أستاذ بجامعة الأزهر: النبي أحب وطنه وعلم أصحابه حبه (فيديو)
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قال الدكتور فتحي حجازي أستاذ بجامعة الأزهر، إن أهل المدينة المنورة تعلقوا بالرسول، كما أنه أشتد حبهم وتعلقهم به، حتى أنه حينما فتح مكة وآمن أهلها وخرج منها من لم يؤمن، ثارت فى نفوسهم ثائرة بأن الرسول رجع إلى أهله وإلى وطنه، موضحا أن النبي ﷺ أحب وطنه، وعلم أصحابه حب الوطن.
موقف أهل المدينةأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر خلال لقاء على قناة الناس، أن «أهل المدينة قالوا فيما بينهم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يعود معنا، ودارت هذة الثائرة، حتى وصلت إلى النبي»، فدعى سيدنا سعد وهو إمام الأنصار وقال له «يا سعد، ما مقالة بلغتني عنكم»، قال «يا رسول الله قالوا إنك وجدت أهلك فلن تعود».
وتابع: قال «وأنت ماذا قلت؟»، قال: «وأنا قلت بقولهم يا رسول الله، والله لو قلت كلام سوى هذا لنزل تكذيبي من السماء»، قال له الرسول: «ادعوا الأنصار، وسآتيكم بعد منتصف الليل»، فخرج إليهم الرسول بعد أن انتهى الناس من حديثه معهم في منتصف الليل.
وأوضح أن الرسول وجد الأنصار اجتمعوا بجانب المروة في مكان واسع، فذهب إليهم وقال: «يا أنصار رسول الله، أينسى لكم رسول الله أنكم جعلتموه واحدًا منكم، أينسى لكم أنك وقفتم معه في المعارك»، فبكوا وقالوا: «عذرًا يا رسول الله، نسألك يا رسول الله أن تستغفر لنا ربنا».
فأخذ صلى الله عليه وسلم يتحدث معهم، حتى قال في النهاية «يا أنصار رسول الله، إن هؤلاء الناس "وأشار على أهل مكة" يحبون الشاة والبعير، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله»، فبكوا ثم قال في النهاية: «لو سلك الناس شعبًا ويقصد أهل مكة، وسلك الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر الرسول رسول الله
إقرأ أيضاً:
كيف نحول ما تركه لنا رسول الله من القرآن والسنة لبرامج عمل يومية.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما أخرجه ابن ماجة في سننه: «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك»، فتركنا صلى الله عليه وسلم ومعنا كتاب الله وسنته الشريفة، وهما كنزان من الكنوز، فقال فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي».
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الله تعالى حفظ الكتاب من التحريف، وأقام المسلمين في حفظه، ووفقهم إلى ذلك من غير حولٍ منهم ولا قوة، وعلَّمهم العلوم التي توثق النص الشريف، فنُقل إلينا القرآن الكريم غضاً طرياً على مستوى الأداء الصوتي لأي حرف من حروفه، وكذلك السنة نُقلت إلينا خالية من التحريف بعدما قام العلماء المسلمون بوضع ما يصل إلى عشرين علمًا للحفاظ عليها كعلم الرجال والجرح والتعديل ومصطلح الحديث والدراية والرواية والشرح، وغير ذلك من العلوم التي حافظت على سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
والسؤال الآن: كيف نحول ما تركه لنا صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة إلى برامج عمل يومية وإلى سلوك يعيشه الفرد منا في حياته وفيمن حوله حتى تتطور مجتمعاتنا وتعود مرة أخرى إلى الأسوة الحسنة المتمثلة في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، وهم خير سلف لنا؟ والإجابة عن هذا السؤال هي أنه صلى الله عليه وسلم قد ترك لنا وصايا ونصائح جامعة لتكوين هذه البرامج وتطبيقها في واقعنا المعيشي.
ومن هذه الوصايا الجامعة، اخترت حديثًا رواه الإمام مسلم عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، يقول فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».
ويشمل هذا الحديث عدة وصايا جامعة تُكَوِّن منهجاً رصيناً ومحدداً لبناء الحضارة وتقوية أركان المجتمع، فيدعو النبي صلى الله عليه وسلم من خلاله إلى العلم والتعلم، وإلى التكافل الاجتماعي، وإلى الانتماء الوطني، وإلى بناء الإنسان بتنميةٍ شاملة إذا أردنا أن نُعبِّر بألفاظ أدبيات العصر، ويتضمن الحديث محاور أخرى كثيرة ولكن يكفينا منها هذه المحاور الأربعة لنتدبرها ونتأملها ونحولها لواقع نبنى به حضارتنا ومجتمعنا:
أَمَرنا صلى الله عليه وسلم بالعلم والتعلم، واستعمل الكلمة المنَكَّرة «علماً»، والنكرة تفيد العموم لتشمل أي علم بمختلف مجالاته وغاياته، سواء لإدراك الحقيقة الكونية أو العقلية أو النقلية أو الشرعية، فالعلم هو القدر اليقيني من المعرفة، وهو إدراكٌ جازمٌ مطابقٌ للواقع ناشئٌ عن دليل، والعلم له طريقه، وإذا كان صحيحًا يُوصل إلى الله رب العالمين، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ) [فاطر:٢٨].