الإيسيسكو تعقد مؤتمرا دوليا حول الترجمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، مؤتمرها الدولي "الترجمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. نموذج الترجمة من اللغة العربية وإليها"، بالتعاون مع جمعية الترجمة المقبولين لدى المحاكم بالمملكة المغربية (التاج)، بحضور نخبة متميزة من الخبراء الدوليين والطلاب والباحثين في مجال الترجمة، بهدف مناقشة سبل تطوير النماذج الجمالية الإبداعية للترجمة العربية في البيئات التكنولوجية الرقمية وغير الرقمية، وبناء قدرات المترجمين الشباب وإعداد كوادر مدربة منهم في مجال الترجمة الآلية، وتبادل المعارف في مجال الترجمة الإبداعية من أجل الارتقاء بجودة الترجمة.
واستهلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام، وأكد فيها أن المؤتمر يستعرض التحديات التي تواجه الترجمة من اللغة العربية وإليها، في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل المخاوف الأخلاقية المرتبطة بالترجمة الذكية، وإمكانية تحريف المعاني عن مقصدها الأصلي.
وأضاف أن الترجمة هي سبيل التواصل والتعارف بين الأمم والثقافات المختلفة، وأن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى الترجمة أكثر من أي زمن مضى، واستعرض مجهودات الإيسيسكو في مجال الترجمة، من خلال ترجمتها لمئات المؤلفات والمقالات في مختلف التخصصات التي تهم العالم الإسلامي، من أجل تبليغ رسالتها الحضارية في أرجاء العالم.
وعقب الجلسة الافتتاحية، انطلقت الجلسة الأولى "الترجمة الآلية واستعمال الذكاء الاصطناعي: الواقع والتحديات"، حيث أكد خلالها السيد دييغو كريشان، رئيس شركة "كريتيف ورد" الإيطالية، على ضرورة إلمام المترجم بكل أدوات الترجمة الذكية، وفهم الأخطاء الشائعة لهذه الأدوات، فيما قال الدكتور محمد أكماضان، رئيس قسم الترجمة بمقر الأمم المتحدة بجنيف، إن الذكاء الاصطناعي يساعد على المراقبة والتحقق من جودة الترجمات وتوحيد واتساق النص، ويساعد في الترجمة للغات التي لا تتوفر لها موارد ومراجع كافية.
واستعرض السيد إسماعيل أجبيلي، رئيس قسم الترجمة بالإيسيسكو، تاريخ الترجمة الذكية ومميزاتها وعيوبها، مؤكدا أن الترجمة الذكية من اللغة العربية وإليها تواجه العديد من الصعوبات لما تشمله اللغة العربية من تنوع شديد في مفرداتها، فيما قدم الدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب التابع لمنظمة "الألكسو" بالرباط، مداخلة تحت عنوان "ما أحوج العربية اليوم للذكاء الاصطناعي"، أعقبتها كلمة للسيد موفق فائق توفيق، أول رئيس لقسم الترجمة في قناة الجزيرة الإخبارية، أكد فيها أن ترجمة النصوص لا تعني الترجمة الحرفية للكلمات، بل يجب مراعاة المعنى المقصود وسياق النص، بالإضافة إلى الخصوصية الثقافية لكل لغة.
وشهدت جلسة العمل الثانية للمؤتمر، نقاشات ومداخلات ثرية بين خبراء بالمجال من المملكة المغربية، ولبنان وماليزيا، حول مستقبل الترجمة الفورية العربية في ظل التطور التكنولوجي، حيث أجمع المشاركون في الجلسة على أن الترجمة الذكية تتطور بقوة، من حيث السرعة والسهولة والجودة، وأنها ستقترب من دقة الترجمة الطبيعية مستقبلا إلا أنها لن تستبدل عمل المترجم.
واختتم المؤتمر الدولي أعماله بعقد دورة تدريبية تخصصية في مجال الترجمة الآلية، لفائدة الحضور من الطلاب والباحثين، أطرها السيد دييغو كريشان، رئيس شركة "كريتيف ورد" الإيطالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيسيسكو الترجمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي بيغير كل حاجة .. مبدعون ومهنيون بيكشفون عن مخاوفهم
في السنوات الأخيرة، تسلل الذكاء الاصطناعي إلى مجالات لم يكن لأحد أن يتخيلها، وبدأت تأثيراته تظهر بقوة في المهن الإبداعية، ما أثار قلق الكثير من العاملين في هذه المجالات.
كان يتصفح أوليفر فيجل، مصور ألماني يبلغ من العمر 47 عامًا، إحدى الصحف الوطنية عندما لفت انتباهه صورة على الصفحة الأولى لصبي يركض خلف كرة قدم، بدا له أن هناك شيئًا خاطئًا في الصورة؛ الزهور البرية كانت تطفو بلا سيقان، وشبكة المرمى كانت غير مكتملة، ويدي الصبي مشوهتين.
الذكاء الاصطناعي مثل تسوناميبالنسبة لفيحل، لم تكن هذه مجرد صورة غريبة، بل رمز لتغير جذري في مهنته، حيث أثر "الذكاء الاصطناعي على الصناعة بشكل مدمر"، حيث قال لفيحل بعد 18 عامًا من العمل في التصوير، اضطر إلى البحث عن مصادر دخل أخرى، ويفكر حاليًا في افتتاح حانة للنبيذ.
فيما وجد كارل كيرنر، مترجم متخصص في النصوص العلمية، نفسه في مواجهة عاصفة من التغييرات بعد أن بدأت الشركات تعتمد على أدوات الترجمة الذكية، حيث قال "أنا الآن عمليًا بلا عمل، لقد جاء الذكاء الاصطناعي مثل تسونامي".
من جهة أخرى، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بل أداة يمكن الاستفادة منها، حيث سيتخدم ألكسندر كالفاي، طبيب بريطاني، الذكاء الاصطناعي في تسجيل الملاحظات الطبية، ما ساعده في توفير الوقت والتركيز أكثر على المرضى.
لكن هذه التطورات أثارت جدلًا كبيرًا حول مصير الوظائف الإبداعية، شعرت جيني تورنر، رسامة من شمال شرق إنجلترا، بإحباط شديد بعد أن بدأت ترى أعمالًا فنية مصنوعة بالذكاء الاصطناعي تُباع بأسعار زهيدة على الإنترنت، بينما كانت تقضي ساعات في رسم لوحاتها يدويًا.
دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعاتتشجع الحكومة البريطانية، مثل العديد من الدول الأخرى، على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات لتعزيز الإنتاجية، لكن هناك دعوات متزايدة لوضع ضوابط تحمي العاملين في الصناعات الإبداعية من فقدان وظائفهم.
بات الذكاء الاصطناعي واقعًا يفرض نفسه على الجميع، بينما يرى البعض فيه فرصة لتطوير مهاراتهم والتكيف مع العصر الرقمي، يشعر آخرون أنه يهدد وجودهم المهني ويقلل من قيمة الإبداع البشري.