المشهد اليمني:
2025-03-11@03:23:16 GMT

حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس

أخيرا، وصل رنين الخلخال الحضرمي برقصة "الهبيش" إلى باريس، هذا الرنين الموسيقي الذي يعود إلى قبل الميلاد حيث كانت الرقصات بمثابة طقوس تَقَرُّب للمعبود اليمني القديم (سين)، فعلى مسرح "موغادور" الشهير تجمّع اليمنيون من مختلف المدن الأوروبية، ومعهم محبو اليمن من الأوروبيين، ليشاهدوا ويسمعوا الأوركسترا الحضرمية التي اشتهرت منذ أربع سنوات بتقديمها التراث الموسيقي اليمني في حفلة شهيرة بكوالالمبور وأخرى في القاهرة.

بدا اليمنيون بحاجة إلى من يأخذهم إلى فضاء آخر خارج المتاهة والدوّامة التي يعيشونها منذ تسع سنوات فوّحدتهم أغاني الدان القادمة من سواحل الشرق في حضرموت ومواويل الساحل الغربي في تهامة، وصولا إلى الغناء الصنعاني الذي يمتدّ عمره إلى مئات السنين، هذا الغناء الذي ألّف عنه الباحث الأنثروبولوجي جان لامبير كتابا بعنوان "طبّ النفوس".

قدّمت الأوركسترا الحضرمية، وهذا اسمها، عشرة مقاطع موسيقية استمدتها من التراث اليمني القديم وأبرزها أغنية "يحي عمر قال قف يا زين" للشاعر اليافعي يحي عمر التي يزيد عمرها على مئتين وخمسين سنة إضافة إلى أغاني "الملالة الزبيرية" في تعز، بمشاركة فنّانين متميزين مثل حسين محب وعبّود خواجة وخالد الصنعاني، مع عازفين ومؤدين عُرفوا في حفلات سابقة كعازف العود هيثم الحضرمي وعازف المزمار عبدالله جمعان إضافة إلى عشرات العازفين من الفرنسيين والعرب.

في الأعمال المقدّمة مساء الإثنين في باريس، وما سبقها من حفلات في مدن أخرى، بدا قائد الأوركسترا محمّد القحوم وكأنّه لم يرد دغدغة مشاعر اليمنيين، الذين يعانون آلام الفرقة والشتات، وإنّما إيقاظها، إيقاظ المشاعر الموّحدة.

وإذ اختلطت البهجة بالأشجان والحسرة على اليمن الذي كان، لم يستطع اليمنيون التقيّد بتقاليد الاحتفال الأوركسترالي، والتي تقتضي عدم التفاعل مع المقاطع أثناء أدائها والاكتفاء بالتصفيق في الختام، فظهروا، كعادتهم في التعامل مع فنونهم الشعبية، في حال انفعال استدعى التصفيق والزغردة وطقطقات الأصابع أيضا.

وهنا يمكن أن نشير إلى أن ما تقدّمه الأوركسترا لا يصنّف ضمن النمط الكلاسيكي الموسيقي إذ لا يلتزم بالقواعد السيمفونية الكلاسكية وإنما يصنّف، حسب قول القحوم، ضمن نطاق "الموسيقى العالمية"، إذ يرى أنّ ما يقومون به هو تقديم "مقطوعات موسيقية مستوحاة من ألوان تراثية مصاغة في قالب أوركسترالي".

ولهذا تستخدم الفرقة في أدائها آلات موسيقية شعبية مثل "المِزْمَار" و"الطبلة" و"التَنَك" و"السمسمية" و"القُنْبُوس" أو "الطُربي"، وهي آلة تشبه العود ولها أربعة أوتار، إلى جانب الآلات الموسيقية الحديثة.

الفرقة التي يرعاها منذ نشأتها رجل الأعمال السعودي من أصول يمنية الشيخ عبدالله بقشان، عبر مؤسسة حضرموت للثقافة، تحاول، كما هو واضح، أن تبقى على بعد مسافة من كل الفرقاء اليمنيين، وهي بذلك تعيد الاعتبار لمجد الأغنية اليمنية التي ظلّت تُسمع في كلّ جهات اليمن متجاوزة الحدود السياسية والأيديولوجية الضيّقة، بل إنّ أثرها امتدّ ليشمل مختلف مناطق الخليج العربي عبر شيوخ الطرب اليمني الذين ظلّت أعمالهم مرجعا لكل طُلاّب الفنّ منذ منتصف القرن الماضي.

وها هي الأنغام اليمنية تُعزف بمشاركة موسيقيين من فرنسا حيث صارت موسيقى الشعوب وتقاليدها من اهتمام علم الموسيقى الذي كان محصورا على النطاق الأوروبي، إذ برهن اكتظاظ المسرح الباريسي باليمنيين والأوروبيين على أنّ الموسيقى تستطيع أن تصل مهما تعدّدت إيقاعاتها ومهما عبّرت عن بيئة محلّية لها جمالياتها الخاصة.

لا أعرف ما الذي ستفعله الموسيقى بعد الحفل بهؤلاء الذين جاءوا يتلّمسون فيها وطنا ضاع في الصراعات، وهل سيكتفون بالحسرات والندب وهو أثر أوّلي، كما بدا لي، أم أنّهم سيفتحون الأسئلة عن مستقبل اليمن الذي غادروه لعلّهم يجدون بعض حلول أو أفق مختلف.

المؤكّد، مع هذا الجمع، أنّ العواطف فاقت احتمال المعنى حتى وإن ظلّت في نطاق المناجاة الواصفة للحال مستعيدة حسرات امرئ القيس وهو يطل علىدَمُّون حضرموت:

"تَطاولَ اللّيل علينا دَمُّونْ

دَمُّونُ إنَّا مَعْشَرٌ يمانُونْ

وإنّنا لأَهلِنا مُحِبُّونْ".

⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس إصابة الاعب ”روبرت ليفاندوفيكى” بإلتواء فى الكاحل حملة استنفار حوثية عقب ظهور جماعة إيرانية جديدة... 5 نصائح تساعد على علاج حموضة المعدة في... مقالات حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس عمي طويل العمر ! بعد إعترافات العماد.. أحمد سيف لن يحل ورطة... اللعنة حينما لا ينفع معها السلاح وحده اخترنا لك أفضل الأطعمة لتقوية البصر والوقاية من أمراض العيون صينيون يحتفلون بحفل زفاف يمني ويؤدون رقصات البرع... مغترب يمني يفوز بـ”100 ألف ريال سعودي” خلال... حشود بشرية هائلة في ذمار تطالب بإعدام قيادي... الأكثر قراءةً أفضل الأطعمة لتقوية البصر والوقاية من أمراض العيون صينيون يحتفلون بحفل زفاف يمني ويؤدون رقصات البرع... مغترب يمني يفوز بـ”100 ألف ريال سعودي” خلال... حشود بشرية هائلة في ذمار تطالب بإعدام قيادي... شاهد .. صراخ نساء يمنيات تم اقتحام منزلهن... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023
⇡ ×Header×Footer

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی باریس

إقرأ أيضاً:

إقليم الجنوب: جدل التقسيم في المشهد العراقي

9 مارس، 2025

بغداد/المسلة:  أثار النائب حسين مؤنس جدلاً بدعوته إلى استقلال الشيعة في تسع محافظات عراقية.

وفي مقابلة تلفزيونية، أشار مؤنس إلى أن “المكون الشيعي يتعرض للابتزاز في كل تشكيل حكومي لتثبيت شخصية معينة في رئاسة الوزراء”، مقترحاً أن “يُمنح الشيعة خيارات أخرى، كالفيدرالية أو الاستقلال في تسع محافظات”.

هذه التصريحات لاقت ردود فعل متباينة بسبب التناقض في مواقف بعض القوى الشيعية التي كانت تعتبر الفيدرالية مشروعاً “صهيوأمريكياً”، والآن تطرح فكرة تقسيم العراق ومنح المكون الشيعي دولة تضم تسع محافظات.
من جانبه، أشار المحلل السياسي حيدر الموسوي إلى أن “الدعوة لاستقلال الشيعة في تسع محافظات تمثل وجهة نظر النائب حسين مؤنس فقط”، مؤكداً أن “هذه الدعوة ستُقابل برفض غالبية القوى السياسية الشيعية، إذ إن فكرة التقسيم والأقاليم مرفوضة من الأغلبية الشيعية”.

في السياق ذاته، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، على أهمية استقلال السلطات لحماية الدولة، مشدداً على أن “إسقاط النظام الشيعي في العراق لن يتحقق، وسنقاتل حتى آخر نفس فينا”.
هذه التطورات تأتي في ظل مخاوف القوى الشيعية من تأثير الوضع السوري على العراق، خاصة بعد تراجع نفوذ محور المقاومة فيها، مما قد يؤدي إلى تمترس شيعي داخل العراق. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت التهديدات الأمريكية لعراق المقاومة، وليس العراق الرسمي، أكثر وضوحًا، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

من الناحية الاقتصادية، يُعتبر استقلال المحافظات الجنوبية العراقية ضعيف المسارات، نظراً لسيطرة الاقتصاد الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مما يعني أن نفط جنوب العراق سيكون خاضعاً للشروط الأمريكية. هذا يضع تحديات كبيرة أمام أي مشروع استقلالي في تلك المناطق.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مسئول يمني: الامريكي يناور .. لن نترك البطون الجائعة تنتظر
  • برنامج تراحموا ..حكايات اليمنيين المتعففين في أسوأ أزمنة الحياة
  • المشهد السوري اليوم!
  • الإفطار بالماء.. رمضان يحل على اليمنيين وسط أزمات غير مسبوقة
  • «الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين
  • رجل أعمال يمني يتهم الحوثيين بنهب عائدات الكهرباء ورفض مشاريع تخدم المواطنين
  • إقليم الجنوب: جدل التقسيم في المشهد العراقي
  • أمير غالب.. أول يمني في تاريخ أمريكا عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة الكويت
  • أمير غالب.. أول يمني في تاريخ أميركا عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة الكويت
  • السعودية.. فيديو اعتقال وافد يمني والأمن العام يكشف ما فعله