المناطق_واس

دشنت وزارة الثقافة مساء أمس مهرجان “امرؤ القيس (شاعر الغزل)” في محافظة الدرعية 2030، وذلك ضمن مبادرات “عام الشعر العربي 2023″، للتعريف بشخصية الشاعر، وتعزيز مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد.

ويشتمل المهرجان الذي يمتد حتى 12 أكتوبر الجاري على حزمة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تُجسد حياة الشاعر، وقصائده الشهيرة، وتُحاكي ثقافة المنطقة في تلك الفترة الزمنية، حيث يأخذ المهرجانُ الزوّار في رحلةٍ ثقافية إبداعية تتضمن معرض الشاعر، وركناً مخصصاً للتوثيق البصري يُركز على الشعراء وأشعارهم والمحيطِ الذي عاشوا فيه عبر موادَّ مرئيةٍ متميزة تكون في منطقتين، أولاهما للعرض المرئي، والأخرى للعرض التفاعلي.

وبعدها يجد الزوّار منطقة “المشاهد الأدائية” التي تُقدّم مشاهد إبداعية لمراحل مهمة في تاريخ امرئ القيس، مروراً بمنطقة “السوق” المكوّنة من أركانٍ للحرف اليدوية تُعرّف بمجموعةٍ من الحرف والصناعات اليدوية على أيدي حرفيين وحرفيات متميزين في هذا المجال ويشارك الزوّار في صناعتها.

أخبار قد تهمك “الثقافة” تُطلق مشروع مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي بالتعاون مع منظمة “الإيسيكو” 27 سبتمبر 2023 - 5:27 مساءً وزارة الثقافة توقع مذكرة تعاون لإطلاق البرنامج التنفيذي لمشروع مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي 27 سبتمبر 2023 - 4:07 مساءً

ويشهد المهرجان تقديم مشاهد أدائية بين أزقّة السوق، تتمثل في مشاهد مسرحية حيّة بعيدة عن خشبة المسرح، وتتناول موضوعات متنوعة من بينها السيرة الذاتية للشاعر امرئ القيس، وعرضاً لبعض المواقف في حياته، وتصوير الحياة الاجتماعية بتلك الفترة بأصوات مارّتها وأحاديثهم وأزيائهم، وتمنح الفرصة للجمهور للمشاركة فيها إما بالتمثيل أو بإبداء الرأي، وذلك عبر تقنية مسرح الفوروم.

وتُقدم الفرق السعودية عروضاً موسيقية حيّة متنوعةً في محتواها بحسب أنواع الغناء التقليدي بالمنطقة الوسطى، ليتحقق بذلك الاختلاف في نمط الموسيقى التقليدية، وتعتمد هذه العروض على العزف بالآلات الموسيقية التقليدية، مستهدفةً جميع الفئات العمرية من أطفال وشباب وكبار، لِـمَدّ جسور التواصل بين الأجيال عبر طابع موسيقي تقليدي. وأما مسرح الشاعر فستُقام فيه الأمسيات الشعرية مع نُخبة من الشعراء، بهدف إيصال مضامين الشعر العربي القديم إلى الجمهور، وتحديداً قصائد امرئ القيس، وعلى “مسرح الشاعر” تُقام ندواتٍ علمية تُغطي محاورُها شيئاً من سيرة امرئ القيس وشعره، وآليات الاستثمار الثقافي والإبداعي في الشعر العربي القديم وشعراء جزيرة العرب.

ويشهد المهرجان مجموعةً من ورش العمل طيلة فترة إقامته، من أبرزها ورشة “إلقاء الشعر” التي يُقدمها خبير في هذا المجال معتمداً على معلقة الشاعر امرئ القيس، وأُخرى في “كتابة القصائد” حيث يقوم من خلالها المشاركون بتحليل معلقة الشاعر، وأسلوب كتابته، ثم يقومون بكتابة قصائد مستوحاة منها. وفي الورشة الثالثة “الشاعر في عيون الرسامين” سيُقدم رسّامون مبدعون لوحاتٍ فنيةً ثنائيةَ الموضوع، الأول منهما رسمٌ ذاتي للشاعر، والثاني رسمُ موقع الوقوف على الأطلال بحسب ما وصفه الشاعر.

ويُقدّم المهرجان أنشطة تفاعلية لتحفيز الزوّار على المشاركة، من أبرزها “الشعر بين السمع والنظر” وهي ورشةُ فنٍّ تشكيلي يستمع من خلالها المشاركون إلى بعض الأبيات الشعرية، ويحوّلون الصورة الشعرية إلى رسمٍ تشكيلي. وفي فعالية “وصف الناقة والخيل” يتنافس المشاركون على وصف الناقة أو الخيل كما كان يفعل الشعراء في السابق، ويُفتح المجال فيها للزائر بالاعتماد على شعر امرئ القيس، أو أن يَنظم شعره الخاص. ويستضيف المهرجان في فعالية “أبيات وأسماء عبر الخطوط” أشهر خطاطي اللغة العربية للكتابة بشكلٍ مباشر. وأما “من أكون” فيجتمع فيها الزوار في حلقةٍ حول ممثلٍ يُجسّد في كل مرة دورَ شاعرٍ من شعراء المعلقات السبع، ويذكر معلومات عنه ويردد بعض أشعاره، ويمنَحهم بين معلومةٍ وأخرى حيّزاً من الوقت لتخمين من يكون، ويفوز من يُخمّنه قبل أن ينتهي الممثل من ذكر جميع المعلومات.

وفي منطقة الطفل يستقبل “ركن الراوي” الزوّار حيث يُعرض فيه قصصاً مبسطة للأطفال مستوحاة من حياة امرئ القيس وشعره، و”الجدارية التفاعلية والتلوين” التي يرسم من خلالها الأطفال لوحة “بورتريه” لامرئ القيس ويُلوِّنونها، ثم يُعلقوها على الجدارية التفاعلية التي ستتحوّل إلى عملٍ فني بنهاية المهرجان. وفي “ركن الخطاطة” يكتب الخطاطون أحد الأبيات المشهورة من شعر امرئ القيس على ألواحٍ ورقية معتمدين على أنواعٍ مختلفة من الخط العربي، لتتكون بذلك تصميماتٌ فنية وأشكال هندسية مختلفة للأبيات، ثم يُطلب من الأطفال أن يصِلوا هذه الألواح ببعضها لتكوين بيت كامل.

وأما “ركن الرمل” فيُعرّف الأطفال على الألعاب النجدية التقليدية ويُشجّعهم على ممارستها، و”مسرح العرائس” الذي يتضمن عروضاً فنية لمسرحياتٍ مبسّطة تتناول بشكلٍ مشوِّق وتفاعلي حياة الشاعر، وأخيراً “ركن التصوير” المستوحى من الحقبة الزمنية التي عاش فيها الشاعر امرؤ القيس، ويرتدي الأطفال فيه أزياءً تراثية لالتقاط صورهم.

وتسعى وزارة الثقافة من خلال مهرجان “امرؤ القيس (شاعر الغزل)” إلى الاحتفاء برموز الشعر العربي، والتعريف بسيرة الشاعر وحياته ومسيرته الشعرية الزاخرة، وتقديم رحلة ثقافية تُعرّف الزائر على امتداد الإبداع الشعري منذ القِدم وأبرز شعرائه، إلى جانب قولبة سلوكيات العرب، وعاداتهم، وتاريخهم، وأشعارهم وإعادة تقديمها للجمهور بقوالب ثقافية مثرية.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الدرعية وزارة الثقافة وزارة الثقافة الشعر العربی

إقرأ أيضاً:

عبد العزيز المسلم: الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع تحقيق نجاح مبهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أيام الشارقة التراثية، تلك الفعالية الخالدة التي تحتفي بعمق «الجذور» وثراء الثقافة، لاسيما فيما يتعلق بتراث مجلس التعاون الخلجي وهذاالإرث المشترك فيما ينتهم، تقف كمنارة مضيئة تروي حكايات الأمس بلسان الحاضر.

وفي هذا السياق قال رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلم في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»: «أكاد أجزم أن أيام الشارقة التراثية هو مهرجان ولد كبيرًا منذ نشأته من 24 عامًا، وهذه الدورة الـ 22 لأنه توقف خلال جائحة كورونا والتي اكتشفا فيما بعد بأنها أكذوبة كبيرة، وأنه منذ البداية يحظى برعاية ودعم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، فمن الدورة الأولى كان هناك اهتمام كبير بدعوة الوزراء وكبار الشخصيات سواء من داخل أو خارج الإمارات، ولهذا أقول أنه مهرجان ولد كبيرًا، خاصة بعد طلب الكثير الجاليات العربية والغربية في المشاركة في المهرجان، كما أن أيام الشارقة التراثية  تم تسجيلها في المنظمة الدولية لمهرجانات التراث والفن الشعبي «CIOFF»  والتي طلبت منا فيما بعد بمشاركة بعض الدول الغربية في المهرجان، وبالفعل يشارك في المهرجان أكثر من 20 دولة أجنبية من الصرب، ومقدونيا.. وغيرها من الدول».

الأيام مدرسة مفتوحة

أيام الشارقة التراثية بمثابة ليست مجرد احتفال عابر، بل هي رحلة غوص في بحر عبر التاريخ، تتلاقى فيها الأجيال ببعضها البعض لتستقي وتنقل الحكمة والهوية وحفظ التراث وفي هذا الصدد أكد  «المسلم» على أن أيام الشارقة هي مدرسة مفتوحة لحفظ وصون التراث والموروث الثقافي قائلاً : «أن أيام الشارقة التراثية هي مدرسة مفتوحه ومدرسة تلقائية شعبية، يتعلم فيها المرء بشكل تلقائي دون دورات ودون تلقين، فالأيام ترسخ بداخل الذاكرة كل الممارسات الشعبية والتلقائية للإرث والموروث الثقافي، والتي أفرزت حرفيين وفنانين شعبيين وحكائين وأيضًا تجار، فهناك اثنين من كانوا يأتون إلى أيام الشارقة وهم صغار أصبحوا الآن فاعلين في هذا الحقل وهناك من قام بتأسيس شركة للفاعليات التراثية والثقافية، وهنا يمكننا الجزم بأن أيام الشارقة التراثية لها بالغ الأثر في استمرار الإرث الثقافي والحرص على تناقله عبر الأجيال المتعاقبة، بشكل عفوي وتلقائي».

الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيرًا، والأيام لها دورًا كبيرًا في الحفاظ على الإرث الثقافي و نتلقى طلبات بالمشاركة حتى أخر أيام المهرجان 

 

الاستدامة

ففي كل عام، تحتضن الشارقة هذه الأيام كأنها تُعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لتجسد صوة من الماضي تشهد على عظمة الإرث والموروث الثقافي وروعة العادات، والمعارف الشعبية، فتلك الممارسة الحية تحقق نوعًا من التحدي في كل دورة من دورات المهرجان، وعن كيف استطاعت الأيام أن تحثث تلك الاستدامة أوضح رئيس معهد الشارقة للتراث قائلاً: «أن أكبر تحدي لدينا، أننا مثل راوي الحكايات، فنحن نُعيد نفس الحكاية وهي حكاية التراث الشعبي، وفي كل مرة نُعيد الحكاية نعمل على تجديد أنفسنا وأدواتنا، وأن عملية تكرار التراث ليس فيه أي معضلات أو إشكاليات، فالجميع يحبون الحكايات والروايات والشعبية، ولا يملون منها ولا من تكرارها، فنحن لا نمل أبدًا، وأن موضوع الملل يتعلق بالثقافات الغربية والدخيلة علينا والتي تتعلق بالنمط الاستهلاكي، قد ننجذب إليها لكنه يسهل العزوف عنها، إما التراث والموروث الثقافي فهو موضوع آخر، فجميعنا نحب ونهوى ولا نمل مما نملكه من حكايات وإرث ثقافي، وهذا هو جوهر استمرارية واستدامة ما يحققه». 

 المهرجان فرصة لتلاقى الثقافات وتضافر الجهود 

وأضاف "المسلم" أن عامل استمرارية يأتي من مشاركة المجتمع بجميع أطيافه بداخل الاحتفالية قائلاً :" أيام الشارقة التراثية تأتي بمشاركة المجتمع المحلي من خل ثلاث جهت أولاً المواطنين والمقيمين أنفسهم، وثانياً المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، والجمعيات الأهلية، من الأسر المنتجة الخاصة بالمطلقات أو الأرامل والتي نتيح لهم أماكن العرض بشكل مجاني بعد أخذ موافقات هيئة الصحة والسلامه، واستطاعت "الأيام" أن ترسخ مكانتها وسط المهرجانات العالمية إذا اننا وحتى اللحظات الأخيرة من نهاية الأيام نتلقى طلبات من بعض الدول والجهات للمشاركة في الأيام التراثية" 

كل دورة من دورات أيام الشارقة التراثية تمثل تحديًا لنا .. ماذا نقدم

أيام الشارقة التراثية لها أهمية كبرى في الحفاظ على الإرث الثقافي ويعتبر فرصة كبيرة لتلاقي الثقافات الأخرى للشعوب 

اختيار شعار "جذور" لهذه الدورة يأتي من خلال حلول دول مجلس التعاون الخليجي

وشهدت دورة هذا العام العديد من المبادرات ومنها إقامة المهرجان في سبع مدن بداخل إمارة الشارقة والتي تعتبر من المبادرات الجديدة، بالإضافة إلى حلول دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها دول ضيف الشرف وعدم اقتصار الأمر على دولة واحدة كما كان متعارف عليه من قبل، وفي هذا السياق أكد الدكتور عبد العزيز بن مسلم على أن تلك المبادرات قد لاقت نجاحًا كبيرًا في هذه الدورة، وهو ما سيجعل الأمر يتكرر في الدورات المقبلة، لاسيما وأن تلك الدورة قد شهدت مشاركة كبيرة من دول المجلس، بالإضافة إلى مشاركة الدول الأخرى ومنها المشاركة المصرية ، ونفكر في العام المقبل أن تكون المشاركات العربية بشكل أكبر، وذلك من خلال مشاركة الحرفيين وحاملي التراث». 

من منا لا يشعر بالفخر عندما يرى الحرفيين يمارسون أعمالهم بمهارة فائقة، وكأنهم يستحضرون إرث الأجداد الذين حافظوا على موروثهم، تلك الكنوز البشرية الحية التي تعبر بإرثها عبر الزمن ومنهم الحرفيين والرواة والذين يتفردون بموهبتهم وبصمتهم الخاصة في التراث، ولمعهد الشارقة للتراث أيادي بيضاء في هذا الشأن من خلال المهرجانات الكبرى ومنها أيام الشارقة التراثية ومهرجان الراوي والمسابقات المختلفة التي تحافظ على الكنوز البشرية الحية، والمشاركة في تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي بقوائم الصون العاجل باليونسكو، وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، أن هناك الكثير من الملفات المشتركة بين الدول العربية، وأن معهد الشارقة للتراث يتعامل مع الجميع باعتباره البيت العربي الذي يسهم في مشاركة الجميع وضمان التمثيل الجيد لكل ما يتعلق بالتراث والموروث الثقافي. 

وأضاف: " أن هناك اهتمام كبير بالكنوز البشرية الحية وهناك الكثير من التدابير التي يتم ممارستها للحفاظ عليهم وتوفير كافة سبل الدعم وذلك من خلال التكريمات التي تقدم للكنوز البشرية الحية من حملة التراث، وهناك جائزة دولية كبرى وهي جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، والتي يتم فيها تكريم الشخصيات التي تهتم بالتراث ولها بعد ولي وبعد عربي وبعد محلي، ويتم أيضًا من خلالها تكريم أفضل الممارسات التي تتم في مجال التراث، وأفضل البحوث والدراسات في مجال التراث" . 

أما عن الاهتمام بالكنوز البشرية الحية بداخل دولة الإمارات أكد "بن مسلم" أنه يتم الاهتمام بحملة التراث من الكنوز البشرية الحية ويتم صرف لهم رواتب وتوفير الرعاية الصحية وأفضل سبل للمعيشة كما يتم مكافاة الكنوز البشرية الحية من مختلف الدول العربية من مصر إلى المغرب ويتم مكافآتهم وتكريمهم، خاصة الرواة والذين لا يقلون الدعم الكافي من  أي جهة. 

 

 

مقالات مشابهة

  • مهرجان «الفضاءات المسرحية» يكشف عن أسماء العروض المشاركة في دورته الأولى
  • مهرجان “سماء العلا” يستلهم روح المسافرين في الصحاري
  • المهرجان الرياضي الرمضاني ينطلق في “إيطالية أبوظبي”
  • من العصر القديم إلى الحديث.. رمضان في الشعر العربي.. تجليات روحية وصور أدبية
  • عبد العزيز المسلم: الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع تحقيق نجاح مبهر
  • مهرجان رياضي رمضاني في «إيطالية أبوظبي»
  • جامعة الملك فيصل تطلق فعاليات مهرجان “ليالي كفو الرمضانية”
  • «الوثبة للتمور» يواصل فعالياته ومسابقاته
  • أختتام مهرجان الأفلام القصيرة الأول في تربية الرصافة الثالثة
  • أكثر من 12 ألف زائر في ختام مهرجان “منتجات المواشي الثاني” بمحافظة غامد الزناد