الحوكمة والعين الثالثة للدولة !؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
بقلم : عمر الناصر ..
ربما لن نكون بحاجة لزيادة وتعزيز حجم القدرة اكثر داخل المؤسسات الامنية والعسكرية بعد انتهاء الحرب على داعش ودحر الارهاب، بل سنكون بحاجة الى تكثيف الجهد الاستخباري لغرض ايصال الاشارات الاستباقية الدقيقة لاجهزة انفاذ القانون ، والتي تدعم بشكل حقيقي تنظيم قانون حق الحصول على المعلومة كما تفعل بعض شعوب العالم التي تتحلى بالحس العالي بالمسؤولية تجاه امنها القومي ووحدة اراضيها ، والتي نجحت باتباع استراتيجية خفض جيوشها كما فعلت بريطانيا عام ٢٠١٢ عندما خفضت الجيش النظامي بنسبة ٢٠٪، اي من ١٠٢ الف شخص إلى ٨٢ الف في حين تضاعف عدد جنود الاحتياط لديها إلى ٣٠ الف، والذي ادى بدوره الى خفض النفقات نتيجة الحاجة المُلحة لتحقيق التوازن في ميزانية وزارة الدفاع البريطانية لغرض مواجهة الازمة المالية انذاك.
نحن بحاجة اليوم لان نتبع استراتيجية مغايرة تجنبنا تشكيل ترسانات وكتل بشرية هائلة لسنا بحاجة اليها في اوقات السلم ، كونها عملية هدر كبيرة وطائلة بالاموال التي بالامكان تحويلها وتناقلها في الجوانب الاقتصادية والتنموية والمدنية الاخرى ،وتجنب الذهاب الى ابدال مفهوم السلم الاهلي بعسكرة المجتمع، لغرض توفير فرص العمل وخفض نسبة البطالة التي وصلت الى اكثر من ١٥.٥٥٪ في العام الماضي ٢٠٢٢ حسب تقرير الشركة الالمانية “World of Statistics ” المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين بالعالم.
لقد حققت الحوكمة والتكنولوجيا الحديثة خطوات متقدمة في رفع مستويات الرفاهية داخل المجتمعات الاوربية والاسيوية واوصلتها لمصافي الدول المتحضرة ، ووضعت بصمات واقعية ازاء الكثير من الظواهر السلبية ، وساهمت وحَدّت بشكل ملفت في كبح جماح الفساد وتقنين وتنظيم ادارة الموارد ، بل نظمت الحياة العامة بشكل علمي ومدروس واوقفت انشطار وتكاثر الطفيليات التي تزيد من التحديات في تلك المجتمعات، لكنها مازالت بحاجة لدور المواطن الذي يعد هو العين الثالثة للدولة في مختلف الظروف والاوقات، وشريك حقيقي في الحركة التصحيحية المباشرة والاداة والذراع الضاربة للقانون الذي يخضع لاشعة الاختبارات الحقيقية لصدق الانتماءات الوطنية والاخلاقية .
انتهى ..
خارج النص / الثورة التقنية العسكرية والامنية والتكنولوجيا التدميرية هي من اهم وسائل التطور التكنولوجي الحديث .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
من أجمل ما قرأت
حين يتقدم العمر بنا
حين يتقد بنا العمر، لن نعد بحاجة ماسة إلى حب يقلقنا، أو مشاعر عبثية، تهز مهد التجاعيد، أو علاقات، تبيح لنا ما قد يهدد ما تبقى منا، أو ذكريات، تؤجج ما طمرته الأعوام من عاطفة، أو انقباضات، ترفع من ضغط دم الحياة بداخلنا،أو أحاديث وأخبار لا تشفق علينا،أو صورا تفتح عبثا، وتستعرض تلك الأفكار التي قد ترتجف منها أطرافنا، بل سنكون بحاجة أكثر إلى من يحتوينا دون إرهاق، ومن يحتضننا دون مغامرة، ومن يرتب وحدتنا دون ضجيج، ومن يتقبلنا بما نحن عليه، دون تململ، ومن يخلى لنا سبيل مساحة محدودة من الرضى.
نحتاج لتجنب المنافسة، والمواجهة مع النفس والآخرين، إلى توازن العجز الذي تفرضه إحداثيات الجسد، مع إمكانياتنا إلى فنجان قهوة، وجريدة، وبعضا من الابتسامات، إلى نوم رغم تقطعه، إلا أنه لا يجازينا بالقلق إلى نسيان، يختصر ما اختبرناه من ألم.
إلى رؤية من أحببناهم بخير، نحتاج لذاك الشعور بالطمأنينة، والسكون لبقاءٍ يستمر حتى نهايته دون بكاء، نحتاج لرحيل ناعم لا يخدش جوارح من سيبقى.. ببساطة هذا كل ما نحتاج حين يتقدم بنا العمر..