موقع 24:
2024-07-07@03:51:22 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

يلقى مفهوم الجامعات الخضراء والمستدامة اهتماماً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية، وتقوم مؤسسات التعليم العالي بدور فعال في ترسيخ الممارسات المستدامة، وإجراء البحوث، وتثقيف الأجيال المقبلة.

كما برزت الاستدامة كمسألة حيوية وأولوية إستراتيجية عليا للجامعات في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال دمجها الركائز الثلاث للاستدامة، أي البيئية والاقتصادية والاجتماعية، في جميع جوانب المؤسسة، بغية تحقيق رؤية خفض الانبعاثات الكربونية، وهذا يتطلب من أي مؤسسة نهجاً قوياً متعدد الجوانب، والاهتمام بكل ما من شأنه تحسين المناخ والحفاظ على البيئة.

ولنا أن نذكر التجارب الناجحة التي نفذتها العديد من الجامعات عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، وقيامها بتحولات ناجحة لتصبح مؤسسات خضراء، ومن الأمثلة الجديرة بالذكر جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ييل، وجامعة طوكيو، وجامعة سنغافورة الوطنية.

وقد أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالاستدامة عبر مختلف السياسات، ومحركات التنويع الاقتصادي، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولعل أهم ما يمثل دليلًا على ذلك الاهتمام الإماراتي أن جدول الأعمال الوطني لجامعة الإمارات العربية المتحدة 2021، قد أقر انتقال الجامعات إلى مؤسّسات "خضراء ومستدامة" كهدف أساسي، فهذا اعتراف من قادة الإمارات العربية المتحدة بالأهمية الكبيرة لتحويل نظام التعليم العالي فيها، ليتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وبدأت بالفعل انتهاج آليات عمل جديدة ومشتركة لتحقق التحولات الناجحة نحو التنمية المستدامة، ومع ذلك، لا تزال الجامعات في المراحل الأولى من تنفيذ المبادرات الشاملة المتعلقة بالحرم الأخضر.

وقد شملت المبادرات استدامة المباني الخضراء، والطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، وحفظ المياه، وسياسات الشراء، والتعليم المستدام.

وتعتبر الاستدامة أولوية إستراتيجية في الرؤية الوطنية للبلد بشكل عام، وفي جدول أعمال التعليم العالي على وجه الخصوص، فإن جامعات الإمارات العربية المتحدة تتمتع بفرصة كبيرة لتكون مثالًا تحتذيه الدول الشقيقة في تحويل جامعاتها ومجتمعاتها الطلابية، وتشمل تخضير الحرم الجامعي، وكفاءة العمليات، والتعليم والبحث، والتواصل المجتمعي.

وإن شئنا إلقاء مزيد من الضوء على التجارب الرائدة في هذا الصدد، فلعل معظمنا قد سمع وقرأ عن أن جامعة خليفة وجامعة الشارقة من بين الجهات التي تدمج الاستدامة في تخطيط الحرم الجامعي.. علاوةً على ذلك، هناك تزايد في اعتماد الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، والمناظر الطبيعية البيئية، ومبادرات الكفاءة البيئية، والتفكير النقدي، وصنع القرار لانشاء مؤسسات تعليمية تحظى بأكثر استدامة، وقد تطورت أدوات تقييم الاستدامة من التركيز على مقاييس الكفاءة البيئية إلى الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. إلخ، وهناك محاولات وطنية مخلصة لإدماج الاستدامة في المناهج الدراسية والبحوث، ومشاركة الطلاب من خلال الأنشطة الدراسية المشتركة، والتوعية البيئية، والتعاون المجتمعي، وتأثير المجتمع المحلي.

ليس هذا فحسب، فلا تزال هناك فرص كبيرة أمام جامعات الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوات تحويلية راسخة نحو الاستدامة الشاملة، فحيث هناك جامعات خضراء هناك ثقافة مستدامة.

ولا بد من التنويه بأن هناك ست جامعات عامة في الإمارات العربية المتحدة، تركز بدرجة كبيرة على الاستدامة، وهي: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، والجامعة الأمريكية للشارقة، وجامعة الشارقة، وجامعة خليفة، وكليات التكنولوجيا العليا.

وعلى الرغم من إشادتنا بما تم في هذا المجال الحيوي، فلا بد من أن ينتهج المسؤولون آليات لتسريع التحولات الخضراء في جامعات دولة الإمارات، ولا بد من الاعتماد على المقاييس العالمية، وأن نركز على مصادر البيانات، وتقارير الاستدامة، والاستفادة من المواقع الشبكية الجامعية العالمية، ومن وثائق السياسات العامة، وإحصاءات التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن تحديث دراسات التقييم القائمة بشأن جامعات الإمارات العربية المتحدة.

والأهم من ذلك هو تحديد الثغرات والفروق بين المعايير العالمية والحالة الراهنة للإمارات العربية المتحدة، فهذا يوفر نظرة ثاقبة إلى سياسات الاستدامة في الجامعات وهيكلها وعملياتها التنفيذية ونتائجها القابلة للقياس، وذلك بزيادة التركيز على الشفافية المؤسسية، والاهتمام بالأثر القابل للقياس، بما يساعد على سدّ الثغرات وتقليل الفروق بينها وبين المعايير العالمية.

ولا ينفي هذا أن الإمارات العربية المتحدة قامت بمواءمة رؤيتها الجامعية الخضراء، مع أبعاد الاستدامة المعترف بها دولياً، وذلك من خلال حوكمة متكاملة، وإشراك أصحاب المصلحة، والاستفادة من الخبرات العالمية المتراكمة، وهناك فرص كبيرة آتية لامحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التحول السريع إلى جامعات خضراء توازي الجانعات العالمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عام الاستدامة الإمارات العربیة المتحدة جامعات الإمارات التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

متحف زايد الوطني يعيد إحياء قارب ماجان بالتعاون مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي

أعاد متحف زايد الوطني بالتعاون مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، إحياء قارب ماجان من العصر البرونزي الذي يعود تاريخه إلى 2100 سنة قبل الميلاد، ونجح نموذج القارب الذي يصل طوله إلى 18 متراً في الإبحار قرب سواحل أبوظبي. ونُفِّذ المشروع بهدف تسليط الضوء على التراث البحري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتجارة العصر البرونزي.

بُنيّ القارب الذي كان يطلق عليه في العصور القديمة «قارب ماجان» من مواد خام وضعت على لوح صلصال قديم باستخدام تقنيات قديمة يعود تاريخها إلى 2100 سنة قبل الميلاد، واستطاع القارب اجتياز مجموعة من الاختبارات الصارمة، ما مكنّه من قطع مسافة 50 ميلاً بحرياً (92.6 كيلومترات) في مياه الخليج العربي. وتولى قيادة القارب مجموعة من البحارة الإماراتيين مع فريق من صناع القوارب بمرافقة دوريات من خفر السواحل الإماراتي. وعلى مدى خمسة أيام مر القارب بالعديد من الاختبارات البحرية، ووصلت سرعته إلى 5.6 عقدة باستخدام شراع مصنوع من شعر الماعز.

وعمل صانعو السفن المتخصصون في النسخ التاريخية مع مجموعة الباحثين لإنجاز بناء القارب باستخدام مواد خام وأدوات يدوية تقليدية، حيث تطلب صنع هيكله الخارجي 15 طناً من القصب محلي المصدر، بعد نقعه وتجريده من أوراقه وسحقه وربطه في حزم طويلة باستخدام حبال مصنوعة من ألياف النخيل. ليتم ربط حزم القصب بهيكل داخلي من الإطارات الخشبية وتغليفها بمادة «القار» التي كان صناع السفن القدماء في المنطقة يستخدمونها لتمكين القوارب من مقاومة المياه. واكتشف علماء الآثار مؤخراً في جزيرة أم النار أنواعاً مماثلة من مادة «القار» تتطابق مع مصادر من بلاد الرافدين.

ويُعدّ مشروع «قارب ماجان» مبادرة أثرية تجريبية أطلقها متحف زايد الوطني عام 2021 بالشراكة مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، بهدف استكشاف أنماط معيشة سكان المنطقة منذ أكثر من 4,000 عام وفهمها، إلى جانب المحافظة على التراث البحري لدولة الإمارات العربية المتحدة والصناعات التقليدية، وتعزيز شعور الفخر بالهوية الوطنية.

ولإنجاز المشروع اجتمع متخصصون في علم الآثار والأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية الرقمية والهندسة والعلوم، لتصميم وبناء القارب، حيث أُجريت مئات التجارب خلال عملية بناء القارب بهدف اختبار قوة حزم القصب ومقاومة خليط «القار» للمياه. وشارك أيضاً مجموعة من طلبة الجامعات المتعاونة في المشروع، ما أتاح لهم فرصة تطوير مهاراتهم في البحث والتعمق في التراث البحري الغني للمنطقة من خلال تطبيق المعرفة المكتسبة في الدراسة النظرية على الإبداع العملي الواقعي.

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يُشكِّل تقدير التاريخ البحري للخليج العربي مفتاحاً مهماً يُمكنِّنا من فهم دور أبوظبي وتقدير أهميتها في العالم القديم، خصوصاً أن المشروع الذي يقوده متحف زايد الوطني يجمع متخصصين في العديد من التخصصات العلمية للعمل معاً من أجل رفع مستوى فهمنا للابتكارات الإماراتية التي نعتز بها. يُمثِّل إطلاق قارب ماجان المثير للإعجاب، آلاف السنين من الريادة والاستكشاف الإماراتي، بدءاً من بناة وصنَّاع السفن القُدامى، وحتى علماء الآثار التجريبيين الحاليين».

ويمثل هذا القارب أكبر عملية إعادة بناء من نوعها، ما يُسهم في تعميق فهمنا لأنماط العيش في مجتمعات العصر البرونزي. ويكشف عن أسرار الحرف اليدوية التقليدية التي ساعدت في إنشاء روابط بين دولة الإمارات والعالم. وتُبيِّن النصوص القديمة أن هذه القوارب كانت تسمى «قوارب ماجان»، وهو الاسم القديم لدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، ويشير استخدام هذا المصطلح إلى دور دولة الإمارات في التجارة البحرية منذ أكثر من 4,000 عام، حيث وفرت القوارب التي تمتاز بضخامة حجمها وقوتها للأشخاص الذين يعيشون في دولة الإمارات، إمكانية التجارة مع المجتمعات البعيدة مثل بلاد الرافدين وجنوب آسيا.

تولّى تصميم القارب فريق يضم أكثر من 20 متخصصاً من بينهم مهندسين وعلماء آثار يسعون إلى استكشاف الماضي من خلال تجربة التكنولوجيا القديمة باستخدام تقنيات تقليدية. واعتمد شكل القارب على الرسوم التوضيحية القديمة للقوارب، وأُعيد بناؤه على أساس سعة «120 غور» أي ما يعادل 36 طناً، وتولّى المهندس البحري تحديد طول وعرض القارب وعمقه عبر استخدام التحليل الهيدروستاتيكي، بهدف توفير الأبعاد التي تمكنه من الطفو بمجرد إضافة الوزن المقدر للبضائع والقارب وطواقمه. تطلب رفع الشراع وتجهيزه فريقاً يضم أكثر من 20 فرداً، لأن البكرات لم تكن موجودة في العصر البرونزي.

وقال الدكتور بيتر ماجي، مدير متحف زايد الوطني: «يجمع هذا المشروع تحت إدارة متحف زايد الوطني، عدداً متنوعاً من المتخصصين الذين يعملون بتعاون وثيق لتعزيز فهمنا للابتكارات الإماراتية وتنمية الشعور العميق بالفخر الوطني. لقد كانت رحلة طويلة وملهمة بدءاً من اكتشاف أجزاء قديمة من قوارب العصر البرونزي في أم النار وحتى اللحظة المميزة التي رُفع فيها شراع القارب المصنوع من شعر الماعز وانطلاقه من ساحل أبوظبي سالكاً نفس الطريق الذي كانت تسلكه هذه السفن قبل 4,000 عام باتجاه البحر المفتوح وساحل الهند».

وكان النوخذة الإماراتي مروان عبدالله المرزوقي، الذي ينحدر من عائلة تعود جذورها إلى أجيال معروفة باهتمامها بالتراث البحري لدولة الإمارات العربية المتحدة، أحد البحارة الذين قادوا قارب ماجان خلال تجاربه البحرية التي استمرت على مدى يومين.

وقال المرزوقي: «كنا حذرين جداً عندما سحبنا القارب لأول مرة من الرصيف، لإدراكنا بأنه مصنوع من القصب والحبال والخشب فحسب، ولا يوجد فيه أي مسامير أو براغي أو معادن، ما زاد من قلقي من إصابة القارب بأي تلف، لكن عندما بدأنا بالرحلة، أدركت أن القارب قوي، وفوجئت بسلاسة حركته في البحر على الرغم من حمولته الثقيلة».

سيتمكن الزوار من مشاهدة «قارب ماجان» عند افتتاح متحف زايد الوطني في جزيرة السعديات، حيث يحتفي متحف زايد الوطني بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة العريق وثقافتها، من الماضي وحتى اليوم. ويمثل المتحف باعتباره مؤسسة بحثية، قوة دافعة لتطوير وتعزيز وتنسيق البحوث الأثرية والتراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويُعدّ بناء القارب جزءاً من مبادرة أوسع تسعى إلى فهم دور إمارة أبوظبي في التجارة خلال العصر البرونزي، حيث كانت جزيرة أم النار الواقعة قبالة سواحل الإمارة، إحدى أكبر الموانئ القديمة في المنطقة. وتؤكِّد الاكتشافات الأخيرة لعلماء الآثار من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أن أم النار كانت تتمتع في العصر البرونزي بأهمية دولية واسعة، فقد شملت الاكتشافات عدداً من المباني التي تحتوي على أحجار الطحن، والأحجار المصقولة، والفؤوس الحجرية، وخطافات الصيد النحاسية، والأقراص الحجرية الدائرية المثقوبة، التي تستخدم لإثقال شباك الصيد. وعُثر فيها أيضاً على العديد من الأواني الفخارية المستوردة من أماكن بعيدة، منها بلاد الرافدين وجنوب آسيا، ما يؤكد الدور المحوري للجزيرة في التجارة مع مناطق بعيدة.


مقالات مشابهة

  • لطلاب الثانوية العامة 2024.. الفرق بين الجامعات الأهلية والخاصة
  • جامعة القاهرة تتقدم بنسبة 34.3% وتتصدر الجامعات الأفريقية مجتمعة
  • جامعة القاهرة تواصل تقدمها العالمي في تصنيف ليدن الهولندي 2024
  • كشف خمسة شروط خطيرة من الإمارات لوقف دعم قوات الدعم السريع في حرب السودان
  • «الإمارات للتعليم المدرسي» تنظم زيارات دولية للطلبة المتميزين
  • الإمارات والبرازيل تحتفلان بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية
  • متحف زايد الوطني يعيد إحياء قارب ماجان بالتعاون مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي
  • صندوق الوطن يطلق برنامج فرسان القيم لطلاب 5 جامعات
  • العربية للتنمية الإدارية تنظم ملتقى مناخ الاستثمار في ظل التحولات التقنية الحديثة
  • “في إف إس جلوبال” تطلق خدمة “الفحص الطبي على عتبة داركم” بالتعاون مع “إيه إم إتش” في دولة الإمارات العربية المتحدة