عربي21:
2024-08-02@18:27:14 GMT

وأما الأقصى فللبيت رب يحميه

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

ارفعوا أيديكم عن فلسطين، فقد سقطت آخر ورقة توت تستر عري النظام العربي الرسمي، طبعوا ما شاء لكم التطبيع، ونسقوا أمنيا بين أجهزتكم وأجهزتهم، تحالفوا معهم، واعقدوا الاتفاقات، وأقيموا المشاريع المشتركة، واستوردوا منهم "ما لذ وطاب لكم" من أجهزة التجسس على شعوبكم، واستدعوا مرتزقتهم وخبراءهم في التعذيب والقهر، فقد آن لهذه العلاقة السرية المحرمة بينكم وبينهم التي امتدت قرنا أن تخرج للعلن، لم تعودوا بحاجة للتخفي ووضع أقنعة الطهر والوطنية والقومية، فقد أصبح الرقص تحت ضوء النهار، بعد طول مكوث في سراديب مظلمة، لم تعودوا بحاجة للبس طاقية الإخفاء وأنتم تتبادلون الأنخاب في احتفالاتكم المشتركة، فقد حان وقت المجاهرة بالخطيئة، والتباهي بها، باعتبارها "مصلحة وطنية" و"اجتهادا" لازما للخلاص من "استعمار" فلسطين لوجدان الشعوب، وآن لكم أن تتحللوا من "واجب الكظية" وثقلها على كواهلكم، واستبدالها ببساطير الصهاينة، فهي أكثر دفئا وحنانا من دموع الثكالى، ودماء الشهداء!

ارفعوا أيديكم عن فلسطين، فهي قضية الشرفاء، ولم يعد يلزمكم ارتداء مسوح الطهر، بعد أن ولغتم في دماء أصحابها، وشاركتم سرا في إخضاعها، ومحاصرتها، وتجريدها من كل ما يلزمها من الدفاع عن نفسها، وآن لكم أن تعلنوا على الملأ "ندمكم" عن الدفاع عنها ولو كذبا وبهتانا، وآن لكم أن تفتحوا أبوابكم الرسمية لعلوجهم، وفرش السجاد الأحمر تحت أقدامهم، بعد أن كانوا يأتونكم تحت جنح الليل، لتتبادلوا معهم الأنخاب وتطارحوهم الغرام الحرام!

الأقصى الشريف والمسجد الإبراهيمي (حيث يرقد أبونا الذي أقام وولده إسماعيل أول بيت للناس!) فلهما الله، ومن له الله فقد كفاه، فاستعدوا للملمة بقاياكم وبقايا حليفكم حين تكنسها مكنسة التاريخ ولو بعد حين!احشدوا ما تشاؤون من مطبليكم ومزمريكم ونافخي كيركم لتسوقوا أكاذيبكم عن ضرورات المرحلة ومصالح الوطن، وأهمية الاعتراف بكيان معتد أثيم باعتباره "حقيقة واقعة" فهي بالنسبة للسواد الأعظم من أبناء الأمة نبت شيطاني سيقتلع آجلا أو عاجلا، وستذهب معه كل الأيدي التي رفعته، والأنظمة التي احتضنته، والزعامات التي فضلته على مصلحة شعبها، إن كل الأدبيات التي تمجد التطبيع وتتحدث بلغة ما يسمونه "الواقع" والواقعية، سيكون مصيرها مكبات النفاية، ومزابل التاريخ، فهذا الوسخ المسمى "إسرائيل" كيان عابر، ليس كما يعتقد شرفاء الأمة فقط، بل كما يعتقد من أزيلت الغشاوة عن "عقلائه" فهم أشد معرفة ويقينا بأنه كيان مفتعل مصطنع مؤقت، كما كل الغزاة والمستعمرين الذين مروا على بلادنا، وسيزول معه كل من أمده بأسباب الحياة، فهي حقبة سوداء في تاريخ الأمة بدأت تباشير نهايتها بالظهور والوضوح كما قرص الشمس في رابعة النهار!

لستم بحاجة للتمنطق بأي لغة كاذبة لإقناع شعوبكم بأهمية اعترافكم بهذا الكيان و"الخيرات!" التي سيجرها على شعوبكم، فتلك مفردات عارية سوءاتها أوضح من أن يتم إخفاؤها، فقد ذاق غيركم ممن سبقكم في قافلة التطبيع والتنسيق الأمني والعسكري طعم "السمن والعسل" الذي أكله شعوبهم والرغد الاقتصادي الذي "تبغددت" به، ولهذا لا داعي للتغني بفضائل اتفاقات سلام لم تجلب غير الشر المستطير والعنت والضيق والإفلاس، فهذا كيان لا يأتي بخير لأحد، حتى ولو أضاء هذا الأحد أصابعه العشرة له، ليس لشيء إلا لأنه شر مستطير، ذو قلب أجرب لا يشيع ولا يرتوي من دماء الغلابى وعرق الجوعى.



انعموا أيها المطبعون بخيرات التطبيع، وزودوا كيان العدوان بالمزيد من أسباب القوة والمنعة، وذخروا بنادقه بالمزيد من الطلقات، واملأوا خزائنه بالمعاول والفؤوس، كي يتقن قتل أبناء فلسطين، ويمعن في هدم بيوتهم ومقدساتهم، ووفروا لسفاحيه ما يلزمهم لمواصلة ارتكاب جرائمهم، أما الأقصى الشريف والمسجد الإبراهيمي (حيث يرقد أبونا الذي أقام وولده إسماعيل أول بيت للناس!) فلهما الله، ومن له الله فقد كفاه، فاستعدوا للملمة بقاياكم وبقايا حليفكم حين تكنسها مكنسة التاريخ ولو بعد حين!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين التطبيع احتلال فلسطين تطبيع رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

احتجاز الاحتلال مركبة للشرطة الفلسطينية شمال شرق القدس.. صور

احتجاز الاحتلال لمركبة الشرطة الفلسطينية.. تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية بدون الالتزام بأي حدود أو التعامل بشكل إنساني مع الفلسطينيين.

احتجاز جنود الاحتلال لمركبة للشرطة الفلسطينية

وفي صورة قاسية تظهر مدى التجاوز الذي يفعله الاحتلال، احتجز جنود الاحتلال مركبة للشرطة الفلسطينية على طريق عناتا شمال شرق القدس المحتلة، معلنة أن عدوّها ليست المقاومة الفلسطينية في غزة، أو الفلسطينيين هناك، وإنما هي تريد معاداة الفلسطينيين في كل مكان، والعالم العربي بأجمعه.

احتجاز الاحتلال مركبة للشرطة الفلسطينية

وهذه الصورة لم تكتفي بإظهار مدى انتهاكات الاحتلال، وإنما أظهرت أيضا نظرة الاحتلال وجنوده للفلسطينيين، حيث تؤكد الصورة على أن الفلسطينيين بالنسبة لهم مجرد حيوانات بشرية، وكبرياء هذا الكيان المحتل وغطرسته تجعله متسرعا بشكل دائم ومنتهكا لحقوق الدول والبشر، ولكن العجرفة أحيانا تكون كحبل رفيع وحاد يخنق صاحبه، ولذلك ليست هناك أي علامات تشير إلى انتصار الكيان المحتل في هذه الحرب حتى مع تلقيه الدعم اللامحدود وامتلاكه لأعظم الأسلحة في الشرق الأوسط.

وفي سياق آخر، أعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» منذ قليل استهداف بوابة شويكة ومستوطنة «بيت حيف» غرب مدينة طولكرم بالضفة المحتلة.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في عدوانه على قطاع غزة حتى اليوم الجمعة 2 أغسطس الذي يوافق اليوم ال301 منذ بداية عدوانه، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، بعدما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، شارة البداية لمعركة طوفان الأقصى.

وارتفع عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى39480 شهيدا، حسبما أعلنت الصحة الفلسطينية، وأضافت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 91128 مصابا.

اقرأ أيضاً«القاهرة الإخبارية»: قوات الاحتلال تعتقل خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري

«الصحة العالمية»: مقتل نحو 500 كادر صحي في غزة خلال الحرب

حزب الله يستهدف بالأسلحة الصاروخية مواقع عسكرية إسرائيلية

مقالات مشابهة

  • احتجاز الاحتلال مركبة للشرطة الفلسطينية شمال شرق القدس.. صور
  • في ساعة استجابة الجُمعة..أدعية لأهل غزة
  • بلاد مات فتيتها لتحيا
  • وقود الشهادة
  • التطبيع العالمي بين الديمقراطية الجوفاء والنازية القاتلة النكراء والتصفيق على الأشلاء.. قاموس المقاومة (37)
  • أمل أدانت الإعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية... ونعت هنية
  • اغتيالات إسرائيل في لبنان منذ طوفان الأقصى
  • نقطة نظام
  • توجه نحو التطبيع مع نظام الأسد.. هل يتخلى الاتحاد الأوروبي عن اللاءات الثلاث؟
  • توجه أوروبي نحو التطبيع مع نظام الأسد.. هل تتخلى أوروبا عن اللاءات الثلاث؟