توماس فريدمان: عصر الفوضى.. 4 قادة يقلبون العالم رأسا على عقب
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن العالم دخل في حقبة سماها "ما بعد بعد الحرب الباردة" التي تعد بقليل من الرخاء والقدرة على التنبؤ، في ظل غياب إمكانيات جديدة كالتي ميزت حقبة ما بعد الحرب على مدى 30 عاما منذ سقوط جدار برلين.
وأضاف أن هناك من الأسباب ما يدعوه لقول ذلك، لكن ليس منها ما هو أهم مما يقوم به 4 من قادة العالم الرئيسيين، الذين يجمع بينهم شيء واحد هو أن "كُلا منهم يظن أن قيادته لا غنى عنها، وأنهم مستعدون لبذل قصارى جهدهم للتشبث بالسلطة قدر استطاعتهم".
وأوضح أنه يعني بذلك فلاديمير بوتين روسيا، وشي جين بينغ الصين، ودونالد ترامب الولايات المتحدة وبنيامين نتنياهو إسرائيل.
وتابع أن أربعتهم -كلا بطريقته الخاصة- تسبب في اضطرابات هائلة داخل وخارج بلدانهم بدافع من مصلحة ذاتية بحتة، وليس مصالح شعوبهم.
وأضاف أنهم جعلوا من الصعوبة بمكان على دولهم أن تضطلع بوظائفها بشكل طبيعي في الوقت الحاضر، والتخطيط بحكمة للمستقبل، على حد تعبير فريدمان.
خذ بوتين مثلا، فقد بدأ كمصلح نجح في تحقيق الاستقرار لروسيا ما بعد الرئيس بوريس يلستين، وأشرف على طفرتها الاقتصادية، وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط.
ولكن ما إن بدأت عائدات النفط بالتراجع حتى أقدم على "تحول كبير" في مستهل ولايته الرئاسية الثانية في 2012 عقب اندلاع أكبر المظاهرات المناهضة له في 100 مدينة روسية، وتعثر اقتصاده.
ويقول فريدمان في عموده الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز، إن الحل الذي تبناه بوتين "تحويل الأساس الذي تستند عليه شرعية نظامه من تقدم اقتصادي إلى وطنية ذات نزعة عسكرية"، محولاً روسيا إلى "حصن تحت الحصار" لا يستطيع أحد سواه الدفاع عنه. وتحول من "موزع للدخل، إلى موزع للكرامة.. وكان غزوه لأوكرانيا لاستعادة الوطن الروسي الأسطوري الأم أمرا حتميا".
أما شي جين بينغ، فقد شهدت الصين في عهده تحولا بنحو 180 درجة بعد مرحلة من انفتاح متواصل اتسمت بتخفيف حدة الضوابط والقيود.
ومن الواضح أن شي كان يعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني بدأ يفقد قبضته على مقاليد الأمور مما أدى إلى استفحال الفساد على نطاق واسع، فعمد إلى تكريس سلطته، في حين قضى على أي خصوم له. كما جعل الصين "أكثر انغلاقا" من أي وقت مضى، "واكتمل المشهد" باختفاء وزيري الدفاع والخارجية.
وانتقل فريدمان بعد ذلك للحديث عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مستهلا بالقول إنه لم تكن في خطته يقينا بعد ما قضى العمر كله تقريبا في متابعة "صراعات" إسرائيل، أن ينتهي به المطاف للكتابة عن أن "الخطر الأكبر للديمقراطية اليهودية اليوم يكمن في عدو داخلي، وهو انقلاب قضائي يفكك المجتمع والجيش الإسرائيليين يقوده نتنياهو".
ويستطرد إلى أن إسرائيل حليف يمثل اليوم "الثقل الموازن الرئيسي" لاحتواء تمدد القوة الإيرانية في أنحاء المنطقة كافة. لكنه يستدرك محذرا من أن 3 سنوات أخرى من حكومة نتنياهو "المتطرفة" والمتطلعة لضم الضفة الغربية وحكم الفلسطينيين بما يشبه نظام الفصل العنصري، قد تصبح معه إسرائيل مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار في المنطقة، وحليفا مشكوكا فيه.
وعرج فريدمان في النهاية على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ومحاولاته لأن يصبح مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات 2024، موضحا أن مساعي ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات السابقة، وإلهامه "الغوغاء" لنهب مقر الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021، تجعل من الانتخابات المقبلة هي الأهم على الإطلاق.
وأردف بأن ثمة قاسما مشتركا يربط هؤلاء القادة الأربعة، وهو أن جميعهم انتهكوا قواعد اللعبة السياسية داخل دولهم.
ومع ذلك -يؤكد فريدمان- أن هناك أيضا اختلافات مهمة بينهم، إذ يواجه نتنياهو وترامب تراجعا في ديمقراطيتهما، ولم يشعل أي منهما حربا.
أما الرئيس الصيني شي فهو "حاكم مستبد"، ولكن لديه أجندة لتحسين معيشة شعبه وخطة للسيطرة على الصناعات الرئيسية من تكنولوجيا حيوية وذكاء اصطناعي.
أما بوتين، ففي نظر الكاتب، لا يعدو أن يكون "زعيم مافيا متنكرا في هيئة رئيس، وسيتذكره الناس لتحويله روسيا من قوة علمية وضعت أول قمر صناعي على مداره عام 1957، إلى دولة لا تستطيع صنع سيارة أو ساعة أو محمصة".
ويصف الكاتب ترامب بأنه الأخطر بين الأربعة، مضيفا أن الرئيس السابق يحبذ تجاهل المتاعب حتى أنه أشاد بمثيري الشغب وببوتين.
وختم مقاله موجزا ما يحدث في العالم بأنه "عصر الفوضى".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأفرض عقوبات على روسيا إذا رفض بوتين مفاوضات السلام
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ولايته الثانية ستكون أفضل، وإنه سيفعل أشياء ستدهش الناس.
جاء ذلك في كلمته عن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.التغلب على الصينوحسب قناة العربية، فقد قال ترامب: نريد أن نتغلب على الصين في الذكاء الاصطناعي، الولايات المتحدة تملك أكبر مشروع للذكاء الاصطناعي.
أخبار متعلقة "سدايا": مبادرات "الإذاعة والتلفزيون" عززت الوعي بالذكاء الاصطناعي"إبداعات".. مبادرة لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي الطلابية بالأحساء"نفخر بها".. 8 أركان تسلط الضوء على اللغة العربية والذكاء الاصطناعيوأعلن ترامب استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، قائلًا: ستكون هناك شركة مختصة في الذكاء الاصطناعي تسمى "STAR GATE" أصولها 500 مليار دولار.
وأضاف: سنبدأ في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وهذا يشمل بناء مراكز ضخمة للبيانات في أماكن متفرقة، وستوظف الكثير من الناس.
ترمب: سنفرض عقوبات على روسيا إذا رفض بوتين المفاوضات مع أوكرانيا #العربية_عاجل— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) January 21, 2025إيقاف حرب روسيا وأوكرانياوعن حرب روسيا وأوكرانيا، قال ترامب: حرب أوكرانيا ما كانت ستحدث لو كان لدينا رئيس فعال في البيت الأبيض، وسنفرض عقوبات على روسيا إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاوضات بشأن أوكرانيا.
وأشار إلى أنه سيبحث قضية إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، داعيًا الاتحاد الأوروبي تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.
وقال: روسيا فقدت نحو 800 ألف جندي وأوكرانيا نحو 600 ألف جندي وعلى تلك الحرب أن تتوقف، وأبلغت الرئيس الصيني بأن يساعد في حل الأزمة الأوكرانية.ترحيل المهاجرينوكرر ترامب تصميمه على ترحيل المهاجرين الذين وصفهم بالمجرمين، وقال: برنامج "تأشيرة H1" يتيح للأشخاص المؤهلين دخول البلاد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أ ف ب
وأضاف: الاتحاد الأوروبي يستغلنا كثيرًا في التجارة، وقد نفرض رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي.
وتابع: الاتحاد الأوروبي سيشارك في التعريفات الجمركية، ونتحدث عن رسوم جمركية بنسبة 10% على الصين.
ووصف ترامب العفو الذي أصدره بايدن عن بعض الشخصيات كان "سخيفًا".شراء تيك توكوعن تطبيق تيك توك، قال إنه يفكر في أن يطلب من شخص ما شراء تيك توك ومنح نصفه للولايات المتحدة، وقال سأدعم شراء إيلون ماسك لـ "تيك توك" إذا أراد ذلك.
وبشأن حرائق غابات لوس أنجلوس، قال ترامب: الحرائق دمرت مساحات خضراء شاسعة وتسببت في تدمير كبير للتربة، وسنصدر أمرًا تنفيذيًا بشأن توفير المياه في كاليفورنيا.