تمدد الحرب إلى مساحات جديدة في السودان .. ماذا حدث بـ «ود عشانا» ؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
توسعت دائرة الحرب بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع في ولاية شمال كردفان غربي البلاد، وفي حصيلة جديدة بالولاية المنكوبة قتل نحو ثمانية من المدنيين وأصيب آخرين في اشتباك دامي بين طرفي القتال بعد أن تمدد الصراع إلى رقعة جديدة منطقة «ود عشانا» آخر نقطة حدودية لشمال كردفان المتاخمة لحدود النيل الأبيض ما ينذر بنقل مربع الحرب إلى ولاية جديدة بحسب ما هدد الدعم السريع.
التغيير _ شمال كردفان
حيث شهدت منطقة «ود عشانا» الواقعة شرق مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، الأحد الماضي اشتباكات عنيفة و دامية بين أطراف الاقتتال.
وقتل نحو ثمانية من المدنيين من بينهم طفل وامراة إلى جانب إصابة آخرين، في وقت تعثرت فيه الكوادر الطبية في سبيل الوصول إلى الجرحى بمستشفى المنطقة لمعالجتهم.
و حتى قبل الأسبوع الماضي كانت المنطقة تنعم بالاستقرار و الطمأنينة إلى أن وصلت قوة عسكرية تتبع للجيش ارتكزت حينها غرب المدينة.
وبعد مرور ثلاثة أيام كانت قد تحركت قوات تتبع للدعم السريع من مدينة أم روابة إلى منطقة «ود عشانا» لمهاجمة ارتكازات الجيش هناك ما أدى إلى انتقال و تمدد القتال إلى مربع جديد و تشريد المزيد من المدنيين ليضيفوا أرقاماً جديدة في سِجِلّات النازحين الذين وصلت أعدادهم مايزيد عن 5 ملائين بين لآجئ ونازح.
وقال شهود عيان لـ «التغيير» إن ما يقارب «15» ألف شخص من سكان المنطقة كانوا قد هربوا الى مناطق وقرى مجاورة من بينها قرية العديداب التى تبعد حوالى «10» كيلو شمال المدينة .
وفي إفادات أخرى قال مواطنين لـ «التغيير» إن عدد من الأسر فرت من منازلها إلى مناطق أخرى بسبب الاشتباكات التى استمرت إلى ما يقارب ثلاث ساعات من صباح ذات اليوم في منطقة ود عشانا.
و أكدوا أن قوات الدعم السريع قامت بنهب بعض المحالات التجارية بسوق المدينة إلى جانب نهب سيارات وهواتف نقالة من للمواطنين.
من جانبها قالت قوات الدعم السريع في بيان الأحد الماضي إنها حققت بتاريخ فجر الأول من أكتوبر 2023 ما أسمته نصرا جديدا على الجيش السوداني وفلول النظام البائد المتطرفة وذلك بالسيطرة على حامية منطقة ود عشانا .
وأوضحت أنها أستولت على «12» عربة قتالية بكامل عتادها العسكري من الجيش السوداني، منها عربة راجمة كاتيوشا 12 ماسورة وكميات من الأسلحة والذخائر.
و أوضحت قوات الدهم السريع أنها «بالسيطرة على حامية ود عشانا؛ بات الطريق ممهدا أمام الأشاوس للتقدم إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، كما ستواصل التقدم في جميع المحاور للقضاء تماما على الفلول وأعوانهم».
ونفى شهود عيان لـ «التغيير» أن تكون بالمنطقة حامية عسكرية وأوضحت أن بها ارتكاز يتبع للجيش و أنه عقب انتهاء الاشتباكات انسحب الجيش إلى مدينة تندلتي فيما عاد الدعم السريع إلى مدينة ام روابة.
يذكر أن منطقة «ود عشانا» هي آخر حامية حدودية للجيش السوداني بين ولاية شمال كردفان وولاية النيل الأبيض وسط السودان.
ومنذ اندلاع الحرب أصبحت ولاية شمال كردفان أحد مناطق الصراع الرئيسية بين الجيش وقوات الدعم السريع والتى شهدت عددا من العمليات العسكرية التي راح ضحاياها المئات من المدنيين.
الوسومأم روابة الجيش الدعم السريع شمال كردفان ود عشاناالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم روابة الجيش الدعم السريع شمال كردفان ود عشانا
إقرأ أيضاً:
"رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان
الخرطوم - اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين 16ديسمبر2024، أن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.
وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".
وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".
- "انتهاك للقانون الانساني" -
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".
وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".
وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
Your browser does not support the video tag.