«بارليف المنيع والجيش الذي لا يُقهر».. أساطير حطمتها مصر
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
«وسقط خط بارليف».. جملة عكست معجزة بكل المقاييس لم تكن سهلة أو بسيطة، فمجرد التفكير فيها أمر مُرهق على مختلف المستويات والأصعدة، فهو الخط الذى قالت عنه إسرائيل إنّ تدميره يحتاج إلى قنبلة نووية، وسيكون الصخرة التى تتحطم عليها عظام المصريين، وسيكون مقبرة الجيش المصرى، وروجت بأنه يستحيل عبوره، وأنه يستطيع إبادة جنودنا البواسل إذا حاولوا عبور قناة السويس.
أُطلق على «خط بارليف» هذا الاسم نسبة إلى حاييم بارليف، القائد العسكرى الإسرائيلى، وتميز «خط بارليف» بأنه ساتر ترابى ذو ارتفاع يتراوح بين 20 و22 متراً، كما ضم 20 نقطة حصينة على مسافات تتراوح بين 10 و12 كيلومتراً، وفى كل نقطة نحو 15 جندياً، تنحصر مسئوليتهم فى الإبلاغ عن أى محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إليها.
وأكد أحمد غباشى، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة هليوبوليس، أن انتصار أكتوبر ليس مجرد عبور ساتر مائى أو العبور من الضفة الغربية للشرقية، بل العبور من الانكسار إلى الانتصار، وأضاف «غباشى»، لـ«الوطن»، أنه لولا وصول المعلومات عن النقاط الحصينة وتصميم خط بارليف لما حققنا ما وصلنا إليه، مشيراً إلى أن 60% من الانتصار قائم على الخداع الاستراتيجى، وهو دور المخابرات العامة المصرية.
وتابع: «عبقرية المصرى تجلت فى عملية تدمير خط بارليف من خلال استغلال كل الظروف المحيطة، حيث ظهرت جلياً فى قيام خراطيم المياه بفتح 30 ممراً على طول الجبهة، تدفق منها فى الساعات الأولى للقتال 30 ألف مقاتل، فخط بارليف بالنسبة لإسرائيل كان عنصر الأمان والحماية»، مؤكداً أن الهزيمة عام 1967 كانت دافعاً رئيسياً فى وقوف مصر على قدميها مرة أخرى وإصرار الجيش والشعب على تحقيق النصر فى أكتوبر.
وأرجع «غباشى» نصر أكتوبر إلى عامل آخر وهو حرب الاستنزاف، التى تمكنت مصر خلالها من إعادة هيكلة الجيش مرة أخرى على مستويات القيادة والتسليح والتكتيك والخطط، فضلاً عن دراسة ما حدث فى الماضى، موضحاً: «حرب الاستنزاف أذاقت القوات الإسرائيلية الويلات واستنزفت موارده».
ولفت أستاذ التاريخ إلى أن الفكر الإسرائيلى العسكرى يعتمد على المبادرة والمفاجأة، لذلك جاءت حرب أكتوبر وعملية تدمير خط بارليف كعنصر مفاجئ أحدث خللاً فى المنظومة العسكرية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الانتصار النفسى تحقق فى عبور خط بارليف، وانتصار 1973 كان استرداداً للكرامة والعزة وليس الأرض فقط.
«صالح»: مصر استفادت من إبداعات أبنائهامن جانبه، أكد الدكتور أحمد صالح، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، أن حرب العاشر من رمضان هى ملحمة للوحدة الوطنية والعربية، وجسدت الوحدة الوطنية والجسد الواحد لأبناء الأمة المصرية من مسلمين ومسيحيين، فالكل أسهم بنصيب وافر فى تحقيق النصر ومحو آثار الهزيمة. وأضاف «صالح»: استفادت مصر من إبداعات وعقول أبنائها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف خط بارليف الجيش الذي لا يقهر خط بارلیف
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: حماس تخوض حرب عصابات والجيش يغرق في مستنقع
قال المحلل العسكري بصحيفة معاريف الإسرائيلية آفي أشكنازي إن حركة حماس تقاتل الجيش الإسرائيلي عبر "خلايا حرب العصابات"، وإن قرارات المستوى السياسي تدفع القوات للغرق في مستنقع غزة، حسب وصفه.
وأكد أشكنازي -في تحليل له اليوم الجمعة- أن حماس تحاول الحفاظ على قواتها العسكرية، ومقاتلوها يعرفون هذه الأرض، فهي معقلهم.
وتابع قائلا "إنهم لا يخوضون معركة دفاعية، بل هجومية عبر خلايا حرب العصابات، فهم يراقبون القوات (الإسرائيلية) من بعيد، ويعلمون أين تعمل، وما روتينها، ويبحثون عن نقاط الضعف".
وأضاف أن تلك الخلايا تفضل العمل في فترة ما بعد الظهر في ضوء النهار، و"عندما يدركون الساعة المناسبة، يخرجون من عدة فتحات لنفق واحد ويبدأ الهجوم بصاروخ مضاد للدبابات، ثم تأتي نيران القناصة أو إسقاط القنابل".
ورأى المحلل الإسرائيلي أن المشكلة لدى إسرائيل ليست في الإدارة التكتيكية للحرب من قبل الجيش بل تقتصر على المستوى السياسي فقط.
وقال أشكنازي إن الطبقة السياسية "تخوض حربا من أجل البقاء السياسي، وقراراتها تدفع الجيش إلى واقع الغرق في مستنقع".
ودعا إلى إبرام اتفاق مع حماس لتبادل الأسرى "حتى لو كان الثمن باهظا" بالإفراج عن أسرى فلسطينيين أو حتى "تقديم الضمانات بعدم تجدد الحرب".
إعلانوأضاف "حماس هي حماس، وعاجلا أم آجلا سوف تنتهك بطريقة أو بأخرى أحد بنود الاتفاق، وهو ما سيسمح لإسرائيل بالتحرك لاستكمال أهداف الحرب لحرمانها من القدرة على الحكم والعسكرة".
مشادة الكابينت
ورأى أشكنازي أن الكلمات "الجامحة والوقحة" التي وجهها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لرئيس أركان الجيش إيال زامير خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني والسياسي (الكابينت) قبل أيام توضح المأزق الذي يعيشه بعض أعضاء القيادة السياسية.
وقال إن "عدم قدرتهم (القادة السياسيين) على اتخاذ القرارات يصعّب إدارة الحملة بشكل جيد وسريع وحاسم".
وأضاف أنه "عندما يحدث ذلك في هذا النوع من الحملات حيث يوجد على أحد الجانبين جيش كبير وعلى الجانب الآخر منظمة حرب عصابات، يصبح الجيش الكبير عرضة للخطر".
وشهد اجتماع الكابينت يوم الثلاثاء الماضي توترات شديدة بين سموتريتش من جهة وكل من زامير ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار من جهة أخرى.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الخلاف بدأ عندما انتقد سموتريتش بشدة رفض الجيش تولي مسؤولية توزيع المساعدات في قطاع غزة، معتبرا أن الجيش لا يملك صلاحية اختيار مهامه.
وقال موجها كلامه لزامير، "من لا يستطيع تنفيذ المهام فليعد إلى منزله"، ورد زامير برفض ذلك، ما دفع عددا من الوزراء إلى مطالبة سموتريتش بتهدئة نبرته.