صراخ وعويل على جبهة إسرائيل.. ماذا فعلت قوات الصاعقة مع العدو في حرب أكتوبر ؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.
حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.
حرب السادس من أكتوبرفلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.
نصر أكتوبرواليوم، تمُر علينا الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.
سيناء، الأرض المقدسة، تلك الأرض التي تجلى عليها رب العزة وأقسم بها، مر الأنبياء عليها، وزادها الله قدسية على قدسيتها، فهي الأرض المباركة والبقعة الغالية على قلب كل مصري، كما أنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب.
لقد قُدر لمصر، بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها، أن تُصبح قبلة العالم على مدار التاريخ، فمصر "المكان – والمكانة"، تتوسط العالم وتربط قاراته ببعضها البعض، ما جعلها محط أنظار الجميع، وأن من يسيطر على مصر، فقد سيطر على قلب العالم أجمع.
ونتيجة لموقعها الجغرافي، سعت العديد من الدول لاحتلال مصر، لتستغل موقعها، ولتتحكم في كل شيء، إلا أنها كانت عصية على الانكسار، قوية في الدفاع عن أرضها وترابها المقدس، وكان المدخل الرئيسي لأي مُحتل يريد أن يقوم باحتلال مصر، هي سيناء، الأرض التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف على مدار التاريخ، وذلك لحمايتها وصونها من المخططات والمؤامرات، التي تحاك ضدها بصفة مستمرة.
والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.
في إطار الاحتفالات بنصر السادس من أكتوبر، يستعرض موقع صدى البلد الدور الذي قامت به قوات الصاعقة وأبطالها الذين شاركوا في نصر أكتوبر.
الإعداد للحربفي البداية كانت كل الخطط المعدة للصاعقه كانت عبارة عن خطط ابتدائية محدودة للاشتراك في أعمال القتال فى حالة حدوث الحرب لتحرير سيناء من العدو الاسرائيلى، فكان الخطط الموجودة تعتبر دفاعية وليست هجومية، ولكن الخطة المتكاملة الإستراتيجيه لاشتراك قوات الصاعقه فى الحرب لم تكتمل إلا فى عام ١٩٧٢، فالقوات المسلحة بدأت التخطيط وكان يوضع فيها الاعتبار بحجم قوات العدو فى كل منطقة وتحديد العدد المطلوب للقوات للتعامل معها وكيفية التعامل معها.
خطة الخداعكان قوات الصاعقة دور فى خطة الخداع، حيث كان من ضمن خطة الخداع أن عناصر من قوات الصاعقة تذهب إلى وادى سلم عند منطقة الزعفرانة ويتم نقلها بعد ذلك إلى منطقة البحر الأحمر ويتم تركها هناك فترة للاستطلاع، ويتم سحبها مرة أخرى.
وكان يحدث ذلك مرات متكررة مع كل المجموعات حتى يعتقد العدو أنها مشروعات للتدريب وعند التحرك الفعلي للمعركة يظن أنه تدريب كما يحدث من قبل، وكان فى مشروعات مراكز القياده تتم أيضا فيها تحريك بعض الوحدات ليعتاد العدو على موضوع تحرك القوات ولا تسبب له أى قلق.
كانت قوات الصاعقة فى حرب أكتوبر تنقسم إلى المجموعة ١٢٧ والمجموعة ١٢٩ والمجموعه ١٣٢ فى قطاع البحر الأحمر للتأمين ومجموعات احتياطى القيادة العامة المكونة من المجموعة ١٣٩ والمجموعة ١٤٥.
ولأن القيادة العامة للقوات المسلحة والرئيس السادات يعلمون بأن المشاة سيقومون بعملية العبور ويقاتلون على الضفة الشرقية للقناة، بدون أى دبابات ومعدات ثقيلة معهم، فكان الحل هو التعامل مع الاحتياطى القريب للعدو والتصدي له بقوات الصاعقة حتى يتمكن المشاه من احتلال النقاط المهمة والحصينة.
وتأكيداً على بطولات قوات الصاعقة، كانت هناك مجموعات صاعقة في مضيق سدر قاتلت لمدة ١٧ يوم مع أنه كان مطلوب منها أن تقاتل لمدة ١٢ ساعه فقط لتعطيل العدو.
وكانت بطولات الصاعقة في نطاق الجيش الثالث الميداني لا تنتهي، حيث قامت إحدى مجموعات الصاعقة بنصب كمين من شرق القناة من خلال الفرقة السابعة لضرب العدو جهة الغرب بعد حدوث الثغرة ومحاولة العدو دخول السويس وتم الدفع به فى اتجاه الأدبية، كما قامت المجموعة ١٢٩ صاعقة العاملة في نطاق الجيش الثاني الميداني بمجهود خرافي فى تعطيل الاحتياطيات.
تم إستلام بلاغ من مجموعة الصاعقة بالجيش الثانى الميدانى بنجاح العبور وأنهم على مسافة ٥ كيلو من شرق القناة وأنه جارى حصار القنطره شرق، ثم تلاها بلاغ من مجموعة الصاعقة بالجيش الثالث بنجاح العبور وأن النقاط القويه تم حصارها وتم إفشال محاولة إمداد العدو لها .
وكان التواصل يتم بين محور الصاعقه فى غرفة العمليات وبين قادة الكتائب بصورة مباشره وكان الاتصال يتم على فترات محددة فى ساعات محددة متفق عليها حتى لا يلتقط العدو مكان الاتصال على الجبهة ويتم كشف أماكن تواجد قوات الصاعقة لأن العدو كان معه أجهزه متطوره يستطيع من خلالها معرفة اماكن الاتصالات.
كانت هناك بطولات لقوات الصاعقة مثل البطولات الخاصة بالمجموعات ١٢٩ صاعقة وكانت تخدم فى نطاق الجيش الثانى التي كانت تقاتل احتياطي العدو القريب، واستطاعت فى اللحظات الاولى من الحرب أن تدمر ٢٨ دبابه و١٢ عربيه مجنزرة.
كما أن المجموعة 127 صاعقة المتواجدة فى نطاق الجيش الثالث استطاعت ان تحاصر النقطه الحصينه فى لسان بورتوفيق حتى استسلم لهم الجنود وتم أسر٣٧ فرد من العدو وكان ذلك يوم ١٣ أكتوبر وتم الاستيلاء على ٣ دبابات سليمة وجميع الاسلحه الموجوده في النقطه القويه.
كما أن المجموعة ٣٩ بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعى كان لهم الدور الرئيسى فى منع قوات شارون من دخول الإسماعيلية ومنعه من حصار الجيش الثانى الميدانى وكان معهم كتيبة مظلات وتم تسجيل خلال هذه المعركة اتصال شارون يوم ٢٢ اكتوبر بالقيادة الإسرائيلية والاستغاثة بهم بسبب حدوث خسائر جسيمه له بسبب اشتباك قوات الصاعقة معه وأنه غير قادر على الدخول لمدينة الإسماعيلية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حرب اكتوبر حرب السادس من أكتوبر نصر اكتوبر القوات المسلحة سيناء قوات الصاعقة السادس من أکتوبر فی حرب أکتوبر قوات الصاعقة نصر أکتوبر نطاق الجیش صاعقة فی
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم 35 على التوالي
الثورة نت/وكالات يواصل العدو الصهيوني عدوانه الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ35 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ22، وصعّد من عمليات الاقتحام، والمداهمات للمنازل، والتهجير القسري للسكان، وسط عمليات تدمير وحرق لعدد منها. وأفادت مصادر فلسطينية، بأن قوات العدو دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها “طولكرم ونور شمس”، وجابت الشوارع والحارات وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، في الوقت الذي تمركزت فيه على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، حيث ما زالت تستولي على مباني سكنية في الشارع وحوتها إلى ثكنات عسكرية. وذكرت المصادر، أن قوات العدو قامت بتخريب وتدمير محتويات عمارة العامر في شارع نابلس بعد أن استولت عليها وأجبرت من فيها على المغادرة قسرا، وألقت بالمقتنيات الخاصة من النوافذ. وما زال العدو يفرض حصارا مطبقا على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة برفقة الكلاب البوليسية، وسط مداهمته للمنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها، واخضاع من يتواجد داخلها من السكان للاستجواب. وفي مخيم نور شمس أقدم العدو فجر اليوم على حرق منازل سكنية في حي المنشية، حيث شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منها، استمرارا لعمليات الهدم التي نفذها أمس السبت، والتي طالت أكثر من 11 منزلا وما يحيط بها. كما وأجبرت قوات العدو سكان حارة “واد القلنسوة” على إخلاء منازلهم قسرا، بعد مداهمتها، وإطلاق القنابل الصوتية تجاههم مع اتخاذ أفرادها دروعا بشرية، حيث أفاد مواطنون بأن العدو أمهل سبع عائلات في الحي على مغادرة بيوتهم حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم. كما داهمت قوات العدو في وقت سابق المنازل في حارة جبل النصر، وأجبرت سكانها على تركها قسرا، وإمهالهم مدة دقائق للمغادرة، بالتزامن مع إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم. وفي مخيم طولكرم، قامت قوات العدو بمداهمة المنازل والمحلات الفارغة الواقعة على امتداد شارع الوكالة بعد خلع أبوابها وتفجيرها، في الوقت الذي أطلقت الرصاص الحي تجاه المنازل في المناطق القريبة من حارتي المطار والحدايدة، لإرهاب السكان من بقوا في منازلهم في تلك الحارات. وشهد مخيمي طولكرم ونور شمس منذ اليوم الأول لعدوان الاحتلال، حركة نزوح كبيرة بين سكانهما من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، فاق عددهم 16 ألف نازح، توجهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها. واستهدفت قوات العدو بشكل مباشر البنية التحتية للمدينة والمخيمين، حيث دمرت الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة. ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تستمر يوميا مناشدات المواطنين الفلسطنيين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، في الوقت الذي يعيق الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الاساسية الضرورية لهم. ولليوم الـ23 على التوالي، تواصل قوات العدو إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.