رعب يجتاح العالم بسبب بق الفراش.. فرنسا تعلن الطوارئ| والعرب أول المتضررين

بق الفراش تسبب في حالة من القلق الشديد داخل عدد كبير من الدول في مقدمتها فرنسا التي وصلت بها الأمور حد الطوارئ، وأصبحت الحكومة في ورطة خاصة مع فشل الطرق التقليدية في القضاء على الحشرة التي عاودت الظهور بعد اختفاء طويل، فيما تسرب هذا القلق لعدة بلدان قريبة أو مجاورة لفرنسا أو يحدث فيما بينهما تنقلات.

خوف بمدن فرنسا

واجتاحت حالة من الذعر الداخل الفرنسي بعد أن تسببت صور ومقاطع فيديو نشرها عدد من المسافرين لما يبدو أنها حشرات بق منتشرة في المترو والحافلات المحلية بباريس وأيضا على متن القطارات عالية السرعة بين المدن وبمطار شارل ديجول، "موجة من الذعر والاشمئزاز في جميع أنحاء البلاد"، حسبما نقلته صحيفة الجارديان وصحف فرنسية محلية.

وتعقد الحكومة الفرنسية اجتماعا هذا الأسبوع؛ لبحث سبل مواجهة انتشار حشرة بق الفراش استجابة لطلب بلدية باريس، التي دعت الخميس إلى التحرك بشكل أكبر لمواجهة هذه الظاهرة التي تفشت خصوصا في وسائل النقل العامة.

ومن المقرر أن تعقد الحكومة الفرنسية اجتماعا لبحث سبل مكافحة "بقّ الفراش"، بعد أن دعت بلدية باريس إلى "التحرك بشكل أكبر" لمواجهة هذه الحشرة التي انتشرت خصوصا في وسائل النقل العامة.

وقالت الحكومة في هذا الصدد، إنها ستلتقي الجهات الموفّرة لخدمات النقل لاتخاذ إجراءات "حماية" أفضل لمستخدميها قبل أقل من عام على استضافة باريس دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثين، والتي ستستضيفها باريس عام 2024 في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس.

وقال وزير النقل الفرنسي كليمان بون على منصة إكس: "سأجمع الجهات المشغّلة لوسائل النقل، للبحث في الإجراءات المتخذة والعمل بشكل أكبر لخدمة المسافرين وطمأنتهم وتوفير حماية أكبر لهم".

وكانت بلدية باريس طلبت الخميس من الحكومة وضع خطة عمل لمكافحة بقّ الفراش، معربة عن قلقها لعودة هذا النوع من الطفيليات بكثافة. 

ورأى النائب الأول لرئيس البلدية إيمانويل غريغوار بأن "على الدولة أن تعقد اجتماعا عاجلا لجميع المعنيين من أجل تنفيذ خطة عمل تتناسب مع حجم هذه الآفة فيما تستعد فرنسا بأكملها لاستضافة الألعاب الأولمبية".

وأفيد في الأسابيع الأخيرة عن رصد حشرات"بقّ الفراش" في دور السينما والقطارات الفائقة السرعة ومترو باريس وفي منطقة الانتظار بمطار رواسي لكن لم تُثبت صحة كل هذه الحالات.

وتم الإبلاغ عن الاشتباه بوجود بقّ الفراش في مقصورة القيادة في أحد قطارات الأنفاق، حسب هيئة النقل في باريس، لكن تبين بعد فحصه بأكمله أن النتيجة سلبية، وأشارت هيئة النقل بالعاصمة الفرنسية أيضا إلى أن كل تجهيزاتها "تخضع لتنظيف شامل ودائم ولم تُسجّل في الأيام الأخيرة أي حالة مؤكدة لوجود بقّ الفراش في مركباتها، سواء في المترو أو محطة القطارات السريعة أو الترامواي أو الحافلات.

بق الفراشماذا عن بق الفراش؟

 

وأفادت كذلك مجموعة "إس إن سي إف" للسكك الحديد الجمعة بأن "لا تأكيد لأي حالة وجود بقّ الفَراش في الأيام الأخيرة في القطارات الفائقة السرعة" التابعة لها.

وكانت هذه الحشرات قد اختفت من الحياة اليومية في خمسينيات القرن العشرين، قبل أن تعاود الظهور خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة في عدد من الدول المتقدمة، بسبب وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقّل والنمط الاستهلاكي القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة لتسجيل مقاومة للمبيدات الحشرية لديها.

وبق الفراش حشرة طولها لا يتجاوز 7 ملمترات، وهي حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و 7 ملم، تمتص دم الإنسان، وتسبب له حكة شديدة يمكن أن تتفاقم إلى تهيج جلدي لدى بعض الأشخاص، وتتغذى هذه الحشرة ذات القدرة العالية على التكاثر  والانتشار على الدم فقط، ويجب أن تتناول وجبات دم منتظمة للبقاء على قيد الحياة ومن أجل مواصلة نموها، كما تهاجم أيضا أنواع مختلفة من الحيوانات، بما في ذلك الدواجن والطيور الأخرى.

كما أن بق الفراش يمكن أن يكون مصدر إزعاج يسبب في كثير من الأحيان ضائقة نفسية ومشاكل في النوم والقلق والاكتئاب.

ويمكن أن تنتقل عبر حقيبة السفر أو الحذاء أو ملابسك، وبالتالي إذا كنت تعاني من حكة جلدية أو شعرت بلدغات ناتجة عن حشرات، فقد تكون هذه علامة على انتشار بق الفراش في منزلك، خاصة إذا كان شكل اللدغة على جلدك عبارة عن خط مستقيم ومتتالية للثلاث أو أربع لدغات صغيرة.

ويستهدف بق الفراش أساسا أعضاء الجسد المكشوفة من جسم الإنسان خلال نومه، وتحديدا الوجه والذراعين والساقين والظهر أيضا، وفقا لمعلومات صادرة عن دائرة الصحة الحكومية التابعة لمدينة ديترويت.

وتوصي الوكالة الأميركية لحماية البيئة، بالبحث عن بقع سوداء صغيرة على الملاءات أو الوسائد أو طبقات الفراش، والبحث أيضا عن الحشرات الحية أو الميتة أو بيضها أو قشرته (حجمها حوالي 1 ملم)، وبالنظر إلى صغر حجمه، تشير الوكالة إلى أنه يمكن أن ينتشر في كل مكان من أرجاء البيت، وخاصة أسفل الأرائك وبين ثنايا الستائر وعلى الأدراج وفي زوايا الحائط، وغيرها.

وتعتبر الوكالة الأميركية حماية البيئة (EPA)، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ووزارة الزراعة الأميركية، بق الفراش "آفة صحية عامة".

وبحسب صحيفة الجارديان عاد بق الفراش، الذي كان قد اختفى بشكل بحلول خمسينيات القرن الماضي، إلى الظهور من جديد في العقود الأخيرة، وأصبح أكثر قدرة على مقاومة المبيدات الحشرية، ويثير خلال الأيام الأخيرة قلقا بالأوساط الفرنسية.

بق الفراشطرق التخلص من البق

وبحسب موقع الوكالة الأميركية، فمن أجل التخلص من هذه الحشرات، توصي الوكالة باتباع الخطوات التالية للتخلص من بق الفراش بشكل صحي وفعال في المنزل؛

غسل جميع الفراش والملاءات واغسلها بماء ساخن عند درجة حرارة تتجاوز 55، حيث تقضي الحرارة المرتفعة البق.المداومة على تنظيم البيت بشكل جيد، وخاصة الأماكن التي يمكن أن يختبئ فيها بق الفراش.  استعمال المبيدات التي تساعد في القضاء عليها، بشكل مستمر. استخدام أغطية خاصة للفراش والوسائد والمراتب التي تمنع تسلل بق الفراش إلى داخلها. التخلص من الأثاث الذي يعرف انتشارا لبق الفراش بشكل كبير خطوة أساسية أيضا في القضاء عليه.إذا لم تنجح كل الخطوات السابقة المذكورة في التخلص منه، يبقى من الضروري طلب خدمة محترفي مكافحة على الحشرات المنزلية، من أجل التدخل واستخدام تقنياتهم ووسائلهم الخاصة لحلحلة المشكلة.

وأما عن أعراض لدغة حشرة البق؛ فهي كالتالي:

حكة شديدة وغير مريحة حيث تكون أكثر نشاطًا فى الليل، لذلك تحدث اللدغات غالبًا أثناء نومك، لكنها ليست خطيرة فى العادة، ويمكن التعرف على علامات بق الفراش من خلال لدغات بأماكن الجلد المكشوف و تظهر لدغات بق الفراش عادةً بنمط عنقودى أو خطى فى مناطق الجلد المكشوفة مثل الذراعين والساقين والرقبة والوجه.ظهور نتوء بالجلد تشبه عادة كدمات صغيرة حمراء أو نتوءات مرتفعة على الجلد الأسود أو البنى، وقد تبدو أرجوانية وقد يكون من الصعب رؤيتها.الحكة يمكن أن تسبب لدغات بق الفراش حكة شديدة، وقد تستمر الحكة لعدة أيام. عادة ما تختفى من تلقاء نفسها خلال أسبوع أو أسبوعين، ويساعد تنظيف المنطقة المصابة بلطف بالماء والصابون من خطر العدوى، وتجنب الفرك، لأن ذلك قد يؤدى إلى تهيج اللدغات، و استخدام مراهم الستيرويدات الموضعية، كما يمكن للصيدلى تقديم المشورة بشأن أفضل كريم أو مرهم هيدروكورتيزون بدون وصفة طبية والذى يمكن أن يساعد فى تخفيف الحكة والالتهاب، فضلاً عن تناول مضادات الهيستامين، و تجنب خدش الحبوب، وكذلك استخدام الكمادات الباردةمثل قطعة قماش نظيفة مبللة بالماء البارد إلى تخفيف الحكة وتقليل التورم.بق الفراشما الدول المهددة؟

يسود أيضاً قلق في المغرب من احتمال تسلل حشرة البق إلى البلاد عبر المطارات والموانئ خاصة مع حركة النقل الكثيفة للمسافرين والحركة التجارية النشيطة بين المغرب وفرنسا التي تنتشر بها هذه الحشرة.

وفرضت إدارة ميناء طنجة المتوسط شمالي المغرب، الإثنين، إجراءات صارمة للتحقق من اليقظة الصحية والبيئية بعد اكتشاف شبهة وجود حشرات البق على متن باخرة للمسافرين قادمة من ميناء مرسيليا الفرنسي.

وفي هذا السياق، تم تفعيل بروتوكول صحي صارم يشمل عمليات تعقيم وتنظيف شاملة للباخرة وحمولتها قبل استقبال المسافرين والعربات على متنها، وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية الإلكترونية.

ويأتي هذا الإجراء في إطار جهود مكافحة انتشار حشرة "البق"، التي تشهدها بعض المدن الكبرى في فرنسا حاليًا في الأماكن العامة ووسائل النقل.

كما حذر البريطانيون من تفشي بق الفراش في باريس، مع مخاوف من أن تكون لندن هي المحطة التالية، بحسب تقرير حصري نشرته صحيفة إكسبريس البريطانية. 

وكذلك أكد وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي على وجود رقابة في كافة الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية لمنع انتشار هذه الحشرة في البلاد.

ووفقاً لتصريح الوزير الذي نقلته وكالة "الشروق" الجزائرية، فأشار إلى أن هذا المرض قديم وأصاب فرنسا في أربعينيات القرن الماضي، معتبرا أن انتشار هذه الحشرة له علاقة بالنظافة، مشيرا: "العائلات الجزائرية نظيفة، ولدينا أشعة الشمس التي تقضي على مثل هذه الظواهر فليس هناك تخوفات".

وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصادات الصحة، إن حشرة بق الفراش كانت موجودة قديمًا ولكنها انتهت منذ خمسينيات القرن الماضي، وتأتي بسبب التكدس وزحام المواطنين إلى جانب عدم النظافة.

وأشار خلال تصريحات إعلامية مذاعة على قناة "صدى البلد"، إلى أن الحشرة لا تسبب وباء معين ولكنها معدية وتتميز بقدرتها على التخفي ومن الصعب القضاء عليها، لأنه يمكنه البقاء في مكان ما دون طعام أو شراب طيلة 300 يوم.

واستطرد أستاذ اقتصاديات الصحة، أن بق الفراش يحتاج درجة حرارة مرتفعة حتى يمكن القضاء عليه وكذلك رش المدينة كلها، لافتا إلى أنه لا خطر من لدغتها.

المصدر: صدى البلد