دعت رابطة علماء فلسطين في بيان لها اليوم الخميس 5 أكتوبر 2023، إلى نصرة المسجد الأقصى، في ظل اعتداءات المستوطنين المتصاعدة بحق المقدسيين والمقدسات بحجة الأعياد اليهودية.

وفيما يلي نص البيان:

أيها المسلمون في كل مكان، يا أحرار العالم، ها هو قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم يُهان وتنتهك حرماته بشكل يومي، على مرأى ومسمع العالم أجمع، وفي هذه الأيام تتزايد الاعتداءات بشكل همجي بحجة ما يسمى أعياد اليهود، حيث يطل علينا المستوطنون الغاصبون باقتحامات عنيفة للمسجد الأقصى وهم يلبسون ثياب الكهنة وينفخون بالبوق، ويؤدون صلوات تلمودية، ويمارسون طقوساً بحجة ما يسمى يوم الغفران، وما هذه الأيام والأعياد إلا خزعبلات يُؤلفونها ويخترعونها لاستباحة الأقصى وتهويده وتقسيمه كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي ليعيثوا فيها فساداً.

وإزاء هذه الأحداث والاعتداءات الخطيرة بحق الأقصى فإننا في رابطة علماء فلسطين نؤكد على الآتي:

???? أولاً / إن المسجد الأقصى جزء من عقيدتنا، ولا يمكن التهاون فيه، وهو ليس للفلسطينيين وحدهم، فهو قبلة المسلمين الأولى، وشقيق المسجد الحرام في رحلة الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر، وله قدسية ورمزية خاصة في نفوس المسلمين، لذا نحذر الغاصبين المحتلين من أن يستفزوا مشاعرنا، وأن يختبروا صبرنا، فلكل فعل ردة فعل، { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }.

???? ثانياً / إن المسجد الأقصى أمانة في أعناق الملوك والرؤساء والأمراء المسلمين جميعاً، فليقم كل بدوره تجاه ما يحدث من اعتداءات متواصلة بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، وأن يتخذوا مواقف واضحة وجريئة تربك الاحتلال وتضع حداً لجرائمه المستمرة، ومنها قطع علاقاتهم مع المحتل الغاصب وسحب السفراء، ووقف مسيرة التطبيع المخزية، وعدم استقبال قادة الاحتلال المجرمين، فإن ذلك يعطيهم الشرعية ويشجعهم على التمادي في ظلم الشعب الفلسطيني والاعتداء على مقدسات الأمة.  

???? ثالثاً / يجب على علماء الأمة الاسلامية ودعاتها أن يستنهضوا كل هممهم ويستنفروا كل وسائلهم ليوضحوا للناس ما يحدث من اغتصاب وانتهاك لقبلة المسلمين الأولى، ويبينوا للناس وحشية هذا المحتل، ويحرضونهم لنصرة الأقصى، ودعم المرابطين والمعتكفين في باحاته، ويجب أن تتحد كل المؤسسات المحلية والدولية لتعمل يداً واحدة لمواجهة المخططات الصهيونية.

???? رابعاً / إلى أهلنا في الضفة الغربية المحتلة والداخل المحتل وفي مدينة القدس؛ أنتم رأس الحربة في مواجهة المحتل الغاصب، وتحمون المسجد الأقصى بصدوركم العارية، وتدافعون عن شرف هذه الأمة أعزكم الله؛ لذا ندعوكم لتعزيز الرباط في المسجد الأقصى وتصعيد المواجهة مع المحتل على كافة نقاط التماس بالضفة والقدس، تصدياً لهذا العدوان، ولإفشال وإحباط مخططات المستوطنين.

???? خامساً / ندعو السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة لوقف ملاحقتها المقاومين الأبطال، ووقف التنسيق الأمني، وترك المجال لأبطال المقاومة ليلقنوا العدو الصهيوني الضربات الموجعة رداً على اعتداءاته.

???? سادساً / ندعو الشعوب العربية والإسلامية ليهبوا نصرة وغضباً للمسجد الأقصى، ولينزلوا إلى الشوارع وليعتصموا أمام سفارات العدو وداعميه تعبيراً عن غضبهم لما يحدث من تدنيس واعتداءات واقتحامات واعتقالات، ودفاعا عن أقصاهم.

???? سابعاً / ندعو مقاومتنا البطلة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى النفير العام، وأن تبقى على أهبة الاستعداد، وتُبقي أيديها على الزناد، فهذا العدو لا يفهم سوى لغة واحدة وهي لغة القوة.

???? ثامناً / ندعو وسائل الإعلام والنشطاء والكتاب وأحرار الأمة الاهتمام بنشر جرائم الاحتلال الصهيوني اليومية في المسجد الأقصى ومدينة القدس، وفضح جرائمه ومؤامراته على أوسع نطاق ومتابعتها أولاً بأول.

حفظ الله المسجد الأقصى والمرابطين فيه

رابطة علماء فلسطين – قطاع غزة
الخميس 20 ربيع أول 1445 هـ الموافق 5 أكتوبر 2023 مـ

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى ما یحدث

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس جامعة الأزهر: ‏المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية

أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، خلال كلمته في المؤتمر ‏الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم السبت، تحت عنوان: «بناء الإنسان في ضوء ‏التحديات المعاصرة»، أن الإسلام قدم نموذجًا حضاريًّا متكاملًا لبناء الإنسان منذ بعثة النبي. 

‏رئيس جامعة الأزهر: تقوية مناعة الروح بمكارم الأخلاق ضرورة لتحصين الإنسان ضد الانحرافاتننشر محاور وأهداف المؤتمر الدولي الثاني لدراسات بنات الأزهر بالسادات

وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى ‏أن القرآن الكريم وسنة النبي ركزوا على بناء النفس والعقل والجسد والروح بتوازن يحقق الرفعة في الدنيا ‏والآخرة. 

وقد جاء هذا المؤتمر لتسليط الضوء على كيفية مواجهة التحديات المعاصرة من خلال استلهام ‏القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام.‏

وأشار الدكتور صديق إلى أن القرآن الكريم تناول بناء الإنسان بشمولية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا ‏آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ ‏اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77]. 

وأكد أن النبي ﷺ جاء لتربية الأنفس وتزكيتها، متغلبًا على عادات ‏الجاهلية من قطع الأرحام وتقديم الشهوات وحب المال على القيم الإنسانية.

واستذكر موقف جعفر بن أبي ‏طالب -رضي الله عنه- أمام النجاشي، حين دافع عن القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام، التي أسهمت في ‏بناء أمة قدمت حضارة عظيمة استمرت لقرون، مقدمة نماذج مشرفة في العلم والأخلاق والعدل.‏

وأوضح أن حضارة الإسلام لم تقتصر على جانب واحد من حياة الإنسان، بل شملت بناء النفس والعقل ‏والجسد والروح، موجهة الناس نحو كل خير وناهية عن كل فساد. وأشار إلى أن النبي ﷺ كان أنموذجًا في ‏هذا البناء المتكامل، حيث أمر بكل ما يصلح الحياة ونهى عما يفسدها، مستشهدًا بأحاديثه ﷺ التي تدعو ‏إلى التزكية والتربية الشاملة. وأكد أن العالم اليوم في حاجة ماسة للعودة إلى تعاليم هذا الدين الحنيف، بما ‏يحمله من قيم وأخلاق وتربية، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد الأمة الإسلامية والعالم العربي.‏

ودعا الدكتور صديق إلى تضافر الجهود لتحقيق هذا البناء، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل كل فرد مسؤولًا عن ‏دوره، كما في الحديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». وأكد أن هذه المسؤولية تشمل الرجل في بيته ‏والمرأة في أسرتها، داعيًا إلى وعي جماعي يتجاوز تقديم المادة العلمية إلى تواصل حقيقي بين الأجيال ‏لحماية الشباب من التحديات الفكرية والثقافية التي تستهدفهم. 

وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه خطرًا ‏عظيمًا يتطلب اتحاد الجهود ودرجة عالية من الوعي.‏

وأشاد نائب رئيس جامعة الأزهر بدور المساجد في بناء الأمة، مستلهمًا توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ‏الأسبوع الماضي حول إحياء دور المساجد. وأوضح أن المسجد كان دائمًا محورًا للتربية والثقافة والحياة ‏الاجتماعية في الإسلام، ليس فقط للعبادة، بل لتعليم القيم الحياتية وترسيخ الهوية. وأكد أن الإسلام لم ‏يقتصر على الاهتمام بالآخرة، بل دعا إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، كما في الآية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ ‏الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص:77].‏

وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور محمود صديق عن خالص دعواته للمؤتمر بالتوفيق في أداء رسالته، داعيًا ‏إلى تنفيذ توصياته لما يخدم رفعة شأن الأمة الإسلامية، وتقديم العلاج الأمثل للتحديات العظيمة التي ‏تواجهها. وأكد أن الأمة بحاجة إلى الاتحاد والوعي لمواجهة هذه التحديات، مشددًا على ضرورة استلهام القيم ‏الإنسانية والحضارية التي قدمها الإسلام لبناء إنسان متوازن يسهم في نهضة الأمة واستقرار العالم.‏

طباعة شارك جامعة الأزهر بناء الإنسان القرآن الكريم الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • رابطة علماء اليمن: استمرار العدوان الأمريكي يضاعف مسؤولية التصدي ويكشف الوجه القبيح للأعداء
  • رابطة علماء اليمن تُدين استمرار العدوان الأمريكي في استهداف المدنيين والأحياء السكنية
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • فيديو مفبرك يشعل التوتر في القدس .. تحذيرات من مخططات استيطانية وتصاعد الغضب العربي
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.. قطعان المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال
  • عاجل.. مصادر للجزيرة: مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحراسة من قوات الاحتلال
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: ‏المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية