تزامنا مع استمرار العملية العسكرية الروسية في البلاد، أُثقِلَت الحكومة الأوكرانية بمواجهة تحديات اقتصادية خطيرة قد تتفاقم إذا انقطع دعم الولايات المتحدة، وخاصة بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، وهو ما يثير غموضًا حول مستقبل المساعدات الأمريكية لكييف، إذ تحول الأمر الآن إلى آراء الخلفاء المحتملين لـ "مكارثي".

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن اتفاق اللحظة الأخيرة في الكونجرس لتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية في نهاية الأسبوع، لم يتضمن أي تمويل جديد لأوكرانيا، وزادت تعقيد الآمال في التوصل إلى حل سريع بسبب خروج مكارثي يوم الثلاثاء.

ويحمل المتنافسون على خلافته مجموعة من وجهات النظر، ولكن من بينهم الجمهوري اليميني المتشدد جيم جوردان، الذي كان متشككًا بشكل خاص بشأن تمويل أوكرانيا.

ويعد التوقيت حاسما، حيث حذر البيت الأبيض من أن المساعدات قد تنفد في غضون أشهر بينما تحاول أوكرانيا المضي قدما في هجومها البطيء ضد روسيا قبل حلول فصل الشتاء.

وحتى قبل عزل مكارثي يوم الثلاثاء، كان الدعم السياسي لمليارات إضافية من المساعدات العسكرية موضع شك متزايد.

واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء بأنه يشعر بالقلق من أن الاضطرابات السياسية في واشنطن يمكن أن تهدد المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وحث الجمهوريين على وقف الاقتتال الداخلي ودعم المساعدة "ذات الأهمية الحاسمة" لكييف.

وقال بايدن إنه سيلقي قريبا خطابا رئيسيا حول ضرورة دعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي بعد أن أثارت الفوضى في واشنطن قلق حلفاء الولايات المتحدة.

وردا على سؤال عما إذا كانت الإطاحة برئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي على يد متشددين في حزبه قد تعرقل تخصيص المزيد من الأموال المخصصة لجهود الحرب في أوكرانيا، قال بايدن "الأمر يقلقني حقا.. "لكنني أعلم أن هناك أغلبية من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من كلا الحزبين قالوا إنهم يدعمون تمويل أوكرانيا".

وأشار بايدن إلى أن هناك "وسيلة أخرى قد نتمكن من خلالها من إيجاد التمويل" دون موافقة الكونغرس، لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس سيحصل على إحاطة بشأن أوكرانيا من فريق الأمن القومي التابع له يوم الخميس، وهو أول اجتماع يضم القائد العسكري الأمريكي الجديد الجنرال تشارلز براون.

وعندما أسقط الكونجرس الأسبوع الماضي مساعدات إضافية لأوكرانيا من القرار المستمر لتمويل الحكومة، أعرب مسؤولو البيت الأبيض سرًا عن قلقهم من تأخير المساعدات لأوكرانيا، وأن الاقتتال الداخلي حولها في واشنطن كان في مصلحة بوتين.

لكن المسؤولين قالوا إنهم يعتقدون أن الأمر يتعلق بموعد موافقة الكونجرس على المساعدة الإضافية، وليس ما إذا كان ذلك ممكنا. والآن، أصبحت الإدارة أقل ثقة بكثير، حيث أن واحدًا على الأقل من خلفاء مكارثي المحتملين، النائب جيم جوردان من ولاية أوهايو، يعارض إرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا.

ومن جهتها أفادت شبكة "nbc news" الإخبارية الأمريكية بأنه حتى قبل عزل مكارثي يوم الثلاثاء، كان الدعم السياسي لمليارات إضافية من المساعدات العسكرية موضع شك متزايد.

وقد حظيت سلسلة من حزم المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا - يبلغ مجموعها حوالي 110 مليارات دولار - بدعم واسع في الكونجرس منذ غزت روسيا جارتها في فبراير 2022، لكن الرياح السياسية تحولت تدريجيًا. وقد شكك عدد متزايد من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين في المساعدات الإضافية أو عارضوها، زاعمين أن الكونجرس لابد أن يركز على تأمين حدود أميركا وغير ذلك من المشاكل الداخلية.

وتم إلغاء التمويل الإضافي المقترح للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا من اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي لتجنب إغلاق الحكومة. وكانت النتيجة خيبة أمل كبيرة لأوكرانيا، التي التقى رئيسها فولوديمير زيلينسكي مع المشرعين وبايدن قبل أقل من شهر لتعزيز الدعم.

وبالنسبة لبايدن، فإن تحمل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا مخاطر سياسية كبيرة بينما يستعد للترشح لإعادة انتخابه.

وأشار بايدن وفريقه إلى قدرته على توحيد الولايات المتحدة وحلفائها حول دعم أوكرانيا كأحد أهم إنجازاته في منصبه. وقد حذر من أن النظام العالمي الحالي لن يتعرض للخطر إذا تضاءل هذا الدعم ونجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتظار الإرادة السياسية الغربية.

لكن بايدن يواجه صعوبات في كسب تأييد الناخبين بشأن هذه القضية، حيث تظهر استطلاعات أن الرأي العام منقسم وأن الدعم لأوكرانيا يتراجع.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كيفن مكارثي أوكرانيا بادن المساعدات الأمریکیة الأمریکیة لأوکرانیا مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب ووزارة الخارجية يهنئون الشعب الليبي بمناسبة «عيد الفطر»

هنّأ وزير الخارجية بالإنابة بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، الشعب الليبي والأمة العربية والإسلامية، بمناسبة حلول عيد الفطر.

وتقدم الطاهر الباعور، باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي، “بأحر التهاني وأطيب التمنيات إلى الشعب الليبي الكريم والأمة العربية والأسلامية والعاملين بالوزارة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يعيده علينا وعلى أبنائنا بالخير واليمن والبركات”.

وقال: “نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفقنا جميعا لمواصلة العمل من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة”.

بدوره، قال مجلس النواب في بيان: “يطيب لرئيس ديوان مجلس النواب الليبي وجميع العاملين بالديوان أن يتقدموا بخالص التهاني وأطيب التبريكات إلى كافة أبناء الشعب الليبي وإلى مجلس النواب رئاسة وأعضاء بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على شعبنا وكافة الشعوب الاسلامية بالخير واليمن والبركات، داعين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وأن يمن علينا بالأمن والاستقرار”.

مقالات مشابهة

  • أوروبا تتحدّى «ترامب».. مساعدات إلى أوكرانيا بقيمة تتجاوز «مليار دولار»
  • مقترح التعديل الرابع لقانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات (وثائق)
  • لـ10 ملايين أسرة.. استمرار صرف الدعم الإضافي علي بطاقات التموين
  • السويد تعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا
  • البيت الأبيض: ترامب لا يفكر في ولاية رئاسية ثالثة
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
  • السودان بعد استعادة الخرطوم.. تحديات استقرار البلاد وسط استمرار التوترات والفصائل المسلحة
  • مجلس النواب ووزارة الخارجية يهنئون الشعب الليبي بمناسبة «عيد الفطر»
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ علي محمد غوبر
  • منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية