عربي21:
2025-04-07@19:10:33 GMT

أسرار حرب أكتوبر 73 في ذكراها الخمسين (1)

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

على الساعة 2 صباح يوم 6 أكتوبر 1973، أي منذ نصف قرن يوما بيوم بالضبط، كانت لحظة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي. نصف قرن ترك بصمات مؤثرة وعميقة في حياة كل عربي منذ أن اعتقد الرأي العام العربي أن عبور قناة السويس جاء ليمسح أثار هزيمة يونيو 1967 ويرفع رؤوسا طأطأها عبد الناصر بالشعبوية الجوفاء وإعلان انتصارات وهمية! وإلى اليوم مع الأسف ما تزال تلك الحرب توظف في دعايات انتخابية وتسوق على أنها (انتصارات)!! ومن الحكمة أن نستمع لرجل حكيم بفعل السن (100 عام من العمر) كان هو المخطط والمهندس لما يسمى اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل وما يرويه لنا من ذكريات تلك الحرب.



من عناوين الييرى الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني الذي تعدّه إسرائيل أحد أبطالها على الجبهة السورية، أن حرب أكتوبر 1973 شكّلت "صفعة" كانت تحتاج إليها بلاده على رغم خسائرها البشرية.. أصيب المقدّم كهلاني بحروق بالغة في حرب يونيو 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل أراضي عربية تشمل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وهضبة الجولان.

ننقل للقراء قبل كيسنجر بعض مذكرات شاهد عيان على الميدان وهو الضابط كهلاني الذي أمضى عاماً في المستشفى للعلاج. ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وكلّ من مصر وسوريا في السادس من أكتوبر 1973، كان إبن التاسعة والعشرين عاماً قائداً لكتبية الدبابات 77 التي تم نشرها للتو في الجولان.

اختارت دمشق والقاهرة بدء الهجوم المشترك من سوريا شمالاً ومصر جنوباً في يوم كانت إسرائيل تحيي عيد الغفران أحد أقدس الأعياد اليهودية وهو يوم صوم تشلّ خلاله حركة الدولة..

يقول كهلاني (79 عاماً) في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله في تل أبيب: "فجأة أدركنا أنها حرب شاملة".

ويضيف: "خلال 24 ساعة سقطت مرتفعات الجولان بأكملها تقريبًا في أيدي السوريين"، متابعا "كانت نسبة القوات السورية أكبر، فكلّ ثماني أو عشر دبابات تقابلها دبابة إسرائيلية. وكانت دباباتهم أفضل من دباباتنا، في مؤشر على صعوبة الأيام الأولى للحرب.. يقول كهلاني "في بعض الأحيان كان يمكن لمن يراقب مجرى الأحداث أن يقول إنه ليست لدينا (الإسرائيليين) أي فرصة... لكننا انتصرنا".

نصف قرن ترك بصمات مؤثرة وعميقة في حياة كل عربي منذ أن اعتقد الرأي العام العربي أن عبور قناة السويس جاء ليمسح أثار هزيمة يونيو 1967 ويرفع رؤوسا طأطأها عبد الناصر بالشعبوية الجوفاء وإعلان انتصارات وهمية!ومن جهته كشف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة نادرة وحصرية مع صحيفة معاريف؛ كواليس ما حدث خلال حرب عام 1973، خاصة ما دار خلال رحلات تنقله بين تل أبيب والقاهرة زمن المواجهة التاريخية التي انتهت بنصف انتصار مصري لأن الداهية شارون أحدث النقطة 101 بتغلغل الجيش الإسرائيلي داخل التراب المصري وتهديده بغزو القاهرة!

كيسنجر الذي تجاوز المائة عام مؤخرا، يذكر في المقابلة التي أجراها (أبينوعام بار ـ يوسيف) رئيس مركز سياسات الشعب اليهودي عبر تطبيق "زووم" إن "الأوضاع المتطورة في الشرق الأوسط في خريف 1973 قبيل الحرب كانت تقريبا روتينية، بل إن التقارير الاستخباراتية لم تحتو على معلومات غير عادية، حتى الأسبوع الثالث من أيلول/ سبتمبر حين تحدثت الإحاطات الأمنية عن تعزيز للقوات المصرية، رغم أن الرئيس الراحل، أنور السادات بادر لأعمال مماثلة في سنوات سابقة أيضاً، ولم يفعل شيئاً أبعد من ذلك"، ورغم ذلك قال كيسنجر، إنه طلب من قادة المخابرات تقريرا يوميا عن تحركات الجيش المصري، إذا استمر المصريون بتجميع الجيش.

ويضيف في المقابلة المطولة التي ترجمتها "عربي21" أن "المخابرات الأمريكية في كل يوم كررت نفس الخبر، مما أشعرني بعدم الارتياح إزاء تطور الوضع، دون توفر أخبار تدعم مخاوفي، وبدأت أحاول مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع، فيما خشيت أن أمارس الضغوط عليها، ولذلك أبلغتني أنها لا ترى سببا يدعو للقلق، رغم تراكم الأخبار لديها في الأيام التي سبقت الحرب عن تمركز قوات مصرية كبيرة غرب قناة السويس، حيث قدّر قادة الجيش ومسؤولو المخابرات فيها، باستثناء عدد قليل من الضباط ذوي الرتب المتوسطة، أنها مناورة، وأن المصريين لا ينوون شنّ هجوم.

وأشار إلى أنه "لم ينشأ الخوف من اندلاع حرب فعلية إلا يوم الجمعة 5 تشرين الأول/ أكتوبر، عشية يوم الغفران، حيث أمر الكرملين دبلوماسييه وعائلاتهم بمغادرة الشرق الأوسط، والعودة إلى منازلهم في موسكو، فيما شهدت لندن في وقت مبكر من المساء وصول رئيس الموساد تسفي زامير بشكل غير متوقع للقاء (الملاك)، لقب العميل المصري أشرف مروان، صهر جمال عبد الناصر، وهو أقرب مستشاري السادات، وتعاون في نفس الوقت مع الموساد، وقبل 14 ساعة فقط من اندلاع الهجوم في سيناء والجولان، حمل مروان الخبر الذهبي عن (ساعة الشفق)، وتنسيق الهجوم الشامل بين السادات وحافظ الأسد.

وأوضح أن "هذه اللحظات في إسرائيل شهدت بدء تعبئة قوات الاحتياط، وغادر قادة الفرق، وركض الآلاف من جنود وضباط الاحتياط لمنازلهم لارتداء زي الجيش، وتشكلت طوابير الإسرائيليين لجمع التبرعات بالدم للجرحى، فيما وجهت واشنطن رسالة قاسية لمصر، ولا أذكر أننا أرسلنا مثلها لسوريا، وأعلنّا عن زيادة الضغوط الدبلوماسية لوقف أعمال العنف، وقمت بتشكيل فريق عمل خاص لاتخاذ القرار بشأن الاستراتيجية المعتمدة، وكان الهدف أن يصل الإسكندرية قبل أن تطأ أقدام المصريين سيناء، بغرض وقف القتال، والعودة للوضع السابق، وكنا مصممين منذ اليوم الأول على منع تحقيق أي انتصار عربي، لأنه سيفسّر نصرا سوفياتياً".

وتابع: "مع اندلاع القتال بدأت تأتينا التقارير الميدانية عن نجاح المصريين بضرب خط بارليف، والتسلل إلى سيناء بأكثر من مائة ألف جندي وأربعمئة دبابة ووحدة كوماندوز، فيما فقدت إسرائيل في الأيام الأولى للحرب مائتي مقاتلة يوميا، وأسر العديد من جنودها، دون أن يتوفر لقواتها الجوية رد حقيقي على صواريخ SA-6 السوفييتية، بل تم إصابة وأسر عدد من الطيارين، وتعرضت أرتال مدرعاتها في سيناء لحالة اضطراب نموذجي، وفي الأيام الثلاثة الأولى للقتال، خسرت 49 طائرة مقاتلة، وتضررت 500 دبابة في سيناء، ونقص في ذخيرة المدفعية بمستودعات الطوارئ، واكتشاف المعدات الصدئة جزئيا، وغير الصالحة للاستعمال"..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربي الإسرائيلي الحرب إسرائيل ذكرى عرب حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مصر أكتوبر: إسرائيل تتحدى كل المواثيق الدولية والصمت العالمي جعلها تتمادى

قال المهندس أحمد حلمي، نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، والأمين العام للحزب في محافظة الإسكندرية، إن ما تقوم به إسرائيل من تجاوزات وانتهاكات في المنطقة يضرب بعرض الحائط كل المواثق الدولية ومواثيق حقوق الإنسان الدولية وسيتبب في توسيع دائرة الصراع ما ينعكس على استقرار وأمن المنطقة بالكامل.

وأدان «حلمي» في بيان له، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي وأفراد من شرطة الاحتلال المسجد الأقصى والمقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يتنافى تماما مع ما تروج له إسرائيل أنها دولة تبحث عن السلام، فالمساس بالمقدسات الدينية ليس له أي مبرر سوى أن الاحتلال لا يبحث سوى عن الخراب والدمار والإبادة العرقية لشعب غزة.

وأضاف نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، أن صمت المجتمع الدولي وغياب دوره أمام انتهاكات وتجاوزات الاحتلال جعل إسرائيل تتمادى في أفعالها الإجرامية بحق الإنسانية، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال تؤجج الأوضاع في المنطقة وتهدد كل جهود السلام، مطالبا من العالم أجمع والمجتمع الدولي القيام بدوره في التصدي لهذه الأفعال والجرائم العدوانية.

مقالات مشابهة

  • برقية غيرت التاريخ.. كيف كانت السبب في دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى؟
  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • تحذير إسرائيلي: الجيش يواصل تدهوره الخطير وتحقيقاته بـكارثة أكتوبر لا تقدم حلولا
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • «قبل زيارة ماكرون إلى سيناء».. أسماء الزعماء والقادة الذين زاروا معبر رفح منذ بداية الحرب
  • جنرال إسرائيلي: حرب غزة كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل ولكن..!
  • مصر أكتوبر: إسرائيل تتحدى كل المواثيق الدولية والصمت العالمي جعلها تتمادى
  • مصطفى بكري يرد على التصريحات الإسرائيلية حول تواجد الجيش في سيناء .. محافظ شمال يكشف حقيقة تجهيز رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين| توك شو
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • بكري: الضجيج الإسرائيلي حول تواجد الجيش المصري في سيناء جعجعة لا قيمة لها