التنمية الاجتماعية تطلق منصة جود للتبرعات الخيرية

-راشد الشامسي: نافذة جديدة للعطاء ترسخ قيم الشفافية في العمل الخيري

- أحلام التوبية: قاعدة بيانات موحدة تخدم الجهات الخيرية ومتخذي القرار

- توفير إحصائيات مالية دقيقة والحد من ازدواجية الصرف أبرز المميزات

أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية بفندق كراون بلازا العرفان المنصة الرقمية "جود" للتبرعات الخيرية، وخدمة الجمعيات والفرق الخيرية التطوعية في سلطنة عمان، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وعدد من المسؤولين ورؤساء الجمعيات والفرق الخيرية التطوعية.

ويأتي إطلاق المنصة في إطار توظيف تقنية المعلومات والاتصالات لخدمة الجمعيات والفرق الخيرية العمانية، وتسهيلًا للمتبرعين في الوصول إلى جميع الجمعيات والفرق الخيرية التطوعية في سلطنة عمان من خلال منصة موحدة دون الحاجة إلى زيارة كل جمعية أو فريق على حدة، إلى جانب التأكد من وصول المبالغ المتبرّع بها إلى الجهة المعنية وخلال ثوان عبر قنوات الدفع الآمنة.

وقال سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في كلمة أثناء الحفل: امتثالا للنهج السامي لمولانا جلالة السلطان هيثم –حفظه الله ورعاه- في تطوير العمل الخيري والمحافظة على قيم التكافل المجتمعي ومن منطلق رؤية عمان 2040 وفي ضوء الاهتمام بالتحول الرقمي الذي توليه الحكومة أهمية كبيرة؛ نظرًا لقدرته على تبسيط الإجراءات وتسهيلها على المستفيدين، تأتي منصة جود الخيرية لتجسّد الاهتمام بالتقنية لخدمة الجمعيات والفرق التطوعية، وتؤكد السعي الحثيث نحو تقديم قنوات آمنة للدفع يجمعها مكان واحد، الأمر الذي يتيح للمؤسسات والأفراد التبرع بكبسة زر.

وأشار إلى أن المنصة تعد نافذة جديدة للعطاء والخير تسهم في الوصول إلى المستحقين والمستهدفين بسهولة ويسر، كما أنها تُرسّخ قيم الشفافية والوضوح في العمل الخيري؛ وتسهم في تقديم معلومات وأرقام وإحصائيات مالية دقيقة ومباشرة تمكن المتبرعين من الاطلاع عليها بكل سهولة ويسر، مما يعزز الثقة لديهم، ويؤكد لهم أن مساعداتهم تصل إلى من يحتاجها بصورة مباشرة وفعالة.

وأضاف سعادته: تتميز المنصة بالعديد من الخصائص منها أنها توحد الإجراءات المتبعة لدراسة الطلبات المقدمة للجمعيات والفرق الخيرية واعتمادها في مكان واحد، وكذلك تسجيل تفاصيل الحالات المستفيدة ومتابعة الصرف لها، إلى جانب أنها تحد من ازدواجية الصرف للحالات المستفيدة من أكثر من جهة؛ الأمر الذي سيوجه المبالغ إلى حالات مستحقة أخرى، كما أنها توفر عددًا من التقارير والمؤشرات الإحصائية التي تستعرض بيانات مختلفة يستفيد منها طالب المساعدة، أو مقدّمها، أو حتى الباحثين المهتمين بالبيانات والمؤشرات المتعلقة بالعمل الخيري في سلطنة عمان.

واستطرد وكيل التنمية الاجتماعية في كلمته: إن مفهوم القيم الإنسانية وروح التضامن والمساعدة المتبادلة بين الأفراد هي الهدف الأسمى للعمل الخيري والتطوعي، وإن فعل الخير مقصد الديانات، وشُرِع التَّنافس فيها باستباق الخيرات، إذ يتجلى العمل الخيري في رعايته للفرد والأسرة والمجتمع، ويسعى إلى تحسين الظروف الحياتية في المحن والأزمات والملمات، وهي فرصة لأفراد المجتمع في تحسين جودة الحياة في البيئة التي يعيشون فيها، وحلحلة بعض التحديات والمشكلات التي تواجههم في مجتمعاتهم، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد مجتمع متماسك متكافل، يشعر بالانتماء وينمي روح المسؤولية الاجتماعية ويُسهم في إعمار الأرض، وتحقيق التوازن في المصالح وبناء شبكات من العلاقات الاجتماعية القوية، مع المحافظة على ثوابت الدين الحنيف.

وأوضح سعادته أن الحاجة الماسة في كثير من دول العالم دعت إلى تأسيس مؤسسات وجمعيات معنية بعمليات العمل الخيري والتطوعي لتكون الذراع المعاون والمساند للمؤسسات الحكومية، وفي سلطنة عمان لا نغفل دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية والفرق التطوعية، خاصة في أوقات الكوارث الطبيعية، ولعل الأنواء المناخية الأخيرة شاهين وما نتج عنه من أضرار طالت بعض المرافق الأساسية والمنازل والأسر هي الشاهد الأكبر على تكاتف الجهود بين جميع المؤسسات في الدولة من الحكومة للقطاع الخاص وإلى الجمعيات والمؤسسات والفرق التطوعية.

وصرحت أحلام بنت عبد الله التوبية رئيسة فريق التحول الرقمي بوزارة التنمية الاجتماعية أن منصة جود نتاج التعاون والتشارك ما بين عدد من الجهات الحكومية مع المؤسسات الخيرية المتمثلة في الجمعيات والفرق الخيرية، وهي نافذة إلكترونية تستكمل الجهود في توظيف تقنية المعلومات لخدمة وتبسيط إجراءات العمل التطوعي، كما تقدم عددا من الخدمات بدءا من خدمة التبرع الإلكتروني مرورا بإدارة برامج المساعدات وتسجيل المستفيدين ودراسة الحالات وانتهاء بصرف المستحقات للمستفيدين عبر قنوات إلكترونية آمنة مستفيدين بالتطور التقني في هذا الجانب.

وتابعت قائلة: من المؤمل أن توفر المنصة بعد استكمال كافة الجمعيات والفرق، قاعدة بيانات موحدة لعمليات التبرع وتوحيد إجراءات دراسة الحالات والتدقيق عليها وصرفها من جميع الجمعيات والفرق الخيرية، كما ستقدم تقارير إحصائيات وبيانات تخدم كلا من المتبرع والجهات الخيرية والمستفيد وتدعم متخذي القرار والمهتمين بالعمل التطوعي ناهيك عن أنها تتسم بالشفافية والمصداقية، وتتكامل مع عدد من الجهات الحكومية في سبيل توفير بيانات تعين الجهات الخيرية على سرعة تقديم المساعدات الاجتماعية للمستحقين، ومن المؤمل أن توفر على مقدمي طلبات المساعدات الكثير من الجهد والوقت نظرا لتوفر عدد من البيانات من خلال الربط الإلكتروني مع الجهات.

وأكدت التوبية أن تفعيل المنصة بالشكل الصحيح قائم على الوعي المجتمعي بضرورة استخدام القنوات الرسمية للتبرع وشراكة الجهات الخيرية، والانتقال إلى منصة جود سيكون عبر مراحل تدريجية فإطلاقها الآن يوضح الجاهزية لاستقبال كافة الجمعيات والفرق الخيرية، لاستكمال عدد من الإجراءات الاستباقية قبل الدخول وتكوين حسابات إلكترونية التي جاري العمل عليها ومن المؤمل الانتهاء من كافة الجمعيات والفرق خلال شهرين من تاريخ إطلاق المنصة.

المصدر: لجريدة عمان