قيادة الملتقى الوطني بتريم تزور الشخصية التاريخية والقبلية المعمرة الشيخ أحمد بن منصر التميمي
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
تواصلاً لتنفيذ برنامج زياراتها للهامات والشخصيات العملاقة التي خدمت الوطن في جميع المجالات قامت يوم أمس قيادة الملتقى الوطني بمديرية تريم بمحافظة حضرموت بقيادة المهندس/ سعيد سالمين شكابة النائب الأول لرئيس قيادة الملتقى الوطني لأبناء مديرية تريم – رئيس اللجنة الإعلامية –الناطق الرسمي للملتقى بزيارة الشخصية الوطنية والتاريخية والقبلية والثقافية والاجتماعية المعمرة الشيخ/ أحمد عوض بن منصر بن سلمه التميمي في بيته العامر بمنطقة دمون بمديرية تريم للإطمئنان عليه وتبادل الأحاديث معه ونقلوا له خلال الزيارة تحيات السيد/ مصطفى صالح بن حسن الهندوان رئيس قيادة الملتقى الوطني لأبناء مديرية تريم وتمنياته له بدوام الصحة والعافية .
وفي الزيارة تم تبادل الأحاديث الودية معه ومنها التطرق للأوضاع المختلفة الذي تشهدها البلاد منذ عدة سنوات على كافة المستويات والأصعدة المختلفة والتعرف على ما إذا مر بمثل هكذا أوضاع على مدار الواحد والتسعون عاماً الذي مرت من عمره المديد بإذن الله سبحانه وتعالى فهو شيخ معمر ومن مواليد عام 1932م وقد زامل أثناء دراسته الابتدائية في مدرسة باذهيبة الفنان العربي الكبير الدكتور المرحوم/أبوبكر سالم بلفقية ((أبو أصيل)) والمقدم/سعد نصر سالمين يادين ((مقدم قبيلة النوبة والبحرية بمديرية تريم)) وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم هنا .
وأشادت قيادة الملتقى بالأدوار الوطنية والتاريخية الكبيرة الذي قدمها الشيخ/ أحمد عوض بن منصر في الحقل التاريخي والقبلي باعتباره أحد الهامات والقامات التاريخية والقبلية والاجتماعية والانسانية العملاقة على مستوى الوطن .
كما تمت الإشادة بدوره الريادي والبحثي من خلال بحثه الهام جداً الذي قدمه في ورشة العمل الذي حملت عنوان ((المتغيرات المناخية وكوارث السيول بمديرية تريم والتوقعات وخطط الاستجابة العاجلة لها)) والمنعقدة يوم الثلاثاء الموافق 14/أكتوبر/2022م ، وهو البحث الذي تضمن عدد من المحاور التوثيقية الهامة والذي أكد فيها أن أخطر منطقة في وادي حضرموت عليها سيول هي مدينة تريم لكونها ملتقى لأكبر السيول وهي سيول سر وعدم وثبي وأعطى لنا صورة موجزة عنه نورد البعض منها كالتالي:-
المحور الأول حول بناء السدود:- والمتمثلة في الخمسة السدود الأساسية الحادة لمنطقة دمون والذي تكون من سد فضلون غرباً وحتى منطقة الجحيل شرقاً وهي 1-سد فضلون ، 2-سد المصب ، 3-سد الشحب ، 4-سد باظفاري ، 5-سد الغصن والذي تم بنائها قبل مئات السنين من خمسة أحبال ، وفي عام 1951م تم تشكيل لجنة خاصة من الحكومة القعيطية والحكومة الكثيرية وضمت كل من سالم العطاس وعبدالله بن علوي الجنيد وعلوي عبدالرحمن بن شهاب الملقب ((السدود)) من الدولة الكثيرية ومن الدولة القعيطية عوض سالم باصاع محاسب وسالم بن علي التميمي وعبدالحبيب بن مبارك التميمي وطلبوا قرضاً من بريطانيا وسيارتين بيت فورط لجلب الحصى من وادي دمون وكان السواقين حينها سعيد الحدري وأحمد باشعيب والمعالمة عوض سلمان سيرواه ورجب محفوظ وأحمد نينو وقاموا ببناء خمسة أحبال جديدة في المجرى كإضافة فوق القديمة إلى الجرف من الجنوب والشمال.
المحور الثاني حول النخيل وقواعده وقال فيه:- وقد عملت هذه اللجنة على إحصاء عدد النخيل باسهم واضحة وعند حصاد الخريف يقوم المالك بقص رصيد من المحاسب ويسلمه للحارس مع رصيد ثاني لدولة القعيطي من المالية ويتم تسليمه بالقطيع ما هو له وأما الحراس ((الشرح)) في هذه المنطقة من فضلون إلى الجحيل وعددهم ((40)) حارس تم عمل لجنة لهم من عقالهم ومن لجنة السدود وعليهم صيانة المنطقة من جلب سعف وكرب وليف لمدة سنة كاملة ولكل حارس مقابل ذلك خمس من المئة خيل خمسة والمفخط له مثله وعلى الحرس حراسة المنطقة سنه كاملة كلٍ يقوم بدوره كل خمسة منهم لحماية موقع معين من عدم أخذ الحطب ومنع غنم البادية من الرعي والسماح لرعي الأغنام لمدة شهر واحد فقط من نجم خبأ إلى نجم الحوت فقط ، ويبقى الماء في عين المجرى لمدة سنة كاملة حيث يقومون المخالعين بغرس النخيل وعندما تشرب النخل من السيول يقوم أصحاب النخل بتصفية العين وكانت حتى الأسماك تتربى في عين المجرى .
أما بالنسبة للحرس كل حارس يحصل على عشر جواني من التمر عبوة الجونية ((100)) رطل والمفخط مثله وهذه عبارة عن عاشور والملاك لهم التسعين في المائة .
وأضاف في بحثه قائلاً:- وفي الوقت الحاضر وتحديداً في عام 2015م طلب مني مكتب الزراعة استكمال مضلعة المصب وسلموا لي أثنين مليون فقط وقد بدأت العمل وقمت ببناء جزء منها لكن مع الأسف لم تستكمل بسبب عدم استكمال قيمة العمل وجاءت السيول الأخيرة وكسرتها مرة أخرى وحصاها مبعثر تحتها إلى الأن وأطالب الجهات المختصة توفير المال المطلوب واكمال العمل في الناحية الجنوبية للمضلعة باكمال اليد إلى الحرف لأن القارض طالع على الأرض الزراعية .
وطالب في ختام بحثه الدولة بالآتي:-
1-استكمال يدات المضالع الخمس من أجل الحد من إنجراف التربة وعدم انحراف اتجاه المياه إلى أماكن لم يصلها الماء من سابق .
2-استحداث إدارة خاصة معنية بمجاري السيول للعمل على حماية المجاري والحفاظ عليها من الإنجراف وتوفير المعدات والمخصصات المطلوبة لها للقيام بذلك وكذا للقيام بالحد من انتشار أشجار السيسبان .
3-استدعاء ملاك الأراضي والتفاهم معهم حول الكيفية المناسبة للحفاظ على المجرى .
وفي ختام الزيارة تقدمت قيادة الملتقى الوطني لأبناء مديرية تريم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان للشخصية الوطنية والتاريخية والقبلية والثقافية والاجتماعية المعمرة الشيخ/أحمد عوض بن منصر بن سلمه التميمي وأبنائه على حفاوة الأستقبال والترحيب الحار وكرم الضيافة الذي حظوا به من قبلهم متمنين له ولأبنائه دوام الصحة والعافية والعمر المديد بإذن الله سبحانه وتعالى.
بدوره عبر الشيخ/أحمد عوض بن منصر عن جزيل شكره وتقديره لقيادة الملتقى على هذه الزيارة الذي تأتي في إطار الاهتمام بالهامات والقامات والشخصيات العملاقة التي خدمت الوطن في جميع المجالات ولها اسهاماتها البارزة في أوساط المجتمع ، معتبراً هذه الزيارات الذي تقوم بها قيادة الملتقى بالخطوة الجبارة والكبيرة ومثمناً الأهداف الإيجابية الكبيرة الذي ستحققها كونها بادرة أول من نوعها وتحمل في طياتها الكثير من المعاني السامية والكبيرة .
حضر وقائع هذه الزيارة كل من السيد/عبدالرحمن سالم الحبشي نائب رئيس الملتقى للشئون المالية والإدارية –رئيس لجنة الاتصال والتواصل والشيخ/هادي سعيد عوض ساحب الأمين العام للملتقى والشيخ/باسل علي بن شيبان التميمي رئيس اللجنة الاجتماعية والقبلية والأستاذ/فائز برك بن حبراس التميمي رئيس لجنة محو الأمية وتعليم الكبار والأستاذ/صالح سعيد بن مهناء رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين بالملتقى والسيد/سالم عبدالرحمن الحبشي رئيس لجنة الجمعيات الخيرية والنقيب/محمد عوض التميمي نائب رئيس اللجنة الأمنية والسيد/ أحمد عيدروس محسن الحامد نائب رئيس اللجنة الشبابية والطلابية بالملتقى .
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: قیادة الملتقى الوطنی بمدیریة تریم رئیس اللجنة رئیس لجنة
إقرأ أيضاً:
280 عاما من التأسيس.. عُمان قصة وطن وحكمة قيادة
رامي بن سالم البوسعيدي
في قلب شبه الجزيرة العربية، حيث تلتقي الجبال الشاهقة بالصحراء الذهبية، وحيث تهامس الأمواج شواطئ المحيط الهندي، تقف سلطنة عُمان شامخة بتاريخها العريق، الذي خطته أيادٍ حكيمة وقلوب مؤمنة بالوطن، ومن بين الصفحات المضيئة في تاريخها الذي يمتد لأكثر من 5 آلاف عام، تبرز قصة تأسيس دولة البوسعيدي عام 1744 على يد الإمام أحمد بن سعيد، وهي قصة تُجسد الإصرار على الوحدة والاستقرار رغم تحديات الزمن.
في القرن الثامن عشر وبالتحديد قبل 280 عاما كانت عُمان تعيش بين أمواج متلاطمة من الصراعات الداخلية والغزو الخارجي، وفي وسط تلك الأزمات برز رجل من صحار، واليها الحكيم أحمد بن سعيد البوسعيدي، كان قائداً بالفطرة، يجمع بين الحزم والرؤية البعيدة، عندما اجتاحت القوات الفارسية السواحل العُمانية، وقف أحمد بشجاعة واستطاع إلحاق الهزيمة بالغزاة، مما أكسبه ثقة الناس والتفافهم حوله.
لم يكن أحمد بن سعيد يسعى للسلطة بقدر ما كان يحمل هم الوطن، وعندما التف زعماء القبائل حوله وأجمعوا على اختياره إمامًا لعُمان عام 1744، أدرك أن المهمة ليست سهلة، بدأ بتوحيد الصفوف وترسيخ الأمن الداخلي، واضعاً أسس دولة حديثة تقوم على التوازن بين القيم التقليدية ومتطلبات العصر، وأعاد بناء أسطول بحري قوي، جعل من موانئ عُمان مثل مسقط وصحار، مراكز تجارية حيوية تربط الشرق بالغرب، وكان عهده إيذاناً ببدء فصل جديد من الاستقرار والازدهار.
منذ أحمد بن سعيد توالت أجيال من الحكام من أسرته، الذين ساروا على نهجه، يجمعون بين الحزم والحكمة في إدارة الدولة، وشهدت عُمان خلال هذه الفترات تحولات عديدة، من توسيع رقعة نفوذها البحري في المحيط الهندي، إلى بناء علاقات متينة مع القوى الدولية مثل بريطانيا، وفي القرن التاسع عشر عززت عُمان حضورها كقوة بحرية وتجارية بارزة، وكانت مسقط نقطة جذب للتجار من الهند وأفريقيا والخليج، وكانت الدولة رمزاً للتنوع الثقافي والانفتاح على العالم، لكن كانت هناك تحديات كبيرة، وتوالت الانقسامات القبلية والضغوط الخارجية التي هددت في أوقات عديدة استقرار البلاد، إلا أن حكمة قادة البوسعيد وتكاتف الشعب أبقيا السفينة في مسارها الصحيح.
وفي عام 1970، أشرقت عُمان على حقبة جديدة مع تولي السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - مقاليد الحكم، كان الوطن حينها مثقلاً بالتحديات، لكن السلطان قابوس حمل في قلبه رؤية وطنية عميقة، وفي عقله خطة طموحة لنهضة شاملة، وقال يومها: " كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي"، ومنذ ذلك الحين انطلقت مسيرة النهضة المباركة، حيث تحولت سلطنة عُمان من دولة تعاني من شح الموارد إلى واحدة من أكثر دول المنطقة استقرارًا وازدهارًا، فقد شيد السلطان قابوس بنية تحتية متطورة، واهتم بالتعليم والصحة باعتبارهما أساس التقدم، وتوسعت شبكة المدارس والمستشفيات لتغطي كافة أرجاء البلاد، ومدّ الطرق بين المدن والقرى رافعًا شعار التنمية للجميع، وعلى الساحة الدولية أظهر السلطان قابوس حمه الله بُعد نظر استثنائي، واختار لعُمان دور الوسيط المحايد، مما أكسبها احترام العالم، فكانت وسيطًا في أزمات إقليمية ودولية، ترفع راية السلام في عالم يموج بالصراعات.
ومع انتقال القيادة إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور حفظه الله ورعاه، كان العالم يمر بظروف غير مسبوقة، من جائحة عالمية إلى تحديات اقتصادية كبرى، لكن جلالته جاء محملاً بروح التجديد والاستمرارية، متعهداً بمواصلة بناء الوطن على أسس النهضة التي أرسى قواعدها السلطان قابوس، وتبنى رؤية عُمان 2040، التي ركزت على تنويع الاقتصاد وشجيع الابتكار وتمكين الشباب ليكونوا قادة المستقبل، وأكد على دور عُمان كجسر بين الشرق والغرب، وحافظ على سياسة الحياد التي أصبحت جزءًا من هوية البلاد، ليواصل مسيرة البناء، التي تظهر عُمان مزيجاً نادراً من الثبات والتغيير، حيث يبقى جوهرها متجذرًا في التاريخ، بينما تنطلق نحو المستقبل بخطوات واثقة.
ما يميز عُمان عبر القرون هو قدرتها على الحفاظ على الاستقرار وسط منطقة مليئة بالتقلبات، ويعود ذلك إلى عوامل منها القيادة الحكيمة التي تميز قادة البوسعيد برؤية بعيدة المدى، وحس عميق بالمسؤولية تجاه الوطن بجانب التوازن الداخلي، فقد نجحت الدولة في تعزيز الوحدة الوطنية مع احترام التنوع الثقافي والمذهبي، كما أن الحياد الإيجابي له دور كبير في الاستقرار السياسي، فقد اختارت عُمان الابتعاد عن الحروب والنزاعات، وركزت على بناء جسور الحوار والسلام، وهذه السياسة نستطيع أن نقوم بأنها متوارثة جيل بعد جيل من السلاطين العظام لهذه الأرض الطيبة.
280 عاما على تأسيس دولة البوسعيد نقول فيها بأن عُمان اليوم ليست مجرد دولة، بل قصة وطن كتبها أبناؤها بحبهم وإخلاصهم، من أحمد بن سعيد الذي وحد البلاد وأسس أسرة البوسعيد، إلى السلطان هيثم بن طارق الذي يقود النهضة المتجددة، لتظل عُمان نموذجاً يُحتذى به في الاستقرار والحكمة، إنها أرض تسكنها روح الماضي ووهج المستقبل، حيث تُحكى حكاية أجيال نذرت نفسها لبناء وطن يليق بعظمة تاريخه وأحلام شعبه.