التحولات الخضراء في جامعات الإمارات
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
يلقى مفهوم الجامعات الخضراء والمستدامة اهتماماً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية، وتقوم مؤسسات التعليم العالي بدور فعال في ترسيخ الممارسات المستدامة، وإجراء البحوث، وتثقيف الأجيال المقبلة.
كما برزت الاستدامة كمسألة حيوية وأولوية إستراتيجية عليا للجامعات في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال دمجها الركائز الثلاث للاستدامة، أي البيئية والاقتصادية والاجتماعية، في جميع جوانب المؤسسة، بغية تحقيق رؤية خفض الانبعاثات الكربونية، وهذا يتطلب من أي مؤسسة نهجاً قوياً متعدد الجوانب، والاهتمام بكل ما من شأنه تحسين المناخ والحفاظ على البيئة.
ولنا أن نذكر التجارب الناجحة التي نفذتها العديد من الجامعات عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، وقيامها بتحولات ناجحة لتصبح مؤسسات خضراء، ومن الأمثلة الجديرة بالذكر جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ييل، وجامعة طوكيو، وجامعة سنغافورة الوطنية.
وقد أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالاستدامة عبر مختلف السياسات، ومحركات التنويع الاقتصادي، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولعل أهم ما يمثل دليلًا على ذلك الاهتمام الإماراتي أن جدول الأعمال الوطني لجامعة الإمارات العربية المتحدة 2021، قد أقر انتقال الجامعات إلى مؤسّسات "خضراء ومستدامة" كهدف أساسي، فهذا اعتراف من قادة الإمارات العربية المتحدة بالأهمية الكبيرة لتحويل نظام التعليم العالي فيها، ليتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وبدأت بالفعل انتهاج آليات عمل جديدة ومشتركة لتحقق التحولات الناجحة نحو التنمية المستدامة، ومع ذلك، لا تزال الجامعات في المراحل الأولى من تنفيذ المبادرات الشاملة المتعلقة بالحرم الأخضر.
وقد شملت المبادرات استدامة المباني الخضراء، والطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، وحفظ المياه، وسياسات الشراء، والتعليم المستدام.
وتعتبر الاستدامة أولوية إستراتيجية في الرؤية الوطنية للبلد بشكل عام، وفي جدول أعمال التعليم العالي على وجه الخصوص، فإن جامعات الإمارات العربية المتحدة تتمتع بفرصة كبيرة لتكون مثالًا تحتذيه الدول الشقيقة في تحويل جامعاتها ومجتمعاتها الطلابية، وتشمل تخضير الحرم الجامعي، وكفاءة العمليات، والتعليم والبحث، والتواصل المجتمعي.
وإن شئنا إلقاء مزيد من الضوء على التجارب الرائدة في هذا الصدد، فلعل معظمنا قد سمع وقرأ عن أن جامعة خليفة وجامعة الشارقة من بين الجهات التي تدمج الاستدامة في تخطيط الحرم الجامعي.. علاوةً على ذلك، هناك تزايد في اعتماد الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، والمناظر الطبيعية البيئية، ومبادرات الكفاءة البيئية، والتفكير النقدي، وصنع القرار لانشاء مؤسسات تعليمية تحظى بأكثر استدامة، وقد تطورت أدوات تقييم الاستدامة من التركيز على مقاييس الكفاءة البيئية إلى الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. إلخ، وهناك محاولات وطنية مخلصة لإدماج الاستدامة في المناهج الدراسية والبحوث، ومشاركة الطلاب من خلال الأنشطة الدراسية المشتركة، والتوعية البيئية، والتعاون المجتمعي، وتأثير المجتمع المحلي.
ليس هذا فحسب، فلا تزال هناك فرص كبيرة أمام جامعات الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوات تحويلية راسخة نحو الاستدامة الشاملة، فحيث هناك جامعات خضراء هناك ثقافة مستدامة.
ولا بد من التنويه بأن هناك ست جامعات عامة في الإمارات العربية المتحدة، تركز بدرجة كبيرة على الاستدامة، وهي: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، والجامعة الأمريكية للشارقة، وجامعة الشارقة، وجامعة خليفة، وكليات التكنولوجيا العليا.
وعلى الرغم من إشادتنا بما تم في هذا المجال الحيوي، فلا بد من أن ينتهج المسؤولون آليات لتسريع التحولات الخضراء في جامعات دولة الإمارات، ولا بد من الاعتماد على المقاييس العالمية، وأن نركز على مصادر البيانات، وتقارير الاستدامة، والاستفادة من المواقع الشبكية الجامعية العالمية، ومن وثائق السياسات العامة، وإحصاءات التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن تحديث دراسات التقييم القائمة بشأن جامعات الإمارات العربية المتحدة.
والأهم من ذلك هو تحديد الثغرات والفروق بين المعايير العالمية والحالة الراهنة للإمارات العربية المتحدة، فهذا يوفر نظرة ثاقبة إلى سياسات الاستدامة في الجامعات وهيكلها وعملياتها التنفيذية ونتائجها القابلة للقياس، وذلك بزيادة التركيز على الشفافية المؤسسية، والاهتمام بالأثر القابل للقياس، بما يساعد على سدّ الثغرات وتقليل الفروق بينها وبين المعايير العالمية.
ولا ينفي هذا أن الإمارات العربية المتحدة قامت بمواءمة رؤيتها الجامعية الخضراء، مع أبعاد الاستدامة المعترف بها دولياً، وذلك من خلال حوكمة متكاملة، وإشراك أصحاب المصلحة، والاستفادة من الخبرات العالمية المتراكمة، وهناك فرص كبيرة آتية لامحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التحول السريع إلى جامعات خضراء توازي الجانعات العالمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عام الاستدامة الإمارات العربیة المتحدة جامعات الإمارات التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية: قرارات واشنطن قد تقوض جهود القضاء على شلل الأطفال
حذر مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية من أن القضاء على شلل الأطفال الذي يمثل تهديدا صحيا عالميا قد يتأخر ما لم تُلغ قرارات خفض التمويل من الولايات المتحدة والتي تُقدر بمئات الملايين من الدولارات مقسمة على عدة سنوات.
وتتعاون منظمة الصحة العالمية مع جهات أخرى، منها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومؤسسة غيتس، للقضاء على شلل الأطفال.
وأثر قرار واشنطن بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية على جهود القضاء على المرض، والتي كان منها وقف التعاون مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وتوقفت منحة مخصصة لمواجهة شلل الأطفال من يونيسيف الأسبوع الماضي بعد أن خفضت وزارة الخارجية الأميركية 90 بالمئة من المنح المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية في شتى أنحاء العالم في إطار سياسة "أميركا أولا" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب.
وقال حامد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في منطقة شرق البحر المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إن برنامج الشراكة فقد في المجمل 133 مليون دولار كان من المتوقع أن تقدمها الولايات المتحدة خلال العام الجاري.
وأضاف أن الشركاء يبحثون عن سبل التعامل مع نقص الأموال الذي سيؤثر، إلى حد كبير، على الموظفين وجهود المراقبة، لكنه يأمل أن تعود الولايات المتحدة إلى تمويل مواجهة شلل الأطفال.
إعلانوقال متحدث باسم مؤسسة غيتس، إن نقص التمويل بعد قرار الولايات المتحدة لا يمكن لأي مؤسسة أن تعوضه.