع هذا، أتعلمون: ما زالنا نعتز بالخيمة والشاة والصحراء ونفتخر، وسنبقى كذلك إلى الأبد. ونشكر المنعم الوهاب ليل نهار على ما تفضل به علينا.
وبعد، الحقيقة ليس الغرض من حديثي هذا اليوم سرداً لتاريخ هذه الدولة المباركة، وسيرة قادتنا الكرام البررة الذين أوقفوا حياتهم كلها لخدمتها؛ وإن كان الأمر قطعاً يستحق، بل أكثر من ذلك: في كل دور من أدوارها لقي أحد قادتها ربه شهيداً إن شاء الله، الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، الإمام تركي بن عبد الله ابن الإمام محمد بن سعود، والملك فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.
فقد ضحى أولئك كلهم بحياتهم من أجلنا، واليوم الدور علينا نحن المواطنين، على كل واحد منَّا أن يدرك مسؤوليته تجاه وطنه، من العامل البسيط حتى أساتذة الجامعات، وإن كنت أتوجه هنا إلى الإخوة رجال الأعمال بشكل أكثر تحديداً، لدعم بلادهم في خدمة المجتمع في مختلف المجالات.
صحيح، الدولة لم تقصر، ولن تقصر أبداً إن شاء الله في واجبها تجاه مواطنيها الكرام، لكن من باب الوفاء والعرفان والامتنان لما تضطلع به الدولة من واجب عظيم، أتمنى أن أرى مشروعات حقيقية يقوم بها رجال المال والأعمال لخدمة الفئات الأكثر حاجة في المجتمع.
وكل عام قادتنا بصحة وعافية، وبلدنا في أمن وأمان وسلام واستقرار، ومن تقدم لآخر، وشعبنا في راحة وهناء ووئام.

مقالات مشابهة

  • ما حكم استعمال بخاخ الربو للصائمين؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل استخدام معجون الأسنان أثناء الصيام يفطر ؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم أداء صلاة الصبح في جماعة بعد طلوع الشمس.. الإفتاء تجيب
  • هل تضاعف السيئات كالحسنات في شهر رمضان؟ الإفتاء تجيب
  • حكم ترك المرأة شعرها بعد التصفيف عند الاغتسال من الجنابة.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يأثم الشخص بأداء السنن إذا كان عليه فوائت من الفرائض؟ الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الاستغفار بنية زيادة الرزق والفرج؟.. الإفتاء تجيب
  • الشجرة الطيبة المباركة.. أصل ثابت وفرعٌ مورقٌ نابت
  • هل أترك تحية المسجد حال صعود خطيب الجمعة للمنبر.. أمين الفتوى يوضح
  • حكم الوساطة في البيع والشراء على الإنترنت .. أمين الإفتاء يوضح