بغداد اليوم - أربيل

بينما تُحاول الشمس نسج خيوطها الأولى في صباح باكر، بدأت ابتسامة هونر كافي تتوسع أكثر على وجهه وهو يُشاهد القوات الأمنية تُطارد المحال القريبة من مقهى يديرها بأجر يومي بوسط أربيل لتصطاد "الشرائح السوداء- شرائح اتصال بدون مستمسكات أولية" التي تسبّبت بعشرات الجرائم من التهديد والابتزاز الالكترونيين وخلّفت العديد من المشاكل الاجتماعية، بالإضافة إلى استخدامها من قبل "المجاميع الارهابية" لتنفيذ عملياتها ضدّ المواطنين والقوات الأمنية.

تحرّك بعد خبر "بغداد اليوم"

توسع ابتسامة كافي على إثر تحرّك السلطات الأمنية في أربيل جاء بعد أن كشف خبر لـ"بغداد اليوم" في 28 أيلول الماضي عن أن عاصمة الاقليم "هي الموقع الأكبر لبيع شرائح اتصال من دون أي مستمسكات وبكميات ليست قليلة".

وجاءت مطاردة سلطات أربيل الأمنية ضدّ محال بيع خطوط الانترنت وشرائح الاتصال غير المرخصة أو المسجلة رسميًا بعد توجيه صدر من حكومة الاقليم وبقرار من مجلس الوزراء بحسب قائممقامها نَبَز عبدالرحمن الذي كشف لـ"بغداد اليوم" هدف الحملة بأنها "للحد من المشاكل التي تسببها تلك الخطوط والشرائح".

ولم ينفي القائممقام بأن الانعكاسات والمشاكل الاجتماعية والعشائرية التي خلفّتها تلك الشرائح. مؤكدًا بأنه تم "جمع جزء كبير منها فضلاً عن تحذير أصحاب المحال بعدم بيع أي منها بدون وثائق رسمية وأصلية".

من جانب آخر، كشف مصدر أمني مطلع في أربيل عن اعتقال عدّة أشخاص من المروجين لهذه الشرائح أو مَن يمكن وصفها بـ"عرّابي الشرائح السوداء". مؤكدًا في حديث لـ"بغداد اليوم" أنه تم تحويلهم إلى المحكمة للنظر في أوراقهم التحقيقية لاسيما بعد أن ثبت بيعهم مئات من "الشرائح السوداء".

خطأ فادح

وفي (28 أيلول 2023)، وصف المختص في شؤون الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي، رضا عباس بيع شرائح اتصال بدون مستمسكات أولية بـ"

خطأ فادح"، مضيًفا بإنتقاد: "منذ سنوات وهو يقف وراء نصف الجرائم التي تحدث بالوقت الحالي خاصة التهديد والابتزاز الالكترونيين".

وأشار إلى أنه وفق "أحاديث البعض" فإن أربيل هي "الموقع الأكبر" لبيع شرائح اتصال من دون أي مستمسكات وبكميات ليست قليلة". لافتا الى انه "مجرد شحن الشريحة تصبح متاحة للاستخدام والبعض من ضعاف النفوس يستغل هكذا شرائح في ايذاء الآخرين بطرق مختلفة ومنها الابتزاز والتهديد للحصول على أموال".

تنظيم القاعدة

بدوره، ذكر المختص في الشؤون الأمنية أحمد يوسف ان "تنظيم القاعدة كان أول من استخدم شرائح اتصال من دون أي مستمسكات اي ما نسميها بـ(الشرائح السوداء) في عمليات التهديد والوعيد والتواصل وحتى تفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة".

وأضاف في حديث له انه "رغم انتباه الشركات الاتصال الى خطورة هذه الثغرة والتشديد حول طلب المستمسكات الا ان (الشرائح السوداء) لا تزال موجودة وتستخدم للأسف حالياً ليس في الابتزاز بل من قبل مافيات المخدرات والخطف لصعوبة تحديد هوية اصحابها" لافتاً الى ان "الاجهزة الامنية نجحت في اعتقال بعض الشبكات الاجرامية وبحوزتها كميات كبيرة من الشرائح لكن الامر يحتاج الى جهود أكبر".

يذكر ان بيع شرائح الهاتف التي لا تتوافر لدى شركات الإتصالات معلومات عن مستخدميها واحدة من التحديات التي تواجه السلطات الامنية- بحسب مراقبين- بسبب ما يمكن ان تسببه هذه الشرائح من مخاطر عند استخدامها من قبل متورطين بجرائم خطف وتهديد وابتزاز ونصب حيث يصعب على الجهات الامنية التوصل الى مستخدميها.

وتوعدت وزارة الداخلية في وقت سابق "باتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية في حال تم الابلاغ عن حالة مشبوهة في عملية بيع (السيم كارت) ومعاقبة المخالف". محذرة من "استغلال المجرمين والجماعات الارهابية، لفرص التلاعب على تسجيل خطوط الهواتف النقالة (السيم كارت) من خلال الحصول على خطوط غير مرخصة، واستغلالها لتنفيذ عمليات ارهاب وابتزاز وتهديد المواطنين".

وأكدت أيضاً ان "لديها تنسيق عالي المستوى مع اقليم كردستان بخصوص هذا الجانب".


المصدر: بغداد اليوم



المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

من منغوليا إلى قلب الفاتيكان.. هل يصبح الكاردينال مارينغو أول «بابا طارد للأرواح الشريرة»؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في سابقة فريدة من نوعها، يبرز الكاردينال جورجيو مارينغو، ثاني أصغر عضو في مجمع الكرادلة، كأحد أبرز الأسماء المطروحة في أروقة الفاتيكان، ليس فقط لقيادته اللافتة، بل أيضًا لخلفيته غير التقليدية كطارد للأرواح الشريرة في منغوليا لأكثر من 20 عامًا.

من قلب إيطاليا إلى أعماق منغوليا

ولد مارينغو في إيطاليا عام 1974، وسافر إلى منغوليا عام 2003، حيث واجه تحديًا هائلًا في نشر الكاثوليكية في بلد يغلب عليه الطابع البوذي والممارسات الشامانية. في دولة لا يتجاوز عدد الكاثوليك فيها 1،500 من أصل 3.5 مليون نسمة، عمل مارينغو بصمت وإيمان على بناء مجتمع إيماني متماسك.


خدمة روحية وسط تحديات ثقافية

ركز مارينغو على نشر رسالة الإنجيل، وتقديم الدعم الروحي في مواجهة قوى الظلام والممارسات الروحية المعقدة، مؤكدًا أن “الكهنة بحاجة لتذكر دور التلاميذ الأوائل: التبشير، وطرد الأرواح، وشفاء المرضى.”


نجم صاعد في الكنيسة الكاثوليكية

ينظر الكثيرون إلى مارينغو اليوم كوجه شاب يحمل رؤية تقليدية متجددة للكنيسة، ويُطرح اسمه بقوة كمرشح محتمل للبابوية، ما يفتح الباب أمام احتمال أن يصبح العالم لأول مرة أمام “بابا طارد للأرواح الشريرة”.

 

مقالات مشابهة

  • تأجيل قضية تنظيم الخانكة وإخوان منوف لجلسة اليوم الأول من دور شهر يونيه
  • الوحدة و صراع التيارات الاتحادية إلي إين؟
  • اليوم..انخفاض في أسعار صرف الدولار
  • السرطان: اهتم باحتياجاتك أولا.. توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 26 أبريل 2025
  • اليوم.. محاكمة متهمي "تنظيم الخانكة" والمتهمين بالشروع في تفجير كمين شرطة أبي زعبل
  • محرز يُطارد «الإنجاز غير المسبوق» مع الأهلي السعودي
  • طريقة عمل الاستربس بالبانيه
  • اليوم.. انخفاض في أسعار صرف الدولار
  • بنص بانية .. طريقة عمل بيكاتا الدجاج
  • من منغوليا إلى قلب الفاتيكان.. هل يصبح الكاردينال مارينغو أول «بابا طارد للأرواح الشريرة»؟