الجزيرة:
2024-12-17@06:41:11 GMT

كيف تساعدين طفلك على مواجهة قلق الكوارث؟

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

كيف تساعدين طفلك على مواجهة قلق الكوارث؟

"ماما ..هل سيباغتنا الموت مثل هؤلاء"؟ كان السؤال مباغتا لأميرة ذات الـ35 عاما، التي جلست تتابع الأحداث المأساوية في المغرب عقب الزلزال الذي ضربها، ثم بعدها بأيام كانت في انتظارها مأساة أخرى في ليبيا عقب إعصار دانيال المدمر، الذي ضرب مدينة درنة الساحلية.

لم تتوقع أميرة أن طفلها ذا السنوات التسع يتملكه الخوف من الموت المفاجئ في زلزال أو إعصار.

فالسؤال الذي طرحه طفلها الأصغر خلال الكوارث الأخيرة، ذكّرها بقلقها إبان الظهور الأول لفيروس كورونا، حيث ظنت حينها أنها نهاية العالم، لكنه لم ينته رغم وفاة والدها متأثرا بمضاعفات الفيروس، ومنذ ذلك الحين عاش طفلها هواجس القلق الذي لا ينتهي مع كل كارثة.

الأطفال أكثر تضررا بقلق ما بعد الكارثة

على عكس البالغين، فإن الأطفال لديهم القليل من الخبرة لتساعدهم على وضع مشكلاتهم الحالية في منظورها الصحيح. وتختلف استجابة كل طفل عن الآخر في استيعاب الكارثة وحجمها، حسب فهمه ونضجه.

وفي مقال نشره موقع الجمعية الوطنية الأميركية للصحة العقلية، فإن كثيرا من الأطفال قد يفسرون الكارثة على أنها خطر شخصي لهم وللمقربين منهم، ومهما كان عمر الطفل، أو علاقته بالأضرار الناجمة عن الكارثة، فمن المهم أن يُتحدّث معه بشأن أفكاره عن الكارثة، وعدم التهوين منها أو الاستخفاف بها.

القلق الناجم عن الكوارث يصيب الجميع، لكنه قد يصبح أكثر حدة عند الأطفال، وتقول الدكتورة مي عيسى، أستاذ طب نفسي الأطفال بجامعة عين شمس للجزيرة نت، "إن حدة السلوك المرتبطة بالقلق؛ مثل: التبول في الفراش أو مصّ الإبهام، أو الخوف من النوم منفردا، قد تعاود ظهورها المفاجئ، حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق، لكن بعض الأمور تبقى كامنة، حتى تأتي كارثة أخرى ربما تكون بعيدة كل البعد، بيد أنها تتسبب في معاودة مظاهر القلق مرة أخرى".

الأطفال لديهم القليل من الخبرة لتساعدهم على وضع مشكلاتهم الحالية في منظورها الصحيح (شترستوك) علامات قلق الكوارث لدى الأطفال

تختلف علامات القلق من الكوارث في سن ما قبل المدرسة عما بعدها، وتقسم الدكتورة مي تلك المرحلة حسب سلوك الطفل نفسه، وتقول، "مظاهر القلق الأكثر شيوعا لدى طفل ما قبل المدرسة هي تلك التي ذكرناها سابقا، وهذا الطفل يحتاج للمزيد من التلامس الجسدي مع الأم، ليشعر بالأمان، كما يجب أن تبقى على تواصل دائم معه، من خلال الألعاب والحديث معه حول الكارثة ومفهومها لديه، والمشاهد التي أثرت فيه، والحرص على الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها الصغير؛ لأن ذلك يوفر له الأمان".

الأطفال في سن المدرسة

قد يتأثر أحد الوالدين بكارثة ما، مثل فقدان أشخاص مقربين، وفي هذه الحالة يكون الطفل أكثر قلقا بشأن الأم أو الأب، وهنا يجب إطلاعه على كل التفاصيل، بل وإشراكه في محاولات تخفيف الكارثة على المقربين منه.

وتؤكد مي أن الطمأنينة الكاذبة في هذه السن لا تنجح إطلاقا في تخفيف حدة القلق الناجم عن استشعار الكارثة، وتنصح أستاذ طب نفسي الأطفال بأن جملا مثلا: "أنت آمن سأحميك دوما"، أو "أنا موجود فلا تقلق"، ستكون أكثر طمأنة من مقولة، "لا داعي للقلق"، ثم الصمت بعدها.

وحين القلق من الكوارث، لا تتعامل مع طفلك البالغ على أنه شخص راشد، ولا تدع شاربه الذي بدأ في الظهور يمنعك من احتضانه، أو النوم بجانبه، فأقرب طريق للاطمئنان هو التلامس الجسدي القريب بين الطفل وعائلته.

وتؤكد مي عيسى أن من أهم الأشياء التي تقلل من حدة القلق المرتبط بالكوارث عند الأطفال، هو مراقبة ما يتعرضون له من وسائل الإعلام المختلفة، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، وحظر أي أخبار سيئة عن الكارثة وتأثيراتها على الأطفال.

وتعدّ أن السماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم وقلقهم، سواء بالكتابة أو الرسم، أو حتى بالحديث مع المقربين، وإعادة سرد القصة يفتح مجالا لرسم المشاهد بطريقة أخرى، قد تساعد الطفل على التقبل والهدوء.

قد تعاود أعراض القلق ظهورها المفاجئ حتى بعد زوال السبب المباشر له (شترستوك) من قال "لا أعلم" فقد أفتى

ليس ضروريا أن تكون الشخص المالك لكل المعلومات، والخبير بكل ما تحمله الكارثة من جوانب، ليس هناك مشكلة أن تكون جاهلا ببعض الجوانب، حتى وإن تركت الحديث فيها متعمدا، رغم علمك بالحقيقة.

وتقول مي عيسى، أستاذ الطب النفسي، إنه ليس من الضرورة أن تجيب طفلك -مثلا- عن عدد الأطفال المفقودين في كارثة الإعصار أو الزلزال، كما لا داعي لإخباره عن الآثار الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا على المدى البعيد . فتلك الإجابات لن تفيده في شيء، لكن آثارها السلبية ستكون عميقة، وتزيد من حدة القلق لديه، ولذا فإن الصمت عنها، وقول "لا أعلم" هو الطريق الأسلم للنجاة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال.. احذري من ترديده كلمة «لا»

السلوك العدواني عند الأطفال أحد الأمور التي يعاني منها الآباء، في مرحلة مبكرة من تنشئة وتربية الطفل، فكثير من الأطفال مصابون بالعند، الذي بدوره يتحول فيما بعد إلى سلوكيات عدوانية تدفعها العديد من الأسباب، والتي تتطلب ذكاء شديدا للتعامل معها، وتحديد السبب الجذري للسلوك العدواني لدى الطفل يتطلب فحصًا دقيقًا من قبل مختصين، ويمكن أن يكون التدخل المبكر مفيدًا لتحسين السلوك وتنمية مهارات التعامل مع المشاعر.

    

السلوك العدواني عند الأطفال

وكانت ماري رمسيس، استشاري أسري وباحثة تربوية، أوضحت من قبل خلال استضافتها ببرنامج «السفيرة عزيزة» على قناة «DMC»، إن الطفل عادًة لا يميز بين ما هو الصحيح وما هو الخطأ، ولكن العنيد الذي يتحول فيما بعد لإتخاذ سلوكيات عدوانية عنيدا يكون مدركا تماما أن هذا الأمر خطأ ويصر عليه.

وأوضحت أن الطفل الذي يبدأ كلامه بـ«لا»، في الغالب هو صاحب شخصية عنيدة يجب التعامل معها بشكل يساعد على تقليل درجة العند، من خلال عدم الانجراف معه، ومناقشاته دومًا، وتحفيزه حال تعديل سلوكياته. 

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال

وكان موقع «healthychildren» رصد أسباب السلوك العدواني عند الأطفال، الذي عادًة ما ينشأ من مجموعة من الأسباب النفسية، الاجتماعية، والبيئية، ومن أبرز هذه الأسباب:

- الضغوط النفسية والتوتر:

الأطفال قد يتصرفون بعدوانية عندما يواجهون مواقف مرهقة أو صعبة مثل مشاكل في الأسرة، الطلاق، أو تغيير بيئة المدرسة، فهذه الضغوط قد تؤدي إلى صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية.

- النماذج السلبية والتقليد:

الأطفال يتعلمون من خلال تقليد سلوكيات الكبار، فإذا تعرض الطفل لسلوك عدواني من أحد الوالدين أو الأشخاص المقربين له، قد يتبنى هذا السلوك.

- التأثيرات البيئية:

مثل مشاهدة برامج أو أفلام تحتوي على مشاهد عنف، مما قد يؤدي إلى تبني السلوك العدواني كطريقة للتفاعل مع العالم.

- نقص في التواصل العاطفي:

الأطفال الذين لا يحصلون على الدعم العاطفي الكافي أو لا يعرفون كيفية التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية قد يتجهون إلى العدوانية كوسيلة للتعامل مع مشاعر الغضب أو الإحباط.

- المشاكل الصحية والعقلية:

بعض الأطفال قد يكون لديهم مشاكل صحية مثل اضطرابات فرط النشاط (ADHD) أو اضطرابات السلوك، وهذه قد تؤثر على طريقة تعاملهم مع الآخرين وتزيد من ميولهم للسلوك العدواني.

- التنمر والاعتداء:

إذا تعرض الطفل للتنمر أو للاعتداء من قبل أطفال آخرين أو من قبل البالغين، فإنه قد يظهر سلوكًا عدوانيًا كرد فعل للدفاع عن نفسه أو تعبيرًا عن مشاعره المكبوتة.

- تدني تقدير الذات:

الأطفال الذين يعانون من قلة الثقة بالنفس أو الذين يشعرون بالنقص قد يستخدمون العدوان كوسيلة للتعويض عن مشاعرهم الداخلية أو لإثبات قوتهم أمام الآخرين.

- الحرمان من الاحتياجات الأساسية:

إذا شعر الطفل بأنه غير محاط برعاية كافية أو أنه يعاني من نقص في الاحتياجات الأساسية مثل الطعام أو الأمان العاطفي، فقد يتصرف بعدوانية كطريقة للتعبير عن استيائه.

- قلة التوجيه من الأهل:

غياب الإرشاد الواضح والتوجيه من الأهل حول كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية والمشاعر قد يؤدي إلى تطور سلوكيات عدوانية عند الأطفال.

6 نصائح للتعامل مع السلوك العدواني لطفلك

- التحلي بالهدوء في رد الفعل نحو سلوك طفلك العدواني، فردود الفعل الغاضبة من الآباء ستزيد من حدة العدوانية لدى الطفل.

- لا تستسلم لسلوك طفلك العدواني، وحاول الإصرار على قرارك.

- كافئ طفلك عندما يظهر سلوكا مهذبا، وشجعه على تكرار هذه السلوكيات.

- التعامل مع العوامل المحفزة التي تدفع طفلك إلى السلوك العدواني بحرص.

- اللجوء إلى العلاج النفسي السلوكي  للتعامل مع السلوك العدواني عند الأطفال.

مقالات مشابهة

  • 8 قواعد لضمان نجاح الطفل
  • التعامل مع سلوكيات الطفل العدوانية: خطوات عملية لتوجيه طفلك بشكل إيجابي
  • ما هي أعراض التوحد عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل التوحدي
  • دعوات عربية من الدوحة لاستخدام العلم في مواجهة الكوارث الطبيعية
  • هل تفكر بإهداء طفلك هاتفه الذكي الأول؟ إليك ما ينصح به الخبراء
  • كيفية التعامل مع الأطفال غير الشرعيين .. دار الإفتاء تجيب
  • معاوية الصياصنة.. الطفل الذي أشعل الثورة السورية يعيش فرحة انتصارها
  • 10 علامات تدل على أن طفلك ذكي بشكل استثنائي
  • كيف تحمي طفلك من تفشي مرض الحصبة والإجراءات الوقائية وأوقات الحصول على جرعة التطعيم؟
  • أسباب السلوك العدواني عند الأطفال.. احذري من ترديده كلمة «لا»