أخصائي جراحة عظام: ارتفاع عمليات استبدال المفاصل لدى المسنين
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قال الدكتور سليمان بن ناصر الهميمي أخصائي أول جراحة العظام بمستشفى نزوى المرجعي: إن عمليات استبدال المفصل هي علاج لخشونة مفاصل الركبة حيث إن المرضى يشتكون في الغالب من الألم الشديد والمتواصل ومحدودية القدرة على المشي والاستخدام المفرط للمسكنات خاصة للمساعدة على النوم، مؤكدا ارتفاع عمليات استبدال مفاصل الركبة في سلطنة عمان، حيث صارت من العمليات الروتينية والمعتادة، وغالبية مرضى استبدال المفاصل هم من كبار السن وتتعدى أعمارهم الخمسين عام.
وأضاف: يتحمل مفصل الركبة معظم وزن الجسم، لذلك فإن تضرره بشدة يتسبب في فقدان التوازن والحركة وانخفاض جودة حياة المريض، وعند تقدم درجات الخشونة يكون الحل النهائي لعلاج تلك الحالات هو الخضوع لعملية تغيير مفصل الركبة، موضحا أن خشونة الركبة يصاحبه استهلاك مفرط للمسكنات وما يصاحبها من مضاعفات وأضرار بالوقت ذاته، كما أن كثيرا من هؤلاء المرضى يعانون من الاكتئاب بسبب عدم قدرتهم على المشاركة في الحياة الاجتماعية، ويحتاجون إلى عناية خاصة من أقربائهم، وتصل حالة الخشونة إلى درجة أن المريض غير قادر على المشي نهائيا ويحتاج إلى الكرسي المتحرك، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات تمثل خطرا على حياة المريض حيث إن قلة الحركة تسبب تقرحات جلدية، بالإضافة إلى التهابات الصدر والمسالك البولية، وجلطات الصدر وغيرها من المضاعفات.
وحول مدى فعالية التدخل الجراحي للمرضى الذين يعانون من خشونة الركبة قال الدكتور: من الملحوظ أن العمليات علامة فارقة للمريض بسبب ما تحدثه من تحسن جودة الحياة الصحية، حيث إن استخدام مسكنات الألم يقل بنسبة ملحوظة وتتحسن جودة النوم للمريض، بالإضافة إلى تحسن الحياة الاجتماعية فيصبح قادرا على الخروج والمشاركة في المناسبات الاجتماعية مع المجتمع، ويصبح المريض أكثر استقلالية وقدرة على الاعتناء بنفسه بدلا من طلب العناية، وتحسن الصحة النفسية واكتساب الثقة بالنفس.
ونبّه الدكتور على ضرورة أن يحرص المريض خلال فترة ما بعد العملية على تخفيف الضغط على المفصل الجديد حتى يتكيف الجسم على وجوده، من خلال الالتزام بوضعية النوم والجلوس التي يوصي بها الطبيب بعد العملية، مشيرا إلى أن وضعية النوم المناسبة هي النوم على الظهر أو أحد جانبيه ووضع وسادة تحت قدمه، والحرص على فرد مفصل الركبة قدر الإمكان، مع ضرورة أن يكون ارتفاع السرير مناسبا لطول المريض ليتمكن من الجلوس عليه والنزول منه بسهولة.
وأشار الدكتور الهميمي إلى أن معظم المرضى الذين يجرون عملية زراعة مفصل صناعي للركبة يشعرون بتحسن وزوال الألم الذي كانوا يشعرون به قبل إجراء التدخل الجراحي، والتحسن التدريجي في الحركة والنشاطات اليومية، مضيفا إلى أن المريض يستغرق من ثلاثة إلى ستة أسابيع بعد العملية بشكل عام للعودة إلى الحياة الطبيعية وممارسة الأنشطة المعتادة كالتسوق والأعمال المنزلية الأخرى، ومن الممكن أيضا قيادة السيارة بعد ثلاثة أسابيع، إلى جانب التمتع بمجموعة متنوعة من الأنشطة ذات التأثير المنخفض كالسباحة و لعب الغولف أو ركوب الدراجات، ولكن يجب تجنب الأنشطة التي تحتاج إلى مجهود أكبر كالركض والقفز.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل - سر سباحة المسنين في مياه الصين المجمدة.. تحدٍّ شاق وروح مغامرة
لم يمنع تقدم العمر مجموعة من كبار السن في الصين من ممارسة رياضة فريدة وصعبة، تتمثل في السباحة في مياه نهر سونغهوا المتجمدة بمدينة هاربين، التي تعرف بـ "مدينة الجليد". هذه الرياضة الشتوية ليست مجرد ترفيه، بل تحمل وراءها أسرارًا وتقاليد تعود لعقود، إضافة إلى فوائد صحية ونفسية قد تبدو غريبة.
البداية.. طقوس شاقة وسط البرد القارسفي أحد أيام الشتاء القارص، قام مجموعة من السباحين بحفر بركة في نهر سونغهوا، حيث بلغ سمك طبقة الجليد نحو 10 سنتيمترات. ورغم إعادة تشكل الجليد بين عشية وضحاها، استمروا في كسر الطبقات الجليدية ونزع قطع الجليد، قبل أن يخلعوا ملابسهم ويقفزوا واحدًا تلو الآخر في المياه التي تدور حرارتها حول علامة التجمد.
درجات الحرارة في هاربين تصل إلى -13 درجة مئوية، ومع ذلك، لم يكن بين هؤلاء السباحين الشباب، بل كان معظمهم من كبار السن، حيث تجاوز بعضهم الستين عامًا، ما يجعل التجربة أكثر إثارة للإعجاب.
قصة تشين شيا.. شغف متجدد رغم الصعابتشين شيا، وهي إحدى المشاركات البارزات، تبلغ من العمر 56 عامًا وجاءت من مقاطعة تشجيانغ الواقعة على بُعد 1700 كيلومتر. رغم إصابتها بنزلة برد، لم تمنعها هذه العقبة من ممارسة شغفها. تقول شيا: "مياه الشتاء في مدينتي أكثر دفئًا من هنا، لكني وجدت السعادة في هذا التحدي"، مضيفة أن السباحة الشتوية كانت رياضة تمارسها منذ ما يقارب عشرين عامًا، وقد عززت ثقتها بنفسها وطاقتها الداخلية.
تاريخ الرياضة.. جذور تعود إلى السبعينياتالسباحة الشتوية في هاربين ليست مجرد هواية عصرية. يو شياوفينغ، البالغة من العمر 61 عامًا، تقول إن هذه الرياضة بدأت في المدينة منذ السبعينيات، عندما شاهد السكان المحليون مراسم تعميد للروس الأرثوذكس في مياه النهر. لاحقًا، في عام 1983، تأسست جمعية السباحة الشتوية في هاربين، ما ساعد في تحويل هذا النشاط إلى تقليد مجتمعي مستدام.
هاربين.. وجهة للرياضات الشتويةتعتبر هاربين "أرضًا مقدسة" لمحبي الرياضات الشتوية، فهي تشتهر بمهرجانها الشتوي، الذي يعرض منحوتات جليدية ضخمة وأخرى دقيقة. هذا التراث الثقافي، بالإضافة إلى موقع المدينة بالقرب من الحدود الروسية، جعلها مركزًا مهمًا لمحبي السباحة الشتوية.
يو شياوفينغ أشارت إلى أن السباحة الشتوية لا تقتصر على الترفيه، بل إنها جزء من هوية المدينة، مؤكدة أن المشاركين يشعرون وكأنهم عائلة واحدة كبيرة.
الفوائد الصحية للسباحة في المياه الباردةتقول يو شياوفينغ: "منذ بدء الوباء، اخترعنا شعارًا: المعاناة أثناء السباحة الشتوية أفضل من الوقوف في طابور في المستشفى". هذا التصريح يعكس الاعتقاد بأن المياه الباردة تساهم في تحسين الصحة العامة. كثير من السباحين يلاحظون تحسنًا في مناعتهم وقدرتهم على تحمل الظروف الصعبة.
الشعور بالمجتمع والتواصل الإنسانيإلى جانب الفوائد الصحية، توفر السباحة الشتوية شعورًا بالتواصل والانتماء، حيث يشترك السباحون في تجربة فريدة تجمع بين المغامرة والتحدي. يو، التي مارست السباحة لأكثر من ثلاثة عقود، تقول إن هذا النشاط يعزز الروابط الاجتماعية ويخلق مجتمعًا قويًا وداعمًا.
لماذا يخوض المسنون هذا التحدي؟قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن الدافع وراء السباحة في المياه المتجمدة يتعدى البحث عن المغامرة. بالنسبة لكثير من المسنين في هاربين، فإن هذه الرياضة وسيلة للحفاظ على الحيوية والنشاط، بل إنها تعكس فلسفة حياتية تعتمد على مواجهة الصعوبات بدلًا من الاستسلام لها.