ليبيا – أجرت مجموعة أعمال “أكسفورد” التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها مقابلة المدير العام لشركة “تويوتا” اليابانية في ليبيا “ناوهيرو ماسودا”.

المقابلة التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد تحدث من خلالها عن واقع سوق السيارات في البلاد ودور شركته بالخصوص وفيما يلي نصها:

س/ كيف تقيمون صناعة السيارات بعد جائحة  كورونا والتحديات الاقتصادية الأخرى في السنوات الأخيرة؟

ج/ خلال فترات الصراع المدني أو الاضطرابات الاقتصادية يصعب على المستهلكين إجراء عمليات شراء كبيرة ومع تجاوزنا للجائحة وعدم الاستقرار في العقد الماضي بدأ المستهلكون يتمتعون بمستوى أعلى من اليقين المالي ما أدى إلى ثقة المستهلك.

وقد أدى النمو الاقتصادي وفرص العمل الجديدة في مدينة مصراتة وليبيا إلى زيادة مبيعات السيارات وبفضل هذا هناك أيضا طلب محلي كبير لم تتم تلبيته على المركبات إذ تتمثل أولوية القطاع في القدرة على التلبية والقدرة على توفير صيانة لازمة وخدمة عملاء بشكل فعال بعد الشراء.

س/ ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز صناعة السيارات؟

ج/ يوفر ميناء مصراتة والمنطقة الحرة فيها للمدينة بنية تحتية صناعية وتصنيعية لقطاع السيارات المتنامي الذي يعتمد على التجميع والصيانة وتسمح المنطقة والميناء باستيراد وتصدير قطع غيار السيارات المهمة بكفاءة.

وتتوفر أيضا بنية تحتية أخرى مثل الطاقة والمرافق وكذلك شبكات الطرق التي تسمح بتوزيع المركبات ومع ذلك هناك مجال لتحسين البنية التحتية التي يعتمد عليها المصنعون والصناعة، مما سيؤثر بشكل إيجابي على النمو وعلى المدى الطويل تتمتع ليبيا بالقدرة على خدمة أسواق أخرى.

ومن هذه الأسواق النيجر وتشاد وأن تصبح قادرة على المنافسة مع مراكز صناعة السيارات الأخرى بشمال أفريقيا ومع ذلك سيتطلب هذا الاستثمار ليس فقط في بناء قاعدة المعرفة وتعزيز البنية التحتية ولكن أيضا تعزيز الإطار التنظيمي لتحفيز الاستثمار والحد من العقبات البيروقراطية.

هذه هي التحديات تواجهها جميع الاقتصادات ولكن في مصراتة يشهد القطاع زخما وراءه إصلاحات تقدمية غذت تفاؤلا بشأن إمكانات السوق.

س/ ما هي الطرق التي يمكن للقطاع الخاص أن يساهم بها في تطوير القوى العاملة الماهرة وتنمية المواهب؟

ج/ الموهبة والتدريب عاملان حيويان في بناء وتطوير الصناعة في مصراتة وهو مجال يمكن للقطاع الخاص أن يلعب فيه دورا رئيسيا وتتمتع ليبيا بقوة عاملة وفيرة يمكن توظيفها وعدد متزايد من الخريجين الحاصلين على تعليم تأسيسي ممتاز.

ومع ذلك يكمن التحدي ببناء خبرة ومهارات تقنية ومعرفة تتطلبها صناعة السيارات المتقدمة ويتمحور قطاع السيارات حول التجميع والمبيعات والتوزيع والصيانة وخدمة العملاء لذلك عندما يشتري العميل سيارة يجب أن يكون لديه إمكانية الوصول إلى خدمة عملاء عالية الجودة.

ولضمان تحقيق هذه الغاية يتعين على الشركات أن تعمل على تطوير برامجها التدريبية الخاصة لتسهيل نقل المعرفة من قاعدة الخبرات العالمية إلى مجموعة المواهب المحلية وبمرور الوقت عندما يتلقى الموظفون التدريب سيكتسبون الخبرة.

ويمكنهم العمل في شركات أخرى أو بدء أعمال الصيانة والإصلاح الخاصة بهم الأمر الذي يؤدي بدوره لتعزيز النظام البيئي المحلي للمعرفة المتعلقة بالسيارات فوجود قاعدة المعرفة هذه سيسمح للصناعة بالنمو والتوسع لمواكبة الطلب وتمكين زيادة القدرة الإنتاجية والتجميعية المحلية.

وتعتمد التنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي على الشباب ومشاركتهم النشطة في الوظائف المنتجة ومن ثم فإن المستقبل الاقتصادي لمصراتة وليبيا يعتمد على تدريب وخبرة القوى العاملة ويقع القطاع الخاص في قلب هذا الأمر.

حيث يعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة وكذلك المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء إطار عمل لبنية تحتية قوية للتدريب وقد أدى كورونا لتسريع التحول نحو التعليم الرقمي وتعزيز الابتكار والقدرة على التكيف حتى في البلدان ذات البنية التحتية الرقمية المحدودة.

ومن خلال تسخير دروس مستفادة على مدى سنوات قليلة ماضية وإمكانات كاملة لتكنولوجيا التعليم تنشأ الفرصة لتضييق الفجوة في النتائج التعليمية ومحو الأمية الرقمية مقارنة بالمعايير العالمية فالتعاون بين بلدان المنطقة وتبادل أفضل الممارسات وهو ما تسعى إليه ليبيا.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: صناعة السیارات

إقرأ أيضاً:

عرب نيوز: الفأر إغتال البيدجا بسبب المنافسة على عمليات الاتجار بالبشر.. وليبيا لن تتعافى من الفوضى في أي وقت قريب

ليبيا – وصف تقرير تحليلي نشره موقع “عرب نيوز” الإخباري الدولي التحقيق في حادثة اغتيال عبد الرحمن ميلاد أو “البيدجا” بـ”اختبار” لسيادة القانون في ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من رؤى تحليلية صحيفة المرصد أكد إثارة اغتيال “البيدجا” مخاوف جديدة بشأن عدم الاستقرار السياسي والفوضى، فضلًا عن تسليطه الضوء على صراعات القوة بين الميليشيات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة والتنافسات السياسية والمؤسسات الحكومية الضعيفة.

ووفقًا للتقرير أثار مقتل “البيدجا” تساؤلات حول آثاره الأوسع على أمن الحدود الأوروبية، ناقلًا عن المحلل السياسي أنس القماطي قوله:” اغتيال ميلاد يرسل موجات صدمة تتجاوز حدود ليبيا وبالنسبة لأوروبا إنه تذكير صارخ بأن سيطرتها الحدودية التي تستعين فيها بمصادر خارجية مبنية على الرمال المتحركة”.

وقال القماطي:” لم تظهر الفوضوية في ليبيا فجأة بل كانت مدبرة ويسلط موت البيدجا الضوء على حقيقة مؤلمة حول الاضطرابات المستمرة فهي ليست مجرد قصة صراع داخلي بل إهمال دولي وسوء تقدير فالانقسام المتبقي والجمود غير قابل للاستمرار وسمح لجهات فاعلة دولية ومحلية بتشكيل الفوضى لصالحها”.

وأضاف القماطي قائلًا:” إن عدم الاستقرار المستمر نتيجة مباشرة لتمكين من يزدهرون على الخلل في البلاد والسؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه الأزمة ستجبر أوروبا على إعادة التفكير في نهجها لإدارة الهجرة في ليبيا أم ستستمر في الاعتماد على نظام غير مستقر وفاسد لا يؤدي إلا إلى إدامة الفوضى”.

بدورها قالت المتتبعة لأنشطة ميلاد لفترة طويلة الصحفية الإيطالية “نانسي بورسيا”:” كان البيدجا متورطًا في القرارات الاستراتيجية بشأن الأصول البحرية لخفر السواحل الليبيين المرسلة لاعتراض المهاجرين في البحر، فضلًا عن مشاركته في تحديد نقاط الإنزال على الساحل”.

وأضاف “بورسيا” بالقول:”نقاط الإنزال مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بالعمل الرئيسي للاحتجاز وفي الواقع في الوقت الحاضر فإن المكسب الحقيقي من تهريب البشر في ليبيا ليس تنظيم المعابر البحرية بل هو عمل الاحتجاز الذي يموله المجتمع الدولي وكذلك عمل الاعتراضات”.

وتابعت “بورسيا” قائلة:” قُتل البيدجا في سياق الصراع السياسي ففي مدينته ​​الزاوية كانت هناك مواجهات مسلحة منذ أشهر وهي حالة فريدة من نوعها في جميع أنحاء ليبيا وهو إلى جانب محمد بحرون أو “الفار” متنافسان فكلاهما ضابطان فاسدان يمارسان تحت الطاولة الاتجار غير المشروع”.

وقالت “بورسيا”:” من الناحية النظرية يعد البيدجا منافسًا للفار وربما أمر فعلًا بقتله أو قد تم ترتيب أمر الاتهام من قبل مكتب النائب العام لإلقاء لائمة هذه الجريمة ذات العواقب السياسية القوية على شخصية أو لاعب مهم مثل الفار” فيما يرى القماطي أن القتل لا يمكن فهمه إلا في السياق الأوسع للمشهد السياسي والإجرامي.

وقال القماطي:”إن اغتيال ميلاد ليس مجرد إسكات لرجل واحد إنه لعبة قوة ويمكن اعتبار وفاته بمثابة تصفية حسابات أو ضربة استباقية أو رسالة إلى آخرين في شبكته وبالنسبة للبعض كان يُنظر إليه على أنه بطل بنى الأكاديمية البحرية وتصدى لتهريب البشر وبالنسبة لآخرين بالزاوية تهديدا لشبكات التهريب الخاصة بهم”.

وأضاف القماطي بالقول:”كان لدى بحرون وهو شخصية رئيسية في عالم التهريب في الزاوية كل الأسباب لإبعاد ميلاد وكان التنافس بينهما واضحًا وإذا كان بالفعل يعطل عمليات الفار فإن وفاته قد تعيد تنظيم توازن القوى في المدينة ما يمنح فصائل التهريب المتنافسة مساحة للتوسع”.

وتابع القماطي قائلًا:” لقد أرسلت جريمة القتل رسالة مفادها أن أولئك الذين يتحدون الوضع الراهن لا يبقون على قيد الحياة وقد يتسبب اعتقال بحرون في تعطيل مؤقت في طرق الاتجار بالبشر لكن التاريخ يُظهر أن اللاعبين الجدد سوف يملأون الفراغ بسرعة”.

وقال القماطي:” هذه القضية هي اختبار حاسم لمفهوم سيادة القانون في دولة ممزقة فهل يمكن لها حيث القوة تصنع الحق أن تحقق فجأة عدالة نزيهة إن التعامل مع قضية ميلاد سيكون إما نقطة تحول أو مسمارًا آخر في نعش المؤسسات القانونية الليبية”.

وأضاف القماطي قائلًا:” إن الحقيقة هي أن أقوى الجماعات المسلحة تفلت من المساءلة رغم شن الحرب والاغتيالات ما يؤكد العيوب العميقة في نظام العدالة في ليبيا وستكشف تصرفات طرابلس ما إذا كانت قادرة على فرض نظام عادل حقيقي هذه المرة أم لا”.

وبحسب التقرير أكد القماطي إن النموذج القديم للتعامل مع ليبيا من قبل القوى الأجنبية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا وغيرها لا بد أن يتغير فالبلاد بحاجة لتتحرر من هذه الدورة عبر تحول جوهري في كيفية مشاركة المجتمع الدولي”.

وتابع القماطي بالقول:” إن هذا يتطلب أكثر من مجرد عقوبات انتقائية ومبادرات معاد تدويرها بل إعادة التفكير في خريطة طريق الأمم المتحدة للانتخابات والالتزام بمحاسبة جميع اللاعبين عن دورهم في تعطيلها ويحتاج لعواقب حقيقية لمن يستغلون بؤس البلاد التي ستبقى ملعبا للأقوياء وسجنا لشعبها حتى تتغير قواعد اللعبة”.

وقالت “بورسيا”:” جريمة قتل البيدجا تؤكد تقييمي القاتم بأن ليبيا دولة فاشلة تديرها ديناميكيات شبكة المافيا وبعد اغتياله لم أعد أشعر بأمان أكبر فيما يتصل بالقدرة على العودة إلى البلاد لأن المشكلة لا تكمن فيه بل في النظام نفسه وأشعر بالأسف لحقيقة عدم قدرتها على التعافي من الفوضى في أي وقت قريب”.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • برلماني: مستقبل الاقتصاد المصري يعتمد على تطوير قطاعي الصناعة والزراعة
  • ما دور المجلس الأعلى لصناعة السيارات في تطوير وتنمية القطاع؟
  • وكيل «القوى العاملة» بـ«النواب»: قانون العمل يحمي العامل ويحفظ حقوقه.. ويحدد مهامه وواجباته تجاه المنشأة
  • طلبات الترشح لـ"جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل" ترتفع 120%
  • هل يقود النفط مقابل الغذاء مستقبل ليبيا؟ تصريحات الكبير تثير التساؤلات
  • توم بيرييلو: القوى التي لا تريد ذهاب الجيش للمفاوضات تتبع لحزب المؤتمر الوطني
  • عرب نيوز: الفأر إغتال البيدجا بسبب المنافسة على عمليات الاتجار بالبشر.. وليبيا لن تتعافى من الفوضى في أي وقت قريب
  • وزير الصناعة: المغرب ثاني أكثر بلد تنافسي في العالم في صناعة السيارات
  • الشيباني: ماهي الرسالة من وضع علامة الطريق (مصراتة ترحب بكم) شرق تاورغاء ؟
  • “الطاقة والبنية التحتية” و”سيمنس للطاقة” تتعاونان لتعزيز مستقبل صناعة الطاقة الخضراء