بقلم/أ.خليل إبراهيم طه العلي
يعاني اللاعب الفلسطيني في مخيمات لبنان من بعض القوانين الإتحادية الرسمية اللبنانية التي تحول بينه وبين إبراز نجوميته وتألقه لعدم مشاركته في الأندية اللبنانية إلا ضمن النظام الخاص باللاعبين الفلسطينيين في لبنان، لا اتحدث فقط عن كرة القدم بل عن كافة الاتحادات الرياضية في لبنان التي لا تسمح إلا للاعب فلسطيني واحد كغير أجنبي داخل الملعب.



يبلغ عدد اللاعبين في المخيمات الفلسطينية في الفرق والأندية الرسمية منها والشعبية ما يفوق 5000 لاعب في شتى الألعاب من أصل مجموع الشباب الفلسطيني الذي يبلغ تعداده في المخيمات والتجمعات ما يقارب 80 ألف نسمة.
تمارس الأندية الفلسطينية نشاطاتها ضمن عدة مسارات رياضية حسب واقعها الجغرافي وامكاناتها المادية، فمنها من ينتسب للاتحادات الفلسطينية في فرع الشتات لبنان، ومنها من ينتسب إلى اللجان المناطقية والمخيماتية والمؤسسات والتجمعات الرياضية الأخرى، ولكل منها روزنامتها السنوية من النشاطات الرسمية والشعبية.

يعتبر وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومنهم الرياضيون وجوداً موقتاً حتى تحقيق تحرير الأرض وعودة اللاجئين، ولهذا كانت الأنظمة والقوانين في الاتحادات الرياضية اللبنانية وغيرها الاجتماعية والمهنية فيها كثيراً من الصعوبات الحياتية والإنسانية، وذلك لتوصيات سياسية عربية واسلامية، يعتبرها البعض حفاظاً على حق العودة وعدم إذابة اللاجئين في البلدان العربية حتى تبقى فلسطين هي الوطن الأم والوجهة الأولى لهم.

يبلغ عدد اللاعبين الفلسطينيين المنتسبين للاتحادات اللبنانية ما يقارب 105 لاعبين موزعين على كافة الدرجات والفئات العمرية، وهذا عدد مقبول إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد اللاعبين المسموح لهم أصلاً التسجيل على كشوفات الأندية بشكل قانوني ونظامي. وطبقاً لنظام الإتحاد اللبناني السابق الذي يسمح للاعب فلسطيني واحد في الملعب كلاعب غير أجنبي، أما اللاعب الثاني والثالث فيلعب بصفة لاعب أجنبي إذا لم يتعاقد النادي اللبناني مع اللاعبين الأجانب.

في بداية شهر تموز 2023 أصدر الإتحاد اللبناني لكرة القدم قراراً بزيادة عدد الأجانب إلى أربعة لاعبين على أن يكون أحدهم من قارة آسيا، وذلك من خلال خطة التطوير والبناء المستقبلية التي رسمها الإتحاد و بناء على توصيات الأندية اللبنانية ، وقد أثار هذا القرار جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي اللبناني، حيث اعتبره البعض إيجابياً خاصة للأندية المشاركة في تصفيات وبطولات آسيا ، والبعض اعتبره مفيداً للأندية ولاعبيها، وكذلك تحسين قيمة ومستوى الدوري اللبناني إذا ما أحسن اختيار اللاعب الأجنبي، والبعض أعتبره مضراً باللاعب اللبناني لأن اللاعب الأجنبي أخذ مكانه في التشكيلة الأساسية .

أما اللاعب الفلسطيني المقيم في لبنان فعليه الاستفادة من هذه الخطة ومن هذا القرار اللبناني الذي يعتبر فرصه له لأن يكون لاعباً ضمن التشكيلة الأساسية دون معوقات إذا توفرت فيه الصفات المطلوبة كلاعب مؤهل لمنافسة اللاعب اللبناني بقدراته ومهاراته، والقرار بتفاصيله قد يسمح بوجود أربعة أو خمسة لاعبين فلسطينيين في الملعب مشروطاً بعدم وجود لاعبين أجانب في الفريق ، وهذا منوط بإمكانية النادي اللبناني المادية لشراء اللاعبين الأجانب في ضل الحالة الاقتصادية الصعبة في لبنان ، وبقدرات اللاعبين الفلسطينيين، والفرصة اليوم متاحة للأندية اللبنانية التي تحتضن أكثر من لاعب فلسطيني في صفوفها أن تعطي اللاعبين الفلسطينيين فرصة في التشكيلة الأساسية اذا ما توفرت فيهم شروط النجومية ، وهذا يفتح لهم باب الأمل والفرص وباب المنافسة وبذل الجهد .

كثر في الآونة الأخيرة تواجد العناصر الكاشفة للموهوبين من قبل الأندية اللبنانية في المدن والقرى ومنها المخيمات والتجمعات الفلسطينية، ومن خلال متابعة الأكاديميات التي أصبحت عاملاً إيجابياً في صنع وصقل اللاعبين، وإن هذا القرار الجديد هو فرصة أكبر لاكتشاف المواهب في المخيمات ، وحسب معلومات موثوقة فإن في الأندية اللبنانية مجموعة من اللاعبين الفلسطينيين من البراعم والناشئة والشباب سيكون لهم في المستقبل دور بارز ومهم في أنديتهم ، وسأذكر منهم البعض على سبيل التوضيح وليس الحصر (في الأنصار عبد راشد وفؤاد حبوس وفي التضامن صور جاد ومحمد عبد الهادي وجهاد الحلاق وفي الصفاء إبراهيم حسين وزين أبو عتيق وفي الساحل هادي دكور وفي العهد محمد ابو العينيين) وغيرهم الكثير.

ولأن هنالك إيجابيات مستجدة للاعب الفلسطيني في الأندية اللبنانية والتي يستفيد منها من خلال خطة التطوير والاستراتيجية المستقبلة التي يعمل من خلالها الاتحاد اللبناني لكرة القدم والتي يراد منها عودة المكانة الصحيحة للكرة اللبنانية في آسيا، نطالب المعنيين في الإتحاد برئاسة الأستاذ هاشم حيدر والمكتب التنفيذي والأمانة العامة باتخاذ قراراً جديداً يسمح لحارس المرمى الفلسطيني أن يسجل على كشوفات الأندية اللبنانية فاتحين له الأمل ليكون لاعب كرة قدم كغيره من اللاعبين.

صيدا - لبنان
*مدير المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الفيفا يحسم الموضوع .. عمان والكويت والأردن تدعم خوض فلسطين التصفيات بأرضها

أصدرت اتحادات كرة القدم في سلطنة وعمان والكويت والأردن بيانات رسمية عبر مواقعها ومختلف حساباتها التواصل الاجتماعي أكدت فيها دعمها لخوض المنتخب الفلسطيني الشقيق مبارياته في المرحلة الثالثة من التصفيات النهائيات المؤهلة لنهائيات مونديال 2026 على أرضه ، وقال الاتحاد العماني في بيانه الرسمي: يؤكد الاتحاد العُماني لكرة القدم على موقفه الثابت الداعم لنظيره الفلسطيني، وحقه المشروع في إقامة المباريات الرسمية لمنتخباته الوطنية على أرضه وبين جماهيره؛ تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المنتخبات المتنافسة، وانطلاقًا من مبادئ الاتحاد العماني لكرة القدم الداعمة للحق الفلسطيني، وترجمة للعلاقات الوطيدة بين الاتحادين الشقيقين وما يربطهما من قواسم مشتركة وعلاقات وثيقة نحرص على تعزيز أطرها نحو آفاق ارحب وأوسع.

بدوره نشر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانا رسميا أكد فيه إشادته بهذه المواقف، وقال الاتحاد في بيان شكر فيه هذه الخطوة ووقفتها الداعمة لحقّ فلسطين باستضافة المباريات البيتية لمنتخباتها الوطنية على أرضها وأمام أبناء شعبنا. وعبّر الاتحاد الفلسطيني عن اعتزازه وتقديره لموقف الأشقاء بقوله: نؤكد على همية لعب مبارياتنا على أرض فلسطين، وبالأخص في القدس، عاصمة دولة فلسطين، وهي المكان الذي يقع فيه ملعبنا الرئيسي "فيصل الحسيني"، خاصة في هذا الوقت الصعب الذي تتعرض فيه أرضنا وشعبنا لعدوان الاحتلال، والذي يستهدف كل شيء، ومن ضمنها رياضتنا الفلسطينية.

وختم البيان الفلسطيني: نتعهد بتوفير بيئة آمنة لجميع المنتخبات المشاركة في هذه التصفيات، فإننا أيضا نأمل من الأشقاء والأصدقاء أن يحذوا حذو سلطنة عمان والكويت والأردن، والانضمام إلينا في كتابة التاريخ من خلال دعم حقنا بالاستضافة والمنافسة على أرض فلسطين.

الفيفا يحسم الأمر

وبحسب الجدول سيخوض المنتخب الفلسطيني مباراته الأولى في أرضه 10 سبتمبر أمام الأردن و15 أكتوبر يستضيف الكويت و19 نوفمبر كوريا الجنوبية، ويستقبل المنتخب العراقي 25 يونيو 2025 ثم يختتم التصفيات بمواجهة منتخبنا الوطني 10 يونيو من العام القادم، ومن المقرر أن يكون القرار النهائي حيال هذا الموضوع للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ، ولعب المنتخب الفلسطيني التصفيات المزدوجة أمام أستراليا وبنغلاديش في استاد جابر الأحمد الدولي بالكويت قبل أن يختتم مبارياته على أرضه في التصفيات 6 يونيو الماضي باستضافة المنتخب اللبناني في استاد جاسم بن حمد في قطر، وآخر مباراة رسمية لعبها المنتخب الفلسطيني الأول لكرة القدم كانت بتاريخ 15 أكتوبر 2019 أمام المنتخب السعودي في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال 2022 وأمم آسيا 2023 في ملعب فيصل الحسيني برام الله كما لعب أمام أوزبكستان في ذات الملعب أن تتسبب جائحة كورونا آنذاك في إقامة التصفيات بنظام التجمع .

وسبق وأن لعب منتخبنا الوطني أمام فلسطين في ملعب فيصل الحسيني برام الله في 13 يونيو من عام 2017 لحساب تصفيات أمم اسيا 2019 وخسر حينها منتخبنا بهدفين لهدف وسجل للأحمر أحمد مبارك كانو، كما لعب منتخب الشباب تصفيات أمم آسيا للشباب دون 19 عاما في 2014 وسجل تأهله الثاني آنذاك للنهائيات بعد فوزه على البحرين وفلسطين والتأهل كمتصدر للمجموعة .

وكان جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد أكد قبل أيام أن منتخب بلاده سيعود إلى ملعبه في استاد "فيصل الحسيني" ببلدة الرام شمال القدس، لخوض المرحلة الثالثة من تصفيات مونديال 2026 ، وقال الرجوب خلال مؤتمر صحفي: إعادة تثبيت الملعب هو أولوية واستراتيجية بالنسبة لنا، وسنعمل على توفير كل الأسباب لخلق الأجواء المناسبة من أجل اللعب في فلسطين، لكي يرى العالم ويشهد على قدرة شعبنا الذي يعمل على نقل رسالته الوطنية ونضالاته بشتى الطرق ومنها الرياضة.

وحظي الاتحاد الفلسطيني بدعم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد 16 مايو الماضي في العاصمة التايلندية بانكوك، وأعربت الجمعية العمومية المكونة من 47 عضواً عن دعمها الكامل للمقترح المشروع المقدّم من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بإيجاد حل سريع وفعال، وبما يتوافق مع لوائح وأنظمة الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، في مواجهة الانتهاكات الممنهجة والمستمرة لأهداف النظام الأساسي في الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، واستمرار الخسائر الفادحة لأرواح الأبرياء في الحرب المستمرة على غزة، التي لا تزال تهيمن على عناوين الأخبار العالمية.

وقال آل خليفة: قوة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تأتي من خلال قوة أعضائه، وعندما يعاني أحد الأعضاء، يتأثر بقية الأعضاء الآخرين، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم يقف إلى جانب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ونحن ننضم إليهم في البحث عن حلول فعالة منبثقة من كرة القدم للتظلمات التي أثارها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في مقترحهم .

وأضاف: نحن، كمجتمع كرة قدم وكهيئة إدارية للرياضة الأكثر شعبية في العالم، لدينا التزام قانوني بدعم أهداف الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، واتخاذ الخطوات المناسبة لمنع انتهاك قوانين ولوائح الاتحادين، ومن واجبنا دعم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من أجل التوصل إلى حل سريع وفعال يتماشى مع لوائح وأنظمة الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم.

مقالات مشابهة

  • قائمة الإسماعيلي لمباراة الزمالك في الدوري
  • أكبر ملعب لكرة القدم في غزة يتحول إلى مأوى لآلاف النازحين الفلسطينيين
  • ماجد سامي ينتقد الظروف الحالية لكرة القدم المصرية ويقترح تكريمًا لأحمد رفعت
  • الزمالك يستعيد سيف الدين الجزيري أمام الإسماعيلي في الدوري
  • الزمالك يستأنف تدريباته استعدادًا لمواجهة الإسماعيلي في الدوري
  • الزمالك يبدأ استعداداته لمواجهة الإسماعيلي في الدوري
  • الفيفا يحسم الموضوع .. عمان والكويت والأردن تدعم خوض فلسطين التصفيات بأرضها
  • حزب الله اللبناني يرد على اغتيال احد قادته بقصف قواعد اسرائيلية
  • أردوغان يدعم لاعبا تركيا أمام اتحاد كرة القدم الأوروبي
  • تركيا ترفض تحقيق اليويفا ضد اللاعب ميريه ديميرال