كيف أحرق البترول العربى غطرسة «الأخوات» السبع الكبار؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
ترتبط أسعار النفط ارتباطا وثيقا بحرب أكتوبر المجيدة. فقد نجحت الحرب فى القفز بالأسعار من 2.23 دولار للبرميل إلى ١١ دولارا بنهاية الحرب، واستمر ارتفاع الأسعار نحو ١٣ عاما متتالية حتى 1986.
أزمة النفط عام 1973 أو صدمة النفط الأولى بدأت فى 15 أكتوبر 1973، عندما قام أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (تتألف من الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا) بإعلان حظر نفطى لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة فى حرب 1967.
فالأزمة كانت عاملا رئيسيا فى تحول اقتصاد اليابان بعيدا عن النفط والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وضخ استثمارات يابانية ضخمة فى صناعات مثل الإلكترونيات.
كما أن البنوك المركزية للدول الغربية قررت خفضا حادا لأسعار الفائدة لتشجيع النمو.
وفى الوقت نفسه، اتفق أعضاء أوبك على استخدام نفوذهم على آلية ضبط أسعار النفط فى أنحاء العالم من أجل رفع أسعار النفط، بعد فشل المفاوضات مع شركات النفط العظمى التى أطلق عليها «الأخوات السبع» فى وقت سابق من ذات الشهر.
فى 16 أكتوبر 1973، قررت أوبك خفض الإنتاج من النفط، وفرض حظر على شحنات من النفط الخام إلى الغرب، الولايات المتحدة وهولندا تحديدا، إذ قامت هولندا بتزويد إسرائيل بالأسلحة وسمحت للأميركيين باستخدام المطارات الهولندية لإمداد ودعم إسرائيل.
ونتيجة لهذا فإن سعر السوق للنفط ارتفع بشكل كبير على الفور، ومع وقوع النظام المالى العالمى بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز أدى ذلك إلى سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم التى استمرت قائمة حتى أوائل الثمانينيات، وارتفاع أسعار النفط استمر حتى 1986.
وحفر المهندس أحمد عز الدين هلال وزير البترول فى حرب أكتوبر، اسمه بارزا فى تاريخ النصر. نجح الراحل فى تأمين إمداد المدرعات والمعدات العسكرية المصرية بالوقود طوال الحرب، والاحتفاظ بمخزون استراتيجى، دون أى نقص فى الإمدادات المحلية.
تولى «هلال» منصب نائب مدير عام التكرير بالمؤسسة المصرية العامة للبترول (الهيئة المصرية العامة للبترول حاليًا) فى أول فبراير عام 1964 ثم مدير عام للمؤسسة فى أغسطس 1968، ثم رئيسًا للمؤسسة فى أكتوبر 1971.
التحق «هلال» بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مما مكنه من وضع خطة كاملة لتأمين احتياجات البلاد من البترول أثناء حرب 1973 وبعدها. وتولى أول وزارة مستقلة للبترول فى مصر فى أواخر مارس 1973 وحتى عام 1984 تم خلالها إدماج التعدين مع البترول فى وزارة واحدة.
فى بداية تكليفه بالوزارة، طلب الرئيس السادات، من المهندس أحمد عز الدين هلال، زيادة أرصدة المنتجات البترولية وتوفير احتياجات الجيش. ومع احتدام المعركة وفى 15 أكتوبر، كلّف السادات المهندس أحمد هلال بالسفر إلى السعودية ثم الكويت لتنفيذ استخدام البترول العربى فى المعركة، وبالفعل بعد بدء الحرب بـ10 أيام اجتمعت 6 دول خليجية منتجة للبترول فى الكويت، ونقل «هلال» فى بداية الاجتماع وجهة نظر القاهرة الواقعية بأنه لا بدّ أولًا من الحفاظ على الإمكانيات المالية العربية لأن القطع الكلى أو التأميم يدفع الدول المعادية للعرب لتجميد الأموال العربية مع محاولة دفع الدول الصناعية الكبرى للضغط على أمريكا وإسرائيل، وبالفعل قرر العرب البدء بخفض الإنتاج، بل قررت مبدئيًا أن يكون لها حق تسعير بترولها وليس شركات الكارتل العالمى وهى الأخوات السبع الكبار، أو أكبر 7 شركات بترول كانت تتحكم فى إنتاجه وتسعيره عالميًا من جانب واحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسعار النفط حرب اكتوبر أوبك الأراضي العربية المحتلة أكاديمية ناصر العسكرية أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
انخفاض أسعار النفط مع استمرار مخاوف الرسوم الجمركية
الاقتصاد نيوز _ بغداد
تراجعت أسعار النفط اليوم الاثنين، مع تباطؤ شهية المستثمرين للأصول الأكثر خطورة بسبب المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود، فضلا عن زيادة إنتاج أوبك+.
وانخفض خام برنت 25 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 70.11 دولارا للبرميل بحلول الساعة 00:37 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفع 90 سنتا عند التسوية يوم الجمعة الماضي.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66.76 دولارا للبرميل بانخفاض 28 سنتا أو 0.4 بالمئة بعد أن أغلق مرتفعا 68 سنتا في جلسة التداول السابقة.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط للأسبوع السابع على التوالي، وهو أطول سلسلة خسائر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بينما انخفض خام برنت للأسبوع الثالث على التوالي بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على موردي النفط الرئيسيين له كندا والمكسيك ثم أرجأها بينما رفع الضرائب على السلع الصينية.
وردت الصين على الولايات المتحدة وكندا بفرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية.
وقال توني سيكامور المحلل لدى آي جي في مذكرة للعملاء: "تراجعت أسعار النفط الخام الأسبوع الماضي بسبب عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، ومخاوف النمو في الولايات المتحدة، والرفع المحتمل للعقوبات الأميركية على روسيا، واختيار أوبك+ زيادة الإنتاج".
وعوضت أسعار النفط بعض خسائرها يوم الجمعة بعد أن قال ترامب إن الولايات المتحدة ستزيد العقوبات على روسيا إذا فشلت الأخيرة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا.
وتدرس الولايات المتحدة أيضا سبل تخفيف العقوبات على قطاع الطاقة الروسي إذا وافقت روسيا على إنهاء حربها مع أوكرانيا،.
في غضون ذلك، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بما في ذلك روسيا، المعروفين باسم أوبك+، إنها ستمضي قدما في زيادات إنتاج النفط اعتبارا من أبريل.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الجمعة، إن أوبك+ قد تلغي القرار في حالة اختلال التوازن في السوق.
من جهة اخرى ترامب الأسبوع الماضي إنه يريد التفاوض على اتفاق مع إيران، العضو في منظمة أوبك، لمنع الأخيرة من السعي للحصول على أسلحة نووية، على الرغم من أن إيران قالت إنها لا تسعى للحصول على مثل هذه الأسلحة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب يواصل حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، حيث ألغت الولايات المتحدة يوم السبت إعفاءً يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء لإيران .
فيما أكد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، السبت، أن بلاده لن تجبر على الدخول في مفاوضات.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام