حادثة العلم في احتفالات الثورة.. اللجوء إلى الورقة الأمنية بعد فشل الخيار العسكري؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
بعناية، اختارت الجهة المحركة قضية حساسة من أجل إثارة حفيظة الرأي العام، وتوسيع دائرة الفتنة بدفع فئات من الشعب للخروج إلى الشوارع تحت ذريعة الانتصار للعلم.
ومع أن الغضب لعلم الجمهورية اليمنية أمر إيجابي، ويكشف عن قوة انتماء، إلا أن من خرجوا وجدوا أنفسهم ضمن دائرة تحركها جهات خارجية لها أهدافها المعروفة.
افتعال حركة العلم في جولة ريماس، يشير إلى أن من يقفون وراء الحبكة لم يجدوا في سلوك وسياسة حكومة صنعاء ما يمكن استغلاله للتأثير على عواطف ومشاعر الناس.
على العكس من ذلك، نجد العلم اليمني في كل المكاتب والدوائر الحكومية دون استثناء، كما حضر بشكل لافت في العرض العسكري بميدان السبعين يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، على عربات العرض، وفي صدور الجنود وضيوف المنصة، وشاهده سكان صنعاء كما لم يشاهدوه من قبل وهو يتدلى من الطائرات المروحية. لقد رُفع العلم اليمني حتى في جبال نجران خلال المواجهات السابقة، بينما يُحظر رفعه أو بيعه تماما في المحافظات اليمنية الجنوبية.
وبالنسبة لذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، فقد أخذت كل ما تأخذه الأعياد الوطنية من احتفاء واحتفال، على المستويين الرسمي والشعبي. وكما يحدث كل عام، تم الإعلان عن إجازة رسمية في الدوائر الحكومية بهذه الذكرى، واحتفلت القيادة السياسة بإيقاد الشعلة في ميدان التحرير، ومثلها فعلت السلطات المحلية في كافة المحافظات الخاضعة لسلطة حكومة صنعاء.
ومع أن هذا أمر لا يحتاج إلى إثبات، إلا أنه يؤكد خطورة التحركات المشبوهة التي استطاعت تجاوز كل هذا وخلق أعداء لثورة سبتمبر وعلم الجمهورية داخل صنعاء من خلال افتعال حدث وتصويره ونقله من الواقع إلى فضاء وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
المدة بين وقوع الحادثة وتصويرها ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم دفع الناس إلى تظاهرة إلكترونية وأخرى على أرض الواقع، تشير إلى أن حكاية العلم أمرٌ دُبر بليل. ما يؤكد ذلك أيضا هو الاستمرار في الترويج للحادثة رغم صدور أكثر من توضيح وعلى وجه السرعة من الجهات الرسمية التي أدركت خطورة افتعال مثل هذه الأحداث في مثل هذا التوقيت. كما أن الإصرار على البقاء في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل يشير إلى وجود نية مبيتة لدفع الناس باتجاه الفوضى من خلال الاحتكاك مع قوات الأمن التي تعاملت مع الحدث بمسئولية عالية رغم محاولات الاستفزاز المتعمدة.
بدا واضحا أن هناك عدة أهداف من الحادثة المفتعلة، من بينها استغلال المناسبة لخلق انقسام مجتمعي، وأيضا خلق موقف شعبي سلبي من السلطة، إضافة إلى التشويش على فعالية الاحتفال بالمولد النبوي. وهنا يمكن القول إن الملايين التي حضرت الفعالية في مختلف الساحات، كانت بمثابة تأكيد على فشل التحركات المشبوهة التي سبقتها.
أما الهدف الرئيسي فيتمثل في اللعب على الورقة الأمنية وإثارة الفوضى من الداخل بعد فشل الخيار العسكري طوال تسع سنين من الحرب. ومن غير المستبعد أن تشهد الفترة القادمة تحركات مشابهة.
رابط التقرير :
https://arab-j.net/index.php/axis/17593-2023-09-30-13-29-06
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
السوداني: الورقة العراقية بشأن سوريا حظيت بترحيب جميع الأشقاء
قال رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن بلاده بادرت بإجراء اتصالات وزيارات مع الدول الشقيقة، وأطلقت مبادرة لإرساء الأمن في سوريا، بالإضافة إلى تقديم ورقة عراقية في مؤتمر العقبة بالأردن بشأن سوريا، مشيرًا إلى أنها حظيت بترحيب جميع الأشقاء، موضحًا أن بلاده تطرح المبادرات والحلول والمواقف التي تتناسب مع التحديات في المنطقة.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية «واع»، أن السوداني التقى في مدينة الموصل، اليوم الأحد، بمجموعة من شيوخ العشائر وممثلي المكونات والأطياف المختلفة في محافظة نينوى، مؤكدًا أن جميع المشاريع التي تم إطلاق العمل بها اليوم في نينوى كانت مدمرة من قبل الإرهاب، لافتًا إلى أنه في أيام الاحتفال بيوم النصر على العصابات الإرهابية فإن العراق يعمر خراب حقبة تنظيم «داعش» المظلمة ويعمل على إطلاق مشاريع جديدة.
وأشار السوداني، إلى أن الصورة الحقيقية للشعب العراقي انتصرت على ما أراده الإرهاب في استهداف الأمن والتعايش السلمي بين جميع المكونات والطوائف، مؤكدًا أن فتنة الإرهاب والأجندة الخارجية أساءت للمجتمع في نينوى، موضحًا أن العراق اليوم على المسار الصحيح في بناء دولة تحترم المواطن وتلزم بالدستور وتبني مؤسساتها بالشكل الذي يلبي تطلعات المواطنين، منوهًا بأن العراق استعاد دوره الريادي في المنطقة وأصبح بلدا مؤثرا وفاعلا في محيطه.
وفي السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أن حكومة بلاده استطاعت أن تبعد المخاطر عن العراق، خصوصا مع ما شهدته المنطقة من تحديات أمنية، من بينها التحول الذي حصل في سوريا.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان أوردته «واع»، أن السوداني ترأس اجتماعا للقيادات الأمنية والعسكرية في محافظة نينوى، حيث أشار رئيس الوزراء العراقي إلى ضرورة المحافظة على المنجز الأمني الذي تحقق بفضل التضحيات العظيمة للعراقيين، وعدم التهاون مع أيّ حدث مهما كان من أجل إدامة الاستقرار الذي انطلقت الحكومة معه بمشاريع تنموية وخدمية.
اقرأ أيضاًالعراق: قلقون من نمو التنظيمات الإرهابية وتوسعها في بعض المناطق السورية
العراق: قلقون من نمو التنظيمات الإرهابية وتوسعها في بعض المناطق السورية
الجيش العراقي يعلن موقفه من الجنود السوريين في بلاده