ما أجدر أن نختار لأبنائنا إسم”محمد”
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
5 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
رعد الجبارة
ما أجدر أن نختار لأبنائنا إسم”محمد”
قال تبارك وتعالى:
( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ) (الأحزاب:40)
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) (محمد:2).
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) (الفتح:29).
وفي التراث؛روي عن أبي هارون مولى آل جعدة أنه قال: كنت أجالس الامام الصادق (ع) في المدينة، فانقطعت عن مجلسه أيّاماً، فلما أتيته، قال ع: «يا أبا هارون كم من الأيام لم أرك فيها؟» قلت: ولد لي ولد،
قال ع:
«بارك الله لك فيه، ماذا أسميته؟»
قال: محمداً، فلما سمع باسم محمد أطرق إلى الأرض وهو يقول ع:
«محمد،محمد،محمد»
حتى كاد وجهه يلتصق بالأرض، ثم قال ع:
«روحي وأمي وأبي وأهل الأرض جميعاً لك الفداء يا رسول الله»،
ثم قال ع:
«لا تسبّ هذا الولد، ولا تضربه ،ولا تسئ إليه، واعلم أنه ما من بيت فيه اسم محمد، إلّا طهر وقدّس كل يوم…]
[منتهى الآمال/ج٢/ص١٦٥]
نصيحتي لمن يولد له طفل بأن يبادر لتسميته (محمد) تبرّكاً وحبّاً و ولاءً للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،ومَقتاً لمناوئيه .
وكما قيل فإن لكل امرئ من اسمه نصيباً.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر؛ نورد ماقاله الملا على القاري في “مرقاة المفاتيح”:
[إِذا أبْرَدْتُمْ إِلَيَّ بَرِيداً فابْعَثُوهُ حَسَنَ الوَجْهِ حسن الاسم
[حديث رقم: 259 في صحيح الجامع]
أي إذا بعثتم لي رجلا رسولا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.
قال ابن الملك فالسنّة أن يختار الإنسان لولده وخادمه من الأسماء الحسنة فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر كما لو سمي أحد ابنه ب”خَسارٍ” فربما جرى قضاء الله بأن يلحق بذلك الرجل أو ابنه خسار فيعتقد بعض الناس أن ذلك بسبب اسمه فيتشاءمون ويحترزون عن مجالسته ومواصلته .وفي شرح السنة ينبغي للإنسان أن يختار لولده وخادمه الأسماء الحسنة فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر .
وكان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم )يكره الأسماء القبيحة وينهى عنها.
فقد ورد عن يحيى بن سعيد، أن رسول الله قال للَِقحة تُحلَب(وهي ناقةذات لبن) :[من يحلب هذه؟]
فقام رجل فقال له رسول الله ص (ما اسمك؟) فقال له الرجل: مُرة. فقال له رسول الله ص (اجلس) .
ثم قال ص (من يحلب هذه؟)
فقام رجل فقال له رسول الله ص (ما اسمك؟) فقال: حرب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجلس).
ثم قال ص(من يحلب هذه؟) فقام رجل. فقال له رسول الله ص (ما اسمك) فقال: “يعيش”. فقال له رسول الله ص:(احلب).
[موطّأمالك/ج2/ص973].
وروي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِرَجُلٍ: مَا اسْمُكَ؟
فَقَالَ: جَمْرَةُ.
فَقَالَ: ابْنُ مَنْ؟
فَقَالَ: ابْنُ شِهَابٍ.
قَالَ: مِمَّنْ؟
قَالَ: مِنَ الْحُرَقَةِ.
قَالَ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟
قَالَ: بِحَرَّةِ النَّارِ.
قَالَ: بِأَيِّهَا؟
قَالَ: بِذَاتِ لَظًى.
قَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احْتَرَقُوا…فكان كما قال.
[موطّأمالك/ج2/ص973]
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: رسول الله ص
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة السيدة خديجة بنت خويلد.. تعرف على أهم ملامح سيرتها العطرة
تحل علينا اليوم العاشر من شهر رمضان، ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوج سيدنا رسول الله وأم المؤمنين.
وفي هذا التقرير نرصد أهم ملامح سيرتها العطرة :
سيرة السيدة خديجةعمل النَّبي في تجارتها، ثم تزوجها وهو في سنِّ الخامسة والعشرين، وهي يومئذٍ في سنّ الأربعين، فكانت رضي الله عنها أول زوجاته، وأمّ جميع أولاده عدا سيدنا إبراهيم.
وتعتبر السيدة خديجة أول من آمن بدعوة الإسلام، وأول من توضأ وصلَّى بعد سيدنا النبي، ثم هي الحانية، الحكيمة، العاقلة، النبيلة، المؤيدة لدين الله، المواسية لسيدنا رسول الله بنفسها ومالها، وهي التي صبرت معه على حصار قريش لبني عبد مناف في شِعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة.
وكان النبي طيلة حياته وفيًّا لها، بارًّا بها، مُكرِمًا لآلها وصديقاتها، ومُعترفًا بجميلها، كثير الحديث عنها.
زواج النبي بهاكما استمر زواجها من سيدنا رسول الله أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ولم يتزوج غيرَها في حياتها، واستحقت رضِيَ اللهُ عَنْهَا أن تكون من أفضل نساء أهل الجنة؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ : «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمران» أخرجه أحمد.
وتُوفِّيت رضي الله عنها في 10 رمضان، قبل هجرته بثلاث سنين، ولها من العمر خمس وستون سنة، فحزن عليها حُزنًا شديدًا، وسُمّي عامُ وفاتها بـ«عام الحزن»، وهو العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويحميه.