قالت لاعبة كرة السلة الفرنسية المحجبة، ساليماتا سيلا، "إنه لأمر محزن بقدر ما هو مهين أن نرى أنفسنا ولدنا في بلد لا يريدنا"، منتقدة حظر بلدها ارتداء الحجاب على لاعباته المشاركات في دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس.

وسلكت فرنسا طريق الفصل بين الدين والدولة مع قانون العلمانية عام 1905، وحظرت ارتداء الرموز الدينية مثل "الحجاب والقلائد ذات الصليب الكبير" من قبل العاملين في المؤسسات العامة بحجة "الحياد".

ومنذ عام 2014 بات الحظر نفسه ساريا على طلاب المدارس العامة، واستثنى طلاب الجامعات.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ تطبيق هذا الحظر على الرياضيين، مما أثار الجدل، فبينما يريد البعض منع ارتداء الرموز الدينية في المسابقات الرياضية، يرى البعض الآخر أن هذا المنع سيحرم المسلمات خاصة من الرياضة.

اللاعبة والناشطة المحجبة ساليماتا سيلا (26 عاما) الملقبة بـ "سالي"، التي تم منعها من المشاركة في المسابقات الرسمية في بلادها منذ يناير/كانون الثاني الماضي بسبب حجابها، هي أيضا من بين الذين رفعوا صوتهم ضد الحظر.

وقالت سيلا إنها بدأت لعب كرة السلة عندما كان عمرها 11 عاما، واستمرت تمارسها على المستويات الرسمية، حتى منعت بسبب الحجاب.

وأعربت سيلا عن أسفها لتصريح وزيرة الرياضة الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنها "لم تتفاجأ كثيرا" بإعلان حظر ارتداء الحجاب على اللاعبات الفرنسيات المشاركات في الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، وقالت إن الرياضيات لم يتمكنّ من اللعب بالحجاب في كافة مستويات المسابقة.

وعلقت سيلا على القرار قائلة "لم يريدوا منا أن نلعب منذ البداية، ربما هو حدث لن نشهده مرة أخرى في فرنسا".

ساليماتا سيلا منعتها فرنسا من المشاركة في المسابقات الرسمية منذ بداية العام الجاري (الأناضول) رفض رسمي عالمي لحظر الحجاب

ولم تؤيد ردود الفعل الرسمية قرار فرنسا بحظر الحجاب، إذ قالت اللجنة الأولمبية الدولية يوم الجمعة الماضي إنه يمكن للرياضيات ارتداء الحجاب في قرية الرياضيين خلال دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس دون أي قيود.

ورفضت مارتا هورتادو المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نهج فرنسا في حظر الحجاب قائلة "لا ينبغي لأحد أن يفرض على المرأة ما تحتاج إلى ارتدائه، أو ما لا ترتديه".

وأضافت "وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، فإن القيود المفروضة على التعبير عن الأديان أو المعتقدات مثل اختيار الملابس تكون مقبولة فقط في ظل ظروف محددة حقا تعالج المخاوف المشروعة المتعلقة بالسلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق بطريقة ضرورية ومتناسبة".

كما ندّد الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي -وهو منظمة تضم الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي- الاثنين الماضي بقرار فرنسا منع لاعباتها من ارتداء الحجاب في الأولمبياد القادم.

وتستضيف باريس دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في الفترة من 26 يوليو/تموز إلى 11 أغسطس/آب من العام المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة ارتداء الحجاب

إقرأ أيضاً:

الجزائر ترفض قائمة بجزائريين تريد باريس ترحيلهم وتندد بهذه الخطوة

رفضت الجزائر، الاثنين، قائمة بأسماء ستين جزائريا برسم الترحيل، تسلمتها من فرنسا قبل بضعة أيام، منددة بهذه الخطوة.

وأورد بيان أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية أن الجزائر « تؤكد رفضها القاطع للغة التهديد والوعيد والمهل ولكافة أشكال الابتزاز. وتعترض على المقاربة الانتقائية التي تنتهجها فرنسا إزاء اتفاقيات الثنائية والدولية التي تربط البلدين ».

واستقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية لوناس مقرمان، الإثنين، القائم بأعمال السفارة الفرنسية لدى الجزائر بشأن قائمة تلقتها الجزائر في 14 مارس بأسماء جزائريين « صادرة بحقهم قرارات إبعاد »، بحسب الوزارة.

وسلم مقرمان لمحاوره مذكرة شفهية تتضمن الرد الرسمي من السلطات الجزائرية بأن الجزائر « تؤكد رفضها القاطع للغة التهديد والوعيد والمهل ولكافة أشكال الابتزاز ».

أما بخصوص المسعى الفرنسي المتمثل في تقديم قائمة بأسماء المواطنين الصادرة في حقهم قرارات الإبعاد « فقد تم رفضه من قبل السلطات الجزائرية شكلا ومضمونا ».

فمن ناحية الشكل، أوضحت الجزائر أنه « لا يمكن لفرنسا أن تقرر، بصفة أحادية وانفرادية، إعادة النظر في القنوات الاعتيادية المخصصة لمعالجة حالات الإبعاد ».

وعليه تمت دعوة الطرف الفرنسي إلى « احترام الإجراء المعمول به في هذا المجال من خلال اتباع القنوات المتفق عليها، أي تلك القائمة بين المقاطعات الفرنسية والقنصليات الجزائرية المختصة، مع الحفاظ على طريقة المعالجة المعتمدة، أي دراسة طلبات الإبعاد حالة بحالة ».

أما في ما يخص المضمون فقد أكد الرد الجزائري أن « بروتوكول اتفاق عام 1994 لا يمكن تطبيقه بمعزل عن اتفاقية العلاقات القنصلية لعام 1974 التي تظل الإطار المرجعي الرئيسي في المجال القنصلي بين البلدين ».

ولدى الإعلان الجمعة عن تقديم قائمة الجزائريين الذين سيبعدون تحدث وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتييو عن « ملفات أشخاص معروفين (لإخلالهم بالنظام العام) خرجوا من السجن أو أفراد خطيرين ».

استمرت العلاقات بين فرنسا والجزائر في التدهور منذ اعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون في يوليوز بالسيادة المغربية على الصحراء.

مقالات مشابهة

  • توماس باخ رئيساً شرفياً للجنة الأولمبية مدى الحياة
  • كيف تفاعل الفرنسيون مع حملة إعلانية ألبست برج إيفل الحجاب؟
  • باريس: لسنا مسؤولين عن التوترات مع الجزائر
  • بعد الجدل حول تمثال الحرية.. هل تستطيع باريس استعادة هديتها التاريخية من واشنطن؟
  • الجزائر ترفض قائمة بجزائريين تريد باريس ترحيلهم وتندد بهذه الخطوة
  • إعلان عن “حجاب برج إيفل” يشعل الجدل في فرنسا.. فيديو
  • برج إيفل بالحجاب.. إعلان تجاري يتحول إلى معركة سياسية
  • حملة إعلانية تظهر برج إيفيل بالحجاب تثير غضب سياسيين فرنسيين (شاهد)
  • برج إيفل يرتدي الحجاب.. حملة إعلانية تثير غضب سياسيين فرنسيين
  • فيديو يثير الجدل في فرنسا.. برج إيفيل يرتدي الحجاب