موقع 24:
2025-01-30@17:43:18 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

يلقى مفهوم الجامعات الخضراء والمستدامة اهتماماً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية، وتقوم مؤسسات التعليم العالي بدور فعال في ترسيخ الممارسات المستدامة، وإجراء البحوث، وتثقيف الأجيال المقبلة.

كما برزت الاستدامة كمسألة حيوية وأولوية إستراتيجية عليا للجامعات في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال دمجها الركائز الثلاث للاستدامة، أي البيئية والاقتصادية والاجتماعية، في جميع جوانب المؤسسة، بغية تحقيق رؤية خفض الانبعاثات الكربونية، وهذا يتطلب من أي مؤسسة نهجاً قوياً متعدد الجوانب، والاهتمام بكل ما من شأنه تحسين المناخ والحفاظ على البيئة.

ولنا أن نذكر التجارب الناجحة التي نفذتها العديد من الجامعات عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، وقيامها بتحولات ناجحة لتصبح مؤسسات خضراء، ومن الأمثلة الجديرة بالذكر جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ييل، وجامعة طوكيو، وجامعة سنغافورة الوطنية.

وقد أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالاستدامة عبر مختلف السياسات، ومحركات التنويع الاقتصادي، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولعل أهم ما يمثل دليلًا على ذلك الاهتمام الإماراتي أن جدول الأعمال الوطني لجامعة الإمارات العربية المتحدة 2021، قد أقر انتقال الجامعات إلى مؤسّسات "خضراء ومستدامة" كهدف أساسي، فهذا اعتراف من قادة الإمارات العربية المتحدة بالأهمية الكبيرة لتحويل نظام التعليم العالي فيها، ليتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وبدأت بالفعل انتهاج آليات عمل جديدة ومشتركة لتحقق التحولات الناجحة نحو التنمية المستدامة، ومع ذلك، لا تزال الجامعات في المراحل الأولى من تنفيذ المبادرات الشاملة المتعلقة بالحرم الأخضر.

وقد شملت المبادرات استدامة المباني الخضراء، والطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، وحفظ المياه، وسياسات الشراء، والتعليم المستدام.

وتعتبر الاستدامة أولوية إستراتيجية في الرؤية الوطنية للبلد بشكل عام، وفي جدول أعمال التعليم العالي على وجه الخصوص، فإن جامعات الإمارات العربية المتحدة تتمتع بفرصة كبيرة لتكون مثالًا تحتذيه الدول الشقيقة في تحويل جامعاتها ومجتمعاتها الطلابية، وتشمل تخضير الحرم الجامعي، وكفاءة العمليات، والتعليم والبحث، والتواصل المجتمعي.

وإن شئنا إلقاء مزيد من الضوء على التجارب الرائدة في هذا الصدد، فلعل معظمنا قد سمع وقرأ عن أن جامعة خليفة وجامعة الشارقة من بين الجهات التي تدمج الاستدامة في تخطيط الحرم الجامعي.. علاوةً على ذلك، هناك تزايد في اعتماد الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، والمناظر الطبيعية البيئية، ومبادرات الكفاءة البيئية، والتفكير النقدي، وصنع القرار لانشاء مؤسسات تعليمية تحظى بأكثر استدامة، وقد تطورت أدوات تقييم الاستدامة من التركيز على مقاييس الكفاءة البيئية إلى الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. إلخ، وهناك محاولات وطنية مخلصة لإدماج الاستدامة في المناهج الدراسية والبحوث، ومشاركة الطلاب من خلال الأنشطة الدراسية المشتركة، والتوعية البيئية، والتعاون المجتمعي، وتأثير المجتمع المحلي.

ليس هذا فحسب، فلا تزال هناك فرص كبيرة أمام جامعات الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوات تحويلية راسخة نحو الاستدامة الشاملة، فحيث هناك جامعات خضراء هناك ثقافة مستدامة.

ولا بد من التنويه بأن هناك ست جامعات عامة في الإمارات العربية المتحدة، تركز بدرجة كبيرة على الاستدامة، وهي: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، والجامعة الأمريكية للشارقة، وجامعة الشارقة، وجامعة خليفة، وكليات التكنولوجيا العليا.

وعلى الرغم من إشادتنا بما تم في هذا المجال الحيوي، فلا بد من أن ينتهج المسؤولون آليات لتسريع التحولات الخضراء في جامعات دولة الإمارات، ولا بد من الاعتماد على المقاييس العالمية، وأن نركز على مصادر البيانات، وتقارير الاستدامة، والاستفادة من المواقع الشبكية الجامعية العالمية، ومن وثائق السياسات العامة، وإحصاءات التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن تحديث دراسات التقييم القائمة بشأن جامعات الإمارات العربية المتحدة.

والأهم من ذلك هو تحديد الثغرات والفروق بين المعايير العالمية والحالة الراهنة للإمارات العربية المتحدة، فهذا يوفر نظرة ثاقبة إلى سياسات الاستدامة في الجامعات وهيكلها وعملياتها التنفيذية ونتائجها القابلة للقياس، وذلك بزيادة التركيز على الشفافية المؤسسية، والاهتمام بالأثر القابل للقياس، بما يساعد على سدّ الثغرات وتقليل الفروق بينها وبين المعايير العالمية.

ولا ينفي هذا أن الإمارات العربية المتحدة قامت بمواءمة رؤيتها الجامعية الخضراء، مع أبعاد الاستدامة المعترف بها دولياً، وذلك من خلال حوكمة متكاملة، وإشراك أصحاب المصلحة، والاستفادة من الخبرات العالمية المتراكمة، وهناك فرص كبيرة آتية لامحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التحول السريع إلى جامعات خضراء توازي الجانعات العالمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عام الاستدامة الإمارات العربیة المتحدة جامعات الإمارات التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: الإمارات تمتلك رؤية مستنيرة

أشادت جامعة الدول العربية بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، مؤكدة أن هذه المبادرة تعكس رؤية ثاقبة تدرك أهمية الاستثمار في الإنسان وتعزيز التماسك المجتمعي بصفته ركيزة أساسية لتحقيق التقدم والازدهار.
وقالت السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، إن الرؤية المستنيرة للقيادة الرشيدة بدولة الإمارات رأت أن الأسرة هي نواة المجتمع، وأن التقدم لن يحدث من دون تعزيز التماسك على المستويات كافة بدءاً من الأسرة والمجتمع.
وأكدت أبوغزالة، مساندة الجامعة العربية لكافة المبادرات البناءة التي تستهدف تعزيز أواصر المجتمعات العربية وتدعيم روابط التعاون بين أفراد الشعوب العربية، داعية إلى ضرورة تعميم مثل هذه المبادرات على مستوى الوطن العربي.

مقالات مشابهة

  • كابيتال دوت كوم: سوق الإمارات الأنشط على قوائم التداول العالمية في عام 2024
  • التعليم النيابية تدعو الحكومة إلى عدم التعامل مع الجامعات غير الرصينة
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • باحثة أمريكية تشيد بجهود الإمارات لمواجهة أزمة المياه العالمية
  • شراكة بين «ليدلو» العالمية وجامعة نيويورك أبوظبي
  • رئيس جامعة الإسكندرية: نسعى لإقامة شراكات مع الجامعات العالمية المتميزة
  • المشاط: الذكاء الاصطناعي داعم للتنمية المستدامة ومفتاح لمواجهة التحديات العالمية
  • السفارة الليبية بمصر تكرم السفراء السابقين لدى القاهرة وجامعة الدول العربية
  • الجامعة العربية: الإمارات تمتلك رؤية مستنيرة
  • آمنة الضحاك: "عام المجتمع" يعكس رؤية القيادة في ترسيخ التلاحم المجتمعي