أصدرت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار قرارها الظني في جريمة خطف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي وقتله عمدا، وهي الجرائم المنصوص عليها بالمواد 549 و569 و733 من قانون العقوبات والمادة 72 من قانون الأسلحة والذخائر.

والمدعى عليهم جميعهم لبنانيون، وهم: يحيى عبد الكريم الرفاعي، علي يحيى الرفاعي، يحيى محمد الرفاعي، عبد الكريم محمد الرفاعي، أحمد محمد الرفاعي، وقد أوقفوا وجاهيا ولا يزالوا، ومصطفى غازي ميقاتي، وكل من يظهره التحقيق.



وفي الوقائع، تبيّن أنه بتاريخ 21/2/2023، ادعى أمام مخفر برقايل عبد القادر شعيب الرفاعي بأن شقيقه الشيخ أحمد شعيب الرفاعي قد غادر منزله الكائن في بلدة القرقف العكارية باتجاه طرابلس، بعد ظهر يوم 20/2/2023، ولم يعد، وانقطع الاتصال به.

وبنتيجة المتابعة التي قامت بها شعبة المعلومات، تم العثور على سيارته من نوع "هوندا" متوقفة في محلة راسمسقا، قرب مستشفى "هيكل".

وبنتيجة التحقيقات الأولية التي قامت بها الشعبة، تبين أن علي الرفاعي إبن رئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي تجرع حقد والده على منافسه لرئاسة البلدية الشيخ أحمد شعيب الرفاعي ودخل في دوامة خلافاتهما المزمنة والتي وصل بعضها إلى القضاء. واتفق الوالد والإبن على استدراج الشيخ أحمد لتنفيذ مشروعهما الإجرامي ضده فاشترى علي قبل شهرين من تنفيذ المهمة هاتفين خلويين، وهو ما يعرف بالخطين الأمنيين.

وبعد مرور شهر على شراء الخطين، بدأ بالتواصل مع الشيخ أحمد وأوهمه أنه فتاة لديها مشاكل وخلافات، وهي بحاجة إلى المساعدة، وقد عمد علي إلى إخبار والده بالإيقاع بالشيخ المغدور، فبارك له والده بهذه الخطوة.

وتابع علي التواصل مع الشيخ أحمد، تمهيدا لساعة الصفر عبر إعطائه موعدا للقائه في طرابلس قرب الجامعة العربية، وتبين أنه قبل الموعد أقدم علي، بمعاونة ابن عمته أحمد محمد الرفاعي، على تجهيز حفرة بعمق حوالى 3 أمتار في مكب للنفايات في محلة "سدة البارد".

وتبين أن يوم الجمعة في 17/2/2023، اتفق علي مع أولاد عمته أحمد ويحيى وعبد الكريم، بحضور والده رئيس البلدية، على تنفيذ العملية التي تقضي بخطف الشيخ أحمد وقتله ورمي جثته في الحفرة التي أعدت لذلك، وتبين أن علي أكد مع أولاد عمته على تنفيذ العملية وأبدوا كامل استعدادهم لانجازها  الأحد في 19/2/2023.

وتبين أنه في التاريخ المذكور ارتدى جميع المدعى عليهم ملابس عسكرية مرقطة وباشروا بمخططهم الإجرامي، وتبين أن الشيخ المغدور حضر بسيارته إلى الموعد المحدد، فنفذت المجموعة عملية خطفه بعد قطع الطريق عليه وإنزاله من سيارته وضربه على رأسه بالبنادق الحربية، وتم وضعه في صندوق سيارة كيا سوداء كان يقودها الشيخ يحيى.

وتبين أن علي أقدم في منطقة "المعرض" على قتل الشيخ، عبر إطلاق النار عليه من مسدس حربي مرتين واحدة في صدره وأخرى في رأسه داخل صندوق السيارة، ثم تم دفن الجثة في الحفرة التي في مكب النفايات.

وبناء على ما تقدم، اعتبرت القاضية نصار أن فعل المدعى عليهم: يحيى عبد الكريم الرفاعي وعلي يحيى الرفاعي ويحيى محمد الرفاعي وعبد الكريم محمد الرفاعي وأحمد محمد الرفاعي من نوع جنايتي المادتين 549 و569 من قانون العقوبات والظن بهم بجنحة المادة 72 من قانون الأسلحة، وإيجاب محاكمتهم أمام محكمة الجنايات في الشمال واتباع الجنحة بالجنايتين للتلازم.

كما قررت منع المحاكمة عن مصطفى غازي ميقاتي في جنايتي المادتين 549 و569 من قانون العقوبات وجنحة المادة 72 أسلحة لعدم كفاية الدليل. المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قارئ للمشاهير وزملكاوي متعصب.. محطات في حياة الشيخ محمد عمران

في ليالي رمضان المباركة، حيث تصدح المآذن بتلاوات تبعث السكينة في القلوب، تتجلى أصوات القرّاء والمبتهلين الذين خلدوا أسماءهم في ذاكرة الزمن.

ومن بين هؤلاء العباقرة، يسطع نجم الشيخ محمد عمران، صاحب الحنجرة الذهبية التي جمعت بين فن التلاوة العذبة والإنشاد الديني.

نشأة محافظة وبشرى بالجنة.

وُلد الشيخ محمد أحمد عمران في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 1944، بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، ونشأ في بيئة صعيدية محافظة، وفقد بصره في سن صغيرة، ورغم ذلك حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمود المصري، ثم أتقن أحكام التلاوة، وحصل على الإجازة من الشيخ محمود جنوط في مركز طما.
وكان محمد عمران في صغره طفلاً محباً للحياة، يميل إلى اللعب مثل أقرانه، لكنه كان يحمل في داخله بذرة الموهبة القرآنية، وكان معلمه الأول، الشيخ عبد الرحيم المصري، يدرك ذلك جيداً، فكان يأتي إلى داره ليطمئن على حفظه للقرآن.
وفي أحد الأيام، وجد الشيخ تلميذه الصغير يميل للهروب من جلسة الحفظ لممارسة اللعب، فناداه بحنان الأب قائلاً: "أتريد أن تهرب لتلعب، وأنت الذي سأدخل بك الجنة؟".

النقشبندي.. الدليل الروحي 

كان للشيخ سيد النقشبندي، المبتهل الكبير وصاحب الصوت الذي أسر القلوب، تأثير عميق في حياة الشيخ محمد عمران.
وعلى الرغم من أن النقشبندي وُلد في الغربية، إلا أنه استقر لفترة في طهطا بسوهاج، حيث التقى بعمران هناك، الذي كان حينها قد أتمّ حفظ القرآن الكريم، وصار صوته يجذب مسامع الجميع.
أدرك النقشبندي موهبة عمران الفريدة، ونصحه بضرورة الانتقال إلى القاهرة، حيث يمكن لصوته أن يصل إلى آفاق أوسع.
لم يتردد عمران في الاستجابة لهذا التوجيه، فانطلق إلى العاصمة وهو في الثانية عشرة من عمره، ليبدأ رحلته الحقيقية في عالم التلاوة والإنشاد، وليصبح لاحقاً واحدًا من أعمدة الابتهالات الدينية في مصر.

الإذاعة وكبار الملحنين

كان التحاق الشيخ محمد عمران بالإذاعة المصرية نقطة تحول كبيرة في مسيرته، ففي أوائل السبعينيات، اعتمدته الإذاعة المصرية كمبتهل وقارئ، وبدأ بصوته المميز في تقديم الموشحات الدينية والابتهالات التي أبدع في تلحينها كبار الملحنين.
كما لفت صوته أنظار كبار الموسيقيين، مثل حلمي أمين وسيد مكاوي ومحمد عبد الوهاب، الذين أشادوا بقدرته الفريدة على مزج التلاوة بالمقامات الموسيقية، ما جعل اسمه يتردد في أرجاء العالم العربي.
ومن خلال أثير الإذاعة، ذاع صيته ووصلت تلاواته وابتهالاته إلى ملايين المستمعين، فصار صوته جزءاً لا يُمحى من ذاكرة المصريين في المناسبات الدينية، وخاصة في شهر رمضان الكريم.

علاقاته الفنية كان الشيخ محمد عمران قارئاً رسمياً في عزاءات كبار الفنانين والموسيقيين، حيث قرأ القرآن الكريم في عزاء الفنان عبدالحليم حافظ، والموسيقار بليغ حمدي، والفنان محرم فؤاد.

زملكاوي متعصب

بعيداً عن التلاوة والإنشاد، كان الشيخ محمد عمران زملكاوياً متعصباً، يحمل عضوية فخرية لنادي الزمالك، وكان شغفه بالفريق ينعكس حتى على تفاصيل حياته اليومية.
وفي إحدى المباريات الحاسمة بين الأهلي والزمالك، أخبر ابنه أن فوز الأهلي قد يساعده على التركيز في الامتحانات، لكن عندما تعادل الزمالك، لم يستطع إخفاء فرحته، مردداً: "ثانوية إيه وبتاع إيه.. دا الزمالك!".

الرحيل المؤلم أُصيب الشيخ محمد عمران بمرض في الكبد عانى منه لمدة عامين، حتى توفي يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1994 عن عمر يناهز 50 عاماً، وشهد عزاءه كبار قراء مصر، وعلى رأسهم الشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ أحمد نعينع، ودُفن بجوار مسجد عمرو بن العاص.

مقالات مشابهة

  • محمد الشيخ: هل رينارد قادر على التصحيح
  • إعفاء قيادات بارزة من الإدارة الأهلية جنوب كردفان
  • قارئ للمشاهير وزملكاوي متعصب.. محطات في حياة الشيخ محمد عمران
  • أحمد هارون: الجروح النفسية التي يسببها الأهل تترك أثرًا عميقًا
  • وزير العدل يصدر قرارًا بـ إعطاء عاملين بمرفق الكهرباء صفة مأموري الضبط القضائي
  • الفصل في قضية عفاف شعيب ضد محمد سامي في اتهامه بالسب والقذف.. الأربعاء
  • كلمة من يوسف شاهين خلتني آخد القرار دا | محمد رجب يروي قصة مثيرة
  • وفد درزي سوري يزور مقام النبي شعيب في إسرائيل
  • مسلسل جودر 2 الحلقة 14.. شواهي تقتل الشيخ عبد الأحد
  • الرفاعي: لمراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها