كيف يؤثر قرار حظر تصدير المحروقات الروسية على التجارة العالمية؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
يشكل القرار الذي اتخذته روسيا نهاية الشهر الماضي بحظر صادرات البنزين والديزل، إلى كافة الدول، باستثناء 4 سوفيتية سابقة، لمواجهة الشح المحلي في المعروض، مخاوف من تعطيل التجارة العالمية.
وخففت روسيا بعض القيود في 25 أيلول/سبتمبر ، قائلة إنها ستسمح بتصدير الوقود المستخدم في تزويد بعض السفن، والديزل الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت.
وقال تجار إن سوق الوقود في روسيا، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تضررت بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك أعمال الصيانة في مصافي النفط والصعوبات التي تواجهها السكك الحديدية وضعف الروبل الذي يحفز صادرات الوقود.
وحاولت روسيا معالجة النقص في وقود الديزل والبنزين في الأشهر الماضية لكنها لجأت إلى فرض قيود على الصادرات لمنع حدوث أزمة وقود، وهو ما يمكن أن يكون محرجا للكرملين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمعة في مارس آذار.
وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في الرابع من الشهر الجاري، إن القيود عادت بأثر إيجابي، مضيفا أن المخزونات زادت بمقدار 430 ألف طن منذ فرضها.
وسيكون لحظر تصدير الديزل الأثر الأكبر لأن روسيا هي أكبر مصدر للوقود عبر البحر في العالم، تليها الولايات المتحدة.
وشحنت روسيا ما متوسطه 1.07 مليون برميل يوميا من الديزل من بداية هذا العام وحتى 25 سبتمبر أيلول، وهو ما يزيد على 13.1 بالمئة من إجمالي تجارة الديزل المنقول بحرا، وفقا لشركة فورتيكسا لتحليلات النفط.
وقالت روسيا إن الصادرات ستستأنف بمجرد تحقيق الاستقرار في سوقها المحلية، لكنها لم تحدد إطارا زمنيا.
ونقلت صحيفة كوميرسانت عن مصادر لم تسمها، أن الحكومة الروسية مستعدة لتخفيف الحظر على تصدير الديزل في الأيام المقبلة.
كما نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الطاقة نيكولاي شولجينوف القول إن الحكومة "على جميع المستويات" تناقش السماح الجزئي بصادرات الوقود.
وقال محللون من بينهم شركة إف.جي.إي إنرجي للاستشارات إن الحظر على صادرات الديزل يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين قبل أن تجدد روسيا مخزوناتها وتستأنف الصادرات.
وبعد أن حظر الاتحاد الأوروبي واردات الوقود الروسية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا، حولت روسيا صادرات الديزل وأنواع الوقود الأخرى التي كانت تتجه إلى أوروبا إلى البرازيل وتركيا والعديد من دول شمال وغرب أفريقيا ودول خليجية في الشرق الأوسط. وتعيد دول الخليج، التي لديها مصافيها الكبرى، تصدير الوقود. ومن شأن الحظر الروسي تغيير تلك التدفقات مرة أخرى.
وأظهرت بيانات إل.إس.إي.جي أن إمدادات الديزل من الموانئ الروسية إلى البرازيل بلغت نحو أربعة ملايين طن في الفترة من الأول من يناير كانون الثاني إلى 25 سبتمبر أيلول، مقارنة مع 74 ألف طن في عام 2022 بأكمله. ويحل الوقود الروسي محل واردات البرازيل من الديزل من الولايات المتحدة.
وقالت مصادر في السوق إن من شأن استمرار الحظر الروسي لفترة طويلة على صادرات الديزل أن يدفع البرازيل لإيجاد مصدر بديل لما يصل إلى 400 ألف طن من الوقود شهريا.
وأضاف المتعاملون أن تركيا كانت الوجهة الأولى لإمدادات الديزل من الموانئ الروسية بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، بإجمالي نحو سبعة ملايين طن منذ بداية هذا العام، لكن سيظل بإمكانها شراء زيت الغاز عالي الكبريت.
أما على صعيد البدائل فقالت مصادر تجارية وملاحية إن من المتوقع أن تلجأ الدول الأفريقية إلى إمدادات زيت الغاز والديزل المشحونة من الشرق الأوسط والهند وتركيا.
وأظهرت بيانات تتبع السفن من كبلر وشركتين لسمسرة السفن أن ما لا يقل عن 132 ألف طن من وقود الديزل تحميل سبتمبر أيلول ستتجه إلى أفريقيا من مصفاة الدقم الجديدة في سلطنة عمان.
وقال متعاملون إن من المرجح أن يتحول المستوردون من أمريكا اللاتينية إلى ساحل الخليج الأمريكي والشرق الأوسط.
كما أظهرت بيانات تتبع السفن من كبلر ومصدر من سماسرة السفن أن صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية بلغت أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 315 ألف طن.
ويمكن لأوروبا أيضا سد جزء من الفجوة الناجمة عن حظر صادرات البنزين الروسية. وقالت إف.جي.إي إن الموردين من شمال غرب أوروبا، الذين فقدوا حصتهم في السوق في غرب أفريقيا لصالح الإمدادات الروسية هذا العام، قد يتدخلون.
منذ حظر واردات الوقود الروسية اتجهت أوروبا للبحث عن موردين في مناطق أخرى بما في ذلك الشرق الأوسط. وسوف تزيد الآن المنافسة على هذه الإمدادات بسبب الحظر على الصادرات الروسية، الأمر الذي سيكون له تأثير غير مباشر على أوروبا.
ونتيجة لذلك، قال المتعاملون إنهم يتوقعون أن تعزز مصافي شمال شرق آسيا في الصين وكوريا الجنوبية صادرات الديزل إلى أوروبا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي روسيا البنزين التجارة العالمية النفط الديزل نفط روسيا بنزين ديزل اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد تغطيات سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صادرات الدیزل الشرق الأوسط الدیزل من ألف طن
إقرأ أيضاً:
مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن
قال هانز كلوغ، مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، أمام البرلمان الأوروبي، إن منظمة الصحة العالمية تقوم بتقييم تأثير انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وتتخذ تدابير قصيرة الأجل، وتدرس إعادة التنظيم الهيكلي.
حذر مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، الأربعاء، من خطر استغلال الصحة لأهداف سياسية، وأوضح أن المنظمة تقوم الآن بتقييم احتياجاتها بعد انسحاب الولايات المتحدة. وبعد قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، لن تخسر المنظمة المساهمة المالية الكبيرة من الولايات المتحدة فحسب، بل ستواجه أيضًا ثغرات في الوصول إلى المعلومات الهامة وموظفي الرعاية الصحية على الأرض.
وقد صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن المنظمة قادرة على التكيف مع فقدان الدعم الحكومي الأمريكي، لكنه في الوقت نفسه حذر من أن تأثير ذلك سيكون كبيرًا.
كلوغ، أضاف بأن "على الاتحاد الأوروبي الآن أكثر من أي وقت مضى أن يقف بقوة على تلك القيم الإنسانية"، مشددًا على الحاجة إلى الدبلوماسية الصحية. معرباً عن اعتقاده بأنه "لا ينبغي لنا أبدًا استغلال الصحة لأهداف سياسية"، مع اعترافه بـ"رأي ترامب المختلف حول التعددية".
Relatedشاهد: لحظات هروب مدير منظمة الصحة العالمية من مطار صنعاء أثناء القصف الإسرائيليأوروبا تقرر عدم اتخاذ تدابير وقائية ضد فيروس إمبوكس ومنظمة الصحة العالمية تؤكد: ليس كوفيد جديدمنظمة الصحة العالمية تدعو لتطعيم 95% من أطفال غزة للقضاء على شلل الأطفالوبعد شهر من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح كلوغ للمشرعين الأوروبيين في بروكسل أن المنظمة حاليًا في مرحلة "وقف النزيف"، وهي المرحلة الأولى من ثلاث مراحل. و"هذا يعني تدابير قاسية ووحشية جدًا في أثر التكاليف. وهي تشبه إلى حد ما وضع كوفيد-19"، موضحًا أنه خلال الجائحة، أصبحت الإجراءات التي كانت تعتبر مستحيلة في السابق ممكنة بسبب الظروف الاستثنائية.
وأضاف المسؤول الإقليمي للمنظمة أنه بعد وقف العجز المالي الفوري، ستكون الخطوة التالية هي البحث عن مصادر تمويل بديلة.
ومنذ إعلان ترامب، كانت هناك تكهنات حول الجهة التي قد تتدخل لسد فجوة التمويل، حيث كانت الصين والاتحاد الأوروبي والمنظمات الخاصة - وهي بالفعل من الجهات المانحة الرئيسة لمنظمة الصحة العالمية - من بين المرشحين الأساسيين لهذا الدور.
أما النقطة الثالثة، وفقًا لكلوغ، فتتضمن إعادة التفكير في كيفية عمل المنظمة، بما في ذلك استكشاف أوجه التعاضد وخيارات خفض التكاليف. وفي هذا السياق يضيف المسؤول أن "منظمة الصحة العالمية تقوم بالكثير، وهذه حقيقة. نحن لسنا منظمة غير حكومية كبيرة. يجب أن نعود إلى الأساسيات"، ويتابع قائلاً إن الوكالة يجب أن تركز على تقديم إرشادات عالية الجودة والخبرة الفنية والتميز العلمي، مع الانخراط في العمل التشغيلي عند الضرورة فقط.
وبعد قرار الولايات المتحدة، أعربت دول أخرى أيضًا عن شكوكها تجاه منظمة الصحة العالمية، حيث تهدد الأرجنتين الآن بالانسحاب أيضًا. لإذ أوعز الرئيس خافيير ميلي في وقت سابق من هذا الشهر، إلى وزير خارجية البلاد، بالشروع في عملية الانسحاب من المنظمة، حسبما صرح متحدث باسم الحكومة خلال مؤتمر صحفي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القرار يرجع إلى مخاوف بشأن "عدم استقلالية منظمة الصحة العالمية عن التأثير السياسي" خلال جائحة كوفيد-19.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. تجميد ترامب للمساعدات يهدد حياة ملايين المصابين بالإيدز فرنسا تحظر سجائر "باف" الإلكترونية وسط مخاوف صحية وبيئية منظمة الصحة العالميةالسياسة الأوروبيةدونالد ترامبالاتحاد الأوروبي