البابا يدعو قمة "COP28" إلى اتخاذ قرارات "ملزمة" حول المناخ
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أصدر البابا فرانسيس تحديثا لرسالته العامة التاريخية التي صدرت عام 2015 حول البيئة والتي أحرج فيها قادة دول العالم وحثهم على الالتزام بأهداف ملزمة لإبطاء تغير المناخ قبل فوات الأوان.
وقال البابا فرنسيس إن ردود الفعل في مواجهة الاحتباس الحراري "ليست كافية، والعالم... ينهار"، داعيا قمة "COP28" التي ستنعقد بعد أسابيع في دبي، الى التوصل الى "طرق ملزمة" على صعيد تحول الطاقة.
وأضاف البابا في نص جديد نشر الأربعاء "دعونا ننتهي مرة واحدة والى الأبد" من المواقف "غير المسؤولة" التي "تقدم هذا الموضوع على أنه فقط أخضر، وكثيرا ما تسخر منه من أجل المصالح الاقتصادية".
وشدد: "إذا اعتبرنا أن الانبعاثات لكل فرد في الولايات المتحدة أكبر بنحو ضعفي انبعاثات الأفراد الذين يعيشون في الصين، وحوالي سبعة أضعاف متوسط أفقر البلدان، فيمكننا أن نقول إن تغييرا واسع النطاق في نمط الحياة غير المسؤول يرتبط ارتباطا وثيقا بتغير المناخ. وكتب البابا أن "النموذج الغربي سيكون له تأثير كبير على المدى الطويل".
وتابع في الرسالة الواقعة في 12 صفحة "لا شك أن تأثير التغيّر المناخي سيلحق ضررا متزايدا بحياة أشخاص كثيرين وعائلات. وسنشعر بأثرها في مجالات الصحة ومصادر العمل والوصول إلى الموارد والإسكان والهجرة القسرية وغيرها من المجالات".
لكنه لفت إلى أن قمة COP28 المقبلة التي تستضيفها دبي في 30 نوفمبر يمكن أن تؤدي إلى "طرق ملزمة في تحول الطاقة تتميّز بثلاث خصائص: أن تكون فعالة وإلزامية ويمكن مراقبتها بسهولة" في حال توصل المشاركون إلى اتفاقات ملزمة بشأن الانتقال من مصادر الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية.
وأوضح أن وحده الالتزام الحقيقي بالتغيير يمكن أن يؤدي إلى "استعادة مصداقية السياسة الدولية".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البابا فرنسيس دبي الاحتباس الحراري بابا الفاتيكان زيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس دبي مناخ
إقرأ أيضاً:
غارديان: هل نحن أمام نقطة تحول في تاريخ العالم؟
تناول الكاتب ديفيد موتاديل -في مقال نشرته صحيفة غارديان- ما إذا كان العالم يشهد نقطة تحول تاريخية، كما يزعم قادة سياسيون مثل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأشار موتاديل إلى أن بايدن صور في خطاباته -وحتى انقضاء ولايته- الأزمات العالمية على أنها نقاط تحول تاريخية، بما في ذلك الاستبداد المتصاعد والصراعات الإقليمية وتغير المناخ وظهور الذكاء الاصطناعي، كما وصف المؤرخ آدم توز الأوضاع الحالية باعتبارها "أزمات متعددة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع فرنسي: اليمين يضرم النار في علاقات الجزائر وفرنساlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: على ترامب توسيع مقترحه ليشمل مناطق أخرىend of listولكن الكاتب، وهو أستاذ مساعد في التاريخ الدولي بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، يؤكد أن هذه العوامل مجرد علامات مرئية لتغييرات هيكلية عميقة، وأن التاريخ تشكله العديد من العوامل طويلة الأمد وليس الأحداث الفردية.
خطر التهويلأقر الكاتب بجاذبية فهم التاريخ عبر استعراض الوقائع والأحداث الدرامية، مشيرا إلى أن القادة السياسيين يستخدمون هذا المفهوم لحشد الدعم، إذ أن الجماهير تنجذب نحو روايات الأحداث "المفصلية" و"الحاسمة" و"غير المسبوقة" ومن ذلك تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويكمن خطر "التركيز المفرط على الأزمات المعزولة" -برأي الكاتب- في أنه قد يؤدي إلى فهم مضلل للأحداث وتجاهل أسبابها الهيكلية، فمثلا لم تكن الثورة الفرنسية وليدة اللحظة، إذ أنها تأثرت بأفكار التنوير والتوترات الاجتماعية، كما لم تندلع الحرب العالمية الأولى من فراغ بل نشأت عن القومية القديمة والتنافسات الدبلوماسية.
إعلان انتقاداتولفت مقال الصحيفة البريطانية إلى أمثلة تاريخية اعتقد معاصروها أنهم كانوا يشهدون نقاط تحول، مثل الحروب العالمية وسقوط جدار برلين عام 1989، وذكر أنه على الرغم من أن هذه اللحظات كانت مهمة فإنها كانت في الغالب نتيجة قوى اقتصادية وسياسية واجتماعية أعمق.
وفي انتقاده لرأي من يصفون العصر الحالي بأنه نقطة تحول تاريخية، استشهد الكاتب بمفاهيم مدرسة "الحوليات" التاريخية الفرنسية، إذ أوضح المؤرخ البارز فرناند بروديل أن التاريخ يتشكل عبر مراحل زمنية مختلفة لا الأحداث المفاجئة.
كما ميّز بروديل -وفقا للكاتب- بين البنى الطبيعية والجغرافية التي تتغير ببطء، والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تتطور تدريجيا، والأحداث السياسية قصيرة الأجل التي غالبا ما تعكس مؤثرات أعمق، ومن وجهة النظر هذه فإن التحولات الصادمة أو الكبيرة لا تنقل بالعالم إلى حقبة تاريخية جديدة.
ولفت المقال أيضا إلى آراء الفيلسوف والمفكر كارل ماركس، والذي أكد أن الأحداث التاريخية لا تحدث بمعزل عن الماضي، بل تتشكل ضمن سياق ظروف "متوارثة" عبر الزمن.
فهم مضللبالتالي -برأي الكاتب- فإن التركيز على "نقاط التحول" قد يكون مضللا، إذ أن التغيرات الكبرى عادة ما تكون ناتجة عن عمليات طويلة الأمد وليس عن لحظات مفصلية مفاجئة.
وختاما، ذكر أستاذ التاريخ أن الأزمات الراهنة، بما في ذلك تصاعد القومية والتفاوت الاقتصادي وضعف المؤسسات العالمية، كانت تتفاقم منذ عقود. وبالتالي فإن معالجتها تتطلب تغييرات هيكلية ذات نظرة إستراتيجية بعيدة المدى بدلا من اتخاذ إجراءات "مثيرة وفورية".