انطلاقاً من "ضمير أبلة حكمت"، وصولاً لـ "مبروك أبو العلمين"، تنوعت السينما والدراما العربية في معالجة دور المعلم وتشكيل صورته الذهنية في ذهن المشاهد، فمنها من قدّمه بالشخصية البدينة رثة الثياب، ومنها ما استعرض المعلم بدور القدوة الحسنة ومربي الأجيال.

الثياب الرثة والبدانة.. المعلم الشرقي في المخيلة العربية

يرى الناقد الفني أحمد سعد أن شكل المعلم في السينما والدراما مرّبعدة مراحل، الأولى منها، في الأفلام القديمة، والتي مجّدت المعلم، وأظهرته بصورة بهية، "بدءاً من اللباس الذي يتمثل في بدلة وطربوش، وصولاً إلى الأسلوب والقيم النبيلة المنقولة إلى المشاهد".

وواحدة من الأعمال التي رسخت دور المعلم النبيل في تقديم أخلاقيات مهنته مسلسل "ضمير أبلة حكمت"، الذي لعبته الفنانة فاتن حمامة بدور حكمت ناظرة مدرسة للبنات تحاول تحقيق حلمها بتطبيق تجربتها التربوية، على كافة مدارس الإسكندرية ولكن تقف في وجهها عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها.

ويتحدث سعد لـ 24 قائلاً: "في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، حصل تغيّر كبير جداً في الشكل العام لشخصية المعلم على الشاشة، من خلال المسرحيات والأفلام التي تسخر من شكل ودور المعلم".

هل نقلت الدراما ثغراتها إلى أرض الواقع؟

ويعبّر سعد بأسف معلقاً: "هذه المشاهد ساعدت في وجود أنماط التعامل السيئة التي نراها من قبل الطلبة مع معلميهم اليوم".


وبالإشارة إلى واحدة من أهم الأعمال المسرحية الكوميدية التي قدمت المعلم بطريقة ساخرة "مدرسة المشاغبين"، التي تتلخص أحداثها في خمسة من الطلبة المشاغبين، يجمعهم فصل واحد داخل مدرسة لا يستطيع مديرها السيطرة على شغبهم، حيث يظهرون تفوقهم عليه في عدة مواقف.

لا ينتقص سعد من "مدرسة المشاغبين"، بل يتحدث والسعادة غمرت ملامحه عن هذا العمل الذي عاش في ذهن المُشاهد، لكنه يتساءل: "هل حقاً دور عبدالله فرغلي، ساعد في ترسيخ احترام الناس للمعلم، أو السخرية منه؟"، ويجيب "بالطبع دوره أثار السخرية من المعلم".

والسبب حسبما يوضحه الناقد الفني أن "الشعوب غير المتعلمة بالكامل، عند رؤيتها مشهداً كوميدياً يمكن أن تضحك عليه فعلاً، لكنها لا تأخذ العبرة منه كنموذج".


ويضيف "رغم أنها مسرحية جماهيرية لكنها سخرت بشكل كبير من المعلم، وجرّأت الطلبة أن يتكلموا بشكل غير محترم مع المعلم، فأخذت من هيبته وانتقصت منه".

المعلم يقع بحب الفنانة

ويستعرض التجربة السينمائية لفيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، الذي يدور حول رمضان مبروك أبو العلمين حمودة وهو مدرس في بلد ريفي تسمى ميت بدر حلاوة، ويخشاه الجميع لأنه مثال للحزم والانضباط، رمضان تضطره الظروف لأن يعمل مدرساً في مدرسة خاصة بها أبناء كبار المسؤولين ويعلم أن جميع الطلبة في المدرسة الخاصة متعلقين بحب مطربة شهيرة، فيقرر أن يبعدهم عنها ليقع هو في حبها.


إذ يعمّق سعد الفجوة ويرى أن "المشكلة في الكوميديا العربية، أنها قائمة على السخرية، فعند تناولها شخصية ما كوميدية، تسخر منها بشكل كبير، بغض النظر عن الدور".

ويلاحظ أنه في الفترة الحالية تضاعفت أزمة احترام المعلم في الأعمال الدرامية وانعكاس هذه الأعمال الدرامية على الحياة الواقعية بات واضحاً، وبرأي الناقد الفني سعد "أصبح المعلم لا يستطيع السيطرة على الطالب، وهذا واضح في كل مكان".


ويضيف "ننطلق من السينما وصولاً للمسرح والتلفزيون، جميعهم يدفعون بعدم الاحترام، أو كسر هيبة المعلم"، ويرى أننا في الوطن العربي "نحتاج نظرة أخرى لتمجيد المعلم وإعادة هيكلة دوره في العملية الدرامية حتى يبقى لنا قدوة في المجتمع".

خاتمة:

مهما اختلفت آراء الاختصاصيين الاجتماعيين حول دور الدراما العربية في تعميق الهوة بين المعلم والطالب، إلا أنه يبقى لكل قاعدة شواذ.. فهناك الكثير من الطلاب الذين يحترمون معلميهم، وهناك دول كالإمارات مثلاً فرضت قوانين صارمة تحض على احترام المعلم وعدم الاعتداء عليه، وتلبية كافة حقوقه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة

إقرأ أيضاً:

«الأسرة العربية للتنمية» يناقش 6 محاور في ملتقى «الثابت والمتغير في صورة المرأة».. السبت المقبل

ينظم مجلس الأسرة العربية للتنمية، بعد غدٍ السبت، الملتقى الافتراضي السابع بعنوان: «الثابت والمتغير في صورة المرأة العربية»، عبر تطبيق «زووم»، برئاسة الدكتورة آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية.

ويشارك في الملتقى العديد من الخبراء العرب والأجانب، ومنهم الدكتور أشرف عبد العزيز، الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبئية، والذي سيلقى كلمة الافتتاح، والدكتورة ديزي كوسترا رئيس المنظمة العالمية للأسرة.

الدكتورة آمال إبراهيمالدكتورة ديزي كوسترا

وتدور محاور الملتقى، كالآتي:-

المحور الأول: صورة المرأة في الثقافة العربية التقليدية
- كيف رُسمت صورة المرأة في الأدب والشعر العربي؟
- صورة المرأة في الأمثال الشعبية: تعزيز أم تقويض للدور المجتمعي؟
- المرأة في التراث: بين رمزية الأم والزوجة والمربية.

المحور الثاني: التحولات الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها على صورة المرأة
- تأثير التعليم والعمل على صورة المرأة العربية في المجتمع.
- المرأة بين الخصوصية الثقافية والعولمة: هل فقدت هويتها؟
- الإعلام والدراما: كيف تغيرت صورة المرأة العربية خلال العقود الأخيرة؟

المحور الثالث: المرأة بين الواقع والصورة النمطية
- الفجوة بين صورة المرأة في الإعلام وواقعها في الحياة اليومية.
- دور المؤسسات التربوية في بناء الصورة الذهنية للفتاة عن ذاتها.
- قضايا التمييز والتوقعات المجتمعية: كيف تؤثر على تشكيل هوية المرأة؟


المحور الرابع: المرأة العربية في الفضاء الرقمي
- كيف غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي من تمثيل المرأة لذاتها؟
- صانعات المحتوى والمؤثرات العربيات: كسر الصور النمطية أم ترسيخها؟
- التنمّر الرقمي والصورة الجسدية: ضغوط جديدة تواجه المرأة.


المحور الخامس: الثابت في صورة المرأة – الهوية والرسالة
- القيم الثابتة التي تحافظ عليها المرأة العربية عبر الأجيال.
- الهوية الدينية والثقافية كمرتكز لصورة المرأة.
- دور المرأة في تعزيز القيم المجتمعية رغم تغير الأدوار.

المحور السادس: المستقبل وصناعة صورة جديدة للمرأة

- كيف يمكن للمؤسسات التربوية والإعلامية رسم صورة إيجابية واقعية للمرأة؟
- دور المرأة العربية في بناء الخطاب المعرفي حول ذاتها.
- مقترحات لتطوير السياسات العامة لتعزيز صورة المرأة في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • هاني رمزي: «لام شمسية» من أعظم الأعمال الدرامية التي قدمت على مدار التاريخ
  • «الأسرة العربية للتنمية» يناقش 6 محاور في ملتقى «الثابت والمتغير في صورة المرأة».. السبت المقبل
  • تكريم 206 من الطلبة المجيدين في مدارس بهلا
  • تكريم الطلبة المجيدين بمدرسة الخوض للتعليم الأساسي (9-12)
  • محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدرسة يافا التي تؤوي نازحين بحي التفاح
  • البحرين.. صورة البناية التي سقطت من شرفتها امرأة تحاول النجاة من حريق والداخلية تكشف تفاصيل
  • أبرز 30 صورة من مؤتمر ماسبيرو للدراما 2025
  • تكريم 206 طلاب مجيدين في التحصيل الدراسي ببهلاء