«أدنوك» تُرسي عقد مشروع الحيل وغشا على «الإنشاءات البترولية»
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أرست شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عقد مشروع تطوير الحيل وغشا الذي يعد أكبر مشروع بحري للغاز الحامض في العالم، على شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، التابعة لمجموعة NMDC، التي تقود المشروع بالتعاون مع شركة سايبم الإيطالية لخدمات الطاقة، وهو أكبر مشروع تحصل عليه الشركة في تاريخها.
ويشمل نطاق المشروع أعمال الهندسة والمشتريات والبناء لأربع مراكز حفر ومحطة معالجة سيجري بناؤها على جزر اصطناعية، إلى جانب عدد من المنشآت البحرية وما يفوق عن 300 كيلومتر من خطوط الأنابيب تحت البحر.
وشهد توقيع عقد الترسية المهندس ياسر زغلول، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة NMDC، على هامش معرض ومؤتمر «أديبك 2023» الذي يشكل الملتقى الأكبر من نوعه في قطاع الطاقة على مستوى العالم، والذي جرى توقيعه من جانب المهندس أحمد الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة الإنشاءات البترولية الوطنية.
وبهذه المناسبة، قال المهندس ياسر زغلول، الرئيس التنفيذي للمجموعة: «يعكس فوز شركة الإنشاءات البترولية الوطنية بعقد تطوير أكبر مشروع بحري للغاز الحامض في العالم، قدرتنا التنافسية العالية، وجهودنا الكبيرة إلى جانب فريق عملنا في المجموعة نحو تنفيذ المشاريع العملاقة وفق أعلى معايير الكفاءة والسلامة التي تراعي الممارسات المستدامة وسرعة الإنجاز، كما يجسد هذا المشروع ثقة شركة أدنوك في قدرتنا على تحقيق نتائج آمنة وموثوقة وملموسة، نثمن هذه الثقة لتطوير مشروع الحيل وغشا، ونتطلع إلى التعاون الاستراتيجي مع شركائنا لنظفر بإنجاز وإنجاح المشروع وتعزيز رصيد إنجازاتنا ونمونا في الأسواق المحلية والعالمية».
من جهته، قال المهندس أحمد الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة الإنشاءات البترولية الوطنية: «إن الفوز بمشروع تطوير الحيل وغشا، يشكّل إنجازاً مهماً لشركتنا، حيث يبرز هذا الإنجاز التزامنا بالابتكار والاستدامة والتميز في قطاع الطاقة، ونحن ملتزمون بتسخير خبرتنا وطاقاتنا لتحقيق نتائج متميزة وملموسة يكون لها أثر كبير في تشكيل مستقبل أكثر إشراقاً لصناعاتنا ولدولة الإمارات».
وتمتلك شركة الإنشاءات البترولية الوطنية القدرات التقنية والفنية لتنفيذ مشروع بهذا الحجم والأهمية، ولديها الموارد والإمكانيات والخبرات التي تمكّنها من التعامل مع العمليات والأنظمة التقنية المختلفة المرتبطة بهذا المشروع، وقد نفذت وسلّمت الشركة سابقاً عدداً كبيراً من المشاريع العملاقة لشركة أدنوك بنجاح منذ انطلاقها.
وتعتبر شركة الإنشاءات البترولية الوطنية شركة عالمية توفر حلولاً متكاملة في مجالات الهندسة والمشتريات والبناء لقطاعات النفط والغاز البري والبحري، والبتروكيماويات، والطاقة المتجددة، منذ 5 عقود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أدنوك الرئیس التنفیذی
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 51
كان من المفترض أن يكون ذلك المقال هو استكمال موضوع مقالة من طرف خفي 50 التي تناولت بها علاقة سيناء بتابوت العهد، الا انني فضلت التحدث هنا عن موضوع أكثر خطورة علي الأمن القومي و الهوية المصرية و العربية معا، نظرا لما حدث مؤخرا بشأن ظهور أحد الشخصيات بملابس غير لائقة أثناء تمثيله مصر في محفل دولي .
الفن الهابط أداة للسيطرة وتفكيك الانتماء و يعد أهم استراتيجية اعتمد عليها مشروع الشرق الأوسط الكبير لبرنارد لويس، و سبق و تحدثت عنها مرارا من خلال سلسلة مقالات من طرف خفي ، ومقالات أخرى، فضلا عن مجموعة كتب مغامرات صحفية لكشف الربيع العبري.
في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، يتعاظم دور الفن والإعلام كأدوات تشكيل الوعي المجتمعي، إلا أن تساؤلًا بات يطرح نفسه بإلحاح: هل ما يُقدَّم على الشاشات الآن هو فنٌ حقيقي؟ أم أنه وسيلة لإلهاء الشعوب وإعادة تشكيل انتماءاتها؟
ولعل الإجابة تقودنا إلى مسارات أعمق ترتبط بما يُعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الكبير"، وهي خطة جيوسياسية تهدف لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح قوى كبرى، باستخدام أدوات ناعمة أبرزها الإعلام والفن.
الفن الهابط.. تغييب الوعي لا تنويره
الفن، كما يفترض أن يكون، هو انعكاس للواقع وتعبير عن آمال الناس آلامهم، لكنه في العقود الأخيرة، تحول –بشكل ملحوظ– إلى منتج استهلاكي يروّج للسطحية والانحلال القيمي. مسلسلات وأغاني وبرامج مليئة بالإثارة الإيحاءات، ومليئة أكثر بمحاولات نسف الهوية الثقافية والذوق العام.
يسهم هذا النوع من الفن في قتل الحس النقدي لدى المتلقي، ويخلق أجيالا تبحث عن الشهرة السريعة والمكاسب الرخيصة، بدلا من العلم والعمل والانتماء الحقيقي للأوطان.
السيطرة على الإعلام.. الماسونية
عبر تاريخها، سعت الجماعات السرية مثل الماسونية إلى اختراق مفاصل الإعلام والفن، انطلاقًا من فهمها العميق لتأثير الصورة والكلمة في تشكيل وعي الشعوب.
من خلال امتلاك شركات إنتاج عملاقة، وشبكات بث عالمية، استطاعت تلك القوى أن تفرض رسائل معينة بشكل ناعم ومتكرر: تمجيد الفردية، تفكيك الأسرة، تشويه الرموز الوطنية، والترويج لثقافة الاستهلاك، وكلها تصب في تقويض مفاهيم الانتماء والهوية الجماعية.
في كثير من الأعمال المنتشرة على نطاق واسع، نلحظ رموزًا ماسونية صريحة، أو رسائل مشفرة تخاطب اللاوعي وتخترق دفاعات العقل.
مشروع الشرق الأوسط الكبير.. تفكيك لا تطوير
أطلق هذا المشروع رسميًا في أوائل الألفينات كخطة لتحديث المجتمعات العربية وفق "نموذج ديمقراطي غربي"، لكنه في جوهره كان محاولة لإضعاف الدول المركزية، وإثارة الفوضى الخلّاقة، وإعادة تشكيل الانتماءات من الوطنية إلى الطائفية والعرقية.
الفن الهابط، والإعلام الموجّه، كانا جزءًا من أدوات تنفيذ هذا المشروع. فبدلًا من دعم الفنون الهادفة التي تعزز روح المقاومة والهوية، جرى تلميع "النجوم" المصطنعين، وتهميش الفنانين الحقيقيين، ومحاصرة الأصوات الحرة.
الانتماء.. الضحية الصامتة
في خضم هذه المنظومة، كان الانتماء أول الضحايا. الانتماء للأسرة، للهوية الثقافية، للوطن. فحين يُسخّف التاريخ، ويُستهزأ بالرموز، وتُشيطن الوطنية، يُصبح الفرد فريسة سهلة لأي مشروع خارجي.
ولذلك فإن مقاومة الفن الهابط ليست معركة ذوق فقط، بل معركة وعي ووجود. مقاومة إعلام التسطيح ليست ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على ما تبقى من انتماء وهوية في وجه مشاريع التفتيت.
حين نربط بين الفن الهابط، السيطرة على الإعلام، المشروع السياسي الكبير، والانتماء، نكتشف أننا أمام معركة وعي شاملة. والرد لا يكون بالرفض فقط، بل بصناعة البديل: فن راقٍ، إعلام صادق، مشروع ثقافي نهضوي، يعيد بناء الإنسان المصري و العربي على أسس من الانتماء والكرامة والحرية.