NYT: الاستيطان الرعوي.. أداة لترهيب الفلسطينيين والسيطرة على الضفة الغربية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريرا أشارت فيه إلى المساع الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن أبرز الوسائل المستخدمة هو ترهيب "الرعاة المستوطنين" لأهالي القرى الفلسطينية.
وقال فلسطينيون إن الرعاة الإسرائيليين، الذين غالبا ما يحملون أسلحة، حاولوا ترهيبهم بالتجول في قريتهم وأحيانا عبر منازلهم ليلا، ما اضطرهم إلى مغادرتها.
وقال محمد مليحات، 59 عاما، أحد زعامات القرية، الذي غادر قريته إلى وادٍ على بعد خمسة أميال: "كانت مهمتهم استفزازنا". وأضاف: "إنهم يريدون إخلاء المنطقة".
ويقوم المستوطنون الإسرائيليون بإنشاء بؤر استيطانية عشوائية للرعي، غالبا بالقرب من القرى الفلسطينية، وفقا لتقييمات الأراضي التي أجرتها كيرم نافوت، وهي هيئة رقابية إسرائيلية مستقلة تراقب النشاط الاستيطاني.
وتقول المجموعة إنه تم إنشاء ما لا يقل عن 20 موقعا استيطانيا جديدا منذ بداية العام، وقد قام جيش الاحتلال بتفكيك عدد قليل منها قبل إعادة تجميعها.
وكانت النتيجة هي التوسع المتسارع للوجود الاستيطاني الإسرائيلي عبر مساحات كبيرة واستراتيجية من الأراضي (أكثر من 140 ميلا مربعا، وفقا لكيريم نابوت).
وتتلخص نية المستوطنين المعلنة في تقطيع مساحات واسعة من الأراضي التي كانت القيادة الفلسطينية تأمل، عند بدء عملية أوسلو للسلام قبل ثلاثين عاما، أن تشكل العمود الفقري للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال أرييل دانينو، 26 عاما، وهو مستوطن إسرائيلي يعيش في موقع استيطاني ويساعد في قيادة الجهود لبناء مواقع جديدة: "إن إجلاء السكان ليس أفضل شيء. لكننا نتحدث عن حرب على الأرض، وهذا ما يحدث في أوقات الحرب" على حد قوله.
وهذه الظاهرة هي نهج جديد نسبيا تجاه الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وفقا لنشطاء المستوطنين ونشطاء حقوق الإنسان والرعاة الفلسطينيين.
منذ عام 1967، عززت دولة الاحتلال سيطرتها على الضفة الغربية من خلال توفير الأراضي والموارد والحماية لأكثر من 130 مستوطنة إسرائيلية جديدة في المنطقة. وأغلبها عبارة عن بلدات صغيرة محاطة بسياج، ويحرسها جنود إسرائيليون، وتعتبرها معظم دول العالم غير قانونية.
ولكن في حين أن تل أبيب لا تزال تسمح ببناء منازل جديدة داخل المستوطنات القائمة، وهي العملية التي تسارعت في ظل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، فإنها لم تبني سوى مستوطنة جديدة واحدة من الصفر هذا القرن.
ولملء هذا الفراغ، قام نشطاء المستوطنين منذ فترة طويلة ببناء بؤرا استيطانية - غير قانونية حتى بموجب القانون الإسرائيلي - على جيوب صغيرة من الأراضي بالقرب من المستوطنات القائمة، على أمل توسيع حدود المستوطنات تدريجيا.
وفي عام 2018 تقريبا، أصبحوا أكثر طموحا. وبدأت مجموعات صغيرة من المستوطنين في إقامة بؤر استيطانية رعوية بشكل منهجي في مواقع نائية. تقوم حفنة من الرعاة الإسرائيليين المتطرفين بالتجوال في سفوح التلال المحيطة مع عدة آلاف من الأغنام، وأحيانا يعتدون على الرعاة الفلسطينيين الذين يعترضون طريقهم، متسببين بتمدد مدني [إسرائيلي] عبر منطقة أكبر بكثير.
وقال زئيف هيفر، زعيم المستوطنين الذي قاد هذه الاستراتيجية، في خطاب ألقاه في عام 2021، وحصلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على تسجيل له: "هذه هي الطريقة التي سيتم بها تجنيد الدولة للمهمة".
وقال هيفر: "سوف نتصرف كما لو كانت هذه الأرض هي آخر شيء نملكه في هذه الحياة"، مضيفا: "وستكون هذه هي الطريقة التي ستتعامل بها الدولة أيضا مع هذه الأرض".
بحلول أوائل عام 2021، قدر هيفر أن استراتيجيته ضاعفت الانتشار الجغرافي للمشروع الاستيطاني – بزيادة قدرها حوالي 40 ميلا مربعا في ثلاث سنوات تقريبا.
وتحتل أراضي الرعي في المزارع الآن 100 ميل مربع أخرى، ليصل المجموع إلى حوالي 6% من مساحة الضفة الغربية، وفقا لتقديرات كيرم نافوت.
وقال شاؤول أرييلي، العقيد السابق في جيش الاحتلال الذي شارك بشكل كبير في عملية أوسلو ويعارض الجهود المبذولة لعرقلة السيادة الفلسطينية: "الهدف هو تعزيز الوجود اليهودي في المناطق الرئيسية في الضفة الغربية من أجل منع إمكانية قيام الدولة الفلسطينية"، وكان التأثير غير المباشر هو الزيادة الحادة في تهجير الرعاة الفلسطينيين.
حتى الآن هذا العام، تخلت ثلاث مجتمعات فلسطينية بأكملها – تضم حوالي 370 ساكنا – عن قراها، بسبب الترهيب المتزايد من قبل المستوطنين الإسرائيليين القريبين، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقال المكتب إن أكثر من 700 ساكن من مجتمعات أخرى فروا أيضا إلى مناطق أكثر أمانا منذ العام الماضي.
كانت القرى الفلسطينية المهجورة، التي زارها مراسلو صحيفة نيويورك تايمز، عبارة عن أماكن بسيطة وفقيرة بلا شوارع أو متاجر. كانت عبارة عن مجموعات صغيرة من المباني المكونة من طابق واحد، وأكواخ مصنوعة من الألواح المعدنية، وخيام متناثرة بشكل عشوائي عبر سفوح الجبال، وتم تشييدها دون تراخيص بناء ومفصولة عن شبكات المياه والكهرباء.
ولكن مثل العديد من المجتمعات الفلسطينية النائية، كانت هذه القرى تتمتع بموقع استراتيجي. وحافظ سكانها وقطعان الماشية المتجولة على وجود مترامي الأطراف عبر مساحات واسعة من الضفة الغربية، مما زاد من صعوبة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأماكن الرئيسية.
الآن، لم يبق سوى عدد قليل من المباني. وأخذ السكان معهم معظم الجدران المعدنية لبناء منازل جديدة أقرب إلى المدن الفلسطينية.
قال مليحات، الراعي الذي فر من البقعة: "تخيل معنى مغادرة المكان الذي عشت فيه لمدة 40 عاما".
سبب رحيلهم اقتصادي جزئيا، حيث ترعى قطعان المستوطنين العشب الذي كانت تأكله في السابق أغنام الفلسطينيين فقط، مما يتسبب بندرة. كما أنهم يمنعون الوصول إلى الينابيع والبرك التي كان من الممكن أن تصل إليها أغنام الفلسطينيين بسهولة. ومع قلة العلف والمياه، يجد الفلسطينيون صعوبة في العيش.
لكن الفلسطينيين يقولون بشكل رئيسي إنهم يغادرون بسبب الخوف. وفي المقابلات، روى فلسطينيون من أربع قرى كيف كان رعاة المستوطنين يدخلون قراهم بشكل متكرر وهم يحملون أسلحة ويصرخون في وجه السكان ويهينونهم.
وقال إنه بعد أن أقام المستوطنون معسكرا بالقرب من قرية مليحات في حزيران/ يونيو، دخلت مجموعات من ثلاثة أو أربعة مستوطنين منزله الصغير، مسلحين بالبنادق، في الساعات الأولى من الصباح.
وقال مليحات: "لقد دخلوا بابنا الأمامي عدة مرات، محاولين تقليد الطريقة التي يداهم بها الجيش الإسرائيلي المنازل"، مضيفا: "لقد أرادوا منا مهاجمتهم حتى يكون لدى الأجهزة الأمنية سببا لاعتقالنا".
وفي بعض القرى، حطم المستوطنون النوافذ وسرقوا الحيوانات وأدوات الزراعة، بحسب رعاة فلسطينيين ونشطاء حقوقيين إسرائيليين. وفي حالتين على الأقل هذا العام، قام المستوطنون بضرب الفلسطينيين، مما استدعى نقلهم إلى المستشفى.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عنف المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية أعلى مستوياته على الإطلاق. وفي المناطق الفلسطينية الأكثر اكتظاظا بالسكان، أشعل مشعلي الحرائق الإسرائيليون النيران في مئات المنازل والسيارات حتى الآن هذا العام.
لذلك، عندما يقيم المستوطنون مخيما بالقرب من قرية فلسطينية، كما قال الحاخام أشرمان، فإن "وجودهم يثير الخوف".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تهجير الفلسطينيين الضفة المستوطنين بؤر استيطانية الاحتلال الاحتلال الضفة تهجير الفلسطينيين المستوطنين صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة بالقرب من
إقرأ أيضاً:
كرم جبر: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين.. وموقفنا تجاه القضية الفلسطينية ثابت
أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن أهم رسالة ينقلها لوسائل الإعلام خلال حضور القمة العربية الإسلامية المنعقدة بالرياض؛ هو الدور المصري منذ اللحظة الأولى لأحداث 7 أكتوبر، مشددًا على أنه ثابت لا يتغير ودور قوي يقوم على محاور أساسية، أولهما الدعوة الدائمة لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني بالقدر الكافي.
مبادرات وتحركات سياسية.. موقف مصري ثابت تجاه القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة أزمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب استمرار الحرب في غزةوتابع «جبر»، خلال لقاء خاص مع كاميرا «إكسترا نيوز»، على هامش القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض: "نحن مقدمون على فصل الشتاء وبما فيه من ظروف مناخية لا بد من أن يسارع المجتمع العربي والإسلامي والدولي بتقديم المساعدات الغذائية»، مؤكدًا أن الأمر الثاني هو أن الدور المصري يركز على العودة للقضية الأصلية وهي إقامة الدولة الفلسطينية".
وأوضح، أنه لا سلام ولا استقرار ولا هدوء في منطقة الشرق الأوسط؛ طالما ظلت القضية الفلسطينية بلا حل، وأن هذا يعد هدفا استراتيجيا للسياسة المصرية للتوصل لحل دائم لإقامة دولة فلسطينية لفتح أبوبا الأمل أمام الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الأمر الثالث تمثل في رسالة مصر الواضحة منذ البداية وهي عدم السماح بتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن ومنذ اللحظة الأولى للحرب، كان رأي مصر قاطعا، بأن سيناء خط أحمر ولن يتم السماح بالتهجير.
وشدد على أن الرأي العام العالمي وزعماء الدول غيروا وجهة نظرهم المغلوطة التي تحمل وجهة النظر الإسرائيلية بضرورة تهجير الفلسطينيين، فأصبح الجميع مقتنعا أن التهجير يؤدي لمزيد من المشاكل والتعقيدات.
وأكد أن مصر دائمًا ما كانت تدعو لعدم توسيع الصراع، ولكن إسرائيل توسع الصراع الآن بالحرب في جنوب لبنان.