الجزيرة:
2025-04-07@17:34:33 GMT

لماذا أعلن أردوغان عن نيَّته زيارة تل أبيب؟!

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

لماذا أعلن أردوغان عن نيَّته زيارة تل أبيب؟!

حالةٌ من الاستياءِ والغضِب تشهدُها بعضُ الأوساط التركيَّة إثر إعلان الرئيس أردوغان مؤخرًا عن نيَّته زيارةَ تل أبيب، والذي جاءَ متزامنًا مع استعدادِ القضاءِ التركيّ لبدْء محاكمة عددٍ من أعضاءِ شبكة التجسّس لصالح الموساد الإسرائيليّ، تمَّ القبض عليهم منذ عدّة أشهر.

تتنوّع الأسبابُ التي يبرّر بها الرافضون لمبدأ التعاون مع إسرائيل غضبَهم من تصريحِ أردوغان، لكنْ ربما يكون أشدُّها سخونةً وتأثيرًا، وأكثرها حداثةً هو الكشف عن قيام إسرائيل بالتجسّس على تركيا، وتشكيل شبكة يترأسها تركيٌّ مهمتُها جمعُ معلومات، ومُراقبة شخصيّات عربيّة وإيرانيّة فاعلة على الساحة الاقتصاديّة التركية، ما يعني أنَّ إسرائيل خطّطت لاستهداف هذه الشخصيات على الأراضي التركيَّة، للإضرار بالحالة الأمنيَّة في البلاد، وتوجيه ضربةٍ قاتلةٍ للاقتصاد التركيّ بالنظرِ إلى حجم الشّركات العربيَّة والإيرانيَّة العاملة بتركيا.

تختلفُ رؤيةُ القيادة السياسيَّة عمومًا للأمور وتقديرها عن غيرِها من الرؤى، حيث تتصدّرُ المصالحُ وتحقيق الأهداف أولويات العمل السياسيّ والتحرُّك الدبلوماسيّ، والتّعاطي مع الأطراف الدوليّة، حتّى وإن كان هناك نوعٌ من الرفض الشخصيّ من جانب المسؤول للعَلاقات مع هذه الدّولة أو تلك، فالأولويةُ دائمًا وأبدًا تكون لمصالح البلاد العُليا.

أهداف ومصالح تركية ترتبط بعودة العَلاقات مع إسرائيل

 

وتركيا تضعُ نُصبَ عينَيها جملةً من الأهداف والمصالح التي تسعى لتحقيقها من وراء تحسين عَلاقاتها بالجانب الإسرائيليّ، أولها وأكثرُها أهميةً قضيةُ شرق المتوسط، فرغم أنَّ لديها اتفاقياتٍ لترسيمِ الحدود البحرية مع كلٍّ من ليبيا وشمال قبرص، إضافةً إلى التفاهمات الخاصة بالتنقيب عن الغاز مع الأخيرة، إلا أنَّها ترغب في عقد اتفاقيتَين لترسيم حدودِها البحرية؛ إحداهما مع مصر، والأخرى مع إسرائيل.

ليكتملَ بهذا عقدُ الاتفاقيات التي تضمن بموجِبها الحصولَ على حصّة كاملة غير منقوصة من ثروات المِنطقة، وإنهاء الجدل الدائر بشأنِها، وتأمين سند قانونيّ دامغ لقيام سفنها بعمليّات التنقيب فيها دون مضايقات أو إدانات من هنا أو هناك.

إلى جانب رغبِتها في الانضمام لمشروع شرق المتوسط لنقل الغاز من إسرائيل إلى أوروبا، المعروف باسم: " إيست ميد"، الذي يضم كلًّا من إسرائيلَ وقبرص واليونان، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بحُجّة أنه يتنافى مع أولوياتها المُناخية، مفضلةً الدخول في مشروعات قائمة على الطاقة المتجددة التي تتميز برخصِ تكلفتِها وسرعة إنجازِها.

إلا أنَّ العقبة الكبرى أمام تحقيق هذه الرغبة تتمثلُ في استمرار الخلافات التاريخيَّة بين تركيا وكلٍّ من اليونان، وقبرص سواء المرتبط منها بالقضية القبرصية، ووضع القوَّات التركيَّة الموجودة في شطرها الشمالي، الذي تصفه الدولتان بالاحتلال، أو المرتبط بقضية تقسيم الحدود البحريَّة في المناطق الاقتصادية لشرق المتوسط المتنازع عليها بينهم، الأمر الذي يمكن أن يعرقلَ إتمامَ هذا الأمر.

وترى تركيا أنَّ إسرائيل لديها القدرةُ على أن تلعب دورًا مهمًا في هذا الملفِّ، والقيامَ بدورِ وساطةٍ فاعلٍ يفضي إلى قَبولها عضوًا في هذا المشروع إلى جانب كلٍّ من اليونان وقبرص.

خاصةً أنَّ نقاط التوافق بين رؤية أنقرة للمِنطقة الاقتصادية الخاصة بها، وبين المِنطقة الاقتصادية التي تمَّ تحديدها من جانب قبرص واليونان، يمكن البناءُ عليها إذا أُريد التوصل لاتفاق بين الدول المطلّة على شرق المتوسط، وهي: إسرائيل، واليونان، ومصر، وتركيا، وقبرص، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الخط الذي يجري إنشاؤُه حاليًا بالتعاون مع إيطاليا يمرُّ عبر هذه المنطقة تحديدًا.

أنقرة، وفي إطار خُططها الرامية للاستفادة القصوى من إعادة عَلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، صاغت رؤيةً أخرى تحسبًا لفشلِ تنفيذ هذا المقترحِ، حيث ترى أن هناك إمكانيةً للتعاون المشترك بصيغة أخرى بينها وبين كلٍّ من إسرائيلَ ومصرَ في مجال الطاقة.

وفي هذا الإطار، تقترحُ إنشاء خط لتصدير الغاز المصري والإسرائيلي إلى أوروبا عبر أراضيها، وهو المشروع الذي يمكنه منافسةُ مشروع " إيست ميد"، خاصةً أنه أقل تكلفة وأسرع في التنفيذ.

وزيادة في الفائدة المرجوّة من وراء هذا المشروع ترى أنقرةُ إمكانيةَ ضمِّ كلٍّ من سوريا ولبنان إلى هذا المشروع لاحقًا، وذلك بعد الانتهاء من ترسيم حدودهما البحرية مع إسرائيل.

وفي حال تحقق أيّ من الهدفَين على أرض الواقع، تكون تركيا قد نجحت في تحويل حُلم أن تصبح أكبر مركز في الشرق الأوسط يقوم بتصدير الطاقة لأوروبا إلى حقيقة، خاصة أنها تقوم بالفعل بنقل الغاز الروسي والغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر خطَّي أنابيب تورك ستريم، والأناضول.

لتضمن بذلك تعزيزَ مكانتها إقليميًا ودوليًا، وزيادة قوتها الاستراتيجية، إلى جانب المكاسب الاقتصادية الضّخمة التي يمكن أن تجنيها من وراء ذلك بما يمكّنها من حلّ أزمتها الاقتصادية ولو جزئيًا.

مكاسب إسرائيل السياسية من عودة العلاقات

 

أمَّا على الجانب الإسرائيلي، فهناك تيار سياسيّ قويّ يرى أهمية الحفاظ على عَلاقات جيدة مع تركيا، وضرورة الاستفادة منها بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية إقليميًا ودوليًا، خصوصًا مع هذا العدد الكبير من الملفّات التي تجمعهما، وتتقاطع مصالحُهما فيها.

أبرزُها يتمحورُ حول عَلاقة كل منهما الاستراتيجية مع أذربيجان، صحيح أنَّ الأهداف ليست واحدةً إلا أنَّ العَلاقات الجيدة بينهما ستؤمّن لإسرائيل على وجه الخصوص التواجدَ بكثافة أكبر لمواجهة إيران، وتحقيق مصالحها هناك برعاية تركيا، ما يمهد لمزيدٍ من التعاون بينهما.

إلى جانب إمكانية التنسيق والتعاون الأمني بينهما فيما يخصُّ الملفَّ السوري، فتركيا تواجه حزبَ العمال الكردستانيّ، ووَحدات حماية الشعب الانفصاليين في شمال وشمال شرق سوريا، بينما تسعى إسرائيل لوقف الانتشار الإيرانيّ على الساحة السوريَّة، وترغب في تقويض وجوده، من خلال استهداف أماكن تجمُّع قوَّات الحرس الثوري الإيراني في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشّار الأسد، وبالتالي فالتنسيق الأمني، وتبادل المعلومات بينها وبين تركيا سيضمنان لها التواجدَ كطرفٍ فاعل في التطورات المستقبلية التي يمكن أن تشهدها القضية السورية.

مكاسب اقتصاديّة سريعة

 

أمَّا على الصعيد الاقتصادي، فيبدو مقترح مشروع نقل الغاز من مصرَ وإسرائيلَ إلى أوروبا عبر تركيا أكثر ملاءمةً لها، كونه يزيحُ عن كاهلها عبء مدّ خطوط أنابيب جديدة لإيصال الغاز إلى أوروبا، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلًا، وميزانية ضخمة، ما يعني تأجيلَ مرحلة جني الأرباح التي تطمح لتحقيقها، كما أنَّه يزيد من حجم التعاون الاقتصادي بينها وبين مصر في مراحله الأولى، ثم بينها وبين كل من سوريا ولبنان لاحقًا.

لذا من المتوقع أن تشهد العلاقات التركية – الإسرائيلية تطورًا لافتًا، في مجالات التبادل التجاريّ، وزيادة عدد السيّاح الزائرين لتركيا، إلى جانب التعاون في مجال الطاقة، وهو ما سيتمُ الكشف عن تفاصيله كافةً خلال الزيارة المؤجّلة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الفترة المُقبلة، وهي الزيارة التي ستعقبها زيارة أردوغان المُنتظرة لتلّ أبيب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شرق المتوسط مع إسرائیل إلى أوروبا بینها وبین إلى جانب

إقرأ أيضاً:

ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟

الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتحاد الأوروبي ضربت بقوة دوله الـ 27 المُنقسمة ما بين من يُريد الدخول في لعبة القبول أو التحدّي بشكل فردي أو جماعي، وأولئك الذين يعتزمون اقتحام صراع القوى لإقناع الآخرين بفاعلية أحدث الأسلحة التي بحوزتهم، والتي تُماثل في ساحة المعركة الاقتصادية الردع النووي: أداة مكافحة الإكراه.

منذ نهاية عام 2023، أصبح لدى الاتحاد الأوروبي الوسائل القانونية للضرب بقوة على الصعيد الاقتصادي، ولكن هل تُخاطر دوله بالتصعيد ضدّ مُستأجر البيت الأبيض. فقد تمّ اعتماد هذه الأداة كقانون في ديسمبر (كانون الأول) 2023، ولم يتم استخدامها مُطلقاً. لكنّها تسمح بتفعيل التدابير المُضادة ضدّ أعمال القيام بإجراءات تهدف إلى إجبار دولة ما على الامتثال، وبالتالي التدخل في "خياراتها السيادية المشروعة".

Donald Trump a annoncé, mercredi 2 avril, des droits douanes sur les produits de nombreux pays dans le monde. Les Européens seront taxés à 20%. Tous les produits étrangers sont visés par un droit de douane plancher de 10%. Voici la liste des pays concernés. pic.twitter.com/pcHf9sfDJx

— Le Figaro (@Le_Figaro) April 3, 2025

وكان المثال الأبرز للإكراه الاقتصادي هو ما عانت منه ليتوانيا، فبعد موافقتها على افتتاح مكتب تمثيلي تايواني، شهدت فجأة توقف كل تجارتها الثنائية مع الصين في عام 2022، وهو ما جعل الاتحاد الأوروبي يرفع دعوة ضدّ بكين في منظمة التجارة العالمية. كما رفعت بروكسل الدعم الذي كانت تتمتع به شركات صناعة السيارات الصينية، والتي أصبحت الآن خاضعة للضرائب الزائدة (35%). كما قامت أيضاً بإزالة بعض مُقدّمي الخدمات الصينيين من المُشتريات العامة. 

À lire - «Il faut montrer qu’on est prêt à l’utiliser» : cette arme de dissuasion que l’Europe peut dégainer face aux droits de douane de Trumphttps://t.co/Zur6hEo6XX
par @Le_Figaro

— Philippe Gélie (@geliefig) April 3, 2025 التحول العقائدي في أوروبا

الكاتبة والمحللة الاقتصادية الفرنسية في "لو فيغارو" بيرتيل بايارت، تُوضح أنّ اعتماد أداة مكافحة الإكراه أظهر بالفعل التحوّل العقائدي في الاتحاد الأوروبي، الذي اعترف تدريجياً بأنّه سيضطر إلى ممارسة لعبة الحرب الاقتصادية. وكان قانون الاستثمار الأجنبي المباشر هو القطعة الأخيرة من اللغز التنظيمي في هذا الصدد.

وقد تسارع هذا التطور بفعل الأزمات الأخيرة، بدءاً من جائحة كوفيد، التي كشفت اعتماد القارة العجوز على الصين، إلى الحرب في أوكرانيا. ولكن من المؤكد أنّ ترامب هو الذي أثار التفكير في أداة مُضادة للإكراه. ويعود هذا إلى ولايته الأولى، حيث استخدم كل أدوات السيادة الإقليمية الأمريكية، باستثناء الرسوم الجمركية، لثني الأوروبيين عن الانخراط في بناء وتشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2. 

Alors qu’il reçoit à l’Élysée les représentants des entreprises françaises touchées par les nouveaux droits de douane américains, Emmanuel Macron a estimé que la décision de son homologue Donald Trump est «brutale et infondée». →https://t.co/WSBMk5kjdN pic.twitter.com/fqU6nyTOu5

— Le Figaro (@Le_Figaro) April 3, 2025

وتتساءل بايارت "هل يتّجه الأوروبيون إلى مواجهة ترامب الثاني؟" فقد أثبت الرئيس الأمريكي منذ شهرين أنّه لا يلعب نفس اللعبة التي مارسها خلال ولايته الأولى.

وكما يوضح ماتثو دوشاتيل، مدير الدراسات الدولية في معهد مونتين الفرنسي، فإن ترامب يستخدم تهديداته بفرض رسوم جمركية لدعم مطالب أخرى كتغيير المواقف في قضايا السياسة الخارجية. ففي المكسيك، يدعو إلى نشر القوات على الحدود، وكندا يرغب بضمّها. فيما يُطالب كولومبيا باستعادة مُهاجريها، ويُهدد بالاستيلاء على غرينلاند. وهو يُطالب أيضاً بتفكيك لوائح شركات التكنولوجيا الكبرى في الاتحاد الأوروبي. وقد دخلت هذه القضايا الأخيرة أجواء الحرب التجارية، وشكّلت رمزاً لاستراتيجية الإكراه الاقتصادي.  لن نسمح لترامب بالتحكم في أوروبا..قيادي في البرلمان الأوروبي: 2 أبريل يوم أسود - موقع 24طالب رئيس كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي مانفريد فيبر، الاتحاد الأوروبي بالوقوف في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في النزاع التجاري.

اضرب بقوة حيث يؤلمك

وبالتالي فإن أداة مكافحة الإكراه تكتسب معناها الكامل، "إنّها الوحيدة في ترسانة بروكسل، والتي لا تتبع منطق المُعاملة الصرفة بالمثل"، كما يوضح دوشاتيل. وبعبارة أخرى، فهي تسمح بضرب المكان المؤلم بقوة.

وبحسب كل من النائب عن حزب النهضة الفرنسي ديفيد أميل والخبير الاقتصادي شاهين فالي، فإن استمرارية النهج الأوروبي في ردود فعل متكافئة، ستصل إلى طريق مسدود، حيث تستورد أوروبا سلعاً أقل بكثير من الولايات المتحدة مُقارنة بما تُصدّره لها. لذا، يجب الاستعداد لتوسيع نطاق الصراع من خلال تفعيل آلية مكافحة الإكراه.

ويصف خبراء اقتصاديون هذه الأداة بأنها سلاح قادر على توجيه ضربات اقتصادية عميقة. وقد أعطى الاتحاد الأوروبي نفسه الحق في تقييد الوصول إلى أسواقه، وفرض القيود على حقوق الملكية الفكرية واستغلالها، أو على الاستثمارات المباشرة.

باختصار، يمُكن للاتحاد الأوروبي أن يحظر، مثلاً، منصّة بث مباشر أو شبكة اجتماعية من أراضيه. وبشكل أساسي، فإنّ مُكافحة الإكراه تسمح بالابتعاد عن الإطار التقليدي لقوانين منظمة التجارة العالمية. 

رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي بيرند لانغ، يقول، "في بعض الأحيان يكون من المهم أن يكون هناك سلاح على الطاولة"، كأداة ردع حتى وإن كان ينبغي عدم استخدامها.

أما عضو البرلمان الأوروبي عن تكتل التجديد السياسي ماري بيير فيدرين، فتقول "لكي يكون رادعاً، يتعيّن علينا أن نُظهر أننا مُستعدّون لاستخدامه". فإذا قرر ترامب تكثيف الضغوط على الدنمارك بفرض رسوم جمركية، فلن يكون أمام الاتحاد الأوروبي خيار سوى تفعيل هذه الآلية.

لا مُحرّمات أوروبية

كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قد صرّحت مؤخراً "لا نرغب بالضرورة في اتخاذ تدابير انتقامية، ولكن لدينا خطة مُحكمة للقيام بذلك إذا لزم الأمر". أما وزير التجارة الخارجية الفرنسي لوران سان مارتن، فأكد أنه "سيتعين على أوروبا الرد حتى تتمكن من الحفاظ على توازن القوى، وهذا ما يجب أن يكون".  

وتُعد باريس من بين العواصم التي تسعى إلى وضع مُبادرة سلاح الردع على الطاولة ضدّ تصعيد ترامب. وحسب مصدر مُقرّب من السلطة التنفيذية فإنّه "لا يوجد أيّ مُحرّمات". لكن تكمن مشكلة أداة مكافحة الإكراه في عدم استخدامها من قبل، لذا "يجب التعامل معها بأقصى درجات الحذر لضمان فعاليتها" حسب سيسيليا مالمستروم، المفوضة الأوروبية السابقة للتجارة.

بالمُقابل يرى محللون أنه "من المُحتمل، أن يرتجف الإصبع الأوروبي عند الضغط على زر تفعيل هذه الأداة"، وهي عملية، على عكس أدوات السياسة التجارية الأخرى، لا تقع في أيدي المفوضية الأوروبية وحدها. كما أن الدول الـ27 تُبدي اختلافاتها بشأن أفضل السُّبل للردّ على هجوم الرئيس الأمريكي الذي يلعب أيضاً على خطوط الصدع داخل الاتحاد، في حين يقوم إيلون ماسك بالترويج للأحزاب المُتردّدة في أوروبا من خلال منصّة "إكس".

مقالات مشابهة

  • لماذا تقلق أوروبا من تنامي السياحة الصحية خارج دول التكتل؟
  • من سيكون الرئيس في تركيا؟ استطلاع يكشف عن مفاجآت في ترتيب المرشحين
  • زيارة ستؤثر على مصير المنطقة.. لماذا يزور احمد الشرع تركيا؟
  • تركيا.. «حزب الشعب الجمهوري» يعيد انتخاب زعيمه
  • تل أبيب تصافح الكرد إعلاميًا وتساوم تركيا سياسيًا
  • تل أبيب تصافح الكرد إعلاميًا وتساوم تركيا سياسيًا - عاجل
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الشيخ الهجري: هناك أهمية للدور الرقابي الذي يقوم به المجتمع إلى جانب المؤسسات، في سبيل بناء وطن قوي ومتوازن
  • ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟
  • من البلقان إلى شرق أوروبا ومن تركيا إلى إسرائيل..لماذا تتصاعد الاحتجاجات السياسية حول العالم؟