تضاعفت أعداد المهاجرين إلى بريطانيا على نحو كبير جدا رغم الحملة التي يشنها حزب المحافظين عليهم منذ سنوات، والتي وصلت إلى سن قانون يجيز اعتقال بعض طالبي اللجوء وترحيلهم.

ويواصل حزب المحافظين البريطاني حملته المناهضة للمهاجرين التي بدأها منذ 2018، وكثفها خلال السنوات الأخيرة التي تلت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وسنت الحكومة -التي يتزعمها ريشي سوناك، وهو من أصول مهاجرة- قانونا يسمح باعتقال وترحيل طالبي اللجوء القادمين عبر البحر.

ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان -وهي ابنة مهاجرين أيضا- عمليات الهجرة بالاجتياح، ووصفت المهاجرين بالخطر الوجودي على البلاد.

ويصل سنويا الآلاف من طالبي اللجوء لبريطانيا عبر البحر بحثا عن ملاذ آمن، فيتحولون إلى مادة جدلية في خطاب حزب المحافظين.

ووفقا للبيانات، فإن أعداد طالبي اللجوء في بريطانيا تضاعفت خلال السنوات التي تلت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي كثف فيها المحافظون حملتهم ضد الهجرة، حتى إن عدد الواصلين في يوم واحد تجاوز أعداد من وصلوا خلال 2018 كاملة.

لكن الحكومة البريطانية تدافع عن موقفها بالقول إنها لا تستهدف المهاجرين عموما، وإنما تستهدف مجتمعات بعينها تنغلق على نفسها ولا تندمج في المجتمع البريطاني الأوسع كما يجب، كما يقول النائب عن الحزب الحاكم لي أندرسون للجزيرة.

ودعم أندرسون أحاديث وزيرة الداخلية البريطانية المناهضة للمهاجرين قائلا إن المسألة ليست عنصرية، ولكنها تشخيص لمشكلة.

وزادت المملكة المتحدة إنفاقها على مواجهة موجات الهجرة بواقع 7 مرات عما كانت عليه عام 2012، ومع ذلك فقد وصل عدد المهاجرين عام 2019 إلى 1843 مقارنة بـ299 مهاجرا في 2018.

وفي عام 2020، ارتفعت أعداد القادمين إلى بريطانيا إلى 8466، ثم إلى 28 ألفا و526 مهاجرا في 2021، وإلى 45 ألفا و744 في 2022.

ولا تنسحب هذه الزيادة على المهاجرين بحرا فقط، ولكنها تشمل القادمين بطرق أخرى ما زالوا يتوافدون رغم الزيادة الكبيرة في رفض طلبات اللجوء، التي تجاوزت 70 ألف رفض خلال العام الماضي مقارنة بأقل من 30 ألف قبول.

وتماهت شعارات حزب المحافظين المناهضة للمهاجرين على مر السنين، حتى أصبحت تتماهى مع شعارات كانت في السابق حكرا على اليمين المتطرف.

وتبدي الحكومة المحافظة تشددا في الخطاب والإجراءات التي لا تتراجع مع تزايد أعداد الواصلين إلى الشواطئ، بل تزيد على نحو يشكك في جدوى هذا النهج وجديته.

ولا تنحصر أزمة زيادة المهاجرين على بريطانيا وحدها، لأن كافة دول أوروبا تواجه الأمر نفسه، وهو ما فرض على هذه الدول ضغوطا مادية لا تقارن بما كانت عليه قبل 10 سنوات، غير أنها تبحث عن حل للأزمة أكثر مما تحاول الاستثمار السياسي فيها.

وبالنظر إلى الأعداد، فقد استقبلت دول مثل إسبانيا وإيطاليا مهاجرين أكثر من بريطانيا بعشرات الآلاف سنويا، ووصل عدد الواصلين إلى دول الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي فقط إلى 881 ألفا، في حين استقبلت بريطانيا 74 ألفا فقط.

وفرضت هذه الزيادة في أعداد المهاجرين نفقات على الحكومات الأوروبية وصلت إلى 4.8 مليارات دولار في 2022-2023 مقارنة بـ 607.6 ملايين في 2012-2013.

وقال مدير مركز أبحاث الهجرة في جامعة أكسفورد بيتر ولش للجزيرة إن خطاب الحكومة البريطانية لا يتناسب مع حجم الأزمة، خاصة أن بلدا مثل اليونان استقبل 900 ألف لاجئ عام 2015 فقط.

وفي حين يقول حزب المحافظين إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مكّنها من استعادة السيطرة على حدودها وضبط الهجرة، فإن بيانات السنوات الخمس الأخيرة تناقض هذه الادعاءات خاصة عندما يتعلق الأمر بطالبي اللجوء غير النظاميين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی حزب المحافظین طالبی اللجوء

إقرأ أيضاً:

فقدان 250 مهاجراً بعد غرق 3 قوارب في جيبوتي ونيجيريا

عواصم (وكالات)  

أخبار ذات صلة 45 قتيلاً جراء غرق قاربي مهاجرين قبالة سواحل جيبوتي رئيس الدولة ونائباه يهنئون قادة عدد من الدول بمناسبة اليوم الوطني لبلادهم

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أمس، فقدان مئة مهاجر  قبالة سواحل جيبوتي، فيما فقد 150 آخرون جراء غرق قارب في نيجيريا، وسط استمرار أعمال البحث والإنقاذ.
ذكرت المنظمة أن فرق الإنقاذ تبحث عن أكثر من مئة مهاجر فقدوا بعد أن أجبرهم مهربون على القفز في البحر قبالة سواحل جيبوتي، مضيفة أنه جرى انتشال ما لا يقل عن 45 جثة، وهو ما يجعل عام 2024 الأكبر من حيث الوفيات الناجمة عن عمليات العبور بحراً على مسار الهجرة بين شرق أفريقيا واليمن.
وذكرت في بيان أنه تم إنقاذ 154 شخصاً من زورقين أبحرا من اليمن إلى جيبوتي، وكان على متنهما 310 ركاب، وتابعت «يجري خفر السواحل في جيبوتي عمليات بحث وإنقاذ لتحديد مكان المهاجرين المفقودين».
وقال ناجون للمنظمة الدولية للهجرة إن القائمين على تشغيل الزورقين أرغموهم على النزول في عرض البحر قبالة ساحل أوبوك، وهي مدينة ساحلية في جيبوتي.
وقالت المنظمة إن من بين الناجين طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر أربعة أشهر غرقت والدته.
في الأثناء، أعلنت نيجيريا، أمس، فقدان 150 شخصاً على الأقل جراء غرق قارب بولاية نيجر، غربي البلاد، وسط استمرار أعمال البحث والإنقاذ.
وقال المدير العام لوكالة إدارة الطوارئ بولاية نيجر عبد الله بابا آره، في بيان، إن القارب غرق في نهر بمنطقة موكوا، مساء أمس الأول، مضيفاً أن القارب كان يحمل على متنه قرابة 300 شخص، 150 منهم مفقودون حتى الآن جراء غرق القارب.
وأكد المسؤول النيجيري استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الطرابلسي: ننظر إلى المهاجرين من منطلق إنساني
  • تسلا تتوقف عن بيع أرخص سياراتها
  • الإحصاء: 121.1 ألف معلم بالتعليم الثانوي العام والأزهري خلال عام 2023/2024
  • الداخلية.. حملة موسعة لترحيل المهاجرين غير النظاميين قريبا
  • فقدان 250 مهاجراً بعد غرق 3 قوارب في جيبوتي ونيجيريا
  • لبنان يكشف ارتفاع أعداد الضحايا والنازحين جراء العدوان (حصيلة)
  • عفو رئاسي لبعض المحكوم عليهم بمناسبة ذكرى نصر السادس من أكتوبر
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • شراكة بين شركة انطلاق وسافانا لدعم رواد الأعمال المهاجرين السودانيين في مصر
  • ذعر في بريطانيا من تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة.. زيادة 30% في أعداد المصابين