تراجع مخيف في انتاج الذهب بالسودان بسبب الحرب
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
الخرطوم تاق برس- تراجع إنتاج السودان من الذهب ليصل إلى طنين فقط، مقارنة بإنتاج العام الماضي الذي تجاوز 18 طنا، قبل اندلاع الحرب، وارجع التجار الأسباب إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج.
ويعتمد السودان في إنتاج الذهب على القطاع التقليدي الذي ينتج 90 في المئة من إجمالي الإنتاج.
وعن صعوبات الإنتاج أوضح كبير الصاغة وعضو لجنة تصدير الذهب، قال محمد السواكني: “لايوجد وقود للسيارات والعربات المخصصة لجلب الذهب الخام من الخلا (المناجم)”.
وأضاف في تصريحات إلى “الحرة” : “أيضا يوجد نقص في مادة الزئبق الضرورية لاستخراج الذهب”، وبحسب تقارير حكومية فإن إيرادات الذهب بلغت 44 في المئة من الإيرادات الكلية للبلاد .
وذكر خبراء أن إغلاق مطار الخرطوم سهل خروج الذهب عبر المعابر من دون توفر إمكانية الكشف عن الكميات التي تغادر البلاد.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير الاقتصادي، باسم عباس الإمام لـ”الحرة” بأنه “ليس هناك قنوات رسمية للاستلام، وبالتالي فإن دخول الذهب في حصيلة الدولة يكاد يكون أمرا منعدما”.
تراج في الإنتاج
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن الاقتصاد السوداني تراجع بنسبة تصل إلى اثنين وأربعين في المائة جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.
وكان إنتاج السودان من الذهب قد وصل إلى ذروته في العام عام 2017 بواقع 107 أطنان، وفق خارطة موقع البيانات ceicdata.
وتشير البيانات الرسمية إلى تراجع إنتاج الذهب، العام الماضي، إلى 41.8 طن، وفق مبارك عبد الرحمن أردول، المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية.
وأعلن بنك السودان المركزي في تقريره السنوي عن عام 2022 تصدر الذهب أعلى صادرات البلاد غير البترولية بنسبة 46.3 في المئة من جملة صادرات السودان الخارجية بقيمة نقدية تساوي 2.02 مليار دولار من إجمالي 4.357 مليار دولار هي إجمالي صادرات البلاد للعام الماضي، وفق الشركة السودانية للموارد المعدنية.
وتشير هذه البيانات إلى تراجع الإنتاج في السودان عن السنوات السابقة، فقد كان الإنتاج في الشهور الـ9 الأولى من عام 2018، على سبيل المثال، قد بلغ 78 طنا، بما يفوق توقعات الحكومة بنحو 12 في المئة.
وقالت الشركة السودانية للموارد المعدنية إن “التحصيل والإيرادات المدرجة في ميزانية الدولة تحققت بنسبة 97 في المئة برغم التحديات الكبيرة التي واجهت قطاع التعدين بسبب الظروف الاقتصادية”.
وفي نوفمبر 2018، قال وزير الطاقة والتعدين السابق، عادل إبراهيم ، إن السودان أنتج نحو 93 طنا من الذهب في ذلك العام، وهو مستوى جعله ثالث أكبر منتج في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا.
منذ خلع الديكتاتور السوداني السابق، عمر البشير، تمكن السودان من العودة ولو بشكل متقطع إلى الساحة الدولية، كما أنه أصبح من جديد في قلب منافسة بين القوى المختلفة في الشرق الأوسط، وأيضا الولايات المتحدة وروسيا، وفقا لمحللين تحدث معهم موقع “الحرة”.
وأشارت بيانات رسمية أميركية إلى أن إنتاج السودان من الذهب ارتفع إلى 107300 كيلوغرام فى 2017 من 93400 كغم في عام 2016 و82.400 كغم في عام 2015، لكن أرقام 2022 تظهر تراجعا كبيرا في الإنتاج.
وقال البنك الدولي في وقت سابق إن الناتج المحلي الإجمالي للسودان تباطأ إلى مستوى 1 في المئة في عام 2022، مدعوما باستقرار الزراعة والإنتاج الحيوانية ونمو متواضع في صادرات الذهب.
“معاناة واسعة النطاق”
ويعاني قطاع الذهب في السودان من عمليات تهريب واسعة النطاق، إذ تقول السلطات إن نسبة تهريب الذهب المنتج تصل إلى 80 في المئة، بحسب وكالة رويترز.
ورغم ازدهار قطاع التعدين في السودان خلال السنوات الأخيرة، يقول مسؤولون إن معظم كميات الذهب يتم تهريبها إلى خارج البلاد، مما يحرم البنك المركزي من مورد للعملة الصعبة، ويأمل السودان في وضع حد لعمليات التهريب من خلال مراجعة آلية الشراء وضبط الأسعار.
وتتهم وسائل إعلام غربية قادة عسكريين بالضلوع في تهريب الذهب إلى خارج البلاد، ويقول معهد ستوكهولم للسلام إنه منذ تسعينيات القرن الماضي، تسيطر على الموارد الطبيعية في السودان قوات الأمن والنخب المتمركزة في الخرطوم، مثل قوات” الدعم السريع” التي سيطرت على مناطق تعدين الذهب.
وفي العام 2017، وقع الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتفاقات للتنقيب عن الذهب، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
وقال دبلوماسيون غربيون إن مجموعة “فاغنر” الروسية الموالية للكرملين تمارس أنشطة غير قانونية على صلة بالتنقيب عن الذهب في السودان، لكن وزارة الخارجية السودانية نفت ذلك.
وقالت “سي أن أن” في تحقيق لها إن الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة في السودان حاليا ساعدا روسيا في الحصول على الذهب لتمويل حربها في أوكرانيا، مقابل الدعم السياسي والعسكري.
سجلت أسعار الذهب في مصر مستويات تاريخية غير مسبوقة، ويكشف مختصين لموقع “الحرة” أسباب ذلك الارتفاع وتوقعاتهم بشأن سعره خلال الفترة القادمة.
وذكر تقرير سابق لوكالة أسوشيتد برس أن المجموعة تميل إلى استهداف البلدان ذات الموارد الطبيعية التي يمكن استخدامها لتحقيق أهداف موسكو، مثل مناجم الذهب في السودان على سبيل المثال، “حيث يمكن بيع الذهب المستخرج بطرق تتجنب العقوبات الغربية”.
وقال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إنه منذ استيلاء الجيش السوداني على السلطة في أكتوبر، كثفت “فاغنر” شراكتها مع قائد “قوات الدعم السريع”، الرجل الثاني بالمجلس العسكري، محمد حمدان حميدتي.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على شركتين لعملهما كواجهة لأنشطة تعدين لصالح “فاغنر”، وهما شركة تعدين الذهب السودانية “ميروي غولد”، ومالكتها شركة “إم إنفست”، ومقرها روسيا. وعلى الرغم من العقوبات، لا تزال “ميروي غولد” تعمل في جميع أنحاء السودان.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: السودان من فی السودان من الذهب فی المئة الذهب فی
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تدعو لوقف الهجمات على مراكز الرعاية بالسودان
دعا تيدروس إلى وقف جميع الهجمات على قطاع الرعاية الصحية في السودان، وإتاحة الفرصة الكاملة لإصلاح المرافق المتضررة على وجه السرعة..
التغيير: الخرطوم
دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إلى وقف الهجمات على مراكز الرعاية الصحية والعاملين فيها في السودان بعد أن أدى هجوم بطائرة مسيرة على مستشفى في منطقة بولاية شمال دارفور إلى مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة العشرات.
قال تيدروس في منشور على منصة “إكس” مساء السبت، عقب الهجوم الذي وقع الجمعة: “يُعد المستشفى التخصصي للنساء والتوليد السعودي المستشفى الوحيد العامل في الفاشر، ويقدم خدمات متعددة تشمل أمراض النساء والتوليد، الباطنة، الجراحة، وطب الأطفال، بالإضافة إلى مركز مخصص للتغذية العلاجية.
وأضاف تيدروس “نواصل الدعوة إلى وقف جميع الهجمات على قطاع الرعاية الصحية في السودان، وإتاحة الفرصة الكاملة لإصلاح المرافق المتضررة على وجه السرعة”.
وأدت الحرب بين جيش السودان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية والتي اندلعت في أبريل 2023 بسبب خلافات حول دمج القوتين، إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين عن منازلهم ووقوع نصف السكان فريسة للجوع.
وأفرز الصراع موجات من العنف العرقي تقع المسؤولية الكبيرة فيها على قوات الدعم السريع. وأدى ذلك إلى حدوث أزمة إنسانية.
وقال حاكم دارفور ميني مناوي على منصة إكس إن طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت قسم الطوارئ بالمستشفى الواقع في عاصمة ولاية شمال دارفور، مما تسبب في مقتل مرضى بينهم نساء وأطفال.
الوسومالفاشر الوضع الصحي في السودان حرب الجيش والدعم السريع منظمة الصحة العالمية