تحسُّن الوضع المالي والاقتصادي.. وتوقع المزيد في ظل سداد الدَّين وضبط الإنفاق العام

200 مليون ريال سنويا للمشروعات ذات الأثر التنموي و11 مليونا مخصصات لهذه المشروعات في شهر يوليو

شهد العام الماضي رفعا لحجم المساهمات والدعم.. وتطبيق منظومة الحماية يوسّع الإنفاق الاجتماعي

تتعدد مصادر تمويل المشروعات التنموية ومشروعات الخطة الخمسية العاشرة، فبعضها يتم من ميزانية الدولة أو بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، فضلا عن إسهامات جهاز الاستثمار

مع التراجع الكبير في حجم الدَّين العام والارتفاع المتوالي في التصنيف الائتماني، وصلت سلطنة عمان إلى مرحلة متقدمة في جهودها لتحقيق الاستقرار والاستدامة المالية كممكّن أساسي لنجاح مستهدفات الرؤية المستقبلية عمان 2040 في مختلف جوانبها الاجتماعية والاقتصادية.

وقد أكدت تقارير وكالات التصنيف العالمية التي صدرت مؤخرا، وتضمنت رفعا للتصنيف الائتماني ونظرة مستقبلية مستقرة للآفاق المالية والاقتصادية في سلطنة عمان، أن الفرصة متاحة لرفع التصنيف مجددا في حال استمرار التراجع في حجم الدَّين وضبط الإنفاق العام، وبينما يعد رفع التصنيف الائتماني في حد ذاته إنجازا يتوِّج جملة الجهود والمبادرات والخطط المالية التي تبنّتها سلطنة عمان منذ عام 2020 لكنه يحمل أهمية أيضا في رصد ملامح مهمة للتطوّر المتوقع في جهود وفرص النمو والتنويع حاليا ومستقبلا خاصة بعد أن حددت وحدة السياسات الكلية بوزارة المالية حدا آمنا للدَّين بنحو 30 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، كما أشارت وزارة الاقتصاد مؤخرا إلى سمة مهمة للتوجهات المالية والاقتصادية الحالية والمستقبلية في ظل الوضع الجيد للاستقرار المالي لافتة إلى أن إحدى نتائج الاستقرار المالي هي إعادة ترتيب أولويات التوازن المالي.

ونظرا للوضع المالي المتردي وارتفاع الدَّين العام على مدار أعوام 2019 و2020 و2021 كانت الأولوية الأولى لخطط التوازن المالي هي سداد الدَّين ودفعه نحو التراجع إلى مستويات آمنة، والآن مع قرب الوصول للحد الآمن للدَّين أصبحت الأولوية هي تعزيز التنويع المالي والاقتصادي ودعم الإنفاق الاجتماعي من خلال منظومة الحماية الاجتماعية وغيرها من جوانب الإنفاق التي تعزز الرفاه الاجتماعي.

وعلى المدى المتوسط، يظل استمرار استقرار واستدامة الوضع المالي مرتبطا بمستويات أسعار النفط، فيما يأتي تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل كأهم العوامل المؤثرة على الاستقرار المالي على المدى الطويل، وتتوقع وكالات التصنيف الائتماني أن الميزانية العامة لسلطنة عمان ستُنهي العام الجاري بتحقيق فائض مالي للعام الثاني على التوالي، كما من المرجح استمرار تحقيق فائض خلال العامين المقبلين، وهو ما يعني أن الوضع المالي يرسخ طريقه نحو مزيد من الاستقرار وتراجع الدَّين وأيضا أن جانبا أكبر من العائدات العامة سيتوجه نحو تعزيز فرص التنمية والتنويع وهو ما يعد دعما إضافيا لجهود تنويع الإيرادات غير النفطية للدولة.

وتحقيقا لطموحات رؤيتها المستقبلية، عززت سلطنة عمان في بداية العام الجاري ميزانية 2023 ببندين إضافيين أولهما هو مخصصات دعم منظومة الحماية الاجتماعية التي يبدأ تفعيلها بداية العام المقبل، وتعد نظاما شاملا ومتكاملا للحماية بما يتماشى مع رؤية عمان 2040 وأهداف الخطة الخمسية العاشرة والتنمية المستدامة.

أما البند الثاني الذي تم استحداثه في الميزانية فهو المشروعات ذات الأثر التنموي وتصل مخصصاته سنويا لنحو 200 مليون ريال عماني، وبدأت سلطنة عمان الإعلان عن حجم المخصصات الشهرية لهذه المشروعات في الميزانية العامة حيث خُصِّص 11 مليون ريال عماني للمشروعات ذات الأثر الإنمائي في شهر يوليو، وسيتم تباعا الإعلان عن السيولة المخصصة لهذه المشروعات خلال الفترة الباقية من العام.

يشار إلى أن إجمالي الإنفاق الإنمائي المعتمد للعام المالي الجاري في الميزانية العامة لسلطنة عمان نحو 900 مليون ريال عماني، وكانت وزارة الاقتصاد قد أوضحت أن إجمالي المصروفات الإنمائية منذ بداية الخطة الخمسية العاشرة (2021 - 2025) حتى نهاية 2022م يتخطى ملياري ريال عُماني، وتقدّر وزارة الاقتصاد الميزانية الإنمائية لعام 2023 بنحو 5.8 مليار ريال عُماني، منها 5.3 مليار ريال عُماني لمشروعات جارٍ تنفيذها و500 مليون ريال عُماني لمشروعات جديدة.

وتتعدد مصادر تمويل المشروعات التنموية ومشروعات الخطة الخمسية العاشرة؛ فبعض المشروعات يتم تمويلها من ميزانية الدولة أو بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، فضلا عن إسهامات جهاز الاستثمار العماني أو الشركات التابعة، حيث يستهدف الجهاز إنفاق مليار و900 مليون ريال عُماني على مشروعات استثمارية خلال هذا العام وتشمل توسعة وتعزيز مشروعات حالية، واستكمال تشييد مشروعات قيد التنفيذ واعتماد وبدء تطوير مشروعات جديدة، ويصل عدد المشروعات الجديدة والتوسعية هذا العام نحو 65 مشروعًا استثماريًّا.

ومع وضع أولوية الاقتصاد والتنمية في صدارة الاهتمام خلال الخطة العاشرة كمرحلة تنفيذية أولى للرؤية المستقبلية، جاءت التوجيهات السامية العام الماضي بتعزيز سيولة المشروعات الإنمائية بـ 200 مليون ريال عماني مما رفع المخصصات الاستثمارية في ميزانية العام الماضي إلى 1.1 مليار ريال عماني، وتتبنّى سلطنة عمان توجها حثيثا نحو تعزيز التنمية واللامركزية في كافة المحافظات لإكساب النمو الاقتصادي حيوية وتوازنا في كافة المناطق، وتتضمن المشروعات الجديدة في مختلف محافظات سلطنة عُمان هذا العام المدارس والسدود والمراكز الصحية ومباني إضافية لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وميناء الصيد البحري بولاية محوت وبعض مشاريع الطرق الداخلية والحدائق الطبيعية وغير ذلك من المشروعات.

وإلى جانب بندي مخصصات دعم منظومة الحماية الاجتماعية والمشروعات ذات الأثر التنموي، رفعت سلطنة عمان هذا العام مخصصات سداد القروض المستقبلية من خلال بند تم استحداثه بدءا من العام الماضي ضمن خطط الاستدامة والتوازن المالي وجاء ذلك مع ما تحقق من العائدات الإضافية للنفط وما قاد إليه ذلك من استقرار مالي.

ومنذ صعود أسعار النفط إلى مستويات جيدة بداية من نهاية عام 2021، تبنَّت سلطنة عمان توجها نحو استغلال العائدات الإضافية في سداد الدَّين وتعزيز الإنفاق الاجتماعي والخدمات وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتعد منظومة الحماية الاجتماعية من الثمار المهمة لاستقرار الوضع المالي. وفي السياق نفسه نحو الاهتمام بالبُعد الاجتماعي وتخفيفا من أعباء المعيشة عن المواطنين، رفعت الحكومة خلال العام الماضي مخصصات بند الدعم والمساهمات في الميزانية العامة إلى نحو 1.9 مليار ريال عماني ويشمل دعم قطاعات مثل الكهرباء والمياه والنقل وغير ذلك من الجوانب التي تمس معيشة المواطن، ويشمل أيضا مخصصات سداد القروض المستقبلية، وتجاوزت مخصصات هذا البند 850 مليون ريال عماني منذ بداية هذا العام حتى نهاية يوليو الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منظومة الحمایة الاجتماعیة المیزانیة العامة ملیون ریال عمانی میزانیة العام فی المیزانیة العام الماضی الوضع المالی ملیون ریال ع ملیار ریال ع ریال ع مانی سلطنة عمان هذا العام سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

الوزراء: جهود حكومية لتعزيز الشمول المالي للشباب ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً حول "تمكين الشباب"، حيث تناول التقرير الإطار المفاهيمي للتمكين وتعريف فئة الشباب، بالإضافة إلى أثر تمكين الشباب في تحقيق التنمية المستدامة، ثم يتناول الاهتمام العالمي بتمكين الشباب، من خلال استعراض النظرة العالمية تجاه هذه الفئة، مع التركيز على دور المنظمات الدولية في دعمهم، وأيضاً أهم الأبعاد الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية لتمكين الشباب في مصر.

تمكين الشباب

أشار التقرير إلى أن منظمة (United Way of The National Capital Area) بالولايات المتحدة الأمريكية صنفت التمكين إلى أنواع مختلفة، وهي: التمكين الشخصي الذي يركز على تعزيز ثقة الفرد بنفسه واحترامه لذاته وشعوره بالمسؤولية الشخصية، كما يتضمن التمكين المجتمعي الذي يركز على بناء قدرة المجتمعات المحلية على تحديد احتياجاتها وتحدياتها ومعالجتها، والتمكين الاقتصادي الذي يهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاستقلال المالي للأفراد أو المجتمعات، والتمكين السياسي الذي يهدف إلى زيادة تأثير ومشاركة الأفراد والجماعات في العمليات السياسية، والتمكين البيئي الذي يركز على تعزيز الشعور بالمسؤولية والإشراف تجاه البيئة، ويشمل أيضاً التمكين الرقمي الذي يركز على توفير الوصول إلى الموارد الرقمية ومحو الأمية الرقمية والمهارات اللازمة لسد الفجوة الرقمية والاستفادة من التكنولوجيا من أجل التنمية الشخصية والجماعية، والتمكين الاجتماعي الذي يهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي ورفاه الأفراد داخل المجتمع ويتضمن تعزيز الإدماج الاجتماعي والمساواة في الحقوق والفرص، والتمكين التنظيمي ويتضمن خلق بيئة داعمة وشاملة داخل المؤسسات أو الشركات أو المنظمات، بالإضافة إلى تمكين المرأة الذي يسعى إلى معالجة أوجه عدم المساواة بين الجنسين وتعزيز المساواة بينهم.

وأضاف التقرير أن تمكين الشباب يلعب دورًا حاسمًا في النمو الاقتصادي والاستدامة، فعندما يتوفر التعليم الجيد والتدريب المهني وفرص ريادة الأعمال يتحول الشباب إلى مساهمين نشيطين في القوى العاملة والاقتصاد، مما يعزز من الابتكار والإنتاجية، كما أشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أن التضامن عبر الأجيال هو مفتاح التنمية المستدامة، كما يتمثل أحد المبادئ الأساسية لأهداف التنمية المستدامة 2030 في التأكيد أنه "لن يتخلف أحد عن الركب".

%95 نسبة إنجاز خطوط المياه.. وزير الإسكان يتابع سير العمل بـ "زايد الجديدة"مُحرّضون .. وزير الداخلية الكويتي يكشف أسباب سحب الجنسيةوزير الدفاع الأمريكي يتخذ قرارًا بشأن روسيا قد يهدد الأمن القومي لبلادهتفاصيل جولة رئيس الوزراء وأبو العينين في مصنع الدورادو بالعين السخنة

وأوضح التقرير أن إحصائيات الشباب حول العالم تختلف حسب تعريف الفئة العمرية، فبحسب منظمة الأمم المتحدة والتي تعرف الشباب على أنهم "الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين (15-24 سنة)"، نجد أن تلك الفئة العمرية بلغ عددهم 1.26 مليار نسمة حول العالم في عام 2023، بما يشكل ما نسبته 15.6% من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 8.1 مليارات نسمة. وإذا اعتمدنا على تعريف أوسع للشباب كتعريف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والذي يستخدم الفئة العمرية (10-29 سنة) لوصف الشباب، فإن الشباب داخل هذه الفئة العمرية بلغ عددهم 2.54 مليار نسمة في عام 2023، بما يشكل 31.4% من إجمالي سكان العالم.

وأشار التقرير إلى أنه بحسب تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2024، بلغ معدل البطالة العالمي بين الشباب 13% في 2023، وأشار التقرير إلى أن فرص العمل تختلف حسب دخل الدول. ففي الدول ذات الدخل المرتفع، تكون معدلات توظيف الشباب أعلى، ونسبة الشباب العاملين في وظائف آمنة رسمية تبلغ 76%. بعكس الدول منخفضة الدخل، وأكد التقرير على جهود المنظمات الدولية في تمكين الشباب حول العالم؛ ومن أبرز هذه المنظمات: منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، البنك الدولي، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، مجلس الشباب الدولي (IYC)، منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بمنظمة الأمم المتحدة (UN)، برنامج العمل العالمي للشباب، و"صلتك" وهي منظمة دولية غير حكومية تنموية، تم الإعلان عنها في منتدى تحالف الحضارات الأول في مدريد بإسبانيا في عام 2008، وتعمل على ربط الشباب بالفرص الوظيفية والاقتصادية.

وفيما يتعلق بالدولة المصرية؛ فقد أوضح التقرير أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بالنشء والشباب واتبعت العديد من الإجراءات التي تهدف إلى تمكينهم من خلال التدريب والتأهيل، بالإضافة إلى إشراكهم في مختلف الأنشطة، ويأتي هذا الاهتمام انطلاقًا من حقيقة أن المجتمع المصري يتميز بكونه مجتمعًا شابًا، حيث أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد السكان في الفئة العمرية (15 - 29) سنة بلغ 27 مليون نسمة حتى 1 يناير 2024، مما يشكل نحو 25.5% من إجمالي عدد السكان في مصر، كما تشير البيانات إلى أن عدد الشباب الذكور في هذه الفئة العمرية بلغ 14 مليون نسمة، بينما بلغ عدد الإناث نحو 13 مليون نسمة، مضيفاً أن هناك 48 شاباً مصرياً تصدر قائمة (forbes Middle East) لعام 2024 للشباب الأكثر تأثيراً تحت سن الثلاثين في مختلف المجالات.

كما تطرق التقرير إلى قطاع التعليم والتعليم الفني للشباب، حيث أشارت البيانات إلى ارتفاع عدد الطلاب المقيدين في التعليم العالي، ليسجل نحو 3.8 ملايين طالب في العام الدراسي 2023/ 2024، مقابل 3.7 ملايين طالب في العام الدراسي 2022/ 2023. كما بلغ عدد المقيدين في الجامعات الحكومية والأزهرية نحو 2.4 مليون طالب، بما يمثل نحو 62.9% من إجمالي طلاب التعليم العالي خلال العام الدراسي 2023/ 2024. كما ارتفع عدد المقيدين بالجامعات التكنولوجية بنسبة 68.2%؛ إذ سجل عدد الطلاب المقيدين بتلك الجامعات 20.9 ألف طالب خلال العام الدراسي 2023/ 2024، مقابل 12.4 ألف طالب خلال العام الدراسي 2022/ 2023.

 تأهيل الشباب 

وفيما يتعلق بالتعليم الفني، أوضح التقرير أنه يلعب دورًا بارزًا في تأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات الفنية العالية، وتعزيز قدراتهم على التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، مما يسمح لهم بتلبية ومواكبة احتياجات أسواق العمل، كما أظهرت البيانات أن عدد الطلاب المقيدين بمدارس التعليم الفني (الثانوي الصناعي والتجاري والزراعي والفندقي) في مصر بلغ نحو 2.2 مليون طالب في العام الدراسي 2023/ 2024، مرتفعًا بنسبة 14.58%، مقارنة بالعام الدراسي 2018/ 2019. بالإضافة إلى ارتفاع أعداد مدارس التعليم الفني إلى 3386 مدرسة في العام الدراسي 2023/ 2024، مقارنة بنحو 2388 مدرسة في العام الدراسي 2018/ 2019، بنسبة ارتفاع قدرها 41.79%.

وأشار مركز المعلومات إلى أن برامج التدريب الفني والمهني المقدمة للشباب تعد جزءًا أساسيًا من جهود مصر لتأهيلهم لسوق العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية، كما تهدف هذه البرامج إلى تنمية المهارات اللازمة لتلبية احتياجات القطاعات الصناعية والتجارية الحديثة، وتشمل مجالات مثل الطاقة المتجددة، التكنولوجيا الرقمية، والصناعات الحرفية، ويتم تنفيذ هذه البرامج بالتعاون بين الدولة، والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية، بهدف تعزيز جاهزية الشباب لسوق العمل، وتقليل البطالة، ودعم الاقتصاد الوطني، وأضاف أنه في العام الدراسي 2022/ 2023، بلغ عدد مراكز التدريب المهني في مصر 773 مركزًا، بزيادة قدرها 1.98% عن العام الدراسي 2017/ 2018، حيث تم تدريب نحو 96.7 ألف متدرب.

وعن ترتيب مصر في مؤشر التعليم التقني والتدريب المهني الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل المكتوم خلال عامي 2017 و2024، فقد أشار التقرير إلى تقدمها 70 رتبة في المؤشر، لتحتل المركز الـ 43 عام 2024 من بين 141 دولة، مقارنة بالمركز الـ 113 من بين 131 دولة عام 2017، وذلك نتيجة لجهود الدولة في تطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني.

وفي ضوء ذلك، نفذت الحكومة المصرية العديد من برامج التدريب الفني والمهني، وجاء أبرزها على النحو التالي: مبادرة "ابدأ"، برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني، مشروع مهني 2030، مبادرة "شباب بلد"، مبادرتي رواد وبُناة مصر الرقمية، مبادرة بكرة ديجيتال، برامج معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

أشار التقرير إلى أن ريادة الأعمال تلعب دورًا مهمًا في تقديم حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية، مثل تحفيز الاقتصاد من خلال مشروعات صغيرة للشباب، مما يساعد في خفض البطالة وتحقيق التنمية، وفي هذا السياق، تبنت الحكومة المصرية عدة إجراءات ومبادرات لدعم ريادة الأعمال، مما أسهم في تقليل معدلات البطالة بين الشباب ودعم المشروعات الصغيرة، وأظهرت البيانات انخفاض معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية (15 - 29) عامًا من 16.5% في 2022 إلى 15.9% في 2023.

وقد أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن إجمالي قوة العمل للشباب في الفئة العمرية (15 - 29) سنة بلغ 8.6 مليون نسمة في عام 2023، بزيادة قدرها 3.61% مقارنة بعام 2022، كما بلغ معدل مساهمة الشباب في الفئة العمرية (18 - 29) سنة في قوة العمل حوالي 39.9% عام 2023، كما استحوذ الشباب في الفئة العمرية (18 - 29) سنة في قوة العمل الحاصلون على مؤهل متوسط أو أقل من الجامعي على نسبة 47.5% من إجمالي قوة العمل، بينما كان 24.6% من الشباب الحاصلين على مؤهل جامعي فأعلى خلال عام 2023، كما بلغت نسبة الشباب العاملين في وظائف دائمة 50.8% من إجمالي المشتغلين الشباب، غالبيتهم (73.8%) من الإناث.

هذا، وقد تمثلت الجهود الحكومية لتمكين الشباب اقتصاديًّا من خلال دعم ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار فيما يلي:

-تعزيز الشمول المالي للشباب: ففي إطار تنفيذ استراتيجية الشمول المالي (2022- 2025)، أظهرت بيانات البنك المركزي المصري زيادة في عدد المواطنين الذين يمتلكون حسابات مالية، سواء في البنوك، البريد المصري، محافظ الهاتف المحمول أو البطاقات مسبقة الدفع، ليصل العدد إلى 48.1 مليون مواطن من إجمالي 67.3 مليون مواطن في الفئة العمرية 16 عامًا فأكثر حتى يونيو 2024، بما يعادل 71.5% من إجمالي السكان المؤهلين لفتح حسابات، مُقارنة بـ 41.79% في ديسمبر 2023. وتعود هذه الزيادة إلى الجهود المستمرة التي يبذلها البنك المركزي بالتنسيق مع الجهات المعنية لتعزيز الشمول المالي، خاصة للمرأة والشباب وذوي الهمم ورواد الأعمال، أما بالنسبة للشباب في الفئة العمرية من 16 إلى 35 عامًا، فقد ارتفعت نسبة الشمول المالي لهم إلى 51.7% في يونيو 2024، مقارنة بـ 51.5% في ديسمبر 2023، حيث بلغ عدد الشباب المستفيدين 19.2 مليون شاب حتى يونيو 2024 من إجمالي 37.1 مليون شاب. وذلك نتيجة للتوجيهات الرقابية الصادرة عن البنك المركزي، التي تشمل السماح بفتح حسابات للشباب بدءًا من سن 16 عامًا، إضافة إلى تسهيل فتح الحسابات تحت مسمى "حساب نشاط اقتصادي" للحرفيين وأصحاب الأعمال اليدوية، و"حساب شمول مالي للمواطنين" باستخدام بطاقة الرقم القومي فقط..

-دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر: حيث بلغت قيمة التمويلات الممنوحة من خلال القطاع المصرفي أو غير المصرفي للمشروعات متناهية الصغر 78.3 مليار جنيه، كما استفاد منها 4.7 مليون شخص في يونيو 2023 مقارنة بنحو 6.4 مليار جنيه في ديسمبر 2016، واستفاد منها نحو 2 مليون شخص.

وأشار التقرير إلى أن قيمة القروض التي أتاحها برنامج "مشروعك" منذ إطلاقه وحتى شهر فبراير 2024 بلغت 28 مليار جنيه، كما تم تنفيذ نحو 210.7 آلاف مشروع وساهمت تلك المشروعات في توفير ما يزيد على 1.7 مليون فرصة عمل في كافة المحافظات.

وعن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والتي تمثلت في تحسين الخدمات وآليات تقديمها للمواطنين، من خلال التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية بشكل متكامل، وتمثلت أبرز الخدمات التي قدمتها المبادرة منذ إطلاقها وحتى 14 نوفمبر 2024 في: تنظيم 9729 فعالية ثقافية وعروض مسرحية استفاد منها 912.1 ألف مواطن، وتمويل نحو 62.5 ألف مشروع صغير للشباب والأسر الأولى بالرعاية، وفتح 209 فصول لمحو الأمية، واستفاد منها نحو 6.5 آلاف مواطن، وتنظيم عدد 1017 قافلة طبية والتي قدمت 72.3 مليون خدمة صحية، وتنظيم 2053 ندوة ثقافية وتعليمية بعدد مشاركين بلغ 466.3 ألف مشارك، توزيع 187.5 طن لحوم على نحو 12.9 مليون أسرة، وتقديم 2352 خدمة في مجال تمكين وتدريب المرأة لنحو 1.1 مليون مستفيدة.

أشار التقرير في ختامه إلى إطلاق وزارة الشباب والرياضة العديد من المبادرات والمشروعات؛ بهدف تمكين الشباب المصري في مختلف المجالات، أبرزها: برنامج "مشواري"، "مشورة مهنية"، معسكرات "تحدي الشباب"، مراكز الابتكار، برنامج "طور وغير"، مبادرة "كن رائد أعمال مبدع"، تنظيم ملتقيات توظيف، برنامج "نادي البحث عن وظيفة"، منصة "توظيف مصر"، حاضنة ريادة أعمال تكنولوجية رياضية، معرض "بيزنيس يا شباب" وجميعها تُنفذ في كافة محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى التوسع في مراكز التنمية الشبابية، وإطلاق مؤخرًا، أندية شباب "بريكس+" بمراكز الشباب والتنمية الشبابية كإحدى المبادرات الرائدة لتعزيز الحوار والتعاون بين القادة الشباب من دول البريكس، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى مصر لتحقيقها. 

مقالات مشابهة

  • الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا
  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي
  • وزير الصناعة التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • جلالة السلطان يصدر 4 مراسيم سامية.. عاجل
  • المهرجانات.. رافد اقتصادي وسياحي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • نمو اشتراكات الهواتف المتنقلة في سلطنة عمان إلى 7.8 مليون بنهاية يناير2025
  • الوزراء: جهود حكومية لتعزيز الشمول المالي للشباب ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر
  • تصاعد أرباح مجموعة تداول 59.4% إلى 621.8 مليون ريال
  • «الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة
  • غيث: الرواتب تلتهم الموازنة.. والتضخم يهدد الاستقرار المالي