انطباعاتي بعد لقائي مع رئيس الجمهورية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
لقد حظيت أنا والعديد من مديري وسائل الإعلام الوطنية بلقاء إعلامي، يوم أول أمس، مع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، دام لأكثر من أربع ساعات ونصف. ولقد خرجت بجملة من الانطباعات أردت أن أسردها بمصداقية وبدون مجاملة.
وما لفت انتباهي للوهلة الأولى هو طول مدة اللقاء، حيث قل ما شهدت في مسيرتي الصحفية رئيس جمهورية يخصص أزيد من أربع ساعات من أجندته المليئة، بدون شك، بالتزاماته، ويجعل الصحافة الوطنية تحظى بلقاء مفتوح تطرقت خلاله لجميع القضايا التي تخص الشأن الداخلي والخارجي للبلاد دون طابو أو حدود في طرح الأسئلة التي أجاب عنها بكل صراحة ودون تردد، حتى عندما كانت هذه الأسئلة تتعلق بقضايا حساسة أو مثيرة للجدل.
وكان رئيس الجمهورية رجل صريح وواضح، لا يتردد في الإجابة عن الأسئلة مهما كانت صعبة أو محرجة، ويبدو في أجوبته مطلع على جميع القضايا الوطنية والدولية في أدق تفاصيلها، ويمتلك رؤية واضحة لكيفية معالجتها أو حلها. رئيس الجمهورية يؤمن بدور الإعلام في المساهمة في بناء الجزائر الجديدة، ويسعى إلى توطيد العلاقة بينه وبين وسائل الإعلام، لكنه عبّر عن تذمّره لطريقة معالجة الصحافة الوطنية لبعض الملفات أو عند تطرقها لبعض النقائص. وكان يؤكد أنه من واجب الصحافة الوطنية "إظهار الحس الوطني العالي في كتابة المقالات والانتقادات التي يجب أن تخدم المصلحة الوطنية". وهي مقاربة أدت إلى فتح نقاش صريح ومختلف مع رئيس الجمهورية مع تبادل ثري لكيفية العمل الصحفي. معرباً في كل مرة عن أسفه لتركيز الإعلام الجزائري على الأحداث المحلية السلبية وتجاهله لما حققته الجزائر من إنجازات والقفزة النوعية التي تحققت في جميع المجالات. وهذا لم يمنع الإعلاميين لتوضيح أن جل عملهم يندرج ضمن مقاربة مهنية تهدف إلى تسليط الضوء على بعض السلبيات التي تبرز من حين لآخر ضمن أداء الجهاز التنفيذي، وهو المبرر الذي جعل رئيس الجمهورية يحدث تغييرا في الهيكل التنظيمي لرئاسة الجمهورية، حيث ذكر أنه وسّع من صلاحيات فريقه لمتابعة كل كبيرة وصغيرة تتعلق بقرارات يتخذها ولا تجد مجالا للتطبيق، وذكّر بأسف جديد كيف تأخّرت تعويضات الصيادين في تيبازة لأكثر من ستة أشهر بعدما قرر هو شخصيا تعويضهم في آجال استعجالية!
لم نبخل، خلال هذا اللقاء، بتقديم مقترحات تهدف إلى تحسين أداء الصحفي وتعزيز مساهمته في الجهود الوطنية في كافة المجالات والقطاعات. وهذا النهج البنّاء يبرهن على رغبة وسائل الإعلام في لعب دور فعال في تنمية الجزائر.
وأعرب رئيس الجمهورية، من جانبه، "عن استعداده الكامل والتزامه بمرافقة الصحافة الوطنية وحل جميع مشاكلها". وفي هذا السياق، أعلن عن تدابير وقرارات هامة سيتم الإعلان عنها لصالح الصحافة الوطنية.
وتخلّلت المقابلة بعض التجاذبات والاختلافات في الرأي، خاصة في القضايا المتعلقة بندرة بعض المواد الإستهلاكية أو وجود ضغوط حول أخرى وكيفية معالجة الجهاز التنفيذي لها.
لم يخل اللقاء من التطرق إلى جميع القضايا الدولية حتى منها الحساسة، كفشل الجزائر في انضمامها إلى "البريكس" وكل الخبايا التي أحاطت بهذا الملف.
لقد تم اللقاء في جو ديمقراطي ومنفتح وسمح بخلق تقاليد جديدة للعمل الصحفي وكيفية إدارة اللقاءات الصحفية من طرف أعلى سلطة في البلاد. ستبقى هذه الإختلافات مستمرة طالما أنها أحد أسس الأداء الديمقراطي الصحيح وبارومتر حقيقي لحرية الرأي والتعبير، وهي أسس حقيقية لبناء دول قوية. وأنا مقتنع أن التجاذبات والإختلافات التي برزت خلال هذا اللقاء لا تفسد للودّ قضية.
وسترجع "الخبر" بالتفصيل إلى مجريات هذا اللقاء في الأعداد القادمة.
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: الصحافة الوطنیة رئیس الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
الإثنين.. ندوة حول "الإعلام والهوية الوطنية" بـ"جمعية الصحفيين"
مسقط- الرؤية
تنظم جمعية الصحفيين العمانية، الإثنين المقبل، ندوة علمية بعنوان "الإعلام والهوية الوطنية"، تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية، وبحضور عدد المسؤولين والمعنيين والمهتمين، وذلك بمقر مسرح جمعية الصحفيين العمانية بمرتفعات المطار.
وتسعى الندوة إلى تعزيز دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية العمانية، ومناقشة دور الإعلام في الحفاظ على التراث العماني، واستكشاف العلاقة بين الإعلام والهوية في ظل العولمة، وتطوير استراتيجيات إعلامية لتعزيز القيم الوطنية وتحفيز الابتكار الإعلامي في تعزيز الهوية العمانية، وتعميق الفهم المشترك بين الإعلاميين والمجتمع، بالإضافة إلى اقتراح حلول عملية لمستقبل الإعلام العماني في تعزيز الهوية.
وستركز الندوة على دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية العمانية، ودور الإعلاميين في الحفاظ على القيم الثقافية العمانية الأصيلة، وكيفية استثمار الأدوات الإعلامية لتوثيق وحماية هذه القيم، كما سيتاح ضمن الندوة منصة حوار لتبادل الأفكار بين الإعلاميين والأكاديميين والمهتمين بالهوية الثقافية العمانية وكيفية توظيف الإعلام كأداة أساسية في تشكيل الوعي الجماعي وبناء الهوية الوطنية، لحماية القيم العمانية الأصيلة مثل التسامح، والاحترام المتبادل والتعايش السلمي.
وتحظى الندوة بمشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين يمثلون جهات عدة، ومنها جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بفرع نزوى وكلية البيان وجامعة نزوى وجامعة الشرقية والكلية العلمية للتصميم والجامعة العربية المفتوحة وجامعة مسقط وكلية عمان الحديثة وجامعة مجان.
وستتناول الندوة محورين رئيسيين وعدد من أوراق العمل، الأول حول "دور الإعلام في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز القيم"، والثاني حول "التحديات التي تواجه الإعلام العماني في الحفاظ على الهوية الوطنية". وستشمل الندوة على جلستين حواريتين يقدم خلالهما 10 أوراق عمل.
وتستهدف الندوة الصحفيين والإعلاميين العمانيين وطلبة الإعلام والاتصال، والأكاديميين والباحثين في مجال الإعلام والدراسات الثقافية، والمسؤولين في الهيئات الإعلامية والمؤسسات الحكومية، وصناع القرار والمخططين الاستراتيجيين في قطاع الإعلام ورواد وسائل الإعلام الاجتماعية والمحتوى الرقمي، والمؤسسات الثقافية والتعليمية، والمهتمين بالثقافة والتراث العماني.
ويصاحب أعمال الندوة معرض صور مميز يعكس الهوية الوطنية العمانية، يشمل عدة فئات من الصور التي تتميز بجمالها وقدرتها على نقل التاريخ والثقافة العمانية.