في ذكراه الثالثة ماذا يبقى من اتفاق جوبا؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
1
مضت ثلاث سنوات على توقيع اتفاق جوبا في: 3 أكتوبر 2020.. لكن الاتفاق لم يحقق أهدافه كما كان متوقعا للاتي :
- المحاصصات غير المبررة في تمثيل الموقعين علي الاتفاق في السلطة، مما نسف ما جاء في الأهداف والمبادئ العامة التي جاءت في صدر الاتفاقية، ومبدأ معالجة قضايا المناطق المهمشة في إطار معالجة الأزمة العامة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في السودان، والتنمية المتوازنة في جميع أقاليم السودان، وقيام جهاز دولة قليل التكلفة المالية، وتخفيض منصرفات الأمن والدفاع والقطاعين السيادي والحكومي ، وزيادة ميزانية التنمية ومنصرفات التعليم والصحة والدواء وخدمات المياه والكهرباء، وتوفير الخدمات البيطرية، وحماية البيئة، والاستعداد لكوارث الفيضانات والسيول، إعادة وتأهيل وإعمار المناطق الأقل نموا والمتأثرة بالحروب.
- لكن حقيقة الأمر زادت الأوضاع سوءا بعد اتفاق جوبا تم بعد اختطاف العسكر لملف السلام من رئيس الوزراء حمدوك ، والذي ساهم قادته في تعطيل قيام المجلس التشريعي وعدم تسليم البشير ومن معه للجنائية ، وتعطيل التحقيق في مجزرة فض الاعتصام . الخ.
كما وضح من الاتفاق تحت الطاولة قبل اتفاق جوبا حسب ما اشار مناوي.
- مشاركة قادته في الانقلاب علي الثورة والقمع الوحشي للمظاهرات السلمية الذي أدي لاستشهاد أكثر من 125 شهيدا، واصابة الالاف اضافة لحملة الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعنقلين السياسيين وحالات الاغتصاب،.وكان ذلك ضربة قاصمة للاتفاق. فضلا عن ما قاد إليه الانقلاب بعد الاتفاق الإطاري للحرب اللعينة الجارية الان.
اضافة لتولي جبريل ابراهيم وزارة المالية ، الذي سار في الطريق السابق مما أدي لقطع المساعدات الخارجية ، والعجز في الميزان التجاري ، وتدهور قيمة العملة والصرف المتضخم علي جهاز الدولة وقوات الحركات والجنجويد علي حساب ميزانية التنمية والصحة والتعليم ، وتدهور قيمة الجنية السوداني والارتفاع المستمر في الأسعار والضرائب والجبايات ، والكساد التضخمي ، والزيادات المستمرة في أسعار الوقود والكهرباء التي أدت للمزيد من الغلاء وتدهور الأجور وتدهور الإنتاج الزراعي والصناعي والحيواني، وانهيارالنظام المصرفي ، رفض تمويل المالية للمزارعين في توفير مدخلات وعجزها عن شراء القمح من المزارعين مما أدي لتصديره لمصر، كما واصل تولى مسؤولية المالية حتى بعد الحرب اللعينة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية وعدم صرف العاملين لمرتباتهم لأربعة أشهر.
2
هذا اضافة للخلل في منهج السلام في جوبا الذي حذرنا منه منذ بدايته، والذي قاد لهذا الاتفاق الشائه الذي لن يحقق السلام المستدام، بل سيزيد الحرب اشتعالا، كما حدث في دارفور بعد اتفاق جوبا والدمازين بعد الفتنة العنصرية الأخيرة ، قد يؤدي لتمزيق وحدة البلاد مالم يتم تصحيح منهج السلام ليكون شاملا وعادلا وبمشاركة الجميع.
اضافة للسير في الحلول الجزئية والمسارات التي تشكل خطورة علي وحدة البلاد ، ورفضها أصحاب المصلحة أنفسهم، كما حدث في الشرق والوسط والشمال..
- السير في منهج النظام البائد في اختزال السلام في محاصصات دون التركيز علي قضايا جذور مجتمعات مناطق الحرب من تعليم وتنمية وصحة وإعادة تعمير، فقد تمّ تجريب تلك المحاصصات في اتفاقات سابقة ( نيفاشا، ابوجا، الشرق،.الخ) وتحولت لمناصب ووظائف دون الاهتمام بمشاكل جماهير مناطق النزاعات المسلحة في التنمية والتعليم والصحة وخدمات المياه والكهرباء وحماية البيئة، وتوفير الخدمات للرحل و الخدمات البيطرية، وتمّ إعادة إنتاج الحرب وفصل الجنوب..
- - ليس هناك مبررا للتدخل الدولي الكثيف في شأن داخلي مثل: تدخل محور حرب اليمن، محور الدوحة، دول الترويكا وبقية الدول الأوربية وأمريكا في شأن داخلي يمكن أن يحله السودانيون ، علما بأن التدخل الخارجي اضافة لسياسات نظام الانقاذ كان سببا في فصل الجنوب.
3
القضية المباشرة هي وقف الحرب واعمار ما دمرته الحرب، وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، وترسيخ الديمقراطية والتحول الديمقراطي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتغيير العملة ، وعودة كل شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والدعم السريع وشركات الماشية والمحاصيل النقدية والاتصالات لولاية المالية، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بما يقوي الصادر والجنية السوداني وتوفير العمل للعاطلين من الشباب، ورفض السير في السياسة الاقتصادية للنظام البائد في رفع الدعم وتخفيض العملة والخصخصة،، وانجاز مهام الفترة الانتقالية وتفكيك التمكين والانتقال للدولة المدنية الديمقراطية التعددية ، وتجاوز اتفاق جوبا، ورفض الحلول الجزئية في السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة.
- إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، واجازة قانون النقابات الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية ، واطلاق سراح كل المحكومين ونزع السلاح وجمعه في يد الجيش وحل جميع المليشيات وفقا للترتيبات الأمنية، لضمان وقف الحرب والصدامات القبلية والنهب والاغتصاب الجاري الآن في دارفور والشرق. الخ، وتكوين جيش قومي موحد مهني.
- تسليم البشير والمطلوبين للجنائية الدولية ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية.
- عودة النازحين لمنازلهم و لقراهم وحواكيرهم ، وإعادة تأهيل وتعمير مناطقهم ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، وتحقيق التنمية المتوازنة.
- السيادة الوطنية ، والخروج من المحاور العسكرية، وعودة اراضي السودان المحتلة ، واعادة النظر في كل اتفاقات الاراضي والتعدين والمجحفة ، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع جميع دول العالم علي اساس المنفعة والاحترام المتبادل، وتصفية كل بؤر الارهاب والحروب في السودان.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: اتفاق جوبا
إقرأ أيضاً:
ترامب يتحدث عن اتفاق قريب بين روسيا وأوكرانيا.. ماذا عن القرم؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنّ روسيا وأوكرانيا "قريبتان جدا" من التوصل إلى اتفاق، حاضا إياهما على الاجتماع لوضع اللمسات الأخيرة عليه.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" بُعيد وصوله إلى روما حيث من المقرر أن يحضر، السبت، جنازة البابا فرنسيس، أنّ البلدين "قريبان جدا من اتفاق، وعلى الجانبين الآن أن يجتمعا على أعلى مستوى لوضع اللمسات الأخيرة عليه".
ولم تكشف الولايات المتحدة عن تفاصيل خطتها للسلام، لكنها اقترحت تجميد القتال على الجبهات والقبول بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في عام 2014.
ونُقل عن ترامب قوله في مقابلة مع مجلة "تايم" نُشرت، الجمعة: "ستبقى القرم مع روسيا. و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يُدرك ذلك".
وترفض أوكرانيا التنازل عن أي أراض لموسكو، مؤكدة أنها لن تقبل بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم.
وكرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن شبه جزيرة القرم تعود الى أوكرانيا رغم أن روسيا ضمتها في 2014، مؤكدا أن موقف كييف من هذه المسألة "ثابت" رغم الضغوط الأمريكية.
لقاء بوتين ويتكوف
من جهة أخرى أعلن الكرملين، الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بحثا خلال اجتماعهما في موسكو "إمكان" إجراء محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأفاد الكرملين أن ويتكوف عقد اجتماعا استمر ثلاث ساعات مع الزعيم الروسي في أعقاب هجمات روسية على كييف الخميس أسفرت عن مقتل 12 شخصا وبعد مقتل جنرال روسي بسيارة مفخخة في اعتداء حمّلت روسيا مسؤوليته لأوكرانيا.
وقال المساعد الرئاسي في الكرملين يوري أوشاكوف بعد المحادثات: "جرى نقاش حول إمكان تجديد المفاوضات المباشرة بين ممثلي الاتحاد الروسي وأوكرانيا"، واصفا المحادثات بأنها "بناءة ومفيدة جدا".
ولم تجر موسكو وكييف محادثات مباشرة بشأن القتال منذ الغزو الروسي عام 2022.
لكن مسؤولين من مستوى أدنى تعاونوا في مجالات مثل تبادل الأسرى وإعادة رفات الجنود القتلى وإبرام اتفاق الحبوب في البحر الأسود عام 2022 الذي لم يعد ساريا.
وأدى الهجوم الذي شنته موسكو في شباط/ فبراير 2022 إلى تدمير مساحات واسعة من شرق أوكرانيا ومقتل عشرات الآلاف.
وفي سعيها لإنهاء النزاع والذي لم يُسفر حتى الآن عن نتائج تذكر، تجري الولايات المتحدة محادثات مع كلا الجانبين بشكل منفصل.
وصرح أوشاكوف بأن الاجتماع ساهم في "تقريب" المواقف الأمريكية والروسية بشأن أوكرانيا. لكن كييف تخشى مع حلفائها الأوروبيين أن تُبرم موسكو وواشنطن اتفاقا مجحفا بحق أوكرانيا.
ويؤدي ويتكوف، وهو مستثمر عقاري وملياردير وأكثر المساعدين الموثوقين لدى ترامب، دورا رئيسيا في جهود السلام التي تبذلها واشنطن، على الرغم من أنه أدلى بعدة تعليقات أثارت غضب أوكرانيا.
وكان ترامب قد هدد بالتخلي عن وساطته إذا لم ير تقدما يفضي إلى وقف إطلاق النار.
وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" بعد أن أسفرت هجمات روسية على كييف عن مقتل 12 شخصا: "فلاديمير، توقّف!"، مؤكّدا استياءه من سلسلة الضربات هذه "بتوقيتها غير المناسب أبدا".
وعندما سئل كيف سيكون رد فعله إذا لم تقبل روسيا الاتفاق، قال ترامب، الخميس: "لن أكون سعيدا، اسمحوا لي بأن أضع الأمر على هذا النحو، حينها سوف تحدث أشياء".
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، في مقابلة مع قناة "سي بي اس" الأمريكية أن موسكو مستعدّة لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال لافروف إنّ ترامب "يتحدث عن اتفاق، ونحن مستعدون لإبرام اتفاق، لكنّ بعضا من العناصر المحدّدة لا يزال يحتاج إلى ضبط دقيق".