كيف تساعدين طفلك على مواجهة قلق الكوارث؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
"ماما ..هل سيباغتنا الموت مثل هؤلاء"؟ كان السؤال مباغتا لأميرة ذات الـ35 عاما، التي جلست تتابع الأحداث المأساوية في المغرب عقب الزلزال الذي ضربها، ثم بعدها بأيام كانت في انتظارها مأساة أخرى في ليبيا عقب إعصار دانيال المدمر، الذي ضرب مدينة درنة الساحلية.
لم تتوقع أميرة أن طفلها ذا السنوات التسع يتملكه الخوف من الموت المفاجئ في زلزال أو إعصار.
على عكس البالغين، فإن الأطفال لديهم القليل من الخبرة لتساعدهم على وضع مشكلاتهم الحالية في منظورها الصحيح. وتختلف استجابة كل طفل عن الآخر في استيعاب الكارثة وحجمها، حسب فهمه ونضجه.
وفي مقال نشره موقع الجمعية الوطنية الأميركية للصحة العقلية، فإن كثيرا من الأطفال قد يفسرون الكارثة على أنها خطر شخصي لهم وللمقربين منهم، ومهما كان عمر الطفل، أو علاقته بالأضرار الناجمة عن الكارثة، فمن المهم أن يُتحدّث معه بشأن أفكاره عن الكارثة، وعدم التهوين منها أو الاستخفاف بها.
القلق الناجم عن الكوارث يصيب الجميع، لكنه قد يصبح أكثر حدة عند الأطفال، وتقول الدكتورة مي عيسى، أستاذ طب نفسي الأطفال بجامعة عين شمس للجزيرة نت، "إن حدة السلوك المرتبطة بالقلق؛ مثل: التبول في الفراش أو مصّ الإبهام، أو الخوف من النوم منفردا، قد تعاود ظهورها المفاجئ، حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق، لكن بعض الأمور تبقى كامنة، حتى تأتي كارثة أخرى ربما تكون بعيدة كل البعد، بيد أنها تتسبب في معاودة مظاهر القلق مرة أخرى".
تختلف علامات القلق من الكوارث في سن ما قبل المدرسة عما بعدها، وتقسم الدكتورة مي تلك المرحلة حسب سلوك الطفل نفسه، وتقول، "مظاهر القلق الأكثر شيوعا لدى طفل ما قبل المدرسة هي تلك التي ذكرناها سابقا، وهذا الطفل يحتاج للمزيد من التلامس الجسدي مع الأم، ليشعر بالأمان، كما يجب أن تبقى على تواصل دائم معه، من خلال الألعاب والحديث معه حول الكارثة ومفهومها لديه، والمشاهد التي أثرت فيه، والحرص على الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها الصغير؛ لأن ذلك يوفر له الأمان".
الأطفال في سن المدرسةقد يتأثر أحد الوالدين بكارثة ما، مثل فقدان أشخاص مقربين، وفي هذه الحالة يكون الطفل أكثر قلقا بشأن الأم أو الأب، وهنا يجب إطلاعه على كل التفاصيل، بل وإشراكه في محاولات تخفيف الكارثة على المقربين منه.
وتؤكد مي أن الطمأنينة الكاذبة في هذه السن لا تنجح إطلاقا في تخفيف حدة القلق الناجم عن استشعار الكارثة، وتنصح أستاذ طب نفسي الأطفال بأن جملا مثلا: "أنت آمن سأحميك دوما"، أو "أنا موجود فلا تقلق"، ستكون أكثر طمأنة من مقولة، "لا داعي للقلق"، ثم الصمت بعدها.
وحين القلق من الكوارث، لا تتعامل مع طفلك البالغ على أنه شخص راشد، ولا تدع شاربه الذي بدأ في الظهور يمنعك من احتضانه، أو النوم بجانبه، فأقرب طريق للاطمئنان هو التلامس الجسدي القريب بين الطفل وعائلته.
وتؤكد مي عيسى أن من أهم الأشياء التي تقلل من حدة القلق المرتبط بالكوارث عند الأطفال، هو مراقبة ما يتعرضون له من وسائل الإعلام المختلفة، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، وحظر أي أخبار سيئة عن الكارثة وتأثيراتها على الأطفال.
وتعدّ أن السماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم وقلقهم، سواء بالكتابة أو الرسم، أو حتى بالحديث مع المقربين، وإعادة سرد القصة يفتح مجالا لرسم المشاهد بطريقة أخرى، قد تساعد الطفل على التقبل والهدوء.
ليس ضروريا أن تكون الشخص المالك لكل المعلومات، والخبير بكل ما تحمله الكارثة من جوانب، ليس هناك مشكلة أن تكون جاهلا ببعض الجوانب، حتى وإن تركت الحديث فيها متعمدا، رغم علمك بالحقيقة.
وتقول مي عيسى، أستاذ الطب النفسي، إنه ليس من الضرورة أن تجيب طفلك -مثلا- عن عدد الأطفال المفقودين في كارثة الإعصار أو الزلزال، كما لا داعي لإخباره عن الآثار الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا على المدى البعيد . فتلك الإجابات لن تفيده في شيء، لكن آثارها السلبية ستكون عميقة، وتزيد من حدة القلق لديه، ولذا فإن الصمت عنها، وقول "لا أعلم" هو الطريق الأسلم للنجاة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. افتتاح الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي
افتتحت بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي فعاليات الملتقى الأول للطفل تحت عنوان "همم للقمم"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار الاهتمام بدعم وتمكين الأطفال من ذوي الهمم، وتنمية مهاراتهم الفنية والإبداعية، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتستمر فعالياته حتى 10 ديسمبر الجاري.
شهد الافتتاح الدكتورة جيهان حسن مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل، وعبير شلتوت مدير القصر، بحضور عدد من المدارس والجمعيات منها: مدارس الأمل، السيدة نفيسة، قصر العيني، إلى جانب جمعية "يونيفاي إيجيبت" للدمج المجتمعي، ومدرسة قصر العيني الابتدائية، وسط مشاركة واسعة من الأطفال وأسرهم.
بدأت الفعاليات بالسلام الجمهوري، أعقبه كلمة الدكتورة جيهان حسن التي ترجمتها إلى لغة الإشارة الدكتورة منال محمود المتخصصة في التربية الخاصة بلغة الإشارة، مؤكدة أن ملتقى "همم للقمم" يأتي تقديرا لأبطال من ذوي الهمم الذين يمثلون جزءا أصيلا من مستقبل الوطن، اتساقا مع رؤية مصر 2030. وأشارت إلى أن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الحقيقي للنهضة، وأن تمكين ذوي الهمم يمثل ركيزة محورية في خطط التنمية المستدامة.
وأعربت عبير شلتوت مدير القصر عن فخرها بانطلاق النسخة الأولى من الملتقى المخصص للأطفال من ذوي الإعاقة، موضحة أنه يشكل مساحة يلتقي فيها الإبداع مع الإرادة، والفن مع القوة، ويبرز التعاون بين الأطفال ذوي الهمم وأقرانهم من الأطفال، بما يسهم في بناء عالم أكثر رحابة وجمالا. كما لفتت إلى أن البرنامج يتضمن ورشا متنوعة في الفنون والحِرف والمسرح والحركة.
وتضمنت فعاليات الملتقى 10 ورش فنية وحركية، شملت: ورشة أساسيات فن المكرمية قدمتها الفنانة شهد عيد، ورشة الفنون التشكيلية بمناسبة أعياد رأس السنة نفذتها الفنانة فاطمة تمساح، ورشة فن الكونكريت لسهام إسماعيل، ورشة الرسم على الفخار بألوان الأكريليك قدمتها هدى يحيى، بالإضافة إلى توزيع هدايا للأطفال من نتاج الورش.
كما قدمت ورشة صناعة عرائس الماريونيت بالخيوط والصوف مع ضحى بهجت، وورشة المسرح الأسود، وتدريب الأطفال على صناعة العرائس الخشبية مع خالد خريبي، إلى جانب ورشة تعليم الأداء الحركي تدريب رانيا شلتوت وإسراء حسان، فضلا عن فقرات ترفيهية وألعاب ذهنية ومنها لعبة "السلم والثعبان".
وشملت الفعاليات كذلك ورشة تعليم أساسيات صناعة حقائب اليد من قماش الدك قدمتها نجوى عبد العزيز وعزة سعد، إلى جانب ورشة ثقافية فنية بعنوان "رحلة مع نور طه حسين" قدمتها الفنانة شرين عبد المولى، لتعريف الأطفال بسيرة عميد الأدب العربي من خلال أسلوب بصري مبتكر يعتمد على تصميم كتاب مجسم على هيئة "شنطة سفر"، يحوّل محطات حياة طه حسين إلى رحلة يتتبعها الطفل خطوة بخطوة، بما يعكس ما مر به من تحديات وانتصارات. كما تم تنفيذ ورشة صناعة حقائب من الخرز قدمتها منى عبد الوهاب.
تقام فعاليات الملتقى تحت إشراف الإدارة العامة لثقافة الطفل، وضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، تأكيدا لدور الثقافة في دعم الأطفال من ذوي الهمم، وإتاحة مساحات إبداعية تسهم في دمجهم بالمجتمع، واكتشاف قدراتهم وتنمية مواهبهم الفنية.