المشهد اليمني:
2024-09-18@05:00:58 GMT

عمي طويل العمر !

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

عمي طويل العمر !

منذ عرفت نفسي وأنا أنتظر وفاة عمي .!

لم أكمل دراستي ، ولم أفكر بأن أعمل ، فقط أنتظر وفاة عمي لأرث ثروته الطائلة فعمي ليس له زوجة أو أولاد ولم يبق من أسرتنا إلا أنا وهو .

ذهبت إليه مرارا ليدعمني أو ليجد لي وظيفة مناسبة ، لكنه نظر لي باحتقار ووبخني وألقى علي محاضرة طويلة حول الكفاح والعمل ، وكيف بنى نفسه بنفسه حتى صار من كبار رجال الأعمال ؟

أتوسل إليه :

ـ أنا ابنك يا عم ادعمني

ـ أنا بريء منك يا فاشل

ويبدأ التحقيق معي :

ـ قل في ماذا نجحت ؟

ـ هل أسست عائلة ؟

ـ هل لك إنجاز علمي أو أدبي أو إنساني ؟!

وتتوالى الأسئلة التي أفشل في الإجابة عليها .

.

وفي كل مرة أعود من منزله وأنا أتمنى له الموت لكن عمره طويل .!

سبحان الله .!

تجاوز الثمانين من العمر ، ويشكو دوما من أمراض القلب والروماتيزم والتهاب المفاصل والضغط والسكري ، ومع هذا صحته أفضل من صحتي بكثير .!

لولا أن والدي ترك لي هذا البيت الذي أجرت الدور الأسفل منه وأسكن بالأعلى لتشردت ومت من الجوع .

البارحة بينما كنت غارقا في هواجسي وأوهامي طُرق الباب وهذا أمر نادرا الحدوث .!

ـ من سيأتيني بعد صلاة العشاء ؟!

فتحت الباب لأجد زميلي في الفشل والضياع نجيب عبد الغني ، دخل وهو يتصبب عرقاً ، ثم رمى بالكيس الكبير وأسرع إلى الحمام .

ـ ما هذا ؟ هل سرقت أحد المحلات ؟ وجئت تختبئ عندي ؟!

ـ هذا قات فاخر ، الليلة ليلة البراشلة عيال ....

ـ ستظل مجنونا بالرياضة يا فاشل .

ـ ما معي في الدنيا غير القات وحب ريال مدريد ؟!

رمى لي بعدة حزم من القات الفاخر وأسرع يفتح التلفاز ويستعد لمشاهدة المبارأة قائلاً :

ـ إذا فاز الريال لك عندي عشاء فاخر في مطعم الشيباني ..

قاطعته :

ـ وإذا فاز برشلونة ؟

صرخ في وجهي بغضب :

ـ فال الله ولا فالك ، لا تقولها رجاء .

ـ خلاص سحبت كلامي ، أنا أمزح معك .

ـ أمزح بكل شيء إلا الريال .

بدأت المبارأة وحينها خرج نجيب عن التغطية ، قام من مجلسه ووقف على رجليه وظل يصرخ في اللاعبين ويوجههم ويشتمهم ، لقد تحمس أكثر من الحكم نفسه .!

وعند الهدف الأول للريال في مرمى برشلونة صرخ نجيب وأقبل يعانقني بفرحة وكأنه نال جائزة نوبل .!

ومع الهدف الثاني والثالث للريال تهلل وجهه وصار يغني ويرقص بشكل هستيري ، لقد أصيب بفرحة جنونية قائلا للاعبين :

ـ أقسم بالله تسمحوا للبراشلة يعملوا فينا هدف لأقتل أبتكم . ثم نزع مسدسه من وسطه وجهزه لإطلاق الرصاص .!

لقد جن فعلا .!

الحمد لله . لقد انتهت المبارأة بفوز ريال مدريد وذهبنا للعشاء في المطعم كما وعد .

بعد العشاء فاجأني بقوله :

ـ يا أخي اطلب مني أي حاجة ؟

ـ لماذا ؟

ـ أنا في قمة السرور ولو طلبت مني أعطيك نصيبي في منزلنا سأوافق .

قلت له مازحا :

ـ ولو طلبت منك تقتل عمي هل ستوافق ؟

أجاب بدون تردد :

ـ سأقتله الآن ، فقط أنت تأمر .

وضحكنا ..

حمل نجيب قاته ومضى يحتفل مع شلة ريال مدريد فأنا لا صلة لي بالرياضة ، وعدت وحيدا أفكر بقية ليلتي في حياتي التي ضيعتها بانتظار موت عمي .

ـ إلى متى سأظل أنتظر موت عمي ؟!

عمري تجاوز الأربعين وأنا لم أتزوج بعد ، لا عائلة لي ، ولا وظيفة ، ولا مهارة أو هواية ، لا شيء ، حياتي أجلتها حتى يموت عمي وأستلم ثروته .!

آكل وأشرب وأنام وأمضغ القات وأشاهد الأفلام الوثائقية ثم أنام وهكذا .!

في اليوم التالي بعد العشاء جاءني نجيب ، ناولني مسدسه ثم أخرج ماسورة كاتم الصوت من جيبه وركبها في المسدس قائلا :

ـ 20 % من ثروة عمك وأخلصك منه الليلة موافق ؟

ضحكت قائلا :

ـ أنت تمزح معي صح ؟!

أجاب بهدوء :

ـ والله ما أمزح .

رفضت فكرة نجيب الإجرامية فعمي في النهاية بمقام والدي ، ومهما فعل معي فلن أفكر بقتله .

في النهاية قررت أن أنسى عمي ، وأن أعيش حياتي كما لو أنه قد مات فقيرا ولم أعرفه ، بحثت عن الحاج مسعود ، أحد أصدقاء الوالد وزرته طالبا منه وظيفة.

سألني :

ـ هل معك شهادة عليا ؟

ــ هل لك خبرة في الإدارة ؟

ـ هل أنت ماهر في قيادة الشاحنات ؟

أحسست بالخجل وصمت .

ولأنني لا أجيد إلا الأكل والشرب ومضغ القات وانتظار موت عمي فقد وظفني الحاج حارساً في مؤسسته التجارية ، أحمل البندق على ظهري وأظل طول الليل ألف وأدور حول المؤسسة وأصيح :

ـ من أنت ؟ قف عندك .

أتحرك وأنا أرتعش من البرد القارس ولا أتوقف إلا للأكل ، أو لشرب الشاي لأتدفأ به ، لو بقيت في مكاني لتجمدت من شدة البرد ، وما إن تطلع الشمس وأتناول فطوري وأسلم السلاح للبوابة ثم أرتمي في الفراش كالميت حتى الواحدة ظهرا موعد الغداء .

وهكذا بقيت لأكثر من عام ، كنت أعاقب نفسي على كسل وراحة 40 عاما مضت.!

بعد عام ونصف من حمل السلاح والطواف ليلا حول المؤسسة والصراخ في البرد أشفق علي الحاج مسعود ، قرر أنني قد نجحت في الاختبار ، ولذا وظفني نائبا لمدير المخازن الرئيسية ، وعندما كلف مدير المخازن بأن يدير فرع الحديدة أستملت عمله وأدرت المخازن بأمانة وكفاءة .

ذات مساء استدعاني الحاج إلى مكتبه وسألني :

ــ لماذا لا تأخذ إجازة وتذهب لأولادك كبقية الموظفين ؟!

ـ أنا غير متزوج .

دهش وسألني عن السبب فأخبرته بقصة حياتي كلها بصراحة .

قرر الحاج تزويجي على نفقته ، رشح لي إحدى قريباته ، وقد تم الزواج بشكل أسرع مما توقعت .

فوجئت يوم عرسي بحضور عمي الذي تفاعل ورقص بحماس في الزفة كأنه لم يذق فرحة منذ عقود ، ولعله يكفر عن موقفه مني .

في صباح العرس وبينما كنت أتناول الإفطار مع العروسة إذا ببابي يدق بقوة أفزعتني ، قلت لها :

ـ يبدو أن أمك وشقيقاتك قد جئن .

فتحت الباب لأجد محامي عمي يحضنني ويجهش بالبكاء قائلا :

ـ عمك مات. تعال احضر إجراءات الدفن واستلم الميراث .!

ووجدت نفسي أترحم على عمي وأبكيه بحرقة رغم كل ما فعله عمي بي .!

*قصة قصيرة

⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار عمي طويل العمر ! جرحى بسبب تصادم سيارتين في كالتكس الاعب ”اوريول روميو” يضع برشلونة فى خطر ملحوظ ”بشرى سارة للمواطنين” .. تخفيض أسعار الدقيق والرغيف... مقالات عمي طويل العمر ! بعد إعترافات العماد.. أحمد سيف لن يحل ورطة... اللعنة حينما لا ينفع معها السلاح وحده حول ما أثير عن زواج المسيار اخترنا لك أفضل الأطعمة لتقوية البصر والوقاية من أمراض العيون صينيون يحتفلون بحفل زفاف يمني ويؤدون رقصات البرع... مغترب يمني يفوز بـ”100 ألف ريال سعودي” خلال... حشود بشرية هائلة في ذمار تطالب بإعدام قيادي... الأكثر قراءةً أفضل الأطعمة لتقوية البصر والوقاية من أمراض العيون صينيون يحتفلون بحفل زفاف يمني ويؤدون رقصات البرع... مغترب يمني يفوز بـ”100 ألف ريال سعودي” خلال... حشود بشرية هائلة في ذمار تطالب بإعدام قيادي... شاهد .. صراخ نساء يمنيات تم اقتحام منزلهن... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023
⇡ ×Header×Footer

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

حسين الحاج حسن: نعرف كيف أوجعنا العدو وأين

أكد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن "المقاومة ستستمر في إسناد مقاومة أهل غزة وفي إسناد أهل غزة، مهما اشتدت الإغتيالات والإعتداءات والقصف والتهديدات والتهويل والموفدون الذين يتوافدون إلى لبنان ليحملوا مبادرات أو تهديدات وينقلوا أفكارا للتأثير على المقاومة وقرارها نقول بكل وضوح المقاومة ماضية في معركة إسناد أهل غزة ومقاومة غزة، والهدف واضح وجلي منع العدو من الإنتصار في غزة ومساعدة المقاومة في غزة على الانتصار".

وقال خلال احتفال تكريمي لـ"الشهيد على طريق القدس" محمد قاسم الشاعر(ابو حوراء) في سحمر في البقاع الغربي: "اليوم الجيش الإسرائيلي وبعد كل التكنولوجيا التي يمتلكها والسلاح والإمكانات المفتوحة، فإنه وبعد أحد عشر شهراً فشل في غزة، ولم يستطع استعادة أسرى أحياء إلا عبر عملية تبادل. نحن اليوم أمام معركة إرادات، العدو الصهيوني لا يريد أن يعلن هزيمته ويريد أن يحقق إنجازا أو صورة انتصار، والمقاومة تريد أن تصمد لتمنع العدو من الانتصار ومن تحقيق الأهداف وتصمد وان شاء الله ستنتصر في معركة الإرادات، الصبر هو مفتاح النصر والمقاومة أثبتت بعد أحد عشر شهرا أنها قادرة مقتدرة قوية".

وختم: "نحن نعرف تماما كيف أوجعنا العدو وأين أوجعنا العدو ومدى وجع العدو وسنستمر إي إيلام هذا العدو، ونقول لهذا العدو ورعاته بأن إسناد غزة سيستمر وسنفعل كل ما نستطيع في هذا المجال وإذا كان العدو يهدد ويطلق تهديداته فالمقاومة أعدت لكل سيناريو محتمل وهي لا تركن إلى تطمينات أحد ولا تصدق لا عدوا ولا راعي عدو، والمقاومة مستعدة ولديها القدرات البشرية والمادية والعسكرية والتسليحية والتقنية والإستخبارية لتؤلم هذا العدو وترجعه، والمقاومة تعرف وتدرك تماما مسؤولياتها وهي على أتم الجهوزية، إذا قرر العدو أن يرتكب أي حماقة".

 

مقالات مشابهة

  • الحاج حسن: هذا العدوان لن يزيدنا الا صموداً
  • روضة الحاج: في عزلتي فصلٌ جديدٌ كي أفتشَّ عن أملْ في عزلتي أُصغي إلى صوتي أجلْ !!
  • نزهة الغولف الخاصة بترامب.. مصدر قلق طويل الأمد لدى الخدمة السرية
  • محافظ الدقهلية: أسعد أيام حياتي هو يوم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
  • بعد صيف طويل ومرهق.. العراق يسجل درجات حرارة معتدلة بدءاً من الأربعاء
  • روضة الحاج: لستُ واللهِ يا بلادي بخيرٍ وسأبقى…حتى تكوني بخيرِ
  • ويجز: شائعات حياتي العاطفية عبثية بحتة
  • التنافس التركي الإيراني: صراع طويل الأمد على النفوذ في العراق
  • حسين الحاج حسن: نعرف كيف أوجعنا العدو وأين
  • بعد غياب طويل.. ميسي يسجل هدفين في فيلادلفيا يونيون