المطران عطاالله حنا: نصلي من أجل أعدائنا لكي يعودوا إلى إنسانيتهم المفقودة بفعل الحقد والعنصرية والكراهية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قال المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، إن التصرفات العنصرية المقيتة التي يقوم بها بعض المتدينين اليهود المتزمتين انما هي بعيدة كل البعد عن اية قيمة حضارية او انسانية او اخلاقية، فهؤلاء يكرهوننا ويعملون دائما للاساءة لرموزنا الدينية مع اننا اناس مسالمون نؤمن بقيم التعايش والمحبة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان .
وتابع لدى استقباله صباح هذا اليوم وفدا من الحجاج المسيحيين، لقد اعمت العنصرية بصائرهم وهم يظنون بأن القدس لهم وليست لسواهم ويتجاهلون بأن اهم الاماكن المقدسة المسيحية موجودة في القدس والزوار والحجاج الذين يأتون من كافة ارجاء العالم الى مدينتنا المقدسة لا يأتون من اجل الاستجمام بل يأتون من اجل الصلاة والعبادة والسجود في الاماكن المقدسة والسير في طريق الالام وصولا الى الجلجلة والقبر المقدس .
وأكمل قائلاً أن صليبنا سيبقى شامخا في سماء مدينتنا المقدسة رغما عن كل العنصريين الذين يتمنون ان نختفي من الوجود واجراس كنائسنا ستبقى تقرع مبشرة ومنادية بقيم المحبة والرحمة والاخوة .
لا نواجه العنصرية بالعنصرية والشتائم بالشتائم والبصق بالبصق والاهانة بالاهانة فهذه ليست من ادبياتنا والمسيحية تحثنا دائما على ان نصلي من اجل اعداءنا لكي ينير الرب الاله طريقهم ويعودوا الى انسانيتهم التي فقدوها بفعل الحقد والعنصرية والكراهية.
وأضاف المطران عطالله حنا، هم يظنون انهم من خلال شتائمهم انما يهينون الصليب ويهينون المسيحية في مهدها ولكن لا توجد هنالك قوة قادرة على اهانة الصليب والمسيحية في الارض التي منها انطلقت المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها، انهم يظنون ان شتائمهم وبصقهم سوف تمس بمكانة الصليب ونحن نذكر من يحتاجون الى تذكير بأن المخلص وهو معلق على الصليب بصقوا عليه وشتموه واهانوه ولكنه بقي المخلص والفادي الذي اتى الى العالم لكي ينقل البشرية كلها الى حقبة جديدة والكلمات الخالدات (يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون) انما هي كلمات تتذكرها البشرية كلها .
وأختتم بالقول لا يحق لجهة ان تستأثر بالقدس فالقدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يحق لاحد ان يدعي بأن القدس له وليست لسواه وما يتعرض له المسيحيون من اهانات ومن استهداف لمقدساتهم واوقافهم انما يندرج في اطار ما يمارس بحق الشعب الفلسطيني كله بمسلميه ومسيحييه .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الارثوذكس المسيحيين
إقرأ أيضاً:
المطران عطالله حنا: الدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم واجب إنساني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس على أن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو واجب إنساني وروحي، وجاء ذلك ضمن بيان نشر له اليوم على صفحته الرسمية على الفيس بوك.
وجاد نصه كالأتي:
يسألنا البعض لماذا يا مطراننا الحبيب تدافع دائما عن فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني او ليس هذا شأنا سياسيا لا يجوز ان يتدخل به رجال الدين ؟
ما اود ان أقوله لهؤلاء الأحباء الذين اقدر حرصهم بأن المسيحية التي ننادي بها هي تدعونا دوما لكي نكون الى جانب كل انسان مظلوم ومتألم ومعذب ونحن عندما ندافع عن الشعب الفلسطيني وضرورة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا فإننا نقوم بهذا ليس من منطلق سياسي فنحن لسنا سياسيين ولن نكون ولا ننتمي الى أي حزب او فصيل سياسي بأي شكل من الاشكال .
ولكننا نؤمن بأن هذا الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا يجب ان يزول ولست من أولئك المقتنعين اننا يجب ان نكون متفجرين صامتين مكتوفي الايدي امام هذه الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب بحق انساننا الفلسطيني .
ندعو دوما الى السلام الحقيقي المبني على العدالة والحرية وصون الكرامة الإنسانية وندعو دوما الى وقف الصراعات والنزاعات والحروب في كل مكان في هذا العالم .
أما فلسطين وشعبها المظلوم فهذه قضية تخصنا وهذا شعبنا ونزيفنا وآلامنا ومعاناتنا مع تأكيدنا بأن هذه الأرض المقدسة هي ارض الميلاد والتجسد والفداء وهذا ما نقوله للكنائس المسيحية في العالم انكم عندما تدافعون عن فلسطين انتم تدافعون عن شعب مظلوم ولكنكم تدافعون عن اعرق وانبل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث كما انكم تدافعون عن اعرق واقدم حضور مسيحي في العالم.
أقول باننا مسيحيين نؤمن بقيم الانجيل ورسالته في هذا العالم ولا يجوز لنا ان نعتقد بأننا طائفة او ملة منعزلة عن محيطها الإنساني والوطني فمسألة الدفاع عن القضية الفلسطينية هي واجب انساني وروحي بالدرجة الأولى قبل ان تكون شأنا سياسيا يتحدث به السياسيون .
اذكر انني عندما كنت طالبا في كلية اللاهوت في اليونان كنت أرى الأساقفة يتحدثون في الشأن الوطني ويدافعون عن بلدهم وهذا واجبهم.
رجال الدين في اليونان او في روسيا او في رومانيا او في أي بلد اخر من واجبهم ان يبشروا بقيم المسيحية الحقة ولكنهم أيضا يدافعون عن اوطانهم عندما تتعرض للاستهداف .
هكذا نحن أيضا من واجبنا ان ننشر قيم الايمان وان نبشر بالقيم المسيحية القويمة ولكنه من واجبنا أيضا ان ندافع عن الانسان المظلوم في ديارنا وان نطالب بوقف الحروب والعنف والقتل وثقافة الانتقام لكي يكون هنالك سلام حقيقي يصون الكرامة والحرية وحق انساننا الفلسطيني في ان يعيش بحرية وسلام .
ان تدافع عن وطنك وعن شعبك وان تكون منحازا لفلسطين هذا ليس شأنا سياسيا فحسب كما يظن البعض بل هو شأن انساني واخلاقي يخص كل انسان مؤمن وكل انسان حر في هذا العالم .