المشهد اليمني:
2025-01-05@18:30:37 GMT

حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس

أخيرا، وصل رنين الخلخال الحضرمي برقصة "الهبيش" إلى باريس، هذا الرنين الموسيقي الذي يعود إلى قبل الميلاد حيث كانت الرقصات بمثابة طقوس تَقَرُّب للمعبود اليمني القديم (سين)، فعلى مسرح "موغادور" الشهير تجمّع اليمنيون من مختلف المدن الأوروبية، ومعهم محبو اليمن من الأوروبيين، ليشاهدوا ويسمعوا الأوركسترا الحضرمية التي اشتهرت منذ أربع سنوات بتقديمها التراث الموسيقي اليمني في حفلة شهيرة بكوالالمبور وأخرى في القاهرة.

بدا اليمنيون بحاجة إلى من يأخذهم إلى فضاء آخر خارج المتاهة والدوّامة التي يعيشونها منذ تسع سنوات فوّحدتهم أغاني الدان القادمة من سواحل الشرق في حضرموت ومواويل الساحل الغربي في تهامة، وصولا إلى الغناء الصنعاني الذي يمتدّ عمره إلى مئات السنين، هذا الغناء الذي ألّف عنه الباحث الأنثروبولوجي جان لامبير كتابا بعنوان "طبّ النفوس".

قدّمت الأوركسترا الحضرمية، وهذا اسمها، عشرة مقاطع موسيقية استمدتها من التراث اليمني القديم وأبرزها أغنية "يحي عمر قال قف يا زين" للشاعر اليافعي يحي عمر التي يزيد عمرها على مئتين وخمسين سنة إضافة إلى أغاني "الملالة الزبيرية" في تعز، بمشاركة فنّانين متميزين مثل حسين محب وعبّود خواجة وخالد الصنعاني، مع عازفين ومؤدين عُرفوا في حفلات سابقة كعازف العود هيثم الحضرمي وعازف المزمار عبدالله جمعان إضافة إلى عشرات العازفين من الفرنسيين والعرب.

في الأعمال المقدّمة مساء الإثنين في باريس، وما سبقها من حفلات في مدن أخرى، بدا قائد الأوركسترا محمّد القحوم وكأنّه لم يرد دغدغة مشاعر اليمنيين، الذين يعانون آلام الفرقة والشتات، وإنّما إيقاظها، إيقاظ المشاعر الموّحدة.

وإذ اختلطت البهجة بالأشجان والحسرة على اليمن الذي كان، لم يستطع اليمنيون التقيّد بتقاليد الاحتفال الأوركسترالي، والتي تقتضي عدم التفاعل مع المقاطع أثناء أدائها والاكتفاء بالتصفيق في الختام، فظهروا، كعادتهم في التعامل مع فنونهم الشعبية، في حال انفعال استدعى التصفيق والزغردة وطقطقات الأصابع أيضا.

وهنا يمكن أن نشير إلى أن ما تقدّمه الأوركسترا لا يصنّف ضمن النمط الكلاسيكي الموسيقي إذ لا يلتزم بالقواعد السيمفونية الكلاسكية وإنما يصنّف، حسب قول القحوم، ضمن نطاق "الموسيقى العالمية"، إذ يرى أنّ ما يقومون به هو تقديم "مقطوعات موسيقية مستوحاة من ألوان تراثية مصاغة في قالب أوركسترالي".

ولهذا تستخدم الفرقة في أدائها آلات موسيقية شعبية مثل "المِزْمَار" و"الطبلة" و"التَنَك" و"السمسمية" و"القُنْبُوس" أو "الطُربي"، وهي آلة تشبه العود ولها أربعة أوتار، إلى جانب الآلات الموسيقية الحديثة.

الفرقة التي يرعاها منذ نشأتها رجل الأعمال السعودي من أصول يمنية الشيخ عبدالله بقشان، عبر مؤسسة حضرموت للثقافة، تحاول، كما هو واضح، أن تبقى على بعد مسافة من كل الفرقاء اليمنيين، وهي بذلك تعيد الاعتبار لمجد الأغنية اليمنية التي ظلّت تُسمع في كلّ جهات اليمن متجاوزة الحدود السياسية والأيديولوجية الضيّقة، بل إنّ أثرها امتدّ ليشمل مختلف مناطق الخليج العربي عبر شيوخ الطرب اليمني الذين ظلّت أعمالهم مرجعا لكل طُلاّب الفنّ منذ منتصف القرن الماضي.

وها هي الأنغام اليمنية تُعزف بمشاركة موسيقيين من فرنسا حيث صارت موسيقى الشعوب وتقاليدها من اهتمام علم الموسيقى الذي كان محصورا على النطاق الأوروبي، إذ برهن اكتظاظ المسرح الباريسي باليمنيين والأوروبيين على أنّ الموسيقى تستطيع أن تصل مهما تعدّدت إيقاعاتها ومهما عبّرت عن بيئة محلّية لها جمالياتها الخاصة.

لا أعرف ما الذي ستفعله الموسيقى بعد الحفل بهؤلاء الذين جاءوا يتلّمسون فيها وطنا ضاع في الصراعات، وهل سيكتفون بالحسرات والندب وهو أثر أوّلي، كما بدا لي، أم أنّهم سيفتحون الأسئلة عن مستقبل اليمن الذي غادروه لعلّهم يجدون بعض حلول أو أفق مختلف.

المؤكّد، مع هذا الجمع، أنّ العواطف فاقت احتمال المعنى حتى وإن ظلّت في نطاق المناجاة الواصفة للحال مستعيدة حسرات امرئ القيس وهو يطل علىدَمُّون حضرموت:

"تَطاولَ اللّيل علينا دَمُّونْ

دَمُّونُ إنَّا مَعْشَرٌ يمانُونْ

وإنّنا لأَهلِنا مُحِبُّونْ".

⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس إصابة الاعب ”روبرت ليفاندوفيكى” بإلتواء فى الكاحل حملة استنفار حوثية عقب ظهور جماعة إيرانية جديدة... 5 نصائح تساعد على علاج حموضة المعدة في... مقالات حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس عمي طويل العمر ! بعد إعترافات العماد.. أحمد سيف لن يحل ورطة... اللعنة حينما لا ينفع معها السلاح وحده اخترنا لك أفضل الأطعمة لتقوية البصر والوقاية من أمراض العيون صينيون يحتفلون بحفل زفاف يمني ويؤدون رقصات البرع... مغترب يمني يفوز بـ”100 ألف ريال سعودي” خلال... حشود بشرية هائلة في ذمار تطالب بإعدام قيادي... الأكثر قراءةً أفضل الأطعمة لتقوية البصر والوقاية من أمراض العيون صينيون يحتفلون بحفل زفاف يمني ويؤدون رقصات البرع... مغترب يمني يفوز بـ”100 ألف ريال سعودي” خلال... حشود بشرية هائلة في ذمار تطالب بإعدام قيادي... شاهد .. صراخ نساء يمنيات تم اقتحام منزلهن... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023
⇡ ×Header×Footer

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی باریس

إقرأ أيضاً:

هاشم الغيلي.. شاب يمني يلفت انتباه العالم

بات الشاب اليمني هاشم الغيلي أحد الأشخاص الملهمين الذي لفت انتباه العالم نتيجة نشاطه العلمي في مواقع التواصل الاجتماعي الذي حظي باهتمام واسع.

الغيلي الذي يتابعه حاليا عبر فيسبوك 34 مليون ولد عام 1990، واستطاع التغلب على العديد من العقبات في حياته، خصوصا أن نشأ في منطقة جبلية زراعية ريفية بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.

تابعت له حوارا مرئيا من إنتاج قناة اليمن بودكاست على يوتيوب وتقديم الشاب أسامة عادل، ولفتت انتباهي كثيرا هذه الحلقة المميزة المكونة من ساعتين وبضع دقائق، ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة استنادا على معلومات المقابلة.

في هذا البودكاست تحدث الغيلي عن سلسلة من مشوار حياته ابتداء من الدراسة الأساسية في المحابشة بمحافظة حجة، والصحو عادة قبيل أذان الفجر من أجل الذهاب إلى مزرعة والده لقطف نبتة القات وهي مادة منشطة شهيرة في اليمن ويمضغها لساعات معظم السكان يوميا.

وبعد القيام بمهمة قطف القات يتجه إلى المدرسة مباشرة، حيث غلب عليه التميز في دراسته الأساسية والثانوية، ونشاطه في الإذاعة المدرسية.

في شهادة الثانوية العامة استطاع الحصول على نتيجة 89.50 بالمئة أهلته لأن يكون من بين الحاصلين على منحة للدراسة الجامعية في الخارج، وكانت هذه بمثابة نقطة تحول للفتى الريفي الذي استطاع بعدها زيارة العاصمة صنعاء لأول مرة.

كان والده حينها رافضا لفكرة خروج ولده إلى دولة أخرى، ما جعله يقرر الهروب من محافظة حجة إلى صنعاء، وبعد أن وجد الأب إصرارا من هاشم على مواصلة تحقيق طموحه، كان له ذلك، حيث حصل على منحة لدراسة البكالوريوس في باكستان تخصص “تقنية حيوية”.

ورغم إنه اختار الدراسة في بلدان أخرى غير باكستان وفي تخصص غير التقنية الحيوية، إلا أنه رضخ في النهاية لاقتراح وزارة التعليم العالي التي هي من قررت التخصص والبلد.

قرر هاشم السفر إلى باكستان وفي جيبه فقط 100 دولار، فهو لم يحظَ بداعم مالي يكون عونا له في هذه المرحلة الحرجة كزملائه الذين صعدوا معه الطائرة وفي جيوبهم مبالغ مالية قد تزيد عن 2000 دولار أو أكثر.

هبطت الطائرة في المرة الأولى بمطار أبوظبي كمحطة ترانزيت وكانت بمثابة “صدمة مفاجئة” بالنسبة له من حيث مسألة التطور العمراني وجودة البنية التحتية مقارنة بالوضع في اليمن، وكان هذا في نهاية عام 2007 أو مطلع 2008.

انتقل بعدها إلى باكستان، وكان في استقباله مع زملائه أفراد من الملحقية الثقافية اليمنية الذين لم يقدموا له أي إسناد في تكاليف المأوى والسكن حينها، ما جعله يقتطع من المائة دولار تكاليف الفندق والنقل إلى مدينة أخرى تحتضن الجامعة.

وصل إلى مدينة بيشاور وكان في استقباله وزملائه أعضاء من الاتحاد العام لطلاب اليمن هناك.. لم يبق في جيبه سوى قرابة 30 دولارا!

ونتيجة للتضامن اليمني المعروف كقيمة أصيلة، تسهلت أموره المادية بعد أن اقترض مبلغا من المال من زملائه في الاتحاد ريثما يتسلم أول دفعة مالية من وزارة التعليم العالي اليمنية والمقررة بعد ثلاثة أشهر.

واجه صعوبات في البداية لأن الدراسة كانت باللغة الإنجليزية ولم يكن ثمة نظام لدراسة اللغة أولا لمدة عام كما هو معروف في عديد دول، ما جعله يكثف جهده بشكل شخصي من أجل تعلم اللغة الإنجليزية حتى استطاع الوصول إلى مستوى مناسب بعد ثلاثة أشهر.

في عام 2012 تقريبا استطاع التخرج من الجامعة في تخصص التقنية الحيوية رغم إنه واجه صعوبات تمثلت بالافتقار إلى التطبيقات العملية وتعميق الجانب النظري على حساب العملي.

بعدها عاد إلى اليمن، وكان هناك صعوبة في الحصول على وظيفة لأن تخصصه غير موجود في البلد، ما جعله مضطرا أن يعمل لأسابيع أستاذا للغة الإنجليزية في أحد معاهد صنعاء قبل أن يلتحق في العمل بهيئة المواصفات والمقاييس بنظام التعاقد وليس موظفا رسميا.

استمر في مواصلة التقديم من أجل دراسة الماجستير في الخارج، حتى جاءه الخبر المفرح بحصوله على منحة للدراسة في ألمانيا في تخصص التكنولوجيا الحيوية الجزيئية.

واجه في البداية صعوبات كادت أن تحرمه من المنحة، لكنه أصر في سبيل حلمه وبذل جهدا كبيرا في دراسته حتى أنه كان يعود من الجامعة في الساعة 2 قبيل الفجر.. اجتاز مرحلة الماجستير بتفوق وبعدها كان الانتقال الأكبر للجانب العلمي والنشاط المصاحب له في مواقع التواصل الاجتماعي.

في عام 2015 كان لديه في صفحته على فيسبوك 27 ألف مشترك، لكن ثمة فيديوهات علمية أنتجها بطريقة لافتة كان لها الدور الكبير في حصوله على شعبية كبيرة تشمل ملايين المتابعين.

واللافت أنه في هذا العام حصد خلال فترة وجيزة على 7 ملايين متابع في أسبوع صعودا من 27 ألف متابع، وكان ذلك بسبب نشره فيديوهات لفتت انتباه الكثيرين.

استمر الغيلي في كسب مزيد من الجمهور العالمي، وفي بداية 2018 كان يتابع صفحته 16 مليون شخص، وفي نهاية العام نفسه وصل عدد المتابعين إلى 30 مليون، وكل ذلك تأثرا بالفيديوهات المنشورة في صفحته التي حظيت برواج كبير.

وهذه الفيديوهات يتم إنتاجها استنادا على أبحاث علمية يتم شرحها بشكل مبسط للجمهور، وتتضمن مواضيع طب وعلوم وفلك وتكنولوجيا.. وكانت حسب حديثه فيديوهات بسيطة احترافية وجذابة، وتتكون من نص وموسيقى وصور.

واللافت أن بعض هذه الفيديوهات العلمية  تحولت إلى مثار اهتمام وأحدثت ضجة في وسائل إعلام عالمية.

ومن بين الأفكار والتصورات الخاصة بالغيلي، فكرة الرحم الصناعي، حيث أنتج فيديو أصبح حديث الأوراق العلمية دوليا ، وهناك جهات بدأت تعمل على الفكرة، لكن تحقيق ذلك على الواقع مازال مرهونا بعامل الوقت وموافقة القوانين الدولية خصوصا وسط الجدل الدائر بشأن مدى أخلاقية هذا الأمر.

وتكمن الفكرة في أن هذا الرحم الصناعي سيقوم بنفس الدور الذي يقوم به الرحم الطبيعي، فهو عبارة عن بويضة مخصبة تنمو كليا في هذا الرحم المصنوع حتى يتشكل تماما، وهو بمثابة فرصة للأزواج الذين يعانون العقم، أو للنساء اللواتي أزيلت أرحامهن.

وقدم أيضا تصورا لافتا يتمثل بآلة تقوم بزراعة رأس على جسد مصاب بأمراض مُزمنة.. كمصاب بالسرطان في مرحلة خطيرة شارف على الموت ولا يوجد علاج آني.. يتم أخذ الرأس الذي لم يصل السرطان إليه ويزرع في جسم خالٍ من السرطان.. هذا الجسم الأخير لشخص “ميت سريريا” أي أنه لا يتحرك ودماغه لا يقوم بدوره ويغذيه جهاز معين إذا انطفأ يموت تلقائيا.

وبعد زراعة الرأس من سيعيش هو صاحب الرأس أو الدماغ الذي استولى على جسد شخص آخر لديه معضلة صحية في الدماغ!

الغيلي لم يزر اليمن منذ عام 2013، ولا ينوي العودة حاليا نتيجة للظروف الصعبة في البلاد.

وبشأن ما إذا كان قد تم التواصل معه من قبل الجهات الرسمية أو الخاصة من أجل خلق شراكات لتطوير الجانب التعليمي أو العلمي في البلد يقول إنه لم يتلق أي تواصل من السلطات الرسمية أو الجهات الخاصة.

وحاليا هو يعتقد أنه ينبغي التركيز على الحاجة الأساسية المتمثلة بتوقف الحرب في اليمن وإعادة الأمن والأمان، لكنه في نهاية المطاف يرى أن التعليم أهم شيء  رغم إن الوضع الراهن لا يسمح بتطوير ذلك.

ومع ذلك، يأمل ويطمح بإنشاء منظمة خيرية لمساعدة تعليم الأطفال في اليمن الذين يعانون الكثير في سبيل الحصول على حق التعليم نتيجة الظروف الصعبة المعقدة.

مقالات مشابهة

  • محمد شرارة يجمع الموسيقى العربية بموسيقى الجاز بالأوبرا
  • هاشم الغيلي.. شاب يمني يلفت انتباه العالم
  • مركز أبحاث امريكي : لم تنجح القوى العالمية ولا الإقليمية في ردع اليمنيين
  • وحدها اليمن من تجلدهم!
  • تسجيل صوتي للمشتبه به في هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار: الموسيقى صوت الشيطان
  • بين الجواز والتحريم.. علي جمعة يحسم الجدل في حكم الموسيقى
  • حميد الشاعري: السوشيال ميديا أعادت إحياء الموسيقى وزادت حريتها
  • إصابة 21 شخص جراء اختراق صاروخ يمني الأجواء الاسرائيلية
  • أخبار الأقصر.. المحافظ يستمع لمطالب أهالي «القباحي الغربي» وحفل الموسيقى العربية لمبادرة «ظواهر»
  • لإحياء التراث.. وهابيات تجمل معهد الموسيقى العربية