هل يُلاقي حزب الله باسيل برفض إنتخاب قائد الجيش؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أصبح واضحاً أنّ الدول الخمس المعنيّة بلبنان، بدأت تدعم "الخيار الثالث"، بعدما اقتنعت أنّ إنتخاب رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، ووزير الماليّة السابق جهاد أزعور، أو أيّ مرشّح تنفردّ بتسميّته "المعارضة" أو "قوى الممانعة" لن يصل إلى سدّة الرئاسة. ولعلّ قائد الجيش جوزاف عون أبرز المرشّحين المطروحين من الخارج، فلديه علاقات جيّدة مع كلٍّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة، وفرنسا، والمملكة العربيّة السعوديّة، إضافة إلى قطر ومصر، حيث يقوم بالتنسيق مع أغلبيّة هذه الدول، وخصوصاً بما يتعلّق بتأمين المساعدات للمؤسسة العسكريّة.
في المقابل، هناك البعض في الداخل، وفي مقدّمهم رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، لا يزال يرفض إنتخاب قائد الجيش، ويعمل في الآونة الأخيرة على انتقاد دور جوزاف عون، وتحميله مسؤوليّة فلتان الحدود وإدخال النازحين السوريين إلى لبنان. ويُصوّب باسيل على قائد المؤسسة العسكريّة بهدف إلغاء إسمه من التداول، وإظهار أنّه مع التسويّة الداخليّة، ويرفض الضغوط الخارجيّة القائمة على طرح أسماء وسطيّة على اللبنانيين لاختيار أحدها.
وفي هذا السيّاق، لا يزال باسيل يُلوّح بأهميّة التوصّل إلى توافقٍ مع "حزب الله" حول اللامركزيّة الإداريّة والماليّة، والصندوق الإئتمانيّ، فهو يُشدّد في كلّ مناسبة على أهميّة طروحاته، وهو يُريد من خلال هذا الأمر أنّ يُوصل رسالة إلى حارة حريك، أنّه فقط من خلال القبول بشروطه، يرفع حظوظ سليمان فرنجيّة ويُومّن ظروف إنتخابه، وهكذا، يكون قد ضرب "الخيار الثالث" الذي يُشجّعه الخارج، ويحرق إسم قائد الجيش.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، زار قائد الجيش قبل فترة. وعلى الرغم من كلّ التحليلات التي رافقت هذا اللقاء في وزارة الدفاع، وخصوصاً إقتناع حارة حريك بمرشّحٍ وسطيّ هو جوزاف عون، خرج القياديّ في "الحزب" في مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانيّة، وأعلن أنّ إجتماعه مع قائد الجيش لم يتطرّق إلى المواضيع السياسيّة، بل كان للتنسيق بين "المقاومة" والجيش في الجنوب، ومع "اليونيفيل"، كما كان الحال عليه في الحرب على الإرهابيين في جرود عرسال والبقاع، في السابق.
إلى ذلك، فقد أتى ردّ "الثنائيّ الشيعيّ" سريعاً على تصريح الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان، وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي إنّ مرشّح فريقه لا يزال سليمان فرنجيّة، في رسالة واضحة إلى فرنسا وقطر اللتين تقودان المبادرة مع الأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس الجمهوريّة، أنّ "قوى الممانعة" لن تتنازل عن مرشّحها، وستقف خلفه حتّى انتخابه، لأنّ الحوار بين "حزب الله" و"التيّار" لم يفشل رغم الصعوبات التي تُواجهه من جهّة، كذلك، فإنّها مع الحوار بقوّة الذي يدعو إليه لودريان، وتُباركه الدول الخمس، بما فيها السعوديّة.
ورغم أنّ "حزب الله" لديه علاقات طيّبة مع قائد الجيش، ويُنسّق معه في المواضيع الأمنيّة، إلّا أنّه يُلاقي باسيل بعدم إنتخاب جوزاف عون، أقلّه في الوقت الراهن، ليس بسبب وجود خلافات سياسيّة أو شخصيّة معه، وإنّما لأنّه يهدف إلى إيصال رئيسٍ يُغطّي "المقاومة"، ويُسهّل مشروعها في الداخل والخارج، وإلّا لم يكن وفيق صفا لينفي تطرّقه إلى السياسة خلال لقاء وزارة الدفاع، ولم يكن "حزب الله" ليُجدّد وعده لفرنجيّة بإيصاله، حتّى لو كلّف هذا الأمر وقتاً أطول، وامتدّ الفراغ، وسقطت المحاولات الخارجيّة لتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قائد الجیش جوزاف عون حزب الله
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يستعرض مع قائد الجيش اللبناني اتصالات مصر لوقف العدوان الغاشم
استهل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت، بعقد اجتماع مع العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني.
دعم مصر الكامل لمؤسسات الدولة اللبنانيةوصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن عبد العاطي أكد دعم مصر الكامل لجميع مؤسسات الدولة اللبنانية وخاصة الجيش اللبناني، مشيدًا بالدور الحيوي الذي يلعبه الجيش اللبناني في الحفاظ على استقرار لبنان رغم التحديات الجسيمة التي يواجهها.
وشدد على دعم مصر الكامل للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي ينتهك السيادة اللبنانية في خرق صارخ لقواعد القانون الدولي.
استعراض الاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف الدوليةكما استعرض عبدالعاطي، الاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتوصل بشكل عاجل لوقف فوري لإطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701 وتمكين الجيش اللبناني من فرض سيطرته على الجنوب وتقديم جميع أوجه الدعم له.
وأضاف وزير الخارجية، أن القاهرة تتابع بقلق تفاقم أزمة النزوح الداخلي في لبنان، وتدفع في جميع الاتصالات واللقاءات بتكثيف المساعدات الإنسانية إلى لبنان الشقيق، مبرزًا توجيهات رئيس الجمهورية بضرورة توجيه كافة أوجه الدعم للبنان في هذا الظرف الإنساني الدقيق.
كما أوضح أن مصر تنظر لمسألة الاستحقاق الرئاسي بوصفه خطوة أولى ومحورية على مسار تمكين وتعزيز دور مؤسسات الدولة اللبنانية، مؤكدًا أهمية انتخاب رئيس توافقي للبنان لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي دون إملاءات من أطراف خارجية، مشددًا على أن مصر تؤيد كل خطوة من شأنها الحفاظ على استقرار مؤسسات الدولة اللبنانية.