المؤسسة الطبية الميدانية تنظم دورة تدريبية لقادة المجتمع حول الرسائل التوعوية لمرض الحصبة
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص :
كتب / عبدالسلام هائل
تصوير / زكي اليوسفي
برعاية معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور / محمد سعيد الزعوري ومعالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور/ قاسم بحيبح ومعالي وزير الدولة محافظ عدن احمد حامد لملس
وبالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان وبدعم من منظمة الصحة العالمية.
نظمت المؤسسة الطبية الميدانية اليوم بالعاصمة عدن و،ضمن مشروع الاستجابة الطارئة لمواجهة تفشي الحصبة في "19" مديرية ب"8" محافظات في اليمن ،
الدورة التدريبية لقادة المجتمع حول الوسائل التوعوية لمرض الحصبة
بمشاركة " 45" مشاركا ومشاركة من مديريات (الشيخ عثمان ،المنصورة، دار سعد ،البريقة بمحافظة عدن .
وفي حفل افتتاح الدورة القى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية / صالح محمود كلمة نقل في مستهلها تحيات معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري للمشاركين في الدورة ولقيادة المؤسسة الطبية الميدانية .
مشيرا الى الاسهام الفاعل للمؤسسة في تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية والخدمية والصحية في جميع المحافظات دون استثناء ،وحث المشاركين الى الاستفادة من الدورة في عملية التوعية المجتمعية باهمية التعامل بمسؤلية في التفاعل مع حملات لقاح الاطفال لمختلف الامراض خصوصا مرض الحصبة .محذرا في ذات الوقت من التساهل وعدم الالتزام بتحصين الاطفال باللقاحات المعتادة .وانعكاس ذلك على الوضع الصحي العام وتفشي الامراض من جديد كمرض الحصبة وشلل الاطفال بسبب ما شهدته البلاد من اوصاع متردية نتيجة للحرب التي دمرت كل شيئ بمافي ذلك الخدمات الصحية.
من جانبه الدكتور / احمد البيشي مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بعدن اكد اهمية الدورة التوعوية التي تهدف تدريب وتاهيل الشخصيات المجتمعية في مديريات دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة والبريقة للتوعية باهمية اخذ اللقاحات ضد مرض الحصبة التي اودت بحياة "400" طفل في مديريات العاصمة عدن وتم تسجيل نحو " 40 الف اصابة بالحصبة " في المحافظات الاخرى وذلك نتيجة لاثار الحرب التي ادت الى عدم التزام البعض باخذ جرعات التحصين المعتادة لاطفالهم خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين .
واكد مدير عام صحة عدن سلامة اللقاح ضد الحصبة وسلامة اجراءات النقل والتخزين، وضرورة التزام الاباء والامهات بالدفع بابنائهم لمواقع التحصين .مشيدا بدور وجهود المؤسسة الطبية الميدانية في تنفيذ المشاريع الخيرية والخدمية في محافظة عدن والمحافظات الاخرى،
وكانت الدكتورة /مها عبادي المدير التنفيذي للمؤسسة الطبية الميدانية قد رحبت بالمشاركين وحثتهم على الاستفادة من فعاليات الدورة في التوعية المجتمعية باهمية التحصين ضد مرض الحصبة .
مشيرة الى جهود المؤسسة خلال السنوات الماضية في تنفيذ حوالي " 141" مشروعا خدميا وخيريا وانسانيا .في جميع المحافظات وبلغ عدد المستفيدين من تلك المشاريع حوالي 11 مليون نسمة ..مؤكدة ان المؤسسة مستمرة في مواصلة اعمالها الخيرية وتنفيذ المشاريع المختلفة التي تساهم في تخفيف معانات المواطنين بعموم المحافظات.
حضر افتتاح الدورة عدد من المسؤلين وفريق المؤسسة الطبية الميدانية واخرون.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المؤسسة الطبیة المیدانیة
إقرأ أيضاً:
رسائل عزت غزاوي التي وصلت
جميلة هي الرسائل الورقية بين الناس، مبهجة وكلها حب وثقة، وتؤجج الحس بالحياة داخل المرسل و المرسل له، لم يعد هناك رسائل ورقية صارت كلها الكترونية عبر شيء جامد بعقل كبير وبلا قلب اسمه الايميل، هذا ليس موضوعنا طبعا، لكن ذكره كان ضروريا لابراز حميمية رسالة الورق تلك الأيام العصيبة في حياة الفلسطينيين، أواخر الثمانينيات، وهذه الأواخر لا تعني سوى بداية الانتفاضة الأولى، 1987- 1993 حيث الدم المسفوح والغضب الشعبي الفلسطيني العارم، والبطولات، لا أتحدث عن رسائل بين العشاق، ولا بين أشخاص عاديين يرسلون رسائلهم عبر صناديق البريد العادي في بلادهم إلى أحبائهم المغتربين، أتحدث عن كاتب فلسطيني يجلس القرفصاء داخل زنزانته، الضيقة جدا، أمام الزنزانة سجان حاقد وظيفته في الحياة، الاستمتاع بتعطيل الحياة العادية لهذا المناضل.
هذا الكاتب المناضل ليس سوى الروائي الشهير عزت غزاوي، 1948-2003 والذي سيصبح فيما بعد رئيسا لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، ليس لدى عزت في زنزانته سوى قلم وورق شفاف أبيض، تم تهريبه له بطريقة ما، لا يفعل عزت في الزنزانة سوى التذكر والكتابة، تذكر ادباء فلسطين والعالم و أصحابه وزملائه في عالم الكتابة وابنائه وزوجته واحدا واحدا، وراح يكتب بحذر وصمت رسائل سماها فيها بعد (رسائل لم تصل بعد،) كانت الانتفاضة الفلسطينية في ذروتها، انتفاضة شعب قاوم بالحجارة والقضبان الحديدية وبجسده، السجون امتلأت بالمناضلين، والشهداء يسقطون بالعشرات يوميا، والاحتلال جن جنونه، فيبطش بالأطفال كما عادته والشيوخ والنساء، من ضمن هؤلاء كان الكاتب عزت غزاوي الذي وجهت له تهمة المشاركة في القيادة الوطنية الموحدة لهذه الانتفاضة الشعبية. غرق عزت في كتابة الرسائل، لم يكن هناك شيء يفعله سوى ذلك، كتب عشرات الرسائل الى العشرات من الاهل والشعراء والأصدقاء، وكانت الرسائل تتكوم لديه وتلف على شكل كبسولات، تغلق بإحكام بانتظار رفيق يوشك على التحرر لانتهاء مدة سجنه، يبتلعها الرفيق، ثم يخرجها في المرحاض في بيته حين يعود اليه، بهذه الطريقة السريالية تصل رسائل المناضلين الفلسطينيين.
لا يستطيع أي كاتب تسعيني من كتاب فلسطين خصوصا كتاب السرد أن ينكر أن كتاب عزت غزاوي (رسائل لم تصل بعد) والذي نشر أوائل التسعينيات عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، لم يعصف به وبذاكرته ولم يصنع داخله أثرا لبنيته و دوائره الجمالية. على صعيد كاتب هذه السطور، أستطيع أن أحدد شكل تأثير لغة وأجواء هذا الكتاب الساحر على لغتي وأجواء اصداراتي الأولى أول التسعينيات ( موعد بذي مع العاصفة)، الشعرية الواضحة في كتابي الأول كان لشعرية كتاب الرسائل دور كبير فيها، ومنذ قراءتي لكتاب عزت وأنا مولع بالجنس الادبي( إذا صح أن نسميه كذلك )النص- الرسالة، والذي سأتعلق به وأصدر كتبا كثيرة تعتمد بنيته، وفي نقاشاتنا يعترف أصدقائي الكتاب التسعينيين، بأن لغة عزت المتفردة في نصوصه الروائية والقصصية اللاحقة قد ظلت تطاردنا وتفعل فينا فعلها الجمالي.
استحضر عزت غزاوي عشرات الشخصيات الإبداعية مثل لوركا ومحمود درويش وطاغور، حاورهم واستحضر عوالمهم وقصصهم، وسياقات حياتهم، ولعل أنضج وأكثر الرسائل تأثيرا كانت رسالته الى (كلود) الفرنسي أحد موظفي الصليب الأحمر:
أنا كلود من الصليب الأحمر.
أهلا بك.
لم أكن أتوقع مثل تلك الزيارة.
كيف أنت؟
لا أدري.
هذه هي المرة الثالثة التي أحاول فيها أن أراك، لكنهم لم يسمحوا لي.
أين نحن؟
لا تعرف أين أنت؟ نحن في ( بتاح تكفا).
كلود عزيزي: ربما تكون بقية الأحاديث أثناء زيارتك الأولى عادية جداً رغم أنها استمرت ساعتين. لا أذكر الكثير مما تحدثنا به خلال الوقت لكنني أذكر جيداً أنك قلت لي: سأبقى معك أطول فترة ممكنة. أنظر إلى السماء وحاول أن تأخذ أنفاساً عميقة. هل كنت بالفعل تدرك مدى حاجتي لذلك! لا تنس أنني كنت أحسدك على طبيعة إحساسك وأنت معي. أنت داخل السجن في زيارة قصيرة تقوم بخدمة إنسانية أحترمها كثيراً، لكن الأهم من ذلك شعورك الحقيقي بأنك ستخرج خلال لحظات وتنسى عفونة الزنازين).
تبدو رسائل غزاوي شديدة الطزاجة ( مضى على إصدارها أكثر من عشرين عاما وما زال الكثيرون يحبون استعادتها حنينا لزمن فلسطيني جميل يتوازى فيه الألم مع الشرف،) تمسكا بالطبيعة الإنسانية الني يحاول السجان نزعها من الفلسطينيين، وتأكيدا لنفسه وللعالم بأن الكتابة يمكن أن تكون ردا مناسبا على همجية السجان، تفضحه وتوثق بربريته، والاهم من ذلك أنها ترسل إشارة مهمة الى أن الفلسطينيين قادرون على أن الابداع الثقافي والحضاري الإنساني حتى لو كانت السكين تواصل حز العنق.
عزت غزاوي في سطور.
ولد لعائلة هاجرت من بلدة قاقون في فلسطين المحتلة عام 1948. درس المرحلة الإعدادية في القرية والثانوية في مدرسة عتيل الثانوية. درس الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية. عمل مدرسًا في مدارس طولكرم. نال درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة ساوث داكوثا الأمريكية. عمل محاضرًا في جامعة بيرزيت حتى رحيله. أعتقل لمدة سنتين بسبب عضويته في القيادة الوطنية الموحدة إبان الانتفاضة الأولى. انتخب أمينًا عامًا للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين حتى رحيله. أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينين، في رصيده العشرات من الروايات والقصص القصيرة والمقالات النقدية، وكان عضوًا في هيئات إدارية وثقافية إلى أن أنتخب رئيسًا للإتحاد حتى وفاته. عين وكيل لوزارة الثقافة والإعلام فبل رحيله بثلاثة أشهر. قام بترجمة كتب عالمية إلى اللغة العربية. توفي في أبريل 2003.