موقع 24:
2025-03-17@10:09:54 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

يلقى مفهوم الجامعات الخضراء والمستدامة اهتماماً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية، وتقوم مؤسسات التعليم العالي بدور فعال في ترسيخ الممارسات المستدامة، وإجراء البحوث، وتثقيف الأجيال المقبلة.

كما برزت الاستدامة كمسألة حيوية وأولوية إستراتيجية عليا للجامعات في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال دمجها الركائز الثلاث للاستدامة، أي البيئية والاقتصادية والاجتماعية، في جميع جوانب المؤسسة، بغية تحقيق رؤية خفض الانبعاثات الكربونية، وهذا يتطلب من أي مؤسسة نهجاً قوياً متعدد الجوانب، والاهتمام بكل ما من شأنه تحسين المناخ والحفاظ على البيئة.

ولنا أن نذكر التجارب الناجحة التي نفذتها العديد من الجامعات عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، وقيامها بتحولات ناجحة لتصبح مؤسسات خضراء، ومن الأمثلة الجديرة بالذكر جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ييل، وجامعة طوكيو، وجامعة سنغافورة الوطنية.

وقد أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالاستدامة عبر مختلف السياسات، ومحركات التنويع الاقتصادي، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولعل أهم ما يمثل دليلًا على ذلك الاهتمام الإماراتي أن جدول الأعمال الوطني لجامعة الإمارات العربية المتحدة 2021، قد أقر انتقال الجامعات إلى مؤسّسات "خضراء ومستدامة" كهدف أساسي، فهذا اعتراف من قادة الإمارات العربية المتحدة بالأهمية الكبيرة لتحويل نظام التعليم العالي فيها، ليتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وبدأت بالفعل انتهاج آليات عمل جديدة ومشتركة لتحقق التحولات الناجحة نحو التنمية المستدامة، ومع ذلك، لا تزال الجامعات في المراحل الأولى من تنفيذ المبادرات الشاملة المتعلقة بالحرم الأخضر.

وقد شملت المبادرات استدامة المباني الخضراء، والطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، وحفظ المياه، وسياسات الشراء، والتعليم المستدام.

وتعتبر الاستدامة أولوية إستراتيجية في الرؤية الوطنية للبلد بشكل عام، وفي جدول أعمال التعليم العالي على وجه الخصوص، فإن جامعات الإمارات العربية المتحدة تتمتع بفرصة كبيرة لتكون مثالًا تحتذيه الدول الشقيقة في تحويل جامعاتها ومجتمعاتها الطلابية، وتشمل تخضير الحرم الجامعي، وكفاءة العمليات، والتعليم والبحث، والتواصل المجتمعي.

وإن شئنا إلقاء مزيد من الضوء على التجارب الرائدة في هذا الصدد، فلعل معظمنا قد سمع وقرأ عن أن جامعة خليفة وجامعة الشارقة من بين الجهات التي تدمج الاستدامة في تخطيط الحرم الجامعي.. علاوةً على ذلك، هناك تزايد في اعتماد الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، والمناظر الطبيعية البيئية، ومبادرات الكفاءة البيئية، والتفكير النقدي، وصنع القرار لانشاء مؤسسات تعليمية تحظى بأكثر استدامة، وقد تطورت أدوات تقييم الاستدامة من التركيز على مقاييس الكفاءة البيئية إلى الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. إلخ، وهناك محاولات وطنية مخلصة لإدماج الاستدامة في المناهج الدراسية والبحوث، ومشاركة الطلاب من خلال الأنشطة الدراسية المشتركة، والتوعية البيئية، والتعاون المجتمعي، وتأثير المجتمع المحلي.

ليس هذا فحسب، فلا تزال هناك فرص كبيرة أمام جامعات الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوات تحويلية راسخة نحو الاستدامة الشاملة، فحيث هناك جامعات خضراء هناك ثقافة مستدامة.

ولا بد من التنويه بأن هناك ست جامعات عامة في الإمارات العربية المتحدة، تركز بدرجة كبيرة على الاستدامة، وهي: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، والجامعة الأمريكية للشارقة، وجامعة الشارقة، وجامعة خليفة، وكليات التكنولوجيا العليا.

وعلى الرغم من إشادتنا بما تم في هذا المجال الحيوي، فلا بد من أن ينتهج المسؤولون آليات لتسريع التحولات الخضراء في جامعات دولة الإمارات، ولا بد من الاعتماد على المقاييس العالمية، وأن نركز على مصادر البيانات، وتقارير الاستدامة، والاستفادة من المواقع الشبكية الجامعية العالمية، ومن وثائق السياسات العامة، وإحصاءات التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن تحديث دراسات التقييم القائمة بشأن جامعات الإمارات العربية المتحدة.

والأهم من ذلك هو تحديد الثغرات والفروق بين المعايير العالمية والحالة الراهنة للإمارات العربية المتحدة، فهذا يوفر نظرة ثاقبة إلى سياسات الاستدامة في الجامعات وهيكلها وعملياتها التنفيذية ونتائجها القابلة للقياس، وذلك بزيادة التركيز على الشفافية المؤسسية، والاهتمام بالأثر القابل للقياس، بما يساعد على سدّ الثغرات وتقليل الفروق بينها وبين المعايير العالمية.

ولا ينفي هذا أن الإمارات العربية المتحدة قامت بمواءمة رؤيتها الجامعية الخضراء، مع أبعاد الاستدامة المعترف بها دولياً، وذلك من خلال حوكمة متكاملة، وإشراك أصحاب المصلحة، والاستفادة من الخبرات العالمية المتراكمة، وهناك فرص كبيرة آتية لامحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التحول السريع إلى جامعات خضراء توازي الجانعات العالمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عام الاستدامة الإمارات العربیة المتحدة جامعات الإمارات التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

فريق الإمارات يحقق إنجازاً في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص

حققت بعثة الإمارات إنجازًا رياضيًا استثنائيًا في الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص تورين 2025 التي اختتمت فعالياتها الأحد، حيث تمكن الفريق من الفوز بحصيلة كبيرة من الميداليات بلغ إجماليها 16 ميدالية ملونة، منها 4 ذهبيات و5 فضيات و7 برونزيات


ويُعتبر هذا الفوز بمثابة إضافة جديدة لرصيد الإنجازات الرياضية الإماراتية في أول ألعاب شتوية بعد استضافة أبوظبي للألعاب العالمية الصيفية 2019. وهو أيضاً الإنجازات الأكبر لبعثات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


واستطاع فريق الأولمبياد الخاص الإماراتي، الذي ضم 11 لاعبًا ولاعبة من ذوي التحديات الذهنية والنمائية، أن يتألق في كل الرياضات الشتوية التي شارك فيها وهي: الجري على الثلج، تزلج اختراق الضاحية، التزلج الفني على الجليد، التزلج الألبي، التزلج السريع على مضمار قصير، والتزلج اللوحي.
وفي تصريح له، قال طلال الهاشمي، المدير الوطني للأولمبياد الخاص الإماراتي ورئيس البعثة إلى تورين 2025: "أعرب عن سعادتي البالغة بما تحقق من إنجاز استثنائي، حيث شهدت بنفسي إصرار لاعبينا وعزيمتهم الكبيرة وهم يتنافسون على المنحدرات الثلجية. إن هذا الإنجاز هو ثمرة جهد كبير وتفانٍ استمر لعدة أشهر من التدريب والتحضير. واليوم، يعود لاعبو الأولمبياد الخاص الإماراتي للوطن بعد مشاركتهم الرائعة في الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص تورين 2025 بمجموعة من النتائج والإنجازات البارزة، بفضل استعداداتهم الجادة التي قاموا بها قبل انطلاق الألعاب بشهور. نحن فخورون بأن نهدي هذه الإنجازات إلى رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أبرز داعم لأصحاب الهمم، والمؤمن بأهمية تعزيز ثقافة التنوع والقبول في المجتمع. كما أتوجه بجزيل الشكر لكل من ساهم في هذا النجاح، من المؤسسات المختلفة التي دعمت البعثة، مرورًا بالمدربين وصولاً إلى عائلات اللاعبين. بفضلهم جميعًا، تحقق هذا الإنجاز العظيم الذي يعكس روح الوحدة والتعاون، والذي يمثل لحظة فخر لنا جميعًا".


وتمثل المشاركة الإماراتية في الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص في إيطاليا، والتي شهدت 1500 لاعب من 102 دولة، تأكيدًا على قوة العمل الجماعي والتفاني في التدريب والتحضير الرائع حيث نظم الأولمبياد الخاص الإماراتي سلسلة من الجلسات التدريبية المكثفة للاعبين المشاركين، والتي ركزت على تطوير مهاراتهم في الرياضات الست التي يتنافسون فيها، وذلك برعاية رسمية من مبادلة، وبالتعاون مع اتحاد الإمارات للرياضات الشتوية كشريك داعم وماجد الفطيم (سكي دبي وسنو أبوظبي) كشريك رسمي. كما تم تنظيم معسكرين تدريبيين، الأول في أوزبكستان في يناير الماضي، والثاني في دبي في شهر مارس قبيل سفر اللاعبين إلى تورين. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم تدريب لمدربي الرياضات الشتوية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بهدف تمكينهم من إعداد اللاعبين بشكل يضمن جاهزيتهم التامة للمنافسات.


ومن مبادلة، الراعي الرسمي لفريق الإمارات في الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص، قال حميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية: "تفخر مبادلة بدعم لاعبينا وهم يتنافسون على الساحة العالمية. الرياضة هي وسيلة قوية لتعزيز الدمج المجتمعي، وترسيخ قيم الدمج وإتاحة الفرص للجميع. مشاركة فريق الأولمبياد الخاص الإماراتي تعكس التزامنا والتزام دولتنا بتمكين أصحاب الهمم وتحقيق التميز في الرياضة. لقد كانت رحلتهم إلى تورين والإنجازات العظيمة التي حققوها مصدر إلهام لنا جميعاً، ونحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذا النجاح وداعمين لهم في كل خطوة على الطريق.
وقال هامل القبيسي نائب رئيس اتحاد الإمارات للرياضات الشتوية: "سعادتنا اليوم في الاتحاد لا حد لها لأننا كنا الشريك الداعم لفريق الإمارات طوال الطريق إلى الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص. ما بذله اللاعبون من جهد وتفانٍ هو مصدر فخر لنا ولجميع أبناء دولة الإمارات. إن هذا الإنجاز يعكس الروح الرياضية العالية والاستعداد المتميز بمنابعة معالي الدكتور أحمد المزروعي، رئيس الاتحاد. ونأمل أن تكون النتائج الرائعة التي حققها اللاعبون والأداء القوي لهم مصدر إلهام وتحفيز للجميع لممارسة الرياضات الشتوية، وتعزيز ثقافة الرياضة في دولة الإمارات بصفة عامة".
كما عبّر محمد العتري، مدير العمليات والمشاريع العالمية للثلج بمجموعة ماجد الفطيم، عن فخره واعتزازه بالشراكة مع الأولمبياد الخاص الإماراتي التي أثمرت نجاح اللاعبين في تورين 2025 قائلاً: "إن فوز بعثة الإمارات بهذا العدد من الميداليات في دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص - تورين- إيطاليا 2025 هو إنجاز عظيم يعكس جهودنا المستمرة في تطوير الرياضات الشتوية في الإمارات. وعلى الرغم من غياب الثلوج الطبيعية في الدولة، فإن إدارة سكي دبي لعبت دورًا أساسيًا في تعزيز مهارة اللاعبين من خلال التدريب المتواصل والمكثف تحت إشراف مدربتهم المختصة في أكاديمية التزلج في سكي دبي، لينا رضا، التي كانت مصدر إلهام و دعم لهم. إن هذا التدريب المتواصل والدعم الكبير ساهم بشكل كبير على تعزيز الأداء والوصول إلى هذا المستوى العالي، مما جعل هذا الإنجاز و النجاح ممكنًا."
وعلى هامش الألعاب تم إجراء عددًا من الفحوصات الصحية للاعبين في إطار برنامج "الكشف الصحي" الذي يُعد جزءًا من جهود الحفاظ على صحة اللاعبين وضمان مشاركتهم في أفضل حال.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تحقق إنجازاً استثنائياً في الألعاب العالمية الشتوية
  • فريق الإمارات يحقق إنجازاً في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص
  • الإمارات.. استثمارات خضراء تعزز استدامة الاقتصاد
  • «ازرع الإمارات» مبادرة لتعزيز المساحات الخضراء ونشر ثقافة التشجير
  • صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولجيا الخضراء التي يسخر منها؟
  • فريق الجامعة الإسلامية يُتوّج بكأس البطولة التنشيطية لكرة القدم المصغرة
  • مبادرة السعودية الخضراء.. ريادة في مجال الاستدامة محليًا ودوليًا
  • يوم مبادرة السعودية الخضراء.. وعيٌ ينمو ومستقبل يزدهر
  • الجامعة البريطانية في مصر تفوز بجائزة الاستدامة العالمية للطلاب لعام 2025
  • 48 فريقاً إلى نهائيات «الألعاب الجامعية»