اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، حيث تعتقد الطوائف الشيعية أن زيارة الإمام الحسين في ليلة الجمعة من أفضل الأعمال المباركة والتي يجب على كل فرد أن يقوم بها في ظل وجود الكثير من الروايات التي وردت في كثير من الكتب.
وتوفر وكالة سوا الإخبارية في هذا التقرير الفصل اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة حيث يبحث عنها مئات الآلاف من الطوائف الشيعية في مختلف دول العالم وبخاصة في العراق وإيران والبحرين وعدد من الدول الخليجية التي تتواجد بها هذه الطوائف.
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، فلزيارته صلوات الله عليه أجر عظيم عند الله تعالى لا يحصى، و لا يخفى علينا كيفية زيارة الامام الحسين عليه السلام في ليلة الجمعة التي وردت في الاحاديث الشريفة و التي كيفيتها و آدابها وهي عديدة نقتصر منها على امور :
أولاًَ:آداب الزيارة:
الاوّل : الغُسل قبل الخروج لسفر الزّيارة .
الثّاني : أن يتجنّب في الطّريق التكلّم باللّغو والخصام والجدال .
الثّالث : أن يغتسل لزيارة الائمة (عليهم السلام) وأن يدعو بالمأثورة من دعواته، وستذكر في أوّل زيارة الوارث .
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، الرّابع : الطّهارة من الحدث الاكبر والاصغر .
الخامس : أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء .
السّادس : أن يقصر خطاه اذا خرج الى الرّوضة المقدّسة، وان يسير وعليه السّكينة والوقار، وأن يكون خاضعاً خاشعاً، وأن يطأطِيء رأسه فلا يلتفت الى الاعلى ولا الى جوانبه .
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، السّابع : أن لا يتطيّب بشيء من الطّيب في زيارة الحسين (عليه السلام) .
الثّامن : أن يشتغل لسانه وهو يمضي الى الحرم المطهّر بالتكبير والتّسبيح والتّهليل والتّمجيد، ويعطّر فاه بالصّلاة على محمّد وآله (عليهم السلام) .
التّاسع : أن يقف على باب الحرم الشّريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرّقّة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنوّر وجلاله، وانّه يرى مقامه ويسمع كلامه ويردّ سلامه كما يشهد على ذلك كلّه عندما يقرأ الاستئذان، والتّدبّر في لطفهم وحُبّهم لشيعتهم وزائريهم، والتّأمّل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لا يحصى من تعاليمهم، وفيما صدر عنه نفسه من الاذى لهم أو لخاصّتهم وأحبابهم وهو في المال اذىً راجع اليهم (عليهم السلام) فلو التفت الى نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقّفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه، وهذا هو لُبّ آداب الزّيارة كلّها.
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، العاشر : تقبيل العتبة العالية المباركة ، قال الشّيخ الشّهيد (رحمه الله): ولو سجد الزّائر ونوى بالسّجدة الشكر لله تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى .
الحادي عشر : أن يقدّم للدّخول رجله اليمنى ويقدّم للخروج رجله اليُسرى كما يصنع عند دخُول المساجد والخروج منها .
الثّاني عشر : أن يقف على الضّريح بحيث يمكنه الالتصاق به، وتوهّم انّ البعد أدب وهم، فقد نص على الاتّكاء على الضّريح وتقبيله .
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، الثّالث عشر : أن يقف للزّيارة مستقبلاً القبر مُستدبِراً القبلة وهذا الادب ممّا يخصّ زيارة المعصوم على الظّاهر، فاذا فرغ من الزّيارة فليضع خدّه الايمن على الضّريح ويدعو الله بتضرّع ثمّ ليضع الخدّ الايسر ويدعو الله بحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ في الدّعاء والالحاح ثمّ يمضي الى جانب الرّأس فيقف مُستقبل القبلة فيدعو الله تعالى .
الرّابع عشر : أن يزُور وهُو قائم على قَدَميه الّا اذا كان له عُذر منْ ضعف أو وجع في الظّهر أو في الرّجل أو غير ذلك من الاعذار .
الخامس عشر : أن يكبّر اذا شاهد القبر المطهّر قبل الشّروع في الزّيارة، وفي رواية انّ من كبّر امام الامام (عليه السلام) وقال : لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كتب له رضوان الله الاكبر .
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، السّادس عشر : أن يزُور بالزّيارات المأثورة المرويّة عن سادات الانام (عليهم السلام) .
السّابع عشر : أن يصلّي صلاة الزّيارة وأقلّها ركعتان ، قال الشّيخ الشّهيد : فان كان الزّيارة للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فليصلّ الصّلاة في الرّوضة، وإن كانت لاحد الائمة فعند الرّأس، ولو صلاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز،
الثّامن عشر : تلاوة سورة يس في الرّكعة الاولى وسورة الرّحمن في الثّانية ان لم تكن صلاة الزّيارة التي يصلّيها مأثورة على صفة خاصّة، وان يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في امور دينه ودُنياه، وليعمّم الدّعاء فانّه أقرب الى الاجابة .
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، التّاسع عشر : قال الشّهيد (رحمه الله) : ومن دخل المشهد والامام يصلّي بدأ بالصّلاة قبل الزّيارة وكذلك لو كان قد حضر وقتها والّا فالبدء بالزّيارة أولى لانّها غاية مقصده، ولو أقيمت الصّلاة استحبّ للزّائرين قطع الزّيارة والاقبال على الصّلاة ويكره تركه، وعلى ناظر الحرم أمرهم بذلك .
العشرون : عدّ الشّهيد (رحمه الله) من آداب الزّيارة تلاوة شيء من القرآن عند الضّريح واهداؤه الى المزور والمنتفع بذلك الزّائر وفيه تعظيم للمزور .
الحادي والعشرون : ترك اللّغو وما لا ينبغي من الكلام وترك الاشتغال بالتكلّم في امور الدّنيا فهو مذموم قبيح في كلّ زمان ومكان، وهو مانع للرّزق ومجلبة للقساوة لا سيّما في هذه البقاع الطّاهرة والقُباب السّامية التي أخبر الله تعالى بجلالها وعظمتها في سورة نور (في بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ) الاية .
اعمال زيارة الحسين ليلة الجمعة مكتوبة ، الثّاني والعشرون : أن لا يرفع صوته بما يزور به .
الثّالث والعشرون : أن يودّع الامام (عليه السلام) بالمأثور أو بغيره اذا أراد الخروج من البلد .
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: علیهم السلام علیه السلام
إقرأ أيضاً:
إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 21 فبراير
أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة، وهي تحت عنوان "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ، وتهدف هذه الخطبة إلى التوعية بأسباب ومخاطر التطرف والتشدد والغلو، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول إبراز أهمية العمل التطوعي، والمشاركة في المبادرات المجتمعية.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ، وَقَابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ العِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ، الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
موضوع خطبة الجمعةفَإِنَّ الدِّينَ مَادَّةُ السَّعَادَةِ الأَبَدِيَّةِ، وَأَصْلُ الحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، وَسَبِيلُ النَّعِيمِ العَاجِلِ وَالآجِلِ، شَرَعَهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ سَهْلًا مُيَسَّرًا، وَحَدَّدَ اللِّسَانُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ مَعَالِمَهُ، وَأَرْسَى قَوَاعِدَهُ، وَبَيَّنَ مَرَامِيَهُ، فَقَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ».
أَيُّهَا النَّاسُ، تَفَقَّدُوا لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ الإِذْعَانِ، وَسِيرُوا فِي هَذَا الدِّينِ بِرِفْقٍ وَلِينٍ مِنْ غَيْرِ عَنَتٍ وَلَا تَكَلُّفٍ وَلَا تَشَدُّدٍ، وَلَا تُحَمِّلُوا أَنْفُسَكُم مَا لا تُطِيقُونَ، فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَكُونَ التَّدَيُّنُ دَيْمُومَةَ الذِّكْرِ، وَإِدْمَانَ الفِكْرِ، وَالحِفَاظَ عَلَى الفَرَائِضِ، والتَّجَمُّلَ بِالنَّوَافِلِ، وإِخْلَاصَ النَّوَايَا، وَإِدَامَةَ العَطَايَا، مَقْرُونًا ذَلِكَ كُلُّهُ بِحَالِ الانْكِسَارِ وَالتَّذَلُّلِ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، فَهَذَا هُوَ مِعْيَارُ القُرْبِ، وَمَدَارُ الأُنْسِ، وَمِفْتَاحُ الوُصُولِ، وَسِرُّ القَبُولِ.
وَانْظُروا إِلَى حَالِ هَذَا الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ الَّذِي تَمَنَّى أَنْ يَقْبَلَ الرِّفْقَ النَّبَوِيَّ فِي العِبَادَةِ، وَنَدِمَ أَنْ حَمَّلَ نَفْسَهُ فَوْقَ طَاقَتِهَا، يَقُولُ سَيِّدُنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بن العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجَكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإَنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلَّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»، قَال عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدَّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ نَبِيَّ الله دَاوُدَ -عليه السلام-وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ» قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيَّ الله دَاوُدَ -عليه السلام-؟ قَالَ: «نِصْفَ الدَّهْرِ»، ثُمَّ تَأَمَّلُوا أَيُّهَا الكِرَامُ إِلَى هَذِهِ الكَلِمَةِ الَّتِي تُكْتَبُ بِمَاءِ العُيُونِ: «فَكَانَ عَبْدُ الله يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم»! فَالرِّفْقَ الرِّفْقَ عِبَادَ اللهِ!
نص موضوع خطبة الجمعةوَيَدخُلُ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ فَيَرَى حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَاريَتَيْنِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: لِزَيْنَبَ، تُصلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «حُلُّوه» ثُمَّ قَالَ: «لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ»، فَالرِّفْقَ الرِّفْقَ عِبَادَ اللهِ!
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الإِقْبَالَ عَلَى التَّدَيُّنِ بِحَالٍ المُبَالَغَةِ وَالتَّشَدُّدِ يَقْذِفُ فِي القُلُوبِ الكِبْرَ وَالعُلُوَّ عَلَى خَلْقِ اللهِ، فيَنْبُتُ التَّكْفِيرُ وَالتَّطَرُّفُ وَالإِرْهَابُ، كَحَالِ ذِي الخُوَيْصِرَةِ وأَصْحَابِهِ، الَّذِي بَلَغَ بِهِ الاسْتِعْلَاءُ أَنْ يَظُنَّ نَفْسَهُ صَاحِبَ مِيزَانِ الحُكْمِ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى عَلَى الجَنَابِ المُعَظَّمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، حَيْثُ قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، اعْدِلْ»، فَقَالَ لَهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «وَيْلَك! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ»، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَّ: «فَإنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَأُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، فَكَانَ الخُسْرَانُ وَالخَيْبَةُ لِكُلِّ ذِي خُوَيْصِرَةٍ، يَعْقُبُهُ هَذَا الوَعِيدُ المُحَمَّدِيُّ الشَّدِيدُ «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ».
وَهَذَا نِدَاءٌ إِلَى كُلِّ مُسْتَعْلٍ بِتَدَيُّنِهِ، مُغَالٍ فِي تَعَبُّدِهِ: لَا تَتَشَدَّدْ فَيُشَدَّد عَلَيْكَ، لَا تُضَيِّقْ فَيُضَيَّق عَلَيْكَ، تَأَدَّبْ بِالأَحْوَالِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، تَتَبَّع الأَنْفَاسَ المُحَمَّدِيَّةَ المُنِيفَةَ، واسْتَشْعِرْ نِعْمَةَ التَّوْفِيقِ الإِلهِي، وَاشْكُرِ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَقَامَكَ فِيهِ، وَانْطَلِقْ بِلِسَانِ الخَاضِعِ لِمَوْلَاهُ الَّذِي لَا يَنْظُرُ إِلَّا إِلَى تَقْصِيرِ نَفْسِهِ، وَلا يَعْتَنِي إلَّا بِتَصْحِيحِ نِيَّتِهِ، وَلْيَكُنْ لِسَانُ حَالِكَ وَمَقَالِكَ «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
وَاعْلَمُوا أَنَّ شَهْرَ شَعْبَانَ قَدْ تَسَارَعَتْ أَيَّامُهُ وَأَوْشَكَتْ لَيَالِيهِ الشَّرِيفَةِ عَلَى الانْقِضَاءِ، فَأَحْسِنُوا بِالخَيْرِ خِتَامَهُ، وَاسْتَعِدُّوا لاسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَاَنَ المُعَظَّم، مَوْسِمِ الرَّحَمَاتِ وَالنَّفَحَاتِ وَالمَغْفِرَةِ وَالعِتْقِ {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ}.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَاعْلَمُوا أَيُّهَا السَّادَةُ أَنَّ العَمَلَ التَّطَوُّعِيَّ نُبْلٌ إِنْسَانِيٌّ وَوَاجِبٌ وَطَنِيٌّ، وَدَلَالَةٌ مُضِيئَةٌ عَلَى شُيُوعِ التَّكَاتُفِ وَالتَّرَاحُمِ وَالتَّوَادِّ وَالتَّحَابِّ وَالتَّمَاسُكِ فِي رُبُوعِ المُجْتَمَعِ، وَالمُسْلِمُ مِفْتَاحٌ لِلْخَيْرِ، دَاعٍ إِلَيْهِ، مُسَارِعٌ فِيهِ، مُتَفَاعِلٌ مَعَ بَنِي وَطَنِهِ، وَرَائدُهُ فِي ذَلِكَ أَمْرُ رَبِّ العَالَمِينَ {وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَديدُ العِقابِ}.
أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ العَمَلَ التَّطَوُّعِيَّ مَطْلَبٌ شَرِيفٌ، وَعَمَلٌ مُبَارَكٌ، وَخَيْرٌ كَثِيرٌ يَنْشُرُهُ الـمُسْلِمُ سَخِيُّ الأَخْلَاقِ نَبِيلُ الطِّبَاعِ بَيْنَ أَبْنَاءِ وَطَنِهِ، حَتَّى يَتَحَقَّقَ الحَالُ الشَّرِيفُ الَّذِي بَيَّنَهُ لِسَانُ الجَنَابِ الأَنْوَرِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالحُمَّى».
فَهَلُمُّوا أَيُّهَا السَّادَةُ لِلْمُشَارَكَةِ فِي المُبَادَرَاَتِ التَّطَوُّعِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ، أَقْبِلُوا عَلَى دَعَوَاتِ الإِغَاثَةِ القَوْمِيَّةِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا تَكَاتُفُ الأُمَّةِ وَتَرَاحُمُهَا وَتَعَاوُنُهَا، وَانْطَلقُوا بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ إِلَى الإِسْهَامِ فِي كُلِّ خَيْرٍ، تنالوا كل خير وأجر وبركة، وصدق رب العالمين {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ}، {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
اللَهُمَّ اجْعَلْنَا لِلْبِرِّ فَاعِلِينَ وَأَصْلِحْ أَحْوَالَنَا أَجْمَعِينَ
وَاحْفَظْ بلَادَنَا فَأَنْتَ خَيْرُ الحَافِظِينَ.
اقرأ أيضاً«إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ».. «الأوقاف» تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
«الحال أبلغ من المقال».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
نص خطبة الجمعة اليوم 31 يناير 2025