الأسبوع:
2024-12-23@15:47:25 GMT

نصر أكتوبر منحة ربانية

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

نصر أكتوبر منحة ربانية

عندما صدح صوت الرئيس السادات في القاهرة إبان حرب أكتوبر المجيدة 1973 م معلنا للعالم أجمع أن قواتنا المسلحة قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكري لم يكن حديثه رجما بالغيب أو دربا من الخيال، إنما كانت منحة ربانية وفق المعطيات الآتية:

أولا- العدو الصهيوني يتمترس خلف ترسانة عسكرية هي الأكبر في الشرق الأوسط آنذاك، لا بل أن خزائنه مليئة من أمريكا القوة الأعظم المساندة لها.

ثانيا- العدو الصهيوني يتمترس خلف أقوى خط دفاعي صناعي طبيعي (خط بارليف - قناة السويس ) عرفه التاريخ منذ نشأته إلى يومنا هذا.

ثالثا- أن العبور إلى سيناء كان يستلزم أوضاع لم تكن موجودة على أرض الواقع بما يعنى تفوق مصر عسكريا، كما أن الانتظار حتى يتحقق ذلك كان أمرا عبثيا، فمثلا يلزم المهاجم أن يكون أقوى بثلاث مرات من المتمترس (المحتل ) خلف خطوطه الدفاعية وهم الصهاينة.

رابعا-قوة وعظمة الشعب المصري والذي أعد جبهته الداخلية خلال ست سنوات للثأر ورد الاعتبار رغم الظروف الاقتصادية الناتجة عن الهزيمة وخروج جزء كبير من قطاع البترول من الخدمة، وبرغم توجه الإقتصاد كله لإعداد الجيش للمعركة وبذل الغالي والنفيس لتحرير الأرض، إلا أن الجبهة الداخلية لم تشكو نقص سلعة أو تدني خدمة.

خامسا- لم يستجب شعبنا العظيم للحملات الدعائية المغرضة بأننا أصبحنا جثة هامدة، فقبلنا أن نأكل الفتات ونربط على بطوننا لإيماننا بالنصر.

سادسا- بشارة النصر العظيم والتي حملها ولى الله فضيلة الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، عندما جاءه رسول الله صل الله عليه وسلم في المنام وأخبره ببشرى النصر، ورآه الإمام وهو يعبر القناة مع طائفة من الملائكة، وهذه الرواية تأكدت منها من ابنه فضيلة الأستاذ الدكتور منيع عبد الحليم محمود إبان عمادته لكلية أصول الدين بالقاهرة في العام 2006م فقد اتصلت به لتوثيق الرواية، واستقبلني بمكتبه صيف ذلك العام ودار الحديث قرابة ساعة وأكثر.

سابعا - شاء الله تعالى أن يكون هذا النصر تدريبا وتخطيطا وتنفيذا مصريا خالصا ليس لدولة شرقية كانت أو غربية فضل فيه، نصرُ بدأناه بالتكبير والتهليل واختتمناه بالسجود على رمال سيناء.

ثامنا - أعمى الله تعالى أبصار العدو الصهيوني وتابعيهم وراعِهِم جراء خطة الخداع الاستراتيجي والتي نفذها رأس الدولة بنفسه.

القارئ الكريم.. النصر يحتاج إلى سلاح الإيمان قبل سلاح الميدان، فالسلاح وحده لا يحرر أرضاً، إنما يحتاج إلى عقيدة وعدالة قضية وإيمان بالوطن، في غزوة بدر كان المؤمنون قلة قليلة أغلبهم بلا سلاح لكن جُلهم مؤمنون بقضيتهم والدفاع عنها وانتصروا نهاية الأمر، وفي السادس من أكتوبر كان العدو يتباهى بعدته وعتاده لكن النصر تحقق في النهاية لأصحاب الأرض الذين سقوا الرمال بدمائهم، نصر أكتوبر العظيم منحة ربانية لا علاقة لها بالسلاح ولو اجتمع أهل الأرض جميعا.

اقرأ أيضاًغدًا.. فتح حدائق القاهرة بالمجان احتفالا بذكرى نصر أكتوبر الـ50

رئيس البرلمان العربي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المطار الإسكندرية محافظ مطروح محافظة البحيرة المحليات محافظة مطروح سيول السيول في مطروح الجهات التنفيذية

إقرأ أيضاً:

فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم

تبدو العزلة التامة للفرد في بيئة ممتدة لكنها في ذات الوقت مغلقة بمثابة تحد تواجهه الشخصية وهي ترى أن مصيرها مرتبط بالخروج من تلك البيئة الصارمة.

هذه المعطيات لطالما عالجتها السينما في العديد من الأفلام وذلك من خلال وجود الشخصية الدرامية في العديد من البيئات، فتارة في كهوف جبلية أو صحراء قاحلة مفتوحة أو بحر هائج أو غابات ممتدة تجعل ذلك الامتداد الاستثنائي بمثابة فضاء مفتوح على أشكال شتى من التحديات.

هذه الفرضية يقدمها فيلم "السنة العاشرة" للمخرج بنجامين غودجر الذي يعرض حاليا في صالات العرض في أوروبا والولايات المتحدة ونال أصداءً واهتماما نقديا ملحوظا من منطلق تصنيفه على انه من أفلام الرعب وفي نفس الوقت انتماؤه إلى أفلام نهاية العالم ( ابوكاليبس) التي تم إنتاج الكثير منها وكانت ثيمتها الأساسية ترتكز على من تبقى حيا بعدما ضربت العالم جائحة ما من الأوبئة إلى الحروب الكونية.

حياة أولئك الناجين أو من هم لا يزالون على قيد الحياة بعد مرور 10 سنوات على الانهيار الذي نجهل ما هو بالضبط لكن ها نحن مع بضعة أشخاص يتنقلون وسط الغابات باحثين عن الماء والطعام ثم ليصطدموا مع جماعة أخرى تتسم بالوحشية والرغبة في القتل.

والحاصل أن ما يمكن استنتاجه هو وصول ما تبقى من البشر بعد عقد من الانهيار العظيم إلى حافة المجاعة وشح المياه وهو ما يظهر جليا حتى على ملابس أولئك الناجين الرثة والمائلة إلى اللون البني، ومن هنا يمكننا أن نستنتج بعد مرور الربع الأول من وقت الفيلم لماذا تتحاشى الشخصيات أسماع أصواتها فهي تخشى من الانكشاف لدى جماعات وحشية هائمة على وجوهها وبذلك أعادنا هذا الفيلم إلى أفلام سابقة من أهمها فيلم مكان هادئ بجزئيه وفيلم قفص العصافير وفيلم الصمت وفيلم لا تتنفس وغيرها، وكلها تقريبا كان فيها إسماع الصوت يؤدي إلى هجوم كائنات وحشية أو زومبي لكن في هذا الفيلم تبدو المعالجة مختلفة فهي بمثابة نوع من التحدي.

لقد تم استخدام الصمت أداة فيها كثير من الجرأة، فالشخصيات لا تطلب إحداها من الأخرى الصمت وعدم الكلام ولكن هو أمر تلقائي ولنا أن ننظر بشكل واقعي إلى أحداث فيلمية تمتد إلى أكثر من 90 دقيقة وحتى نهاية الفيلم من دون نطق كلمة واحدة مع عدم فقدان متعة المشاهدة وهو ما يحسب لكاتب السيناريو والمخرج تلك الجرأة في تقديم بناء سردي -صوري متقن ومتكامل من دون حوار.

وفي هذا الصدد يقول الناقد ايلودي ماريوت موقع فيلم هاوندس "يبدأ الفيلم ببناء التوتر بشكل جيد رغم الاستغناء عن الحوار، حيث يصور مشاهد الحركة المروعة باعتبارها بديلا بصريا للحوارات المتبادلة بين الشخصيات. إن صراخ مجموعة من الكلاب المتعطشة للدماء التي تبحث عن شخص ما لتنقض عليه أمر مرعب، ولكن القفز السريع إلى مكان آمن غالبًا ما يقلل من ثقل هذه اللحظات المتوترة. ورغم جودة الصورة والاستغناء عن الحوار، إلا أن أحد عيوب الحوار المحدود أو غير الموجود هو أن المشاهدين قد لا يشعرون بالارتباط الكامل بالشخصيات، مما يحول دون الوصول إلى أفكارهم أو مشاعرهم أو دوافعهم".

أما الناقدة كارينا جونز في موقع هافن هورر فتقول: "عليّ أن أعترف أنه على الرغم من إعجابي بفكرة وقصة الفيلم، إلا أن هناك بعض المشكلات الرئيسية التي برزت. إحدى هذه المشكلات تتعلق بالشخصية الرئيسية في الفيلم، فقد بدا وكأنه لا يستطيع اتخاذ الاختيار الصحيح أو القيام بالشيء الصحيح في الوقت الصحيح".

أما من وجهة نظر نقدية مقابلة، فإن تعمد المخرج تقديم الشخصية الرئيسية -الممثل توبي غودجر بهذه الصورة فقد كانت في إطار تلقائية أداء الشخصية، فهو شخصية عادية وليس بطلا خارقا أو استثنائيا ولهذا كان يمكن أن يفشل في مواجهة أولئك الذين يطاردون ضحاياهم وأن يقع ضحية مع أن نمطية أفلام من هذا النوع تقدم شخصية البطل المخادع القادر على إيجاد الحيل المناسبة للفرار.

على أن من التحولات الأساسية في الفيلم ومن خلال استخدام الحبكات الثانوية كمثل انتزاع المفتاح من رقبة أحد أشرس الشخصيات التي تلاحق أيا كان بصحبة عصابة شرسة وهو مشهد بدا جريئا وفيه بعض المبالغة إلا انه قادنا إلى حبكات ثانوية أخرى تمثلت في الهجوم على المنزل المتنقل والاستفادة مما يحتويه من مخزون غذائي.

واقعيا نحن أمام ثلاث شخصيات ممثلة في الأب وابنته المريضة والابن الذي سوف يبقى وحيدا بعد مقتل الأب ولهذا يمضي في رحلة البحث عن الطعام وهو يخوض مواجهات شرسة مع خصومه بينما كان هنالك مشهد الكلاب المتوحشة مما يقوي جانبه ويمنحه فرصة الاقتصاص من خصومه.

ولعل مضي الوقت الفيلمي والاقتراب بأحداث الفيلم من النهاية ومع الاستغناء عن الحوار كان بمثابة امتحان حقيقي لجهة توفر الفيلم حتى النهاية على عامل التأثير في المشاهد واجتذابه للمضي في متابعة الأحداث وهي ميزة أثبتت نجاح فكرة الاستغناء عن الحوار وترسيخ أهمية عنصر الصورة.

على أننا لابد أن نشير إلى أن استخدام ثنائية الصورة والحركة والمطاردات وحبس الأنفاس كانت من بين العناصر التي عوضت عن الحوار وأعطت زخما للأحداث كما وفرت قوة للصورة بكونها محملة بكثير من الدلالات والعناصر التعبيرية الغزيرة التي صارت بالتالي بدائل مقنعة لغرض المضي في متابعة الأحداث.

من جانب آخر هنالك الهم الإنساني الذي يحرك الشخصية للمضي في تحمل المخاطر، من خلال محاولة العثور على دواء للشقيقة المريضة التي زاد جرحها صعوبة وتفاقما ولهذا كان اندفاع الشقيق بشكل هستيري متحملا المخاطر قد تكلل بالنجاح جالبا الطعام والدواء من مكان متروك ولكنه وعندما يعود إلى المخبأ لن يعثر على الشقيقة لكن يدا تمتد وسط العتمة وتستقر على كتفه لتعيد إليه الأمل في عثوره عليها.

هذه الكثافة في الأحداث والصراعات في إطار مربع لا يتعدى تلك الغابة التي يختبئ فيها القتلة واللصوص والزومبي تكاملت من خلال التفاعل مع الشخصية الرئيسية وهي تمارس لعبة الكر والفر مع العديد من الخصوم بما أضفى على الفيلم صفة النوع المختلف عن الأشكال والمعالجات المعتادة في هذا النوع من أفلام الانهيار العظيم إذ غالبا ما تحتشد العديد من الشخصيات الناجية في مواجهة خصوم مختلفين وذلك في إطار فكرة الصراع من أجل البقاء.

...

سيناريو وإخراج/ بنجامين غودجر

تمثيل / دونكان لاكروا – الأب، توبي غودجر – الابن، هانا براون – الابنة

إنتاج/ بلو فوكس

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام العدو الصهيوني : سلاح الجو يواجه صعوبات في جمع المعلومات الاستخبارية عن اليمن
  • حجاج عبد العظيم ينعي حسن بلبل: "الله يرحمك يا حسن ويغفر لك ويدخلك فسيح جناته"
  • صمود المقاومة الأسطوري ونصرها الاستراتيجي
  • أكرم القصاص: ما جرى في السابع من أكتوبر له تداعيات واسعة على الأوضاع في سوريا وإيران وحزب الله
  • فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • النصر السعودي يعلن غياب عبد الله الخيبري لمدة شهر عن الملاعب
  • ‏مصادر طبية في غزة: مقتل 45227 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023
  • نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟