ترتبط أسعار النفط ارتباطا وثيقا بحرب أكتوبر المجيدة. فقد نجحت الحرب فى القفز بالأسعار من 2.23 دولار للبرميل إلى ١١ دولارا بنهاية الحرب، واستمر ارتفاع الأسعار نحو ١٣ عاما متتالية حتى 1986.

أزمة النفط عام 1973 أو صدمة النفط الأولى بدأت فى 15 أكتوبر 1973، عندما قام أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (تتألف من الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا) بإعلان حظر نفطى لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة فى حرب 1967.

فالأزمة كانت عاملا رئيسيا فى تحول اقتصاد اليابان بعيدا عن النفط والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وضخ استثمارات يابانية ضخمة فى صناعات مثل الإلكترونيات.

كما أن البنوك المركزية للدول الغربية قررت خفضا حادا لأسعار الفائدة لتشجيع النمو.

وفى الوقت نفسه، اتفق أعضاء أوبك على استخدام نفوذهم على آلية ضبط أسعار النفط فى أنحاء العالم من أجل رفع أسعار النفط، بعد فشل المفاوضات مع شركات النفط العظمى التى أطلق عليها «الأخوات السبع» فى وقت سابق من ذات الشهر.

فى 16 أكتوبر 1973، قررت أوبك خفض الإنتاج من النفط، وفرض حظر على شحنات من النفط الخام إلى الغرب، الولايات المتحدة وهولندا تحديدا، إذ قامت هولندا بتزويد إسرائيل بالأسلحة وسمحت للأميركيين باستخدام المطارات الهولندية لإمداد ودعم إسرائيل.

ونتيجة لهذا فإن سعر السوق للنفط ارتفع بشكل كبير على الفور، ومع وقوع النظام المالى العالمى بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز أدى ذلك إلى سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم التى استمرت قائمة حتى أوائل الثمانينيات، وارتفاع أسعار النفط استمر حتى 1986.

وحفر المهندس أحمد عز الدين هلال وزير البترول فى حرب أكتوبر، اسمه بارزا فى تاريخ النصر. نجح الراحل فى تأمين إمداد المدرعات والمعدات العسكرية المصرية بالوقود طوال الحرب، والاحتفاظ بمخزون استراتيجى، دون أى نقص فى الإمدادات المحلية.

تولى «هلال» منصب نائب مدير عام التكرير بالمؤسسة المصرية العامة للبترول (الهيئة المصرية العامة للبترول حاليًا) فى أول فبراير عام 1964 ثم مدير عام للمؤسسة فى أغسطس 1968، ثم رئيسًا للمؤسسة فى أكتوبر 1971.

التحق «هلال» بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مما مكنه من وضع خطة كاملة لتأمين احتياجات البلاد من البترول أثناء حرب 1973 وبعدها. وتولى أول وزارة مستقلة للبترول فى مصر فى أواخر مارس 1973 وحتى عام 1984 تم خلالها إدماج التعدين مع البترول فى وزارة واحدة.

فى بداية تكليفه بالوزارة، طلب الرئيس السادات، من المهندس أحمد عز الدين هلال، زيادة أرصدة المنتجات البترولية وتوفير احتياجات الجيش. ومع احتدام المعركة وفى 15 أكتوبر، كلّف السادات المهندس أحمد هلال بالسفر إلى السعودية ثم الكويت لتنفيذ استخدام البترول العربى فى المعركة، وبالفعل بعد بدء الحرب بـ10 أيام اجتمعت 6 دول خليجية منتجة للبترول فى الكويت، ونقل «هلال» فى بداية الاجتماع وجهة نظر القاهرة الواقعية بأنه لا بدّ أولًا من الحفاظ على الإمكانيات المالية العربية لأن القطع الكلى أو التأميم يدفع الدول المعادية للعرب لتجميد الأموال العربية مع محاولة دفع الدول الصناعية الكبرى للضغط على أمريكا وإسرائيل، وبالفعل قرر العرب البدء بخفض الإنتاج، بل قررت مبدئيًا أن يكون لها حق تسعير بترولها وليس شركات الكارتل العالمى وهى الأخوات السبع الكبار، أو أكبر 7 شركات بترول كانت تتحكم فى إنتاجه وتسعيره عالميًا من جانب واحد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسعار النفط حرب اكتوبر أوبك الأراضي العربية المحتلة أكاديمية ناصر العسكرية أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

اقتصادي يكشف عن مستقبل الذهب والنفط في 2025 (فيديو)

قال أشرف جرار، الخبير الاقتصادي، إن هناك ضغوطات كبيرة على النفط، وخاصة في ظل ضعف الطلب الصيني، والذي يعد السوق الأكبر استهلاكًا، والأنظار ستتجه للحكومة الصينية ومدى دعمها للقطاع الصناعي لزيادة الإنتاج، بما ينعكس على زيادة الطلب على النفط.

وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية ببرنامج أرقام وأسواق،  إن أسعار النفط على مدار العاميين الماضيين تمر بفترة من الاستقرار.

 ارتفاع في أسعار الذهب

وفيما يتعلق بالذهب، قال إن المعدن الأصفر حقق صعودًا بنسبة 27%، ومن المرجح وحسب تقييمات كبار البنوك العالمية سيكون سعر الذهب ما بين 2500 لـ 2900 دولار للأونصة الواحدة، وما بعد  دخول ترامب للبيت الأبيض فربما يكون هناك ارتفاعا في أسعار الذهب في ظل الضغط على أسعار الفائدة.

 

مقالات مشابهة

  • أسعار صرف العملات العربية خلال التعاملات المسائية
  • أسعار إدخال الغاز الطبيعي للمنازل بالتقسيط.. الأوراق المطلوبة للتقديم
  • صلاح دياب: زيادة أسعار البترول بشكل تدريجي أمر طبيعي
  • اقتصادي يكشف عن مستقبل الذهب والنفط في 2025 (فيديو)
  • بشرى لـ«الوفد»: فيلم «آخر الخط» رحلة فانتازية عبر أسرار الخطايا السبع
  • فيديو من الجنوب... العدوّ أحرق منازل في حولا
  • العربى الناصرى: 2025 عام العبور الحقيقي إلي الجمهورية الجديدة
  • كيف كان أداء الأسواق العربية في 2024؟
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الخميس 2 يناير 2025
  • صعود أسعار النفط